أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح نيسان - الدراما العراقية : قراءة في مسلسل ( فاتنة بغداد )














المزيد.....

الدراما العراقية : قراءة في مسلسل ( فاتنة بغداد )


صباح نيسان

الحوار المتمدن-العدد: 3471 - 2011 / 8 / 29 - 15:55
المحور: الادب والفن
    


قدمت قناة الشرقية في رمضان هذا العام المسلسل الرمضاني ( فاتنة بغداد ) ، الذي يتناول السيرة الذاتية للمطربة العراقية الرائدة عفيفة اسكندر ، وبعد عرض اغلب حلقات العمل يمكن تشخيص بعض الملاحظات ، ومن هذه الملاحظات وأهمها أن العمل غاب عنه الحضور الواضح والصريح لمطربات تلك الفترة ، وغاب مع هذا الغياب التأثير على البداية المتعثرة للفنانة عفيفة اسكندر التي استطاعت بعد مخاض عسير الشروق في ليل بغداد الذي كانت تنير فيه بقوة منيرة الهوزوز و صديقة الملاية ، مع ان العمل أشار الى اعتراض هاتين الفنانتين على اسم عفيفة ، لكن هذا الاعتراض جاء على لسان الملحن الشهير في تلك الفترة صالح جبر ، وهذا غير كاف لأن الحدث يحتاج وجودهما بشخصيتين مستقلتين ، فهن ومن معهن من المتربعات على عرش الغناء في تلك الفترة كان لهن التأثير الكبير في صناعة النجمة عفيفة اسكندر خصوصاً بعد رفض الفنان صالح جبر التلحين لعفيفة اسكندر بعد ضغط مباشر من صديقة الملاية .

صرحت قبل ايام خادمة الفنانة عفيفة اسكندر ان سيدتها تشعر بالغرابة ، وأن العمل كان بعيداً عن الواقع ، وأعتقد ان سبب ذلك هو اقحام السياسة بجاسوسيتها في هذه السيرة ، وبشكل كبير ومبالغ فيه ، وكان الأولى بالمسلسل متابعة النواحي الفنية والشخصية وكذلك الخطوات المتتابعة للفنانة في طريقها نحو القمة ، والملاحظ ايضاً ان سلوك الشخصيات لأبطال المسلسل ، لم يكن مطابقاً لما ورد في سير حياتهم ، وعلى رأسهم القائد العسكري بكر صدقي المعروف بقوته المستمدة من حياته العسكرية ، والمعروف بعلاقاته المتشعبة عندما كان في قاطع سوريا ضابطاً في الجيش العثماني ، ولكنه ظهر في العمل القائد العسكري ذو الشخصية اللطيفة والحنونة ، بعكس ما يشاع عن كونه ذو سلوك عصبي ومتشكك بنوايا الاخرين وأن مصالحه الشخصية كانت فوق كل اعتبار ، والملاحظ ايضاً في هذا العمل ان المخرج الكبير علي ابو سيف لم يكن موفقاً في اختيار الفنانة ايناس طالب لتأدية دور عفيفة اسكندر ، فأيناس طالب على مايبدوا انها في الاربعين من العمر ، ومن غير المعقول ان تؤدي دور فتاة في الثامنة عشر من عمرها ، كما ان الكتلة الجسمانية للفنانة ايناس طالب غير متقاربة بتاتاً مع صاحبة السيرة ، وهذا ما جعل حركة ايناس عند اداء الاغاني مفتعل وغير متناسق ، بحساب انها تحاول تقليد حركة عفيفة اسكندر ، النحيفة جداً والصغيرة في السن .

كنت قد أجريت في وقت سابق بحثاً عن ملاهي بغداد في تلك الفترة ، وتبين لي ان العوائل العراقية لم تكن ترتاد تلك الملاهي ، على عكس ما ورد في المسلسل من ان العوائل البغدادية كانت من روادها ، والعوائل التي كانت ترتاد تلك الملاهي هي من لها صلة بالفن والطرب ، ولكنها لاتشكل النسيج الاجتماعي البغدادي ، وهذا مالم يبينه جيداً الكاتب المبدع علي صبري .

لاحظت ايضاً غياب دجلة ، هذا النهر العظيم عن التركيبة النفسية للشخصيات ، وغياب العلاقة معه بكل ماتحمل من حميمية وأنتماء ، وهذا ربما ماجعل المشاهد يشعر ببعده عن بغداد . يبقى ان احيي كادر العمل ، من كاتب ومخرج ، وممثلين وفنيين ، وكذلك تحية للمنتج صلاح كرم ، لأن العمل رغم بعض الملاحظات يبقى عملاً مهماً يتناول حياة فنانة كبيرة وشخصية نادرة لايزال صوتها يصدح في ذاكرة العراقيين ، ويصور ايضاً حيوات بغدادية جميلة ومتنوعة من الزمن الجميل الذي مضى واصبح غابراً .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...
- طبول الـ-ستيل بان-.. موسيقى برميل الزيت التي أدهشت البريطاني ...
- بين الذاكرة وما لم يروَ عن الثورة والانقسامات المجتمعية.. أي ...
- كيف نجح فيلم -فانتاستيك فور- في إعادة عالم -مارفل- إلى سكة ا ...
- مهرجان تورونتو يتراجع عن استبعاد فيلم إسرائيلي حول هجوم 7 أك ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح نيسان - الدراما العراقية : قراءة في مسلسل ( فاتنة بغداد )