أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - إسماعيل حسني - الكوميدية الإثيوبية














المزيد.....

الكوميدية الإثيوبية


إسماعيل حسني

الحوار المتمدن-العدد: 4115 - 2013 / 6 / 6 - 00:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لو كان الشاعر الإيطالي دانتي يعلم الغيب لما اقتبس من تحفة أبو العلاء المعري "رسالة الغفران" ليصنع ملحمة "الكوميديا الإلهية"، ولآثر أن ينتظر سبعمائة عام ليقتبس من الكوميديا المصرية التي تزدهر هذه الأيام، والتي بلغت قمة الإثارة بإذاعة إجتماع الرئيس مرسي مع السياسيين بخصوص سد النهضة الإثيوبي على الهواء مباشرة.
لقد استطاع الرئيس مرسي بكوميدية سوداء أن يبز ملوك الكوميدية من شعراء وكتاب وممثلين من عصر المعري إلى عادل إمام مرورا بجحا وشارلي شابلن واسماعيل ياسين، إذ لا أحد يمكنه تصور أن تحكم دولة في القرن الواحد والعشرون بهذا القدر من الإستهتار والخفة والمراهقة.
لو أن عادل إمام صنع فيلما يتضمن قيام رئاسة الدولة بإذاعة إجتماعا لإدراة أزمة ساخنة على الهواء مباشرة لما صدقه أحد، ولاتهمناه بالمبالغة ومحاولة إضحاكنا بالعافية، ولكن الرئيس مرسي استطاع إضحاكنا إلى حد البكاء على حالنا وحال بلادنا وهو يجلس على عرشها.
أصبحنا أضحوكة العالم وهو يرى صغارنا وسفهاؤنا يتصدرون مشهدنا السياسي، ويتناولون على الملأ أخطر القضايا بمزيج من الجهل والإستسهال والعشوائية، فهذا يهدد بحرب، وذاك يدعو إلى التدخل في الشأن الإثيوبي الداخلي، وثالث يقترح إطلاق شائعات عن امتلاك مصر لأسلحة وهمية من أجل تخويف إثيوبيا، وكأننا في روضة أطفال، أو في إحدى المصحات النفسية.
إلا أن أخطر ما أوضحته هذه المهزلة هو الإعاقة الذهنية أو العاهة الثقافية المستديمة التي يعاني منها الإخوان المسلمين جماعة وأفرادا، فمن نشأوا في كهوف العمل السري المتصارع مع الدولة والقانون والمجتمع، ومن جبلوا على السمع والطاعة، ومن ترعرعوا على الخلط الفكري والمعرفي بين الدين والسياسة، ومن اعتمد ارتقائهم في مراتب الجماعة على حفظ واجترار الكتب القديمة والمفاهيم القديمة والمصطلحات القديمة، بل وعلى معاداة وانتقاد قيم الحداثة التي تعيش بها اليوم سائر الدول والمجتمعات، لا يكونوا قادرين على استيعاب مفردات الحياة المدنية الحديثة كالإنسان والحرية والوطن والدولة والديموقراطية والقانون، أو إدراك الفرق بين إدارة الدول وإدارة التنظيمات السرية، فضلا عن التعامل مع شركاء الوطن والدول والمجتمعات الأخرى.
لقد بلغ السيل الزبى، وما اكتوى المصريين بناره خلال العام المنصرم أكد للجميع أن الإخوان وأضرابهم من خريجي الكهوف والمعتقلات والسجون غير مؤهلين حاليا (ولأجيال قادمة) لحكم أي دولة من الدول، ولقد عقد الشعب المصري بكل طبقاته وفئاته وطوائفه العزم على الخروج يوم 30 يونيو في اعتصام مفتوح لإنهاء حكم الرئيس مرسي من أجل إنقاذ البلاد من الإنهيار، واستعادة الأمل في الإصلاح.
لم يعد لدى الرئيس مرسي ما يقدمه أو يفعله ليتجنب مصيره المحتوم في آخر هذا الشهر، ولم يعد أمامه سوى خيارين لا ثالث لهما، فإما أن يأمر بإطلاق النار على المتظاهرين وفض اعتصاماتهم بالقوة، وهذا سيقوده حتما إلى نفس الزنزانة التي يقبع فيها اليوم الرئيس المخلوع حسني مبارك، وربما إلى حبل المشنقة، أو أن يثبت أنه ليس أقل وطنية من سلفه المخلوع الذي رغم فساده آثر السقوط على إراقة دماء أبناء شعبه، فيدعو إلى انتخابات رئاسية مبكرة حفظا لماء الوجه، وتسليما بقضاء الله وقدره.



#إسماعيل_حسني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزراء الإخوان المسلمين
- مصر تخضع للإرهاب
- طارق البشري يفضح تآمر الإخوان على مصر
- الإخوان وإسرائيل إيد واحدة
- الإقتصاد الإسلامي في دولة الإخوان
- الحضارة الإسلامية بين الحقيقة والإدعاء
- هل الدين هو المشكلة ؟
- بين وعد بلفور ووعد مرسي
- ربط التصويت بالمؤهل العلمي
- ليلة تقطيع الأصابع
- صفعة على وجه الوطن
- خصوصية الست باكينام
- مرسي يتحدث في غسق الدجى
- حسن البنا الرمز والخطيئة
- جمعة الرحيل
- هل يطفئ مرسي الحريق ؟
- مصر تبحث عن زعيم
- أخونة التعليم تشعل لهيب الثورة
- من ينقذ جبهة الإنقاذ
- دولة المشايخ في مصر


المزيد.....




- السياحة في جزر سيشل: الزوار من دول الخليج يتمتعون بقيمة كبير ...
- تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي ...
- صورتان جويتان لرصيف المساعدات الإنسانية في غزة
- روسيا تطلق صاروخا فضائيا على متنه أقمار صناعية لأغراض عسكرية ...
- من رفح إلى المجهول.. قصص مأساوية لفلسطينيين -فقدوا كل شيء-
- أوشاكوف: الرئيسان الروسي والصيني ناقشا في اجتماع ثنائي الملف ...
- إيران -تدين وترحب- ببنود في بيان القمة العربية في البحرين
- أستراليا تعلن حزمة دورية جديدة من العقوبات ضد روسيا
- إنقاذ رجل دفن حيا وبقي 4 أيام في القبر
- تصويت لحجب الثقة عن رئيسة جامعة كولومبيا


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - إسماعيل حسني - الكوميدية الإثيوبية