أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رشيد غويلب - حركة احتجاجية في سبيل دولة مدنية ديمقراطية / تركيا: تفجر الغضب الشعبي المكبوت يرعب اردوغان














المزيد.....

حركة احتجاجية في سبيل دولة مدنية ديمقراطية / تركيا: تفجر الغضب الشعبي المكبوت يرعب اردوغان


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 4118 - 2013 / 6 / 9 - 02:35
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    




منذ الحادي والثلاثين من ايار الفائت تجتاح اغلب المدن التركية حركة احتجاجية جماهيرية واسعة يشارك فيها مئات الآلاف من الشبيبة والناشطين الاجتماعين، مدعومة من اكبر الاتحادات النقابية العمالية في البلاد ، اتحاد نقابات العاملين في القطاع العام، وتشارك فيها ايضا الاحزاب السياسية المعارضة للحكومة، اليمينية و اليسارية على حد سواء.
وكانت خطط الحكومة الاسلامية المحافظة لتدمير الطابع الحضاري والتاريخي لمدينة اسطنبول، وهدم عدد من احياء المدينة الفقيرة لصالح مشاريع سكنية وبناء جسور واسواق تلبي نهم الليبراليين الجدد لتحقيق الارباح وتكديس الاموال قد فجرت الحركة الاحتجاجية، وخصوصا توجه الحكومة لازالة حديقة «غازي» القريبة من ساحة «تقسيم» الرئيسية في اسطنبول، ولكن طابع الحركة واتساعها واستمرارها يعكسان الاسباب الحقيقية التي ادت الى اندلاعها والتي لايمكن حصرها في السعي لازالة حديقة عامة.
ويرى محللون يساريون اتراك ان ما يجري اليوم في بلادهم يمكن مقارنته بالانتفاضة العمالية التي شهدتها تركيا يومي 15 و 16 حزيران 1970، وان الناس يعيشون حاليا تجربة تاريخية مؤثرة، سوف لن تكون تركيا بعدها كما كانت من قبل.
ان الطابع العفوي للحركة الاحتجاجية يعبر عن غضب جماهيري مكبوت، ويعلن عن «ربيع تركي» متأخر نمت بذوره ببطء، ومنذ وقت طويل. لقد جاء حزب العدالة والتنمية الاسلامي الى السلطة بعد الازمة الاقتصادية المدمرة في عام 2001. واستطاع الحزب من خلال تبنيه سياسة الليبرالية الجديدة الصارمة معتمدا على تدفق الاموال الاجنبية المستمر، وخصوصا من السعودية وقطر، في كسب دعم جماعات رأسمالية محلية مختلفة. واستطاع اردوغان وحزبه الحفاظ على الاكثرية البرلمانية للمرة الثالثة، من خلال اطلاق وعود سياسية لحل القضية الكردية حلا سلميا، والتصعيد في مواجهة الجنرالات الكماليين في المؤسسة العسكرية.
ولكن في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد الاستفتاء على الدستور عام 2010، أصبح الوجه القمعي لهيمنة اسلاميي الليبرالية الجديدة واضحا على نحو متزايد، والى جانب الخصخصة للاقتصاد، واسلمة نظام التعليم، والحرب اليومية في المناطق الكردية، والاعتقالات ومحكمات المئات من ممثلي الشعب المنتخبين باتهامات باطلة، تكررت حملات المداهمة والاعتقال ضد النقابيين، وناشطي مختلف المنظمات السياسية والاجتماعية ذات التوجهات اليسارية، واحتواء السلطة القضائية ووسائل الاعلام، وكان هذا كله مصحوبا بقضم تدريجي للحريات الشخصية وملامح الدولة المدنية ضمن خطة تهدف لأسلمة الدولة، بما في ذلك العمل الجاد لتغيير الدستور بما يتلاءم مع محاولات اردوغان وحزبه احكام قبضته على جميع مناحي الحياة في تركيا. وكان العنف الذي استخدمته الشرطة ضد المحتفلين في الاول من ايار، ومنع النقابات العمالية من تنظيم تجمعاتها في ساحة «تقسيم» التي تمثل مكانا ذا رمزية بالنسبة للحركة النقابية، الحدث الذي مهد الطريق لاندلاع الانتفاضة الحالية.
يضاف الى ذلك سياسة خارجية اقليمية مدمرة مبنية على دعم الجماعات الاسلامية المتطرفة، والتدخل باشكال مختلفة في الشؤون الداخلية لبلدان الجوار سواء كان ذلك في العراق، او في الصراع المحتدم في سوريا، ومحاولة تحويل تركيا الى شرطي لمراكز القرار الرأسمالية في المنطقة.
واليوم يستمر مئات الآلاف بالاحتجاج ضد سياسة الحكومة الاستبدادية و من اجل السلام والحريات والحقوق المدنية. ويحاول الحزب الجمهوري اليميني المعارض احتواء الاحتجاجات وهو امر صعب التحقيق اذا ما تعزز التعاون بين جموع الشبيبة المحتجة، والحركة النقابية، والقوى اليسارية، وحركة الشعب الكردي التحررية، وجميع الساعين حقا الى السلام والديمقراطية، لتنظيم مقاومة مجتمعية تفوت الفرصة على اليمين المعارض، والحكومة الاسلامية، والسير بالحركة الاحتجاجية الى اهدافها المرجوة.

