أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح نيسان - بسام والقناص كريس / قصة قصيرة














المزيد.....

بسام والقناص كريس / قصة قصيرة


صباح نيسان

الحوار المتمدن-العدد: 4114 - 2013 / 6 / 5 - 03:07
المحور: الادب والفن
    


في احدى ليالي شتاء عام 1999 ، كان بسام يوجه الصحن اللاقط على سطح احد الدور ، ثم يهرول نحو سياج السطح للنظر الى الشارع من الاعلى ، خوفاً من عناصر الامن ، كانت امنيته الوحيدة ، ان يصبح عمله في تنصيب هذهِ الاجهزة مباحاً ، وبعيد عن المساءلة القانونية .
في الساعة ذاتها كان القناص كريس كايل قد سأم من اصابة الاهداف الكارتونية المتحركة في احدى ارياف تكساس النائية ، كانت امنيته حينها مستحيلة التحقق في اصابة اهداف حقيقية ، فلا شيء قريب يلوح في الافق .
في ليلة باردة من شتاء عام 2006 ، وبينما كان بسام يبحث عن قمره الصناعي ليلتقط اشارته ، شعر فجأة بالملل ، فقد اصبح عمله غير مجدي، فهو بالكاد يسد متطلبات حياتهِ المعيشية ، فالجميع اصبح يمارس هذهِ المهنة ، كانت امنيته ان يزدهر عمله بطريقة ما ، حتى يؤمن لعائلتهِ حياة رغيدة .
في الليلة ذاتها ، وبينما لايزال الهدوء يعم ارجاء المدينة ، قرر كريس كعادته كسر هذا السكون ، فهو يذكره بهدوء تكساس اللعين ، فهناك كل شيئ محسوب بدقة ومنظم واي اطلاقة نارية غير مرخص بها لها عواقب وخيمة عليه ، حتى الحيوانات كانت محمية وتمارس ضده حركاتها الاستهزائية وضد بندقية قنصهِ المتطورة ، والتي لطالما نظر اليها في حالات سأمهِ المتكررة ، على انها خردة ، او أداة مهينة من ادوات النظام اليومي للمدن والولايات .. كان يبحث هذهِ الليلة عن اي شيء متحرك ، في الحدائق ، على السطوح ، قرب اسيجة الدور ، بين الحدائق ، حتى الحيوانات كانت له اهداف طارئة ، فحظر التجوال المفروض هذا المساء وكل مساء له قانون خاص بهِ .. اطلق النار فقطع صمت الاحياء ، وافزع الاطفال في اسرتهم ، وحرك دعاء الامهات في النفوس ، ثم اطلق مرة اخرى ، واخرى ... واخرى .. سقط بسام على الارض الكونكريتية وهو لايشعر بقدمه ، فالرصاصات الاربع التي اصبن صحنه اللاقط ، اخترقن ساقه اليمنى ، فأحتمى خلف قطعة الحديد المدورة من ناظور القناص الليلي ، لم تكن اصابة موفقة لكن كريس اضافه الى قائمة الاهداف الطويلة كمنجز عسكري يحسب له .
في صباح يوم شتائي شديد البرودة من عام 2013 كان بسام يمشي بصعوبة متكئاً على عكازهِ ، قاصداً دائرة رعاية المعوقين في مركز المحافظة ، عندما انفجرت امامه عبوة ناسفة ، فعمت الفوضى ، وراح الناس يتراكضون بعيداً عن مكان الانفجار ، حاول الاسراع ، لكن ساقه كانت تخونه كعادتها ، لكن سيارة بيضاء توقفت بجانبهِ ، لم يكن يعرف الرجل ، ولم يلتقِ بهِ سابقاً ، فهو غريب عن هذهِ الشوارع لكن صاحبها قال له ( اصعد اخوي .. اصعد ) فأستقل السيارة وغادرت بهِ .
في الساعة ذاتها ، كان المساء قد حل في مقاطعة ايراث من ولاية تكساس ، عندما تنبه كريس وهو في ميدان الرماية الى ان صديقه أدي راي روث يصوب بندقية قنصه نحو رأسه ، عرف ساعتها ان قائمة اهدافه ستغلق الى الابد ، وان ساعة الحقيقة عندما تحين تمحي كل شيء وان طفليه سيعيشان دائماً بلا اب ، وان اسطورته ستتلاشي ..... حاول استخدام تدريباته العسكرية في المواجهة النفسية ، لكنه لم يسمع سوى عبارة أدي روث الاخيرة قبل اطلاقه الرصاص : ( fuck you ) .......







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديك سيادته الصباحي / قصة قصيرة
- مطر السياب لازال مستمراً
- حلازين ليلة الخوف
- النخلة جودي / قصة قصيرة
- مصابيح مظلمة / قصة قصيرة
- الصيف يأتي زائراً / قصة قصيرة
- الدراما العراقية : قراءة في مسلسل ( فاتنة بغداد )


المزيد.....




- شباب سوق الشيوخ يناقشون الكتب في حديقة اتحاد الأدباء
- الجزيرة 360 تشارك في مهرجان شفيلد للفيلم الوثائقي بـ-غزة.. ص ...
- النيابة تطالب بمضاعفة عقوبة الكاتب بوعلام صنصال إلى عشر سنوا ...
- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح نيسان - بسام والقناص كريس / قصة قصيرة