أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جميل محسن - ذكريات قديمة عن الشاعر الكبير مظفر النواب















المزيد.....

ذكريات قديمة عن الشاعر الكبير مظفر النواب


جميل محسن

الحوار المتمدن-العدد: 4120 - 2013 / 6 / 11 - 09:08
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    




كتبت هذا المقال مشاركة لمجموعة خيرة انشأت كروب تواصل على الفيس بوك بأسم شاعر العراق الكبير مظفر النواب .

في اوائل السبعينات كنا في سوريه خليط متنوع من العراقيين بين طلاب واهل سياسة من المعارضين لحكم البعث حينها بعد استلامه السلطة في انقلاب تموز 1968 .
كنت مع الشييوعيين عموما واغلبهم في ذلك الزمان وفي سورية من انصار ومؤيدي وقياديي الحزب الشيوعي العراقي – القيادة المركزية واعتقد ان فكر وعاطفة شاعرنا الكبير النواب كانت مع هذا الخط , كما كان الجميع يتذكرون من شعره الكثير ويعرفون بانه قد غادر العراق في وقتها حفاظا على سلامته وحفاظا اكثر على استمراريته بكتابه اشعار ملتزمة بالعراق واهله ولا تصلح للتجارة والبيع والشراء والقبض من النظام الجديد , جزيل العطاء للمداحين , حاد وقاطع كالسيف مع غيرهم .
كانت لقائاتنا وتعاوننا عموما مع اهل اليسار من السوريين والتنظيمات الكردية السوريه والمنظمات الفلسطينية والعربية من طلاب ولاجئين وزوار وغيرهم , والعجيب ان اغلبهم يحفظ من شعر النواب باللهجة العامية العراقية كما بالفصحى اكثر من العديد منا , وكان هذا مبعث فخر واعتزاز بيننا كعراقيين خاصة حينما نلتقي ونجلس مع شيوعيي سوريه , جماعة خالد بكداش , جماعة المكتب السياسي , حزب العمل الشيوعي , التنظيمات التروتسكية , وتبدأ تساؤلاتهم العامة والشعرية والشخصية عن شاعرنا الكبير , وفي مجال شعره العامي كانت قصيدة البراءة في المقدمة , والمطلوب منا كعراقيين هو التفسير لكلماتنا الدارجة في القصيدة والمنقوله من نص حديث الام والاخت مع الابن والاخ المسجون والمطالب حينها من السلطة بكتابة اسطر يتبرأ فيها من حزبه الشيوعي لاطلاق سراحه وكمثال ....
الأم – يبني ضلعك من رجيته .. الضلعي جبرته وبنيته ... يبني خذني لعرض صدرك واحسب الشيب اللي من عمرك جنيته ... الى ان تنهي مناجاتها للابن المسجون كي لا يوقع ورقة البراءة بالقول ..... يبني لا تثلم شرفنه .... يبني ويه كل كلمة براءة كم شهيد من الشعب ينعاد دفنه ؟.
ويشتغل التفسير والترجمة للفصحى ثم للعامية السوريه .
الاخت – خوية كابلت السجن حر وبرد ليلي ونهاري ... ابهاي جازيت انتظاري ؟ ... الخ
وتمضي جلسة الفرح والشعر والتفسير كما يجب , والمبهج وقتها هو تواجد احد الضليعين في شعر مظفر النواب معنا كما يجيد الالقاء وحافظ كل بيت وكلمة هو الدكتور العزيز( أ ك) ولو باقيه عليه أني لخرجنا يخسارة فلا احب الشعر اصلا الا مايرتبط قسم منه بمعاني الوطنية كما السياب والجواهري ودرويش وسميح القاسم , وليس هذا بيت القصيد فكما فرحنا بأهتمامهم اصابنا من الالم والدهشة الكثير للمعلومات المغلوطة عن شاعرنا الكبير والتي ادخلها البعض في عقولهم !! بعضهم يتحدث عنه بالقول المرحوم النواب وكأن شهادة النعي متوفره واخرين يقولون ... مع الاسف كان شيوعيا جيدا والان هو مع السلطة في العراق .. وغيرها من المعلومات المدسوسة لتشويه سمعة الشاعر وما علينا سوى التصليح والرد ما امكننا , ولكن وكما يقال فالذي تسمعه غير الذي تراه , وبالعامي اللي تسمعه غير اللي اتشوفه , وكان لنا في مدينة حلب السوريه وقتذاك اخ ورفيق هو صديق شخصي للشاعر مظفر النواب ويدعى (أ ح) قال لنا بأن شاعرنا الكبير سيقدم الى سورية لفترة من الزمن ومن الممكن الطلب منه زيارة حلب والتحضير لامسية شعرية في قاعة جامعة حلب وذلك ماتم فعلا لاحقا .
بعد حرب تشرين 1973 بين سورية ومصر من جهة واسرائيل من جهة اخرى والتي تبين لاحقا بأنها كانت حرب تحريك لا تحرير من قبل النظامين السوري والمصري تمهيدا للهدنة والسلم القادم والمفاوضات المتواصلة بين الانظمة العربية واسرائيل واعلان نهاية الحروب ضدها والأتجاه لتمتين وترسيخ اوضاع واقدام انظمة القهر العربية واشهار دكتاتوريتها وفاشيتها على شعوبها ونقل الجيوش من الجبهات لتصبح شرطة الداخل للحفاظ على استقرار الانظمة وديمومتها , فأين الشاعر مظفر النواب من هذا ؟
