عن أي مشروع نقابي يدافع اليسار الجذري؟ عمل نقابي لأية أهداف سياسية؟

التضامن من اجل بديل اشتراكي

الحوار المتمدن-العدد: 4134 - 2013 / 6 / 25 - 00:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

1 – إن الأهداف السياسية الأساسية هي بوصلة العمل النقابي، فكل عمل نقابي يرمي أهداف سياسية. فما هي الأهداف السياسية التي نرمي تحقيقها من خلال عملنا النقابي؟
إن وعي اليسار الجذري بأهدافه السياسية وتوفره على إرادة النضال من اجل تحقيقها هو الذي يحدد مضمون عمله النقابي كرافعة رئيسية لتحقيق هذه الأهداف.
2 – تتمثل أهداف اليسار الجذري في بناء الوعي الطبقي، والنضال من اجل الاستقلال السياسي للشغيلة وتطوير النضالات العمالية والشعبية من اجل تغيير موازين القوى الطبقية لتوفير شروط التغيير الديمقراطي والاجتماعي الجذري.
3 – تتوزع هذه الأهداف السياسية التي ينشد اليسار الجذري تحقيقها إلى أهداف مباشرة وانتقالية وإستراتيجية مرتبطة فيما بينها بسياسة تكتيكية يمثل العمل النقابي احد ركائزها الرئيسية.
بهذا المعنى لا يستقيم نقاش المسالة النقابية بالنسبة لليسار الجذري إلا من زاوية نقاش المسائل التكتيكية لتحقيق أهداف سياسية.
4 – لكن إذا كان منظور اليسار الجذري للعمل النقابي ليس منظورا تريدينونيا (لا سياسي) فانه ليس بمنظور أدواتي (إلحاق العمل النقابي بتياره السياسي). وخلافا للأحزاب الإصلاحية والتيارات اليسراوية، يؤمن اليسار الجذري بان بناء حركة نقابية جماهيرية، مستقلة ومكافحة احد شروط بناء قيادة طبقية للنضال من اجل التغيير الديمقراطي والاجتماعي.
5 – صحيح إن أدوات التدخل النقابي وأشكال تنظيم وتعبئة الشغيلة يمكن أن تتغير وتتطور حسب الشروط الملموسة للصراع الطبقي، وصحيح أيضا أن مداخل الانغراس وسط الشغيلة متعددة (عبر المقاولة أو عبر الحي) لكن تجديد أدوات وأشكال ومداخل تنظيم الشغيلة وتعبئتها يجب أن يكون في انسجام تام مع الأهداف السياسية الأساسية.
أية إستراتيجية نقابية؟: اذا كان اليسار الجذري يلتقي حول نفس الأهداف السياسية الأساسية، فان عمله النقابي يجب أن توجهه نفس الإستراتيجية النقابية: فما هي هذه الإستراتيجية الموحدة لنشاط اليسار الجذري وسط الشغيلة؟
أولا، يجب أن تكون مستقلة بشكل تام عن الإستراتيجية البيروقراطية، ويجب إن تتمحور حول تحقيق الأهداف التالية:
+ تنظيم النضال الطبقي ضد الاستغلال في أماكن العمل من خلال حركة نقابية طبقية (وليس حركة نقابية للحوار الاجتماعي والتعاون الطبقي) ديمقراطية (وليس أجهزة نقابية بيروقراطية) ومكافحة (وليس نقابات تشاركية).
+ بناء حركة نقابية جماهيرية (تعمل على تنظيم وتعبئة جماهير الشغيلة) ووحدوية (تسعى إلى توحيد الشغيلة في النضال ومن اجل النضال).
+ بناء ممارسة نقابية ديمقراطية قاعدية تحت رقابة الشغيلة من خلال آليات "الديمقراطية العمالية" والتنظيم الذاتي للنضالات.
أي تكتيك نقابي؟: إذا كان خضوع التكتيك النقابي للأهداف الإستراتيجية أمر لا نقاش فيه، فإن تحديد وحسم الاختيارات التكتيكية على الصعيد النقابي يجب أن يكون موضوع نقاش ديمقراطي بين مختلف التيارات، شريطة أن تكون في خدمة الأهداف الإستراتيجية وفي احترام تام لاستقلالية المنظمات النقابية. تتغير وتتطور أشكال التدخل النقابي حسب تغير وتطور الحالة الملموسة للصراع الطبقي:
+ التشخيص الملموس لوضع الحركة النقابية (حالة التنظيمات، وموازين القوى بين التيارات السياسية، وطبيعة البيروقراطية).
+ التقدير الدقيق لموازين القوى (الانتصارات الإخفاقات).
+ التحليل الملموس لبنية وشروط عمل الشغيلة.
إن إعادة تحديد الاختيارات التكتيكية مسالة ضرورية بالنسبة لليسار الجذري وذلك لسببين على الأقل:
+ تغير السياق العام للصراع الطبقي (السياسي والاقتصادي والاجتماعي): استراتيجية الطبقات السائدة وتجدد النضالات الاجتماعية.
+ ازمة المشروع النقابي التقليدي والتحول النوعي للبيروقراطية النقابية.
+ حصيلة الاختيارات التكتيكية الحالية.
ما هي الأهداف المباشرة لعملنا النقابي؟: إن تحديد أهدافنا يجب أن يكون في استقلال عن أهداف البيروقراطية وتتلخص مهامنا النقابية على المدى المباشر والمتوسط في تحقيق الأهداف التالية:
+ تقوية وتعزيز مواقع اليسار الجذري في القطاعات العمالية التقليدية لتواجده (التعليم، الفلاحة، الموظفين...).
+ التدخل في القطاعات العمالية غير المنظمة نقابيا وغير المهيكلة اقتصاديا.
+ تشكيل معارضة نقابية واسعة وحدوية، تتجاوز الانقسام الفئوي للشغيلة ولا تختزل في قوى اليسار المنظمة.
+ تنظيم حملات سياسية حول المسائل الاجتماعية باستقلال عن العمل النقابي المباشر وفي ارتباط مع النضالات.
أي برنامج نضالي؟: إن تحديد برنامج نضالي موحد يجب أن يجيب عن الحاجيات المشتركة للشغيلة:
+ الدفاع عن المطالب المباشرة لعموم الشغيلة بغض النظر عن انتمائها النقابي.
+ التضامن النشيط مع القطاعات العمالية المناضلة.
+ الدفاع عن برنامج استعجالي لتلبية الحاجيات الاجتماعية واحترام الحريات النقابية.
+ النضال من اجل تعميم النضالات وتوحيدها.

#التضامن_من_اجل_بديل_اشتراكي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات