أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدي عطاالله - عفوا أيها السادة :لسنا مجتمعات متدينة كما ندعي














المزيد.....

عفوا أيها السادة :لسنا مجتمعات متدينة كما ندعي


مجدي عطاالله

الحوار المتمدن-العدد: 3430 - 2011 / 7 / 18 - 09:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من أراد أن يكسب ويربح في مجتمعاتنا العربية الميمونة فعليه أن يدعي التدين وستكون تجارته رائجة لاشك .الأمر فقط لا يقتصر على مجال السياسة من قبل جماعة تتاجر بالشعارات الدينية لتكسب أصوات البسطاء من الناس في الانتخابات ولكن الأمر يمتد ليشمل باقي أفراد المجتمع فمن أراد أن يكون صاحب مشروعا صغيرا أصبغه بصبغة دينية بدءا بالتسمية وانتهاء بالشعارات الجوفاء التي تكسب الناس الثقة فتأمل الأسماء المستخدمة فهذه بقالة الإيمان ، وتلك عطارة الصحابة ، وهذا سمى صيدليته بصيدلية القدس (وكأنه حرر القدس ) ويمتد الأمر لأسماء الصحابة والتابعين وغيرها من الشعارات و يا حبذا لو كان على باب المحل لوحة تشير (مغلق للصلاة ).
منظومة تجارة بالدين بطريقة شعورية ولاشعورية وصل الأمر لإطلاق آيات قرآنية لتكسب صاحب المشروع نوعا من القدسية فصاحب محل العصير تجده يكتب الآية (وسقاهم ربهم شرابا طهورا ) وصاحب المطعم يكتب (كلوا من طيبات ما رزقناكم )!!
-هل هناك أمة تاجرت بدينها بهذا الشكل؟
-هل هناك أمة استغلت دينها وشوهته كما فعلنا ؟
وتأتي المفارقات العجيبة في أننا أكثر شعوبا الأرض صلاة وحجا وحديثا عن عذاب القبر وعذاب جهنم ولكننا في الوقت نفسه أكثر شعوب الأرض رشوة وعملا بالواسطة والمحسوبية وأكثر شعوبا الأرض ذهابا للدجالين والمشعوذين والعرافين وحكامنا أكثر الحكام استبدادا ونهبا لثرواتنا وتوريثا للحكم !!!
لاحظوا وضعنا بمنظمة الشفافية الدولية ولاحظوا أوضاع الدول التي نسميها الكافرة أين نحن وأين هم بدون الدين وبدون أحاديث وخطب عذاب القبر وكتيبات عذاب جهنم فلقد حققت السويد و الدنمرك والنرويج (على سبيل المثال لا الحصر ) مقدمة الدول في قائمة الشفافية الدولية بينما احتلت دولنا ذيل القائمة مع أننا شعوب الصلاة والصيام والحج وثقافة الحجاب والنقاب والقبر وجهنم !!
هم أخذوا بجوهر الدين فنهضوا ونحن تمسكنا بشكل الدين فتخلفنا وأصبحت قضايانا الرئيسة حجاب ونقاب ولحية لدرجة انه من الشيوخ من اعتبر أن الديموقراطية كفر بين ، وحتى الرشوة أبدعنا لها أسماء أخرى فأصبحت تدعى الهدية ، الحلاوة ، الشاي، المكرمة ..ومن المشايخ من حللها في ظروف معينة بحجة أن الدين مرن ويصلح لكل زمان ومكان .!!
ألا نستحق عن جدارة أن نكون" الأمة التي ضحكت من جهلها الأمم" ؟
ويتساءل البعض أين الخلل إذن ؟ الخلل يكمن في ثقافة خلط الواقع العلمي بالدين وتقديس ما ليس مقدس. ..تلك الثقافة التي زمنها الثقافي زمنا راكدا وتحمل العديد من عوامل التخلف داخلها ... ثقافة متشددة مركزيا علي مستوي الزمان والمكان , فزمنها القياسي والمرجعي زمن مقدس ومطلق وماضي حيزه بواكير الإسلام وزمن الجاهلية , ومكانها القياسي مكان مقدس حيزه الجزيرة العربية و لا يجوز نقد هذا الزمان أو هذا المكان وإلا استلت لك سيوف التكفير.
إن الإسلام كدين ظل في أغلب الأحيان مرهونا عبر تاريخه بإشكاليات هذه الثقافة لأنها ظلت تقدم نفسها كمعيار أصح وأوحد لتفسير مقولاته وسيظل حالنا باقيا في يل الأمم ما بقيت هذه الإشكاليات وهذا الفهم البدائي للدين وتقديس قشوره وشيوخه باعتبارهم الآلهة المقدسة المفوضة من قبل الإله والتي أعطاها الإله حصريا حق التحدث باسمها فهي تحلل وتحرم كيفما شاءت ووقتما شاءت وأينما شاءت .



#مجدي_عطاالله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاكم بشرع الله
- ماراثون المساجد والكنائس
- أكذوبة الدولة الدينية


المزيد.....




- شاهد.. مسيرات حاشدة في محافظات يمنية تبارك انتصار الجمهورية ...
- عيد النائمين السبعة: قصة مسيحية تنبئ الألمان بالطقس
- الاحتلال يعتقل شابا من -الأقصى- ويبعد أحد حراس المسجد
- 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- ما مستقبل المسيحيين في سوريا في ظل السلطة الجديدة؟
- خطيب الأقصى: ظهور نتنياهو في أنفاق المسجد تحد لإثبات السيادة ...
- الأرجنتين: القضاء يعتزم محاكمة مسؤولين إيرانيين سابقين غيابي ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...
- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدي عطاالله - عفوا أيها السادة :لسنا مجتمعات متدينة كما ندعي