الزمن جذوع سلوكية

بهروز الجاف
أكاديمي وكاتب
(Bahrouz Al-jaff)

الحوار المتمدن-العدد: 4091 - 2013 / 5 / 13 - 23:29
المحور: الادب والفن
    

اما الزمن فعولمة دائمة ممثلة بجذوع، وكل جذع دهر، وتلتئم الجذوع من ممالك تسودها واحدة تحولت اسرع من سواها، فيكون الجذع ممثلا لسلوك سائد يبتدئ بصعود عظيم يطغى بعد انحطاط في سلوك جذع قبله، فتكون الجذوع سجالا بين سلوك متخالف يبدو كل منها صحيحا في دهره. ولكل جذع قمة في درجة السلوك، تجتمع عندها الحكمة والسلطة في شيوعه واقعا ترتأيه العامة ويدعوا اليه الاله. ولما يستقيم السلوك شائعا متوازنا تعمل عليه الاضداد فتنهش في بنيته الممالك والحركات والاديان التي تنزع اليها نفس العامة بدرجات، يكون الحظ فيها لارجحها اقناعا، فترى للجذع الواحد قطعا تداخلت بين جذعين بدرجات تفاوتت الوانها بقدر شيوع سلوك احديهما، ولكنها تتناهى ذائبة في لون القطعة السائدة القائدة لسلوك الجذع الجديد. ولا راد لبروز الممالك وانتشارها في اصقاع الارض في اي زمان، ومن أي مكان، اذ يكون العقل الناضج، بحكم تجمع اسباب التحول في بقعة على الارض، باردة كانت ام حارة، هو المركز الذي تواليه موافقات فكرية اقل تاثيرا في ممالك نائية يبدأ السلوك الاسبق له بالرضوخ متدرجا، فيتلاشى، الا قطع في أصل الجذع تبقى بؤرة لتحول قادم. اما الاطلاق فلا يقوم للسلوك في أي جذع مادام التضاد واقعا والمصالح تعترض. ولعل المنافسة في مسك المبادرة لسلوك سائد توجب التآكل فيه تحولا يقتضي التفكير والتنظير أو التغلب بدين أو عقيدة أو تجديدا يستهدف النفس في شرعنة التحول، فتنقاد الذات اليه قبل التأثير فيها فكرا او عقيدة او بحد السيف. وكل جذع يؤثر في سلوكه في تطور المحيط، فتختلف عنده ممالك الحيوان والنبات في توزيعها، وتختلف العمارة بين راسخة شاهدة لسلوك معين، وعديمة لآخر قد لايكون بالضرورة اسوأ، اذ ربما كان من السلوك ما بنى جذعا عظيما رأى بناء العقل اكبر من بناء صرح، او سلوكا رأى في الصرح مجدا لايرعوي لتدني العقل واهانة الانسان.

#بهروز_الجاف (هاشتاغ)       Bahrouz_Al-jaff#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل