أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح حسن الجواهري - الأبتكارات الوهميه لحزب الدعوة















المزيد.....

الأبتكارات الوهميه لحزب الدعوة


فلاح حسن الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 3920 - 2012 / 11 / 23 - 12:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأبتكارات الوهميه لحزب الدعوه
(استثمار عاشورا )
فلاح حسن الجواهري
عرفتُ الأستاذ الأديب محمد عبد الجبار الشبوط رئيس تحرير جريدة الصباح منذُ تعييني مدرساً في متوسطة الخورنق في النجف عام 1965 .وعلى ما أعتقد وأتذكّر بأنه كان مدرساً للغة الأنكليزيه .وقد زاملته لسنة دراسيه كامله ثم انتقل بعدها الى بغداد وانقطعت أخباره عَنّي. لقد كان الأستاذ يتمتع بمواهب عديده منّى ألله عليه . أولهما ابتسامته وشفافيته التي لاتفارقه حتى ولو كان في موقف عسير مثلاً . وكان ملاذاً لبعض الطلاب حينما تقع مشكلة ما مع أحد المدرسين الذي يتوسط في حلّها ثانياً. كان منطقياً في كلامه لاتفارقه النكتة أبداً . أما ميوله السياسيه وهنا بيت القصيد لتقييم هذا الأنسان كما عهدته . أقول كان الأتجاه العام لميوله هو الأتجاه ( اليسار التقدمي )(1) . هكذا كنت أعرفه ويعرفه الأخرون من زملائي المدرسين حينما كان الفرز السياسي للأشخاص في هذه الفتره . وليس غريباً عنه ،فهو ابن محافظة النظال المرير الكوت والسجون التي امتلأت بالمناضلين من كوادر الحزب الشيوعي العراقي. ولم يكن يعرف التملق .وأعتقد أن ذلك من صفات السياسي الملتزم . اضافة الى أنه لايريد الحديث المباشر عن هذه الأمور لدواعي أمنيه وهو على وشك الأنتقال الى بغداد . كان ملاك المدرسه حوالي (30) مدرساً ، مُقسّمينَ الى ثلاثة تيارات . الأول تيار قومي واضح والثاني يساري وعددهم قليل والأخر مستقل يميل الى هذا وذاك حسب المصلحة والظروف السياسيه. لم يكن استاذنا القدير ( ملتحياً) أبداً .فوجهه مشرقاً بدونها .أبيض وأحمر الوجه كأنه ( تفاح لبنان) .وفجأةً أرى صورته المرافقة لكتاباته الأن وهو ملتحي بلحيةٍ بيضاء لاتَسرَ أكثر الناظرين . وقد اختفت معالم وجهه السابقه كشيخوخةً أو من جراء سهره وأتعابه ومسؤولياته الأعلاميه في كتابة المقالات التي تحكي بعظها عن بطولات ونضالات حزب الدعوه الحاكم ،وكيف أن الحزب ( جَنّدَ الطلاب في بغداد على شكل مواكب حسينيه عام 1967 (لتوظيفها الحضاري) لمراسم عاشورا . حيث خرج مئات الألوف من الطلبه والشباب ، فكانت مسيرة عزاء طويله أقيمت بطريقةٍ (مبتكره) وجديده لفتت انتباه المراقبين لطابعها الحضاري الجديد ونوعية (رداتها) . هنا التساؤل والنقاش والأعتراض على هذه المبالغات .فعلى ما يبدو أن نضال الأخرين من القوى التقدميه والقوميه منذُ بداية الخمسينات حوّلها الى هؤلاء الذين لايتعدى تنظيمهم في هذا العام المذكور وقبله وبعده بضع عشرات من المتدينين معتمدين على بعض الوجوه الأجتماعيه والدينيه المعروفه في مدينة النجف بالذات مكان تأسيسه . مع العلم أن ما يدعيه من أن حزب الدعوه هو القائد لهذه المسيره فهو خطأ وكفر تأريخي محض . ناسياً بأن هناك قوى قوميه وتقدميه أخرى كانت تشارك وتساهم بشكل واضح وبصرخات شعريه ناريه مشهورة . فتعريجك يا أخ محمد نحو حزب الدعوه على ما يظهر للمجاملة الأعلاميه أوبتوصيةٍ من جهات معينه الى شبكة الأعلام العراقيه والى جريدة الصباح بالذات لتقول هذا الكلام . ويبدو أن بعد عودتكم الثانيه الى هذا الموقع الأعلامي اتجهتم الى هذه الأفكار الغريبه. وهذا أمر مؤسف خلاف ما كنت أعتقده فيكم .وقد استثْمرتَ ما قيل بعد استشهاد الأمام الحسين(ع) (( لأزرعن طريق الطف ريحانا )) الى أن تتمنى أن تزرع على طول الطريق الى كربلاء بالأشجار وهذا أمر جيد ،غافلاً الممارسات الصبيانيه لكثير من هؤلاء المشاة المخالفه لمبادئ ثورة الحسين (ع) . والأنكى من كل ذلك أن استغلت هذه المواكب من قبل التيارات السياسيه الأسلاميه فقط . فأخذ كل تيار يوزع الهدايا والمواد الغذائيه باسمه .