موقف حكومي متغطرس

وعلى الرغم من تصاعد الحركة الاحتجاجية واتساعها تصر حكومة رجب طيب اردوغان على التمسك بخططها التي فجرت الازمة، وتقوم قوات الشرطة بمواجهة المحتجين بالغازات المسيلة للدموع، والرصاص المطاطي، كما استخدمت الشرطة في بعض المدن الاسلحة الجارحة، وتشير وسائل الاعلام، حتى اعداد هذا التقرير الى استشهاد ثلاثة محتجين، واعتقال المئات، وجرح ما لا يقل عن 5 آلاف محتج، واعتقال العديد من متصفحي التويتر والفيسبوك عقابا على حملة التعبئة السريعة التي مارستها الشبيبة عبر منتديات التواصل الاجتماعي، كما جرى اعتقال العشرات من الاجانب، بما في ذلك طلبة البعثات القادمين من دول الاتحاد الأوروبي.
من جانبه شن رئيس الوزراء التركي، العائد من زيارة لبلدان شمال افريقيا، شن في كلمة له امام تجمع لانصاره في مطار «اتاتورك»، هجوما هستيريا ضد المحتجين متهما اياهم بفقدان المصداقية، وانهم حولوا الديمقراطية الى تخريب. وكالعادة اتهم اردوغان قوى اليسار التي وصفها بالمتطرفة بالوقوف وراء الانتفاضة، واصفا المحتجين بالإرهابيين.

حركة تضامن واسعة

وانطلقت في العديد من بلدان العالم حركة تضامن واسعة وباشكال مختلفة مثل تنظيم التجمعات والتظاهرات التضامنية في العديد من البلدان الأوروبية، بمشاركة واسعة للمواطنين الأتراك المقيمين في هذه البلدان، بغض النظر عن هويتهم القومية والدينية. وأصدرت العديد من شخصيات وقوى اليسار في العالم تصريحات ونداءات تضامن مع المدافعين عن قيم السلام والتقدم والحياة المدنية في اكثر من 67 مدينة تركية.



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد سنوات من الركود يعود التهرب الضريبي إلى الواجهة / الاتحا ...
- المشهد السياسي لليسار الايطالي .. المشاكل والآفاق
- أصوات تطالب بالخروج من منطقة اليورو وأخرى تفضل البقاء عرض مو ...
- امريكا اللاتينية ومواقف اليسار
- -يجب ان نبدأ الثورة المدنية- / مؤتمر لقوى اليسار حول الصراع ...
- امريكا اللاتينية بعد شافيز
- في مقالة مهمة لزعيم كتلة اليسار اليوناني/ مقترحنا لحل الأزمة ...
- تحالف اليسار يحصد ثلثي مقاعد البرلمان - بعد فوز مرشحه برئاسة ...
- كلارا زتكن والأممية الشيوعية
- الحزب الشيوعي الشيلي : الهدف هو الحاق الهزيمة بالمحافظين
- على طريق دحر قوى الحرب والاستغلال والرجعية /أفغانستان: نحو ح ...
- تضم الصياغات الأولى ل-رأس المال-/ طبعة جديدة لأعمال ماركس وا ...
- في الذكرى ال65 لتأسيس عصبة الشيوعيين/شبح الشيوعية ما زال يجو ...
- -ماذا يعني ان تكون اليوم يساريا ؟ -
- قراءة الحزب الشيوعي الأمريكي/ الصراع الطبقي وانتخابات الرئاس ...
- حزب آخر؟ نعم – حزب ثوري، علمي، وديمقراطي، وأكثر فعالية - ليو ...
- الأزمة المالية والنتائج الانتخابية لليسار/ لماذا لا يحصد الي ...
- الحزب الحاكم في اسبانيا هل في نيته القطع مع الفرانكوية؟
- بعد شهر من الانقلاب البرلماني/ باراغواي: الرئيس الشرعي يتحدث ...
- شيلي: تنوع الحركة الاحتجاجية واتساعها


المزيد.....




- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
- السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رشيد غويلب - حركة احتجاجية في سبيل دولة مدنية ديمقراطية / تركيا: تفجر الغضب الشعبي المكبوت يرعب اردوغان