التأريخ ... علم و أدب و ثقافة

احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4109 - 2013 / 5 / 31 - 02:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يطول الخوض في ميدان التاريخ إن أراد أحدنا أن يفعل ذلك ،فلانّ التاريخ في الأساس واسع متشعب لا يمكن حصره في مقال او كتاب ،أو حتى في موسوعة أو معجم .. و السبب الرئيسي يعود الى أن التاريخ يعني المسيرة البشرية منذ أن وجد على الكرة الأرضية ،أي منذ هبط أبينا آدم (عليه السلام) علي سوادها و الى الوقت الحاضر،و التاريخ رصد لكل حركات و متعلقات الإنسان ،و إذا كان كذلك فكيف يمكن حصره ، و من ثم الراصد أو المؤرخ يجب أن يكون على سعة واسعة من شتى المعارف ليدون تلك المعلومة المراد تثبيتها في أروقة التاريخ للأجيال القادمة المتأملة من أسلافها خيراً و لمواصلة مسيرتها الانسانية نحو الأحسن.
ما التاريخ ؟؟
التأريخ أو ما يقال بالإنكليزية: (‏ Historiography) هو علم كتابة التاريخ يعني الحوادث و الوقائع و المتعلقات بهما التي حصلت فى الماضي قريباً أو بعيداً..و أجمع العلماء المختصون في كافة العلوم و المعارف بأنَ التاريخ علم ضروري للأفراد و الشعوب على حد سواء:
*فيجب على الفرد أن يعرف نفسه بمعرفة ماضيه للتعامل السليم مع حاضره ، ومن ثمّ يسعى لبناء مستقبله و تحقيق طموحاته المشروعة ضمن هذا الكيان الموجود و القدر المكتوب..
*والشعوب يجب أن تعرف تاريخها بدقّة لكي تقدر على ربط حاضرها بماضيها و تبقى جديرة بالحياة، و تمارس ديمومتها لتحقيق طموحاتها المشروعة ضمن هذا الكيان الموجود و القدر المكتوب أيضاً ..
ومن هنا يظهر بأنَّ التأريخ أو كتابة التاريخ عملية صعبة و معقدة لإنّ لها جانب علمي منهجي و في نفس الوقت لها جانب فني و أدبي كما قلنا آنفاً (الإحاطة بجميع جوانب حركة الإنسان) ،و من أجل ذلك نرى أنَّ المؤرخين الكبار كانوا متفوقين علمياً و أدبياً و تعتبر كتبهم المليئة بالمعارف التاريخية كتباً أدبية رائعة أيضاً.
صفات المؤرخ
أهم حاجة في التأريخ إن المؤرخ يجب أن يكون دقيقاً جداً ،و يجب أن يبذل كل طاقته لكي يكون الكلام أو السرد الذي يكتبه مضبوطاً و أميناً و عادلاً، و متجرداً من النزعات السياسية،أو الميول العقائدية ،أو الإنتماءات القبلية لكي يقدر أن يصل للحقيقة بقدر المستطاع بشكل محايد و سليم .. و التاريخ ليس علم تجربة و اختبار كبعض العلوم ،لكنه علم نقد و تحقيق و رصد، فمثلاً إنَّ علمي التاريخ و الجيولوجيا مثل بعض من حيث أنّهما يدرسان آثار الماضي و مخلفاته، لكن المؤرخ يختلف عن الجيولوجي حيث أن المؤرخ يدرس العامل البشري الذي يدور التاريخ حوله بكل الذي فيه من إرادة و انفعال و ميول خاصة.
من هنا نقول بأنَّ الخوض في ميدان التاريخ يحتاج الى سعة الصدر ،و طول الصبر ليصل الى ما يحتاجه من معلومات سليمة ..فلانّ التاريخ كما ذكرنا واسع متشعب لا يمكن حصره في مقال او كتاب ،أو حتى في موسوعة ..

#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل