أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - هالة طلعت - هذا ما يتعلمه اولادنا














المزيد.....

هذا ما يتعلمه اولادنا


هالة طلعت

الحوار المتمدن-العدد: 4117 - 2013 / 6 / 8 - 13:31
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


لماذا ؟ هذه هي الكلمة التي سيطرت على عقلي وظل يرددها لساني و انا اسمع رواية زميلتي في المدرسة عن ما حدث لها في العام الاول من عملها كمدرسة علوم بأحدى المدارس الحكومية وبما انها مسيحية فقد كلفت ايضا بتدريس مادة الدين المسيحي كما جرى العرف في مدارسنا.
في المدرسة التي تسلمت عملها بها خصصت حجرة صغيرة خاوية تماما الا من بعض مقاعد بسيطه لا تفي بالغرض لحصص الدين المسيحي بالمدرسة, تشرح بها حصص الدين وتجلس بها في اوقات فراغها أثناء اليوم الدراسي.
بدأت تمارس عملها الاساسي كمدرسة علوم ,ومن ضمن متطلبات عملها تكليف الطلبة بعمل انشطة لمادة العلوم للحصول على درجات النشاط خلال العام.
ملحوظة عمل نشاط للمادة الدراسية تعني لدى الطلبة عمل لوحات ايضاح مصورة عند متخصص في رسم هذه اللوحات و طباعتها على الكمبيوتر و تسليمها لمعلم المادة الدراسية لتكون وسيلة تعليمية يستخدمها المعلمين بالمدرسة اثناء شرح الدروس , و لا تقول لي ان هذا فهم خاطئ لمعنى كلمة نشاط مدرسي ولا ان الوسائل التعليمية مخصص لها بند في ميزانية المدرسة , فلن تجد أحد يسمع اعتراضاتك , عموما ليس هذا هو موضوعنا .
بدأ الطلبة في اعداد اللوحات وتقديمها للمعلمة طوال العام الدراسي ,حتى خطر بذهن بعض الطلبة المسيحيين سؤال و قاموا بطرحه على المعلمة , لماذا لا نحضر لوحات للنشاط في مادة الدين ونعلقها في الحجرة المخصصة لحصص الدين المسيحي ؟
أجابتهم زميلتي المعلمة ببساطه : يمكنكم إحضار اللوحات , بدأ الطلبة المسيحيون بالفعل بأحضار الصور و الايقونات الخاصه بهم و عرضها على المعلمة التي ابدت بدورها اعجابها بما احضروه وموافقتها عليه, شرع بعدها الطلاب في تعليق تلك اللوحات و الصور على حائط الحجرة وبعد ان انتهوا من تزيين الحجرة تأملوا حجرتهم و تملكهم شعور غامر بالسعادة وسط لوحاتهم و ايقوناتهم .
في صباح اليوم التالي أقبلت احدى المعلمات بالمدرسة ناحية زميلتي واخبرتها ان مدير المدرسة يطلبها , توجهت على الفور الى مكتب المدير : الذي اوضح لها ان وضع الصور الخاصة بالدين المسيحي في حجره من حجرات المدرسة غير مقبول و طلب منها ان تزيل هذه الصور وعندما حاولت المجادلة , اخبرها بحزم ان الموضوع غير قابل للنقاش ولا داعي لإثارت المشاكل !.
تملكتها الحيرة و لكنها كعادتها أكتفت بهز رأسها علامة الموافقة و خرجت متجهه الى الحجرة و هي لا تدري ماذا ستقول لطلابها و كيف ستوضح لهم ضرورة ازالة الصور وما هو السبب الذي سوف تلقيه عليهم؟
لكن ما كان ينتظرها هو الكارثة الاكبر , زملائها المعلمين ! لم يمهلوها الوقت لتزيل الصور او تنسج قصه وهمية تقنع بها طلابها المسيحيون عن اهمية ازالة تلك الصور , لكنهم اقتحموا الحجرة اثناء وجودها مع مدير المدرسة و قطعوا الصور و اللوحات و القوا بها في الارض .
عندما رأت الحجرة بهذا الشكل اسقط في يدها و لم تعد تدري ماذا تفعل او ماذا تقول لطلابها على ما حدث ؟
حاولت اختلاق الحجج والاسباب لكنهم لم يقبلوها وعبروا عن غضبهم وحزنهم الشديد لما حدث وعدم قدرتهم على استيعاب ما يدور حولهم وهم يرون صورهم وايقوناتهم الغالية عليهم مقطعه وملقاه على الارض .
كنت اسمع تلك القصة وهي ترويها وانا لا امتلك سوى ترديد كلمة لماذا ؟ وعقلي يردد سؤال اخر ما الذي تعلموه هؤلاء الاطفال في هذه المدرسة ؟



#هالة_طلعت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدرسة من صباح الى ام محمد
- مدرسة فعالة أم سجن من ورق
- شم النسيم حرام !
- هل حقا الشارع لنا ؟
- أين ذهب بلوتو ؟
- تطوير التعليم حلم و لا علم
- نظام ثانوية عامة جديد
- رحلة الى مدينة العلوم!
- المدرسة بيئة محكمة
- صور


المزيد.....




- نانسي توجه رسالة مُلفته وآمال ماهر تثير فضول جمهورها.. الأبر ...
- نشطاء سودانيون: قوات الدعم السريع ، قتلت نحو 300 شخص في هجما ...
- تحذير أممي: السلطات التونسية تستخدم القضاء لإسكات المحامين ا ...
- حول خصوصية البيانات.. دعوى بـ8 مليارات دولار تطال زوكربيرغ ...
- تبييض الأموال وتمويل الإرهاب: لماذا أُدرجت الجزائر في القائم ...
- طواف فرنسا: بان هيلي يصبح أول إيرلندي يفوز بصدارة الترتيب ال ...
- -إحراق مسجد في برشلونة-.. ما هي حقيقة الفيديو المنسوب للحادث ...
- بسنت شوقي ومحمد فرّاج بطلا كليب أغنية حسين الجسمي -مستنّيك- ...
- مفاجأة سارة من نيل دايموند للجمهور بعد سنوات على إعلان اعتزا ...
- الحرب في أوكرانيا: هل سيغير ترامب سياساته حيال روسيا؟


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - هالة طلعت - هذا ما يتعلمه اولادنا