إعلام للسلام وتحديات الواقع

بكر ناطق

الحوار المتمدن-العدد: 4131 - 2013 / 6 / 22 - 20:54
المحور: الصحافة والاعلام
    

بعد اجتماعات ولقاءات وورش عمل كثيرة وجهود صادقة نحو تفعيل دور الاعلام الموضوعي في المنطقة العربية، تم اطلاق جمعية إعلام للسلام في الحادي والعشرين من حزيران في بيروت، من قبل شبيبة لبنانية اختطت نهجاً صحافياً لأول مرة في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط، لتعزيز العمل الصحافي الذي يتقاطع مع السياسات الاعلامية المؤدلجة، ويفتح مجالاً كبيراً لثقافة إعلامية سلمية في التعاطي مع الأحداث وتحليلها. وأشارت فانيسا باسيل الناشطة في المجتمع المدني ورئيسة هذا المشروع خلال حفل الإطلاق الى ضرورة التأكيد على الاخلاق المهنية في العمل الصحافي وإيجاد مساحة مشتركة بين جميع الأطياف، رغم التحديات التي تواجه عملهم، فإنارة شمعة بحسب وصف فانيسا يمثل إصراراً على تعزيز الهوية والانتماء الى الوطن وليس الى التيارات السياسية وإعلامها الذي يدفع باتجاه تأزيم الوضع.
ما زالت المؤسسة الاعلامية في العالم العربي فتية في مهنيتها إذا ما قورنت بنظيرتها في الدول المتقدمة. فهي إن تحررت من الشمولية في طرحها وجدت نفسها في عالم التجاذبات السياسية المتباينة. وتقف أمام الصحافي الحر عقبات كثيرة تقيد حركته في التعامل مع القضايا الساخنة التي تحاول أن تبعده عن التجرد في طرح المعالجات، بحسب توجه المؤسسة التي يعمل فيها أو خوفاً من التعرض لضغوط خارجية.
من جهته أكد ممثل دفعة 2011 لصحافيي السلام مصطفى رعد أن منظمة إعلام للسلام لا تنتمي الى الصراعات السياسية في لبنان،وأعضاء هذا التجمع المهني لا يعبرون عن الطائفية السياسية وإنما عن شريحة شبابية مدنية تؤمن بموضوعية العمل الاعلامي.
يبدو أن هذه المجموعة تحاول أن تنشر معيارها المهني بعيداً عن المحاصصة الطائفية، وتخلق أرضية مدنية يشترك فيها الجميع دون استثناء. وحضورها في الساحة الاعلامية يشكل نقلة نوعية في صناعة الإعلام العربي الذي يفترض به أن يكون انعكاساً حقيقياً لطبيعة المجتمعات وليس موجهاً للأزمات.
يعتمد نجاح منظمة إعلام للسلام بالدرجة الأولى على ما ستقدمه من تطبيقات لبرامج مهنية تخدم المسيرة الاعلامية. فالنوايا صادقة بلا شك، لكن التطبيق هو الفيصل في هذا المشوار الصعب الذي اختارته هذه الفئة الشبابية التي تتطلع الى تطوير مهاراتها وأدواتها المهنية خدمة لمفهوم السلام في الشرق الأوسط والعالم. وشمعة واحدة تكفي لقهر جحافل الظلام ليس فقط في عالم الصحافة وإنما في مختلف نواحي الحياة الثقافية والاجتماعية.

#بكر_ناطق (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل