قولٌ على قول .. من القائل ؟ الحلقه (1)

فلاح حسن الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 4082 - 2013 / 5 / 4 - 21:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

من البرامج الممتعه التي كانت تُبث من اذاعة (بي ـ بي ـ سي ) منذُ أواخر الأربعينات ،برنامج ( قولٌ على قول) من اعداد وتقديم الأستاذ الراحل حسن الكرمي الى حين وفاته عام 2007 عن عمرٍ ناهز المائة عام . وقد انتبهت وشدنّي اليه في فترة الخمسينات عندما كنت طالباً في المرحلة المتوسطه . والبرنامج من أدبيات الراحل بامتياز .وهو عباره عن أسئلة شعريه موجه الى الأستاذ الراحل يطلب فيها المستمع الى معرفة من قال هذا البيت الشعري وما المناسبه ؟. وكان الراحل يجيب عليها بالتفصيل .القائل والمناسبه وشرح البيت الشعري المقصود . وعلى ضوء هذا البرنامج استطاع أن يجمع هذا التراث في موسوعة كامله احتوت على أحد عشر مجلداً . وفي هذه المقدمه أردت أن أوضح ما ينبغي اتخاذه بمنحى مشابه له بقدر الأمكان . ولكن ليس بالضروره كما كان يسير عليه الراحل من معاني الشعر . وفي هذه المرة أقوالاً لبعض الرموز في أغلب حقول المعرفه الكلاميه ان وجدت والسياسيه والأجتماعيه على وجه الخصوص . يرحم ألله هذا الأديب والأعلامي الكبير وأسكنه الله فسيح جناته . لقد جاءت هذه الفكره بعد حوارات متعدده مع بعض أصدقائي منذُ سنتين تقريباً .وكنت خلالها أفكر في كيفية الأعداد وامكانيات العثور على الأقوال المأثوره سلباً كانت أو ايجاباً لمن يقولها قديمها وحديثها . ولفت نظري وأنا أضحك في حينها ومبتسماً كلما أتيت على ذكرها .. ولنبدأ بهذا المسلسل كافتتاحيه بمقولةٍ (لدولة) رئيس وزراء العراق المالكي بعد الأحتلال الأمريكي له عام 2003 وهو يرتقي منصة الخطابه ومن حوله عدد لايستهان بهم من أفراد الحمايه في كربلاء المدججين بالسلاح المدربون من قبل القوات الأمريكيه ويلبسون النظارات السوداء التقليديه . اضافة الى ملبسهم الموحد كما نلاحظه على معظم حمايات المسؤولين (الأبطال) . وارتسمت على وجهه مشاعر الغرور العابس الذي لم يتبدل كما كان في سوريا يبيع المحابس والمسابح وكتب الأدعيه قرب مرقد السيده زينب (ع) . ولست هنا بمعرض الأعتراض على هذا العمل والسخريه ولكن لفت نظري الى العبارات التي كتبها على واجهة المحل الصغير بالعربي (اليباع لايرجع ) (1) وفي اللغة الفارسيه جملة مشهوره شائعة في أكثر محلات الباعه في ايران تقول (يك كلام) أي كلام واحد لاجدال فيه. وهي حاله انعكست على نفسيته اللئيمه الداخليه يعبر عنها بمراوغاته وعدم ثباته.ومن هنا وصف بالدكتاتور وانفراده في القرارات وتمسكه فيما ينفعه (ويك كلام) .وهي ما تظهر بوضوح في عبوسة وجهه وثعلبية في تعامله الأجتماعي والسياسي اليومي . وهذا ما نشاهده وسنشاهده لاحقاً مع مؤيديه ومعارضيه(2) ان تسنى له البقاء في هذا المنصب المُدعّم من قبل أصدقائه الذين روجوا له الصعود الى هذا المنصب الحلم .نعود الى صلب الموضوع ونقول : ــ يسأل البعض ممن يتابعون الشأن العراقي. من القائل (ليش أكو واحد يكدر ياخذها حتى ننطيها ؟) نقول بوضوح لقائل هذه العباره وهو واثق من قوله للسيد (دولة) رئيس الوزراء نوري كامل المالكي بأعتماده على خلفية مؤكده ساندته وتسانده حتى وصولاً الى الأعتراف باسرائيل أو الوقوف على التل منه أو من بعده وهو أضعف الأيمان . وهو المقصود من (الأخذ) .لأن الواحد حالياً مجهول وكما يعبر عنه ( بالخلايا النائمه) والذي تعرف عنه فقط وكالة المخابرات المركزيه الأمريكيه ومتى ما شاءت سوف تُظهر القدره له .وهو لايعطيها لأن هناك تفاهمات سريه قبل الأحتلال وبعده مع حزب الدعوه ،وتوج هذا التفاهم بالمعاهده الأمنيه الستراتيجيه المعتمد عليها بين البلدين الصديقين . فمن الذي (يكدر) يتحرك وقوات الأحتلال غير بعيده عن العراق تخيم على تخومه الجنوبيه في دويلة الكويت (الشقيق) عند الحاجه .لذا نجد السفارة الأمريكيه والبريطانيه نشيطه في التدخل في الشأن العراقي لتهد ئة الأطراف المتنازعه كلاً على حده ! .
فاصل غنائي ـــ يغني عبد الحليم حافظ / اللي شبكنه يخلصنه .....
السويد / فلاح حسن الجواهري / 5 /5 / 2013
الهوامش
ــــــــــــــــ (1) هذه العباره يكثر استعمالها في العراق على واجهة المحلات وخصوصاً محلات باعة المواد الكهربائيه وقطع السيارات والأجهزه الكهربائيه وما شابهها . فما قيمة السبحه أو كتاب الأدعيه والصلوات والمحابس مثلاً اذا بيعت ووجد فيها فساداً أن ترجع؟
(2) في داخل تحالفه لم يستقر على بال مع المنتظمين اليه .فتارةً ضد الصدريين وأخرى في الخفاء ضد المجلس الأعلى كما صرح أحد مؤسسي حزب الدعوه الأوائل في احدى القنوات وهو السيد طالب الرفاعي عند لقائه مع المالكي في الطائره القادمه الى العراق بقوله :ــ بأن من معي في التحالف يعرقلون المشاريع والخدمات لغرض احراجي ! .

#فلاح_حسن_الجواهري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل