أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات المحسن - أين تختفي نتائج التحقيقات














المزيد.....

أين تختفي نتائج التحقيقات


فرات المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 4091 - 2013 / 5 / 13 - 16:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم يجد مفهوم حسن النية والثقة مستقرا له بين شرائح المجتمع العراقي على امتداد تأريخ العراق ككيان سياسي، فالتنوع الطائفي والقومي وطبيعة التراكيب الاجتماعية والمذهبية أثرت بشكل حاسم في بروز ظاهرة الشك وعدم الثقة المتبادل بين الجميع. وكانت ظاهرة عدم الثقة بين المواطن والسلطة تطفح بحدة لتشكل المعلم الأكثر خطورة وحضورا في الحياة العامة، ويعزو السبب في ذلك لسياسات مؤسسات السلطة ومثله لطبيعة المجتمع العراقي بموروثاته الدينية والاجتماعية والاقتصادية.
في عهد البعث أسس لنمط جديد من علاقات الريبة والخوف وانعدام الثقة ليس فقط بين المؤسسات السلطوية وأبناء الشعب وإنما استفحلت مظاهر التخوين والظن والتشكيك والوشايات عند الشعب ووضع الجميع في ريبة من أمورهم حتى البسيطة منها، خوفا من أن تؤول في غير محلها، وبات معها المواطن يخشى حتى من أقرب الناس أليه.

في الراهن من الوقت وبعد الاحتلال وسقوط منظومة الجريمة المتمثلة بحزب البعث ومرتزقته وسيطرة قوى سياسية جديدة على الشارع العراقي وانتشار وسائل الإعلام، راجت بضاعة بمهام مستحدثة مسيسة تجاوزت سابقاتها بالقدرة على الإيذاء وراحت ترفع من حدة سوء النية وعدم الثقة والريبة بين الأفراد والقوى والشرائح العراقية وما عاد المواطن معها ليعرف أين يضع قدميه وأي طريق يتوجب عليه اتخاذه.
استعمال أسلوب الإشاعة السياسية والاجتماعية ليس بالجديد في الشارع العراقي ولكنه اليوم يعد من الأسلحة الفتاكة وذات الأثر المدمر وأصبحت وسائل الإعلام ملعبا وفضاءً واسعا ومباحا لها.القوى السياسية وبالذات الحاكمة منها وبمختلف توجهاتها قدمت العون الكثير لترويج أسلوب الإشاعات والطعون والتخوين والظنون عندما ابتدعت ما سمي بالمخبر السري ليصبح واحدا من أكثر مجالات الارتزاق من خلال التكسب بإيذاء الآخرين من خلال الوشاية بهم. أيضا فأن السلطة إن أرادت تمرير شيئا ما لصالحها سربت له إشاعة إعلامية ومثلها تفعل القوى المعارضة إن كانت مشاركة في العملية السياسية أم رافضة لها. ولذا يجد المواطن اليوم حيرة في أمره في محاولة مستحيلة لإمساك ما هو حقيقي من كل تلك التسريبات.
في واحدة من أكثر المساوئ التي تقترفها القوى السياسية الحاكمة لإشاعة الشكوك والظنون كانت وما زالت طبيعة تشكيل اللجان التحقيقية في الحوادث والوقائع السياسية والجرائم الكبرى التي وقعت وتقع اليوم فالمؤسسات الحكومية تعلن في حينها وبشكل متضارب تصريحات عجولة عن طبيعة تلك الأحداث ثم تخرج في اليوم التالي لتعلن وبشكل مخالف أو يتضارب مع طبيعة التصريح السابق، أو أن المؤسسات ذاتها تتنازع وتطعن في تصريحات بعضها البعض. وحين يعلن عن تشكيل لجنة تحقيقية لاستجلاء واقع الحدث ومسبباته تختفي بعد وقت وجيز معالم تلك اللجنة وتصبح في خبر كان وتطمس جميع الوقائع وتروح معه التصريحات تتواتر في شطحات هزيلة متهافتة رغم ألم المصاب الذي يعتمر قلوب الناس ويخلد في ذاكرتهم، ولحد الآن لم نسمع من السلطة الحاكمة ولو نتف بسيطة عن نتائج التحقيق في أيام الأسبوع الدامية التي راح ضحيتها الآلاف من أبناء شعبنا في جميع أنحاء العراق ولا حتى ما كان من جرائم السرقات الكبرى للمؤسسات المالية، أيضا ما ظهر من مخالفات وتزوير وسرقات وجريمة صريحة في صفقة أجهزة السونار الكاشفة وقرار المحكمة البريطانية المتخذ بحق صاحب الشركة المصدرة والذي يقابله إصرار الجهات الرسمية العراقية على عدم الاعتراف بفشل تلك الأجهزة وتسببها بمقتل الآلاف من العراقيين وتشبث السيد المالكي ووكلائه في قوى الجيش والأمن الداخلي على التمسك بموقفهم السلبي تجاه مثل هذا الحدث الكبير يؤشر لضلوع الجميع من أعلى قمة في السلطة حتى أصغر مسؤول فيها وإن صمتهم يوحي بوجود مهام موكلة لتلك المؤسسات والشخوص في التهيئة والتنفيذ ولذا تراها تبذل جهودا كبيرة لطمس معالم الجريمة.
بالرغم من معرفتنا بالأداء السيء والمتهافت لجميع المشاركين في مسؤولية إدارة الدولة وانعدام المهنية و جهل مطبق في إدارة الحكم ولكن هذا لن يعفيهم من أن يتهموا بالمشاركة الفاعلة وبقصدية في مثل تلك الجرائم، وعدم ظهور نتائج لأي نوع من التحقيقات يعني ضلوع تلك الأجهزة المباشر في اقتراف تلك الأفعال. وفي هذا الحال يجب أن لا يتناسى أصحاب القرار بأن تلك الحوادث ليس فقط راسخة في ذهن أهل الضحايا وإنما هي خزين ألم وخيبة وسوف تبقى دائما في ذاكرة الناس عن الفترة التي اقترفت فيها ومن كان يدير دفة الأمور حينها.



#فرات_المحسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأي .. درءاً للخطر القادم ودفاعا عن شعب سوريا
- مدحت المحمود وقرار تدجين المؤسسة القضائية
- سلموهم للقضاء في الانبار وليس لغيره
- الأحزاب السياسية العراقية ومهام إجهاض الهوية الوطنية
- التدمير الذاتي مشروع الشرق أوسط الجديد
- أنهم يقتلون الجياد
- ليلة من ألف ليلة وليلة حكتها طيور دجلة
- الاخوان المسلمون ومشروع إحياء دولة الخلافة الإسلامية
- كل ما عرف عن تأريخ شارع اسمه المتنبي
- وداعا حمارنا الحبيب أبو صابر
- من دروس الأخلاق في أعراف السياسة
- من يستحي من ما حل بتمثال معروف الرصافي
- ما آل أليه حزب الدعوة
- مكرمة السيد القائد
- المالكي وطارق الهاشمي وبينهما مشعان الجبوري
- الإيمو.. حقد الدشداشة على أناقة الأزياء الأخرى
- لعيد الحب أحزانه أيضا
- الجريمة طريق لتقاسم العراق
- ديج أبن أوادم
- مؤتمر لتقاسم العراق أم إعادة هيكلة المحاصصة


المزيد.....




- يوميات اللبنانيين مع المسيّرات الإسرائيلية بين التعود والإنك ...
- هل بدأت إسرائيل علنا تقسيم -الأقصى- مكانيا؟ وكيف يمكن ردعها؟ ...
- إدارة ترامب توقف خطط تطوير مشاريع طاقة الرياح البحرية
- تفاصيل لعبة واشنطن وإسرائيل مع حزب الله
- عاجل | وزيرة الخارجية الأسترالية: يجب أن تنتهي معاناة المدني ...
- شاهد.. وثائق مزورة تغير مصير عشرات الآلاف من أطفال كوريا الج ...
- مصرع أكثر من 50 مهاجرا وفقدان العشرات في غرق مركب قبالة سواح ...
- مسؤول إسرائيلي: نتنياهو يريد تحرير الرهائن في غزة عبر -هزيمة ...
- بلدة -عقربا- الفلسطينية تودّع معين أصفر بعد مقتله على يد مست ...
- في ظل التوتر المتصاعد مع إسرائيل.. إيران ترفع جاهزيتها العسك ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات المحسن - أين تختفي نتائج التحقيقات