أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - القمار مع الله!














المزيد.....

القمار مع الله!


أحمد القبانجي

الحوار المتمدن-العدد: 4083 - 2013 / 5 / 5 - 11:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قالوا: لو لم تكن هناك جنة ونار فقد تساوينا في الدنيا، ولو كانت موجودة فقد ربحنا وخسرتم، اي ربحنا الجنة وكان مصيركم الى النار لأنكم لا تعتقدون بها، أما مع عدم وجود آخرة فنحن سواء من حيث التمتع بملذات الدنيا، وكل عاقل يرى باحتمالية وجود سعادة لا متناهية وثواب عظيم على عمل قليل فانه يخاطر بذلك العمل من أجل الحصول على ربح عظيم وان كان محتملا كالزارع الذي يبذر مقدارا معينا من البذور باحتمال ان يجني اضعافها لاحقا وربما تتلف هذه البذور ولكن احتمال الربح العظيم يدفعه الى ذلك.

وهذا الكلام ورد عن باسكال، وكذلك عن الامام الصادق في نقاشه مع ابن ابي الجارود. أقول:

1 - كيف أحرزتم أنكم في الجنة؟ وربما كان الحق مع المذهب الآخر، أو تصدر زلة في آخر العمر بدافع الحرص وحب الدنيا وتحبط أعمالكم وتسوء عاقبتكم وهناك ميزان الاعمال فربما زادت سيئاتكم او كانت اعمالكم الصالحة غير مقبولة لخلل في نياتكم فتكونون من اصحاب النار، وقد يصدر من احدنا عمل مقبول عند الله فيغفر له ويدخله الجنة ونكون متساوين حسب الفرض.

2 - في الدنيا نحن غير متساويين ايضا، فالمتدين يتعب نفسه بالتكاليف الشاقة كالصلاة والصوم والحج والزيارات والخمس وغيرها ويترك الملذات كالغناء والرقص والملاهي والصداقة مع الجنس الآخر، بل الزواج مع اتباع الديانات الاخرى مع وجود حب بين الاثنين، بل قد يطلب منه الدين الجهاد او تفجير نفسه او الكراهية لأتباع المذاهب الأخرى، وليس على الوجدانيين شيء من ذلك.

3 - اذا لم يثبت وجود جنة ونار في عقل الشخص او لم يثبت وجود الله او ثبت له بطلان الديانات فهو قد عمل بعقله وقد جعل الله العقل حجة عليه والله أعدل من ان يعاقبه بعد ذلك بخلاف المؤمن الذي آمن تبعا لوالديه والمحيط الاجتماعي ولم يستعمل عقله في ذلك فهو أجدر بالعقاب الالهي، على فرض وجوده، وعندما خلق الله العقل في الانسان اراد منه استعماله وعدم تجميده فلو جمده والحال هذه واتبع في عقائده الآباء والأجداد فهو قد اذنب ولم يشكر نعمة الله عليه والله أجدر ان يعاقبه على ذلك لا أن يثيبه.

4 - العكس هو الصحيح، فما دام الانسان يسير في حياته الدنيا بوحي وجدانه ويتحلى بالفضائل ويترك الرذائل فهو من اهل الجنة لأن القرآن يقول: الا من اتى الله بقلب سليم. اي سليم من الحقد والحسد والانانية والتكالب على الدنيا وامثال ذلك. ومعلوم ان التدين لا يهتم لنقاء القلب بقدر اهتمامه بالقشور والطقوس فتكون النتيجة أن خسر الدنيا والآخرة ونكون قد ربحنا الدنيا والآخرة (حسب الفرض).

5 - ان هذه الفرضية كلها بمثابة لعب القمار مع الله، لأنها تنزل بمستوى العلاقة مع الله الى الحضيض وتجعل من هذه العلاقة تجارة او قمارا، فالمتدين يصلي ويصوم.. بدافع احتمال وجود جنة ونار لا بدافع الايمان بالله والحب له والشكر لنعمائه، اي لو لم يكن هذا الاحتمال موجودا لا صلى ولا صام ولا ترك الرذائل. أما الوجداني فهو يعمل بالفضائل ويترك الرذائل لذاتها ويرتبط مع الله بدافع الحب له لا بدافع الخوف من النار والطمع في الجنة لأنه لا يؤمن بهما أساسا.



#أحمد_القبانجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغزو السماوي
- المنهج الاجتماعي والأخلاقي للسيد المسيح
- الفتاوى والروايات المتعارضة مع العقل
- هل بقي التوحيد الاسلامي سالماً من التحريف؟
- المجتمع المدني وحقوق الانسان
- ضلع ادم ... خلق المرأة في التراث الديني
- مهزلة نذر عبد المطلب
- نقد كتب الدعاء والزيارة
- من أدلة عدم وجود الله ... دليل وجود الشر
- التفسير التاريخي لظاهرة الايمان بالله
- حقيقة الوحي
- دور المرجعية في عصر الحداثة
- العقلانية في الفقه
- محاضرة العقلانية في عصر الحداثة
- محاضرة العقلانية في الاخلاق
- محاضرة اعرف نفسك
- نقد الحر العاملي ومصنفاته
- محاضرة كيف نعرف الدين الحق؟
- محاضرة المنهج الهيرمنيوطيقي للمثقفين
- محاضرة العقلانية في الشعائر والطقوس


المزيد.....




- -في تهديد مباشر-.. ترامب: المرشد الأعلى الإيراني -هدف سهل- و ...
- ماما جابت بيبي.. استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- ترامب: المرشد الأعلى هدف سهل.. نعلم أين يتواجد
- باسم يوسف يثير جدلا بمنشور عن الحرب الإيرانية الإسرائيلية، ف ...
- الرئيس الأمريكي: نعرف تماما أين يختبئ المرشد الأعلى ولكن لن ...
- الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: نعرف تماما أين يختبئ المرشد ال ...
- ثبت الأن تردد قناة طيور الجنة الحديث على النايل سات وعرب سات ...
- مقتل العشرات من منتظري المساعدات جنوب قطاع غزة، وإغلاق المسج ...
- العراق.. السوداني يدعو الدول العربية والإسلامية للتعاون في ...
- هل تعتقد أن اغتيال المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي فكرة جيدة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - القمار مع الله!