كان هنالك رفض مطلق من اكثرية الجماهير العربية والفلسطينية واحزابها وتنظيماتها للاتجاه المساوم الجديد لانظمة التفاوض والرضوخ للحلول الاسرائيلية وجوهرها كل فلسطين تحت الاحتلال مقابل الحفاظ لكم يازعماء العرب على كراسيكم ثابته مقاومة للاهتزاز .... وانطلق الغضب الشعبي العربي وخاصة في الجامعات والمعاهد واماكن تجمع المتعلمين والمثقفين في طول بلاد العرب وعرضها من المغرب وتونس الى مصر والسودان نحو الشرق حيث لبنان والاردن وحتى الخليج العربي واليمن وعمان والعراق وأخيرا سورية حيث كان مظفر النواب حينها متواجد واشعاره الفصحى الجديدة ملئ العين والبصر وكأنها نشيد الجمع الرافض للمساومة والاستسلام , فمن المحيط الى الخليج كانت ابيات , الوتريات الليلية , والقدس عروس عروبتكم هي عنوان وشعار لوحات تضاهرات الشباب , كما ان تأليفه للنشيد الفلسطيني ... يازهرة النيران في ليل الجليل ... اما فلسطين واما النار جيلا بعد جيل ... ليصبح نشيد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وجبهة الرفض كلها , هي اذن الاشعار الفصحى تجمع العرب ثانية حولها لان معانيها تعبر عن عواطفهم وامالهم , وفي اي امسية شعريه للنواب وفي اي مسرح او قاعة دمشقية سواء في الجامعة او خارجها كان المئات ان لم اقل الالاف يتوافدون للحضور والمحظوظ من يجد له مكان في الداخل او عند الابواب والممرات وفي الخارج , وعاد الشعر الى اهله الناس البسطاء اللذين لم يكن في حسبانهم يوما حضور امسيه شعريه رومانسيه تتغنى بالحبيب أو حماسية مدحية تتغنى بالحاكم القائد وامجاده , ولكنهم حضروا هذه المرة ليسمعوا ويشاهدوا ويفهموا كلمات تمس شغاف القلوب مثل
ياهذا البدوي الممعن بالهجرات
تزود قبل الربع الخالي بقطرة ماء .... أو
ادخلتم كل زنات الليل الى حجرتها
ووقفتم تسترقون السمع وراء الابواب الى صرخات بكارتها
وسحبتم كل خناجركم
وصرختم فيها ان تسكت صونا للعرض ..... الخ
ويسترسل الشاعر ويفهمون ويتواصلون ويشتد الحماس وينتقل اللهيب عابرا للحدود معبرا عن مكنونات وامال والام المجتمع العربي , وكنا في حلب نسمع ونستمع الى كل مايدور ونتفاعل وننسق ونحاول ان نشارك ما امكننا , ولهذا طلب منا رفاقنا واصدقائنا في حلب من السوريين والعرب والفلسطينيين والاكراد , الوفاء بوعدنا لهم ومحاولة اقامة حفل او امسيه شعرية للنواب العظيم في احدى قاعات او مدرجات جامعة حلب لكبر حجمها ولشهرته الطاغية بين الطلاب والطالبات ولم نقصر حيث تم تنسيق الامر من حلب بواسطة العزيزين الرفيقين الدكتور (أك) و(أح) بذهابهما الى دمشق حيث مكان تواجد الشاعر ليلتقيا كذلك بالرفيقين (س خ) و(ط د) القياديان في الحزب الشيوعي والقادران دوما على الاتصال مع مظفر النواب وهكذا تم الامر بسهولة وتم تعيين موعد الرحلة ويوم الامسية ولم يبق غير نقل الاخبار السارة الى حلب وكل المتلهفين لتضاهرة ثوريه كهذه , فهل مر اليوم الموعود حسب المخطط المرجو ام ان تحت الرماد بعض النار ؟ بالنسبة لي فقد علمت بالموعد المحدد للامسيه قبل انعقادها بيومين او ثلاثة وهنا المشكلة التي هي غير بسيطة !!فكيف يجب اشعار الجميع ؟ وفي ذلك الوقت لاموبايل ولا انترنيت ولا حتى هاتف عادي , فالاكثرية طلاب او عمال او موظفين يجب ان تمر عليهم فردا فردا , وحتى الجامعة فان مبانيها تمتد لمسافة اكثر من ميلين بين كليات مختلفة واقسام داخلية , ومع هذا فقد توليت اغلب الاتصالات وذلك معناه المرور على مكاتب واناس ومقرات مشبوهه احيانا في نظر السلطات والمخابرات السورية التي نضع امثالي تحت المراقبة المستمرة , ولم ابالي فالحدث يستحق المجازفة وامسيه النواب ستكون لحظة ذكرى عظيمة في حلب وجامعتها وذلك ماتم فعلا في احدى اماسي منتصف السبعينات وامتلأت قاعة كلية الاداب جامعة حلب عن اخرها هي والابواب والممرات وحتى الخارج , فقد جاء شاعرنا العظيم والتهبت الاكف بالتصفيق والحناجر بالهتاف وهو ينشد ويشدو لكل الامة ومستقبلها وابنائها شعرا كأنه الغناء الراقي من حنجرة تجيد الالقاء وتلحين المعنى , ولم تهدأ القاعة الا بعد ان تعب الشاعر وحمل الى الخارج بين ايدي واعناق محبيه ومتابعي شعره , ولم اكن هناك مع الاسف بل رويت لي الاحداث كما حصلت في الامسيه ففي صباح ذلك اليوم استدعتني شعبة الامن السياسي في حلب وهي احدى افرع او اذرع المخابرات السورية المتعددة بعد تفتيش دقيق للغرفة التي اسكنها وسؤالهم المستمر كان عن سبب هذه الفرفرات والانتقالات المستمرة بين بيوت ومقرات مشبوهي السياسة في حلب , وكما يقول المثل العراقي وقبل ان تثبت نفسك حصيني ايروح جلدك للدباغ !! وفعلا وعندما اعادوني للبيت او بالاحرى قالوا لي اذهب كانت الامسيه قد انتهت والنواب عاد منهكا الى بيت احد الرفاق وانا اتمشى من مقر الامن السياسي بعد انتصاف الليل عابرا منطقة حديقة حلب العامة اشم رائحة ورد الشبوي العطرة والذي يتفتح ليلا , ضاربا كفا بكف على فقدان الاستماع لمظفر النواب وليلة من ليالي العمر في مدرجات جامعة حلب الشهباء .