فهذه هدايا السيد نوري المالكي وآخر من طرف المجلس الأعلى ثم التيار الصدري وهكذا الناس منقطعين ومشغولين بالأكل والشرب من كل ما لذ وطاب ، لأن الأنتخابات المحليه والبرلمانيه قادمه . وبامكانك وأنت صحفي واعلامي أن تأتي وتساير هؤلاء وتشاهد (الدماراخلاقي)(2). وان كنت تملك الشجاعة الصحفيه أن تقول كلمة الحق لهذه الممارسات في جريدتكم (الصباحيه) الحكوميه . ولو أن كلامي لم يكن موجهاً الى مضمون الطقوس أبداً وانما أساساً الى مالفت نظري للمغالطة التأريخيه بذكرك الموقف المزيف لتيار الدعوه الأسلاميه عام 1967 . وتجاهلت المسيرا الحسينيه للقوى التقدميه بعد ثورة 14 /تموز /1958 . وخطباء المنبر الحسيني وأخصهم بالذكر المرحوم السيد (جابر أغائي ) الذي كان مجلسه يتسع الى رقمٍ غير محسوب . وقبله منبر الشيخ المرحوم (محمد الشبيبي) والد الشهيد حسين الشبيبي وغيرهم كُثر . ومحاضراتهم العلميه واضحة بشأن ثورة الحسين (ع) .وأما من رموز (الرواديد) فكان المرحوم (فاضل الرادود) أبو عصري والمرحوم (القابجي) والمرحوم (وطن أبوشبع) والمرحوم عبد الرضا الرادود . فأين حزب الدعوه من كل هذه المجريات والذي تتحدث عنه من بطولاته عن أحداث عام 1967 وأنه اكتشف وابتكر استثمار عاشورا . والحقيقة التي تشير اليها ما هي الا مناسبة دينية تمت بعد عودة الزائرين من مدينة سامراء وتجمعهم في بغداد وأخذ كل من المرحوم محمد باقر الحكيم والأستاذ الدكتور محمد حسين الصغير وعدد من زعماء القوى القوميه والتقدميه يتناولون في خطاباتهم أمام هذه الجموع الهادره الأوضاع السياسيه والأجتماعيه للبلاد . ولم تكن هذه أول مرة ، ولم يكن لحزب الدعوه أي اسم يذكر لامن قريب ولا من بعيد . وقد استثمر حزب البعث هذه المناسبه وغيرها لصالحه حتى قيامه بالأنقلاب عام 1968 . فحزب الدعوه الذي تشير اليه بهذه الخصائص والفعاليات لم يكن بهذا الشكل . فَجُلّ أعتماده الحركي الهزيل على المناسبات الدينيه البسيطه كتوزيع الأكلات في بعض المراقد المقدسه أو توزيع الحلوى المغلّفه بأوراق صغيره ضد السلطه وهي مكشوفة ومرصوده ويتم ذالك عن طريق النساء العجائز أو استخدام السيارات لنقل الزائرين مجاناً الى العتبات المقدسه بحجة أنها للنذر أو التبرع . وكل ذلك تعتبر من الأمور المحدودة، وان السلطات الأمنيه متابعة لهذه الحركات خصوصاً في عهد النظام السابق . ومن جراء ذلك وقع فيها البرئ بتهمة الأنتماء الى هذا الحزب . فاذا كان الأمر كذلك فكيف استطاع هذا الحزب أن يهيأ الألوف للمظاهرة المزعومه ؟(3) .
الهوامش
ـــــــــــــــــــــــــ (1) كلمة اليسار شاعت كثيراً في عهد القطبين الأتحاد السوفياتي من جهة والولايات المتحده الأمريكيه من جهة أخرى .وهي تتمثل بالثوريه وتغيير أحوال المجتمع في جميع جوانب الحياة . منه العلمانيه والقوى الديمقراطيه وحتى من خرج عن الدين التقليدي . (2) في كل عام تحدث تطورات وابتكارات بعيدة كل البُعد عن مبادئ الحسين(ع) .ولو أني لا أريد الخوض في هذا الموضوع ان صحّت أو لم تَصحْ ولكن أقول بأن الموضوع خرج عن نطاقه وأهدافه النبيله الذي ابتكره أول مره الشيخ النوري صاحب ( المستدرك) نور ألله مرقده .حيث البراءة والطهارة والعفة والحماس الحسيني على من يريد السير الى كربلاء رغم عدم توفر الوسائل الحديثه . بينما الأن الشباب والشابات والرجال وانساء جنباً الى جنب وفي داخل المخيمات والحسينات الحديثة وأجهزة’ الهاتف النقال الرفيق الأمين معهم . انا لله وانا اليه راجعون .
(3) يتذكر من هو الأن على قيد الحياة يطيل ألله في أعمارهم .كيف أن النظام الملكي كان يطارد كل من له شارب طويل ويتظاهر ضد السلطه مردداً الشعارات الوطنيه الثوريه بأنه من ( العناصر الهدامه ) ويقصد بها أفراد الحزب الشيوعي العراقي . وكثر استعمال هذا المفهوم بعد قيام ثورة 14 / تموز/ 1958 حينما أخذ البعض زهواً بارتداء الرباط الأحمر مع وضع اشارة حمامة السلام .فالتفت الجماهير حول الحزب دعماً وتأيداً . ونفس الحال مع ما يسمى بحزب الدعوة . حيث وجدنا أن كل من (يلتحي) أو يكثر من الصلاة والزيارات ويتكلم بفضائل الدين فهو (دعوجي) والحال ما هم الا أناس أبرياء .والأن كَثُرَ عدد هؤلاء ارتزاقاً وموقعاً والى هنا .
السويد :ــ فلاح حسن الجواهري 23 /11 / 2012



#فلاح_حسن_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احذروا فخّ المالكي


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح حسن الجواهري - الأبتكارات الوهميه لحزب الدعوة