أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسيب شحادة - البيروني أديبا














المزيد.....

البيروني أديبا


حسيب شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 4085 - 2013 / 5 / 7 - 00:22
المحور: الادب والفن
    



يعرف البيروني عند الأوروبيين باسم‏ Maître Aliboron‏. ‬ذاع صيت أبي‏ ‬الريحان محمد بن أحمد البيروني (٩٧٣-١٠٤٨)‏ ‬بالرياضيات والفلك على‎ ‬وجه الخصوص إلا أنه أدلى بدلوه في‏ ‬علوم كثيرة أخرى مثل الطب والجيولوجيا والمعادن والجغرافية والتاريخ‏. ‬هذا العالم الموسوعي‏ ‬الفريد في‏ ‬نوعه خلّف وراءه عددا كبيرا من المؤلفات وصل تعدادُها حوالي‏ ‬المائة والخمسين وسماها أبناء له‏. ‬عاش البيروني‏ ‬ما بين عام ٩٧٢م إلى حوالي‏ ‬عام ١٠٤٨م وعاصر عالمين عظيمين هما أبو علي‏ ‬بن سينا الطبيب والفيلسوف والحسن بن الهيثم العالم الفيزيائي‏. ‬لُقّب أبو الريحان بـ"البيروني‏" ‬نسبة إلي‏ "‬بيرون‏" ‬ومعناها بالفارسية‏ "‬الخارج‏". ‬عاش البيروني‏ ‬مدّة طويلة في‏ ‬مدينة‏ "‬غزنة‏" ‬الواقعة بين الهند وخراسان‏. ‬كما وعاش في‏ ‬الهند سنين طويلة وترجم العديد من المؤلفات الهندية إلى العربية كما وقام بترجمة أعمال إغريقية من ترجمتها العربية إلى اللغة السنسكريتية‏. ‬يكفي‏ ‬البيروني‏ ‬فخرا أنه توصل إلى أن السبب في‏ ‬تفاوت الليل والنهار‏ ‬يعود إلى دوران الأرض حول نفسها وليس السبب في‏ ‬ذلك الشمس‏. ‬
يكفي‏ ‬هنا أن ننوه بما قاله المستشرق الألماني‏ ‬ادوارد سخاو المتوفى عام ١٩٣٠‬عن البيروني‏ "‬إنه أكبر عقلية ظهرت في‏ ‬التاريخ‏". ‬هذا القول شبيه جدا بما قاله‏ ‬ياقوت الحموي‏ ‬المتوفى عام١٢٢٩م‏ "‬لم‏ ‬يأت الزمان بمثله علما وفهما‏". ‬استخدم البيروني‏ ‬المنهج العلمي‏ ‬الجادّ،‏ ‬ويعتبر من القلائل الذين تكلموا عن حركة الأرض حول نفسها وعن الجاذبية‏. ‬كما وقاس محيط الأرض وتتطرق إلى تقسيم الزاوية وأوجد أطوال الأشكال الهندسية المنتظمة وأعدّ‏ ‬الجداول الرياضية‏. ‬بعبارة وجيزة،‏ ‬يمكن القول بأن البيروني‏ ‬يمثّل عبقرية العلم العربي‏ ‬الإسلامي،‏ ‬ففي‏ ‬نظره المعرفة الدقيقة هي‏ ‬الغاية المبتغاة‏. ‬
تتميز لغة البيروني‏ ‬بالرصانة والدقة والعذوبة وقد أحبّ‏ ‬العربية حبا جمّا‏ وهو الفارسي الأصل فقال إن العربية لغة العلم والمعرفة والفارسية للقصص والسمر. ‬يذكر‏ ‬ياقوت الحموي‏ ‬في‏ ‬مؤلَّفه الشهير‏ "‬معجم الأدباء‏ "‬البيروني‏ ‬قائلا‏ "‬وإنما ذكرته أنا ها هنا لأن الرجل كان أديبا أريبا لغويا،‏ ‬له تصانيفُ‏ ‬في‏ ‬ذلك رأيت أنا منها‏: ‬كتاب شرح شعر أبي‏ ‬تمام رأيته بخطّه لم‏ ‬يتمه،‏ ‬كتاب التعلل بإحالة الوَهم في‏ ‬معاني‏ ‬نظم أولي‏ ‬الفضل،‏ ‬كتاب تاريخ أيام السلطان محمود وأخبار أبيه،‏ ‬كتاب المسامرة في‏ ‬أخبار خوارزم،‏ ‬كتاب مختار الأشعار والآثار‏".(١٧/١٥٨). ‬لا‏ ‬غرو في ذلك فالبيروني‏ ‬كان واسعَ‏ ‬الاطّلاع والمعرفة من حيث اللغاتُ‏ ‬والثقافات العربية والفارسية والهندية وكان قد قارن بين العربية والهندية‏. ‬
وكل من‏ ‬يتصفح كتاب‏ " ‬الصيدنة‏" ‬للبيروني‏ ‬يجد دون كبير مشقّة كمّاً‏ ‬هائلا من الأبيات الشعرية والأمثال والحكم‏. ‬لا‏ ‬يمكن القول بأن البيروني‏ ‬كان شاعرا إلا أنه كمعظم علماء الحضارة الإسلامية كان مغرما بالشعر وقرضه‏. ‬
من أشعاره‏:‬
إذ لستُ‏ ‬أعرف جدّي‏ ‬حق معرفة وكيف أعرفُ‏ ‬جدّي‏ ‬إذ جهلتُ‏ ‬أبي
إني‏ ‬أبو لهب شيخ بلا أدب نعم ووالدتي‏ ‬حمّالة الحطب
المدح والذمّ‏ ‬عندي‏ ‬يا أبا حسن سيّان مثل استواء الجدّ‏ ‬واللعب

ومَن حام حول المجد‏ ‬غير مجاهد ثوى طاعما للمكرمات وكاسيا
وبات قريرَ‏ ‬العين في‏ ‬ظلّ‏ ‬راحة‏ ‬ ولكنه عن حُلّة المجد عاريا

فلا‏ ‬يغرُركَ‏ ‬مني‏ ‬لين مسٍّ تراه في‏ ‬دروسٍ‏ ‬واقتباسِ
فإني‏ ‬أسرعَُ‏ ‬الثقلين طرّا إلى حوض الردى في‏ ‬وقت باسِ

تُنغِّصُ‏ ‬بالتباعد طيب عيشي فلا شيءٌ‏ ‬أمرّ‏ ‬من الفراق



#حسيب_شحادة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاث رسائل إلكترونية
- صامدون
- صراخ منجيلتي وصلني
- كلمة في‏ ‬ذكرى مارتن لوثر كنچ ‏ (١٩٢ ...
- يوم الأرض ومخطط الجهض
- بيت الحكمة
- معرض الكتاب في‏ ‬باريس، الدرّاج الهندي، زيارة البابا ل ...
- إطلالة على الأدب النسائي‏ ‬العربي‏ ‬الحديث
- نجاح التعليم الفنلندي
- قاموس ثلاثي اللغة - عبري - عربي عامي - عربي فصيح عرض ومراجعة
- لماذا تبكي؟
- معرفة اللغة العربية أمر نسبيّ
- كأس الحليب، قصة أخلاقية
- من ميزات الشرق الأوسط
- أتحبّ الحلويات؟
- مُعجم إنجليزي- عربي فلسطيني
- تأثيل “آدم” من “أديم” و“المسيح” من المسح بالزيت
- أتريد أن تتزوجَها؟
- العتابا وأخواتها
- كيف صار نوع من التوت البري الأحمر جرجيرا؟ ج. ٣


المزيد.....




- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...
- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...
- هل تنجو الجامعات الأميركية من تجميد التمويل الحكومي الضخم؟
- كوكب الشرق والمغرب.. حكاية عشق لا تنتهي


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسيب شحادة - البيروني أديبا