#جميل_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنجلينا جولي الانسانة
- خلع الطائفة .. تحد خجول ام بداية الطريق نحو المجتمع المدني و ...
- دولة عراقية بلا عمال هذا مصيرها !!
- الانفجارات اقنعتني بضرورة الانتخابات
- توزيع بيان البديل الوطني والقيادة المركزية في جمعة شارع المت ...
- فخري كريم يعظ !؟ وقفه مع المالكي والوطن
- مع مؤتمر التيار الديمقراطي - الكرخ الاولى , ملاحظات اولية
- جمعة بغداد .. بين المطيرجية والكتب !!
- عاشت دولة فلسطين حرة مستقلة
- هل من علاج للضايج من شعبه !؟
- البطاقة التموينية وحكومتنا والدب وصاحبه الصياد
- الأصدار الأول لرديف الداغستاني ... قصص قصيرة لمفكر سياسي
- الستوتة ... وقدر العراقيين
- لم يكونوا بعثيين بل شيوعيين حمر ياجريدة المشرق
- سلام وخشوع لكم يانساء ورجال 1027 المحررة
- ربيع بغداد 16/9 ... جمعة الفرز بين السلطة والثورة
- ربيع بغداد... 9/9 ... جمعة قناة الشرقية !!؟؟
- تنسيقيات الثورة السورية .. رد هادئ ورجاء من الشقيق العراقي
- المالكي.... ربيع العرب جيد ولكن .. يخدم مخططات أسرائيل والصه ...
- ربيع بغداد - ساحة التحرير5/8/2011- منطق الشبيحة ؟؟


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جميل محسن - ذكريات قديمة عن الشاعر الكبير مظفر النواب