المثقف العلماني وحتمية تغيير الخطاب في زمن ثقافة الصحراء

مجدي عطاالله

الحوار المتمدن-العدد: 4112 - 2013 / 6 / 3 - 06:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

مناظرة للإعلامي الإبراشي مسجلة منذ ثمان سنوات أعيد عرضها بالأمس حول راي الإسلام في الفنون والرقص بين المفكر أحمد عبد المعطي حجازي. وبين محمد مرسي وفيها يرفض الرقص والفن العاري الذي يثير الغرائز وانه يجب ان تكون الشريعة هي الحاكمة للأخلاق والقيم والفنون ...!!
المأزق الذي يقع فيها أي إنسان مثقف كيف يمكن ان يأتي من داخل تراث الصحراء بنصوص لا تمانع الفنون وبالطبع لأن هذا التراث شديد القحولة كالصحراء التي أتى منها فتبدو مهمة المثقف صعبة بل مستحيلة لاقناع الطرف الآخر بفكرته فيضطر آسفا للحديث عن عظمة الإسلام واتساع روحه واستيعابه لكل شيء وان المشكلة هي مشكلة الجماعات المتشددة التي لم تعرف الدين على حقيقته ولم تفهمه وبالطبع كل هذا إما خوفا من نفور العامة والصدام معها أو تضييع الفرصة على الجماعات المتشددة التي تتهم دوما كل مثقف بانه ضد الدين .....والحقيقة التي لا مجاملة فيها أن المشكلة ليست الإخوان والجماعات الشبيهة ....المشكلة في المصدر نفسه ..المشكلة ليست الفروع ... المشكلة في الجذور لماذا نتهم الفروع ونترك الجذور وهي الأصل ؟!! هل يمكن لثقافة قامت على جز الرؤوس وشق البطون وأكل الأكباد والقلوب وبتر الأطراف وألبست كل تلك الجرائم ثياب القدسية وتباهت بها إلى يومنا وعلمته وورثته ..هل يمكن أن تفهم معنى الباليه أو قيمة الموسيقى أو الفنون بوجه عام أو الآداب ..أو غيرها من ابداعات البشر و الأمم الأخرى ...... على سبيل المثال لا الحصر والقائمة طويلة جدا جدا بالجرائم والأسماء .والأحداث ...والقصة هنا على لسان بن مسعود في تفسير البغوي ج4 ص179 سورة الأنفال آية 19 ...... روي عن ابن مسعود يوم بدر أنه قال : "قال لي أبو جهل: لقد ارتقيت يا رويعي الغنم مرتقىً صعباً ، ثم احتززت رأسه (ابن مسعود قطع رأس أبي جهل الجريح الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة )، ثم جئت به إلى رسول الله ، فقلت : يا رسول الله هذا رأس أبي جهل ،فقال : آلله الذي لا إله غيره ؟ قلت : نعم ،والذي لا إله غيره ،ثم ألقيته بين يدي رسول الله فحمد الله عز وجل ........ والطبري يروي لنا نهاية المشهد ، فيقول : (ألله قتلت أبا جهل ؟ قلت : نعم ، والله الذي لا إله غيره ، ثم القيت رأسه بين يدي رسول ألله ، فحمد ألله تعالى ، ويقال إنه سجد خمس سجدات شكر ... الطبري / ج2/ ص 455...كيف يمكن لهذا التراث أن يفهم معنى الباليه أو الرقص ؟!! هل أدركنا اليوم لماذا تنتشر مقاطع قطع الرؤوس وحرق الأجساد وبتر الأطراف في البلدان التي يتمكن منها هؤلاء ....عن أي موسيقى وفنون وباليه ورقص نتحدث وندعي استيعاب ثقافة الصحراء وتاريخها الدموي بلوتشجيعها للفنون والآداب والكارثة أن مثقفينا يطلقون عليها لقب "حضارة "وماهي سوى نتاج عرق الأمم الأخرى التي غزتها واحتلتها ونقلت عنها ...!! الرقص والباليه عند هؤلاء القوم كفر بواح كافر ، تعلو عليه قيم الصحراء تكفيرا و قتلا وتوحشا وافتراسا.....المرأة عندهم ليست سوى جسد إما ان ترتدي كيفما حددوا هم وإلا فسيوف التكفير أو التفسيق لها ولاعلاقة لهم بإيحاء الجسد أو حركاته أو مكنوناته أو قيمته سواء قدمت من خلال الفن أو غيره ...المرأة عندهم لاتعني سوى نصف الرجل في شهادتها حتى ولو كانت ماري كوين في محكمة أمام شيخ وهابي أو حتى عربجي ...!! أشفق على المثقف الذي يحاول أن يلصق التهمة بالجماعات الرجعية المتشددة وهو يعلم الحقيقة ...يعلم أن هذه الجماعات لاتستند إلا نصوص قطعية الدلالة والثبوت ...ما قام به الأستاذ أحمد عبد المعطي حجازي في أول جملة قالها من مجاملة "للحضارة التي استوعبت "أكدت مدى كارثية الخطاب العلماني الذي يحاول ارضاء العامة وعدم الصدام معها حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه وبالمناسبة هذا الخطاب المجامل هو ما أوصلنا إلى مانحن فيه .....الويل كل الويل لو استمر خطابنا العلماني على نفس النسق والنهج ولم يتجرأ ويتشجع ويصارح ويهاجم ويقتحم ويحطم كل هذه الأصنام .....نحن لانفتري ولانطعن ياسادة نحن ننقل من كتب الصحاح ومصادر التشريع ومن أراد أن يحاسب فعليه أن يحاسب مصادره وكتبه ....الويل كل الويل للعالم إن تمكن هؤلاء أكثر من ذلك أبسط النتائج سيعيدون إلينا الرقيق مرة أخرى بل سيكون العالم كله بالنسبة لهم عبيد وإماء وسبايا بل هو الآن كذلك في أحلام اليقظة المستمدة من كتب الموتى المقدسة لديهم سيطبقون على الكل الجلد والرجم والقطع والسلخ والجز...الويل كل الويل للعالم لو تمكنوا أكثر من ذلك

#مجدي_عطاالله (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل