نداء في يوم الشغيلة العالمي نزع سلاح اعداء البشرية المسؤولية التاريخية للشغيلة

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 1184 - 2005 / 5 / 1 - 23:46
المحور: ملف 1 ايار 2005- الطبقة العاملة في ذكرى 1 آيار
    

يفرض عصرنا عصر العولمة الرأسمالية والتمركز الهائل للرأسمال وسلطته التي تمثلها الادارة الامريكية التي تجاوزت كل المؤسسات الدولية وكل القوانين والاعراف الدولية ورأي ملايين البشر التي جسدتها مظاهراتهم الرافضة للحرب على العراق،والتطور الهائل لاسلحة الدمار الشامل، تطوير اساليب الصراع الطبقي السالفة التي لم تعد كافية في عصرنا. ان استمرار وتطور الصراع الطبقي: القانون الاساسي لعلاقات الانتاج الراسمالية، اخذ يتسع ليشمل الصراع بين البشرية والرأسمال. فسلطة العولمة الرأسمالية التي تجسدها الادارة الامريكية لم تعد تستغل وتستعبد الشغيلة او ابادتها فقط بل هي تعمل على استغلال واستعباد البشرية عموما او ابادتها. واذا كانت الثورة الاجتماعية ضد الراسمال في بلد او عدة بلدان وسيلة لتحرير البشرية من الراسمال ، هو الاسلوب الوحيد والناجع في المرحلة السابقة، فان هذا الاسلوب من الكفاح وبفضل الثورة العلمية التكنولوجية اصبح غير كافيا. اذ بقدرة اعداء البشرية واسلحة الدمار الشامل القضاء على بلد واحد او عدة بلدان تنتصر فيها الثورة، كما صرح بوش قائلا: "ان في قدرة الولايات المتحدة خوض اكثر من حربين او ثلاث في آن واحد".
ولم يعد امام البشرية من وسيلة للتحرر من مخاطر علاقات الانتاج الراسمالية في عصر العولمة الراسمالية الا بنزع اسلحتها المتعددة وفي مقدمتها اسلحة الدمار الشامل ودون اغفال السلاح الايديولوجي، اولاومن ثم الملكية الخاصة لوسائل الانتاج. لقد رفعت البشرية شعار نزع السلاح الشامل منذ الحرب العالمية الثانية ولكنها لم تجد السبيل الصحيح ولا القوة القادرة على تحقيقه . فقد عمدت الى تنظيم حركات السلم العالمية وعقد المؤتمرات الدولية ولجأت الى وسيلة توازن القوى التي لم تؤد سوى الى انتشار اسلحة الدمار الشامل لان توازن القوى موقوت واختلاله دائم لصالح الاقوى. ورغم كل التأكيدات على الرسالة التاريخية لشغيلة العالم في تحرير البشرية من كل اشكال الاستغلال والحروب فانه جرى تغيب هذه الرسالة عمليا وتجميد كل وسائل واساليب تحقيق ذلك . واستغل مؤدلجو العولمة الراسمالية ذلك التغييب للايغال في تضليل واستغلال الشغيلة واخضاعها لكل شروط الراسمال وسلب الكثير من مكاسبها التي قدمت التضحيات الجسام لنيلها. وبدلا من استخدام منجزاتها العلمية والتكنولوجية لترفيهها وترفيه البشرية جرى الامعان في استغلالها ورمي الملايين باحضان البطالة وبدلا من نزع السلاح الشامل جرى ويجري نزع سلاح وحيد الجانب ، نزع اسلحة الشغيلة من حق الاضراب والدفاع عن النفس الى نزع سلاح الشعوب وحقها في الدفاع عن حريتها وحقها في الحياة ودمغ مقاومتها للاستعباد والاستغلال بالارهاب.
ان شغيلة اليد والفكر وهم بناة كل هذه الحضارة الانسانية الجبارة بكل ما فيها من سلبيات وايجابيات ، فهم المخترعون والمصممون والمنفذون والمستخدمون لكل المنجزات الحضارية وكذلك كل اسلحة الدمار الشامل وهم القادرون على رفض انتاجها واستخدامها وعلى تحويلها الى وسائل سلمية تخدم البشرية او اتلافها وبذلك ينزعون اسلحة الرأسمالية ويمكنون البشرية عموما من التمتع بمنجزاتهم .والشغيلة هم المجندون الذين تسوقهم العولمة الرأسمالية لفرض هيمنتها على العالم ..ولهذا فان البشرية تنادي:
-يا علماء العالم حولوا مراكز البحث العلمي لتطوير الاسلحة الى مراكز لبحث وتطوير كل وسائل وسبل رفاه البشرية وتحررها
-يا مهندسي العالم وخبراءها ابطلوا مفعول كل الاسلحة وفي مقدمتها اسلحة الدمار الشامل وحولوا معامل انتاج الاسلحة الى معامل للانتاج المدني ويا طياري العالم ارفضوا قصف المدن وترويع الاطفال وقتل البشر وتهديم منجزاتهم، وحولوا حاملات الطائرات الى منتزهات عائمة ومصحات ورياض اطفال. ويامفكري العالم طوروا النظريات الثورية وادحضوا ادعاءات اعداء البشرية
-يا عمال العالم ارفضوا العمل لانتاج السلاح او نقله وارفضوا تجنيدكم لاستخدامه ضد ابناء شعبكم او شعوب العالم تنفيذا لاهداف مستغليكم ومستعبدي شعبكم وشعوب الارض فلا تكونوا الاداة والوقود لافناء العالم بيد اعدائكم، اعداء البشرية .
ان السبيل الوحيد لانقاذ البشرية بل والكرة الارضية من خطر الفناء هو ادراك شغيلة اليد والفكر رسالتهم التاريخية " تحرير البشرية " من خلال نزع جميع اسلاحة الراسمالية، المادية والفكرية وصولا الى نزع الملكية الخاصة لوسائل الانتاج . وهم الجديرون بالنهوض بهذه المهمة التاريخية باسناد كل البشرية وتظافر جهود كل منظماتها الانسانية لبناء المجتمع الانساني الحقيقي.
سعاد خيري في 1/5/2005

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل