أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حياة البدري - مابعد الخرف العربي














المزيد.....

مابعد الخرف العربي


حياة البدري

الحوار المتمدن-العدد: 4121 - 2013 / 6 / 12 - 14:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اشرأبت له كل الأعناق، وانفتحت له معظم الصدور والأسارير، وتوشحت جميع القلوب بما فيها حتى الغربية غير المعنية بالأمر، بوشاح الأمل والطموح ...أمل التغيير إلى ماهو أحسن... وأعظم ... إلا قلبا واحدا ووحيدا بقي على حاله، يترقب ويتوجس... خائفا من من كل ماهو آت... إنه قلب المرأة العربية، التي ألفت أن أي تغيير يأتي على حسابها وأي بدايات تكون عليها وأن أي زلة تعرفها بلدانها... تمسح في كيانها وجعل أي انهيار أو زلزال أو عطالة أو مجاعة أو تخلف... يكون بسببها، وبسبب تبرجها أو مشاركتها في كل الميادين......؟ !!!

فما بعد الربيع العربي ، والذي لا أعتبره بالمرة، ربيعا بقدر ماهو خريفا وخرفا وردة عربية كبرى، نعم ردة ورجوعا نحو الوراء، رجوعا بكل ماحققته المرأة من تقدم في كل المعارك...سواء الاقتصادية والاجتماعية منها أو السياسية والحقوقية والفنية...

فبعد بداية تربع المرأة على عرش الوزارة في عهد عبد الرحمان اليوسفي ، بنسبة كانت تبشر بالخير والرقي والسير نحو طريق المساواة الحقة ونحو تطوير كل مايطال مدونة الأسرة وباقي القوانين من نقصان وابتعادها عن الواقع العربي، الذي توقع معظم بلدانه على معظم الوثائق الدولية . صارت هذه النسبة مابعد الربيع العربي/ الردة العربية، عقيمة، تكمن في امرأة واحدة ووحيدة وكأن الأحزاب السياسية والبلاد، تخلو من العنصر النسائي أو لا توجد نساء يهتممن بالشأن السياسي للبلاد !!...

فبعدما كانت الجمعيات النسائية، تنشغل بتطوير وتعديل القوانين المجحفة في حق المرأة والبعيدة بآلاف الأميال عن الواقع العربي، وتحقيق المساواة الحقة على أرض الواقع... من منطلق الانتماء للدول المساندة للمساواة، وباعتبار الدستورالمغربي من الدساتير التي تنص عليها، صارت الآن تسعى وتناضل و تقف وقفة المرأة الواحدة والصف الواحد من أجل عدم الزحف والقفز على المكتسبات التي حققتها قبل مايسمى بالربيع العربي... والعودة براهن المرأة نحو البدايات الأولى من اللامساواة والحيف الجائر...

إن أول ماجاء به الربيع العربي/ الردة العربية، هو تضييق الخناق بشكل أكبر وأكبر على المرأة وتعليق كل المعضلات على شماعتها ...وعلى كل ما يحيط بالمرأة وما يتعلق بالإبداع والفن ، حيث أصبح لدينا مايسمى بالفن النظيف وغير النظيف !..
إذ بدل إنصاف المرأة والعمل على تفتيح أزهارها وازدهار عطاءاتها، تم الحد من كل طموحاتها وكبح كل مساعيها وجهودها والعمل على الدفع بها نحو التقهقر والانكماش والانشغال بالدفاع عن المكتسبات والصد للهجومات المتعددة... بدل العطاء والتقدم نحو الأفق والمساهمة في التغيير الحق والبناء الفعال...

فبدل العمل على المناصفة والحد من كل أنواع العنف التي لاتزال تكسو بلادنا... : مادي، نفسي، سياسي، اقتصادي،إعلامي... ازدادت الاغتصابات للطفلات والاختطافات ... !!! وزادت نسبة العنف المخيم على النساء، وتكيف هو الآخر مع العصر !... وأصبح كالحرباء يأخذ لون الجهة والفترة الزمنية التي يتواجد بها.

كما ازداد عدد المشرعين وكثر تنوع الفقهاء والمنظرين في الدين والعقيدة وأصبح من هب وذب يفتي ويفهم في علم الأديان وفي الشريعة الإسلامية ويحلل ويحرم !!! وبالتالي يفتي و يحكم ...


وزالت تلك الهالة الكارزماتية التي كان يتحلى بها الزعماء السياسيون ... وحلت محلها صفات التهريج والمراهقة السياسية ... وزالت الغيرة عن الوطن والمواطنين وتم تعويضها بعبودية المناصب والفهلوة... والغش والتدليس في كل القطاعات ... وأصبحت وغيرها من آفات اجتماعية هي في تنام وتصاعد ...

ستصيب لا محالة قلب البلاد والعباد بالسكتة القلبية والدماغية ... إن سارت على هذا الخط الغريب عن كل المعادلات الرياضية والاجتماعية والسياسية... فإلى أين نحن ذاهبون؟؟ ! ومتى ترسم قصائد الأمل والأمن الأمان على خدود النساء و"المعطلين" والفئات المستضعفة بالبلاد؟ ومتى ستصبح البرلمانات مسرحا للعمل الجاد والمسؤول والتخطيط المثمر... بدل لعبة للإلهاء ومسرحا للجدل العقيم وبحيرة لتفريغ الطاقة...
فمتى؟ متى، سيتحول هذا الخريف إلى ربيع حقيقي ويتم إيقاف نفث السم بالجسد العربي وتكميم أفواه أفاعي الدمار والخراب؟؟...



#حياة_البدري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كابوس مزعج
- آن الأوان ...
- رحلة قصيرة مع تاجر حشيش
- دسترة اللاعنف، إلى متى...؟
- العرس النسائي الثالث
- من أقذف بصهارة بركان الثورة العربية إلى الخارج؟
- بيان اتحاد العمل النسائي:استنكار الحملة الدنيئة التي تستهدف ...
- هل سيخلق ازدحام المكتبات ازدحاما للمعرفة؟
- عدم تقدمنا ينبع من كسل وخمول... إداريينا
- هل تحررت المرأة ...؟
- نساء يجعلن من الحدائق متنفسا لكربهن وحلا لمشاكلهن
- أبحث عنك...
- نساء بين مطرقة الفقر والعنف الزوجي
- من المسؤول؟
- «بويا عمر» مجرد سجن لا علاقة له بعلاج المرضى النفسيين والعقل ...
- لنتضامن...
- اللعنة لمن يبخس قيمة بني الإنسان
- إلى أين المسير؟!!...
- لتكون سياسيا ناجحا
- الثالوث المهيمن


المزيد.....




- صورة سيلفي لوزير مغربي مع أردوغان تثير انتقادات وردود فعل في ...
- سيارة همر -مسروقة- في دمشق تظهر ضمن سيارات الأمن السوري... ك ...
- -فضيحة الصندل-.. برادا تعترف باستلهام تصميمها من الصندل الهن ...
- مقتل 18 فتاة في -حادث المنوفية- يهز مصر وسط مطالب بإقالة وزي ...
- مئات الملايين والمليارات: حفلات زفاف باهظة الثمن في القرن ال ...
- ترامب: أنا -لا أعرض شيئا على إيران ولا أتحدث معهم-
- مشروع مغربي طموح يربط دول الساحل الإفريقي بالمحيط الأطلسي
- توتر الوضع الأمني في الشرق الأوسط : كيف يؤثر على خطة لبنان ل ...
- بعد شهر من الغياب.. العثور على جثة الطفلة مروة يشعل الغضب في ...
- حل مئات الأحزاب الأفريقية.. خطوة نحو التنظيم أم عودة لحقبة ا ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حياة البدري - مابعد الخرف العربي