أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بكر ناطق - الفردانية وبناء المجتمع














المزيد.....

الفردانية وبناء المجتمع


بكر ناطق

الحوار المتمدن-العدد: 4082 - 2013 / 5 / 4 - 16:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يتبادر الى أذهاننا في بعض الأحيان تصورات مرتبطة بالمصلحة الشخصية التي لا تنسجم مع طموحات الأمة خلال قراءة سريعة لمصطلح الفردانية المعارضة للتيار الجمعي في الزمان والمكان المحددين. ولم يكن في حسبان الشخص التقليدي أن هذا المصطلح قد أخذ ابعاداً متعددة الأوجه طوال فترات زمنية ساهمت في تحريك وتحوير المنعطفات الاديولوجية بحسب ما يحمله التاريخ من أحداث وتراكمات اقتصادية واجتماعية وكذلك علمية، وضعتنا في خانة حرجة أمام تطورات متسارعة فرضت علينا التسابق في التحليل وإزالة القوالب الجامدة بعد عمليات من المعالجة والفحص الدقيق. تكمن أهمية العمل الجماعي في المجتمع الذي تدور في فلكه العادات والتقاليد والأعراف، باعتباره نتيجة طبيعية للأخلاق العامة والحرص على المال العام والشعور بالمواطنة وتحقيق العدالة الاجتماعية التي يميل إليها الجميع. لكننا اليوم نواجه أزمات اقتصادية كبيرة ساهمت في التأثير بشكل سلبي في البنى العمرانية والأخلاقية وأصبحت الجماعية مرتبطة بمثالية لا يمكن الوصول إليها وكأنها من عالم آخر غير مرئي، فأصبحنا بين مطرقة الظروف الصعبة المستندة الى أخطاء الماضي وبين سندان الجهل وعدم التخطيط والاحساس بالخطر. فالفرد هو جزء لا يتجزأ من ماهية الأمة إن كانت على المستوى القطري أو الأممي خصوصاً بالنسبة للشعوب التي تشترك الى حد ما بثقافات متقاربة. فنضال الشعوب بوجه التسلط الذي بلغ سيله الزبى في الماضي البعيد والقريب ساهم في تغيير القيم والمفاهيم الجامدة وقدم جداولاً تنظيمية تتجدد في كل انطلاقة انسانية تحمل معها قوانين السلوك والعلوم والفنون والآداب. إستندت تلك الشعوب في تطلعاتها الى الأفراد والنخب التي لا ينضب عطائها. نحن لا ننكر أهمية الفرد في بناء المجتمع والفردانية يمكن لها أن تعبر عن مضامين اجتماعية جديدة تسهم في دعم روح الجماعة وليس الابتعاد عن الكل في زوايا مليئة بالأنانية. أما إذا تفاقم الاحساس بالأنا فليكن هذا الأنا فوق الملذات يسبح في عوالم القيم والأخلاق وليس في مستنقع الكراهية والأحقاد. يمكن للفرد أن يستقل ويبدع ويطور وأن يؤدي دوراً إيجابياً في أي قطاع كان. ويحق للفرد أن يعترض ويغير، فهذه مسألة طبيعية تتوافق مع حتمية الحياة منذ النشأة الأولى. فالثائر هو من يحمل مشعل التغيير كما الرسام الذي يثور على التقاليد الفنية البالية ليضع بصمته الجديدة وتقنيته الخاصة. إن جدلية عيشنا على هذا الكوكب تحتم علينا أن لا نهمل دور الفرد في بناء أمته، ونحاول أن ندعم الأفراد كافة ونشجعهم في تطوير قدراتهم وما يرغبون فيه ونصغي الى ما يفكرون ونمنحهم الحرية في التعبير والتلوين ليصبحوا بناة فاعلين ضمن مجموعة كبيرة تعرف بالمجتمع المتكامل. وتدعم الفردانية الجديدة هذه المشاركة الفعلية في بناء الأمة وتخدم مصطلح الجماعية في كل تجلياته، حيث أن المجتمع لا يفرض الآراء البراغماتية على أفراده بل يقوم الأفراد بأداء مهامهم دون قيد أو شرط. فالفضائل ليست عنوان ثابت يقف عنده الجميع على طرفي نقيض بين التضحية والاستغلال، إنما هي اندفاع ذاتي ينبع من فوضوية إنسانية وفطرية يصقلها الزمن لتحلق في سماء صافية تبحث عن ذاتها وتطور أساليبها وتنظر الى المستقبل الزاهر الذي طال انتظاره في شرقنا الباحث عن ذاته الجماعية بين أفراده.





#بكر_ناطق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بكر ناطق - الفردانية وبناء المجتمع