عمر قاسم أسعد
الحوار المتمدن-العدد: 4082 - 2013 / 5 / 4 - 14:00
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
عمال ومصاصي دماء
قرر أحمد مصاصي دماء العمال ــ ولأول مرة ــ أن يكرم العمال في عيدهم ، جمع عمال شركته وألقى عليهم محاضرة عنهم وتكلم بلسان حالهم ، وذرف بعضا من دموع على آلامهم وجراحهم ، بشرهم بنيته تكريمهم ، وأعلن في وسائل الإعلام عن موعد التكريم ، ودعا كثيرا من مصاصي الدماء غيره ــ من أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة والسيادة ــ ، حضر العمال إلى مكان لا ينتمي إليهم ، جلسوا في الصفوف الأمامية لتكريمهم ، بدأت وفود أصحاب الألقاب بالتوافد ، تم ترحيل العمال إلى الصف الخلفي ، حضرت ألقاب أخرى ، ورُحل العمال إلى صفوف خلفية أخرى ، وحضر المزيد فلم يجد العمال مكانا لهم ،
بدأ الحفل بالخطابات والتغني بيوم العمال ، ألتقطت الصور ، شرب الجميع نخب عمالهم ، دقت كؤوس وعقدت صفقات وزيدت أرصدة وتكرشت بطون ، وما من عمال بين الحضور ...
العمال آخر من يعلم بعيدهم ولا يستذكرونه إلا من خلال ما تيسر لهم من أحاديث ، ليس المهم أن يكون للعمال يوم في العام بقدر أن يُحترم العمال ، وليس من المهم أن يمنح العمال إجازة مدفوعة الأجر في يومهم بقدر أن يتم تكريمهم وزيادة دافعيتهم .
في عيد العمال يتم الاستغلال بضرورات المصلحة العامة ويتم الانتقام منهم وامتصاص دمائهم وفي يومهم يتم فصلهم تعسفا ويحرمون من أدنى مقومات الانسانية ، في عيدهم يستخدمون ( سخرة ) لإشباع نهم أرباب عملهم .
تتكدس الأموال في جيوب أرباب العمل من عرق ودماء العمال ، في عيدهم يكون مصاصي دمائهم في منتجعات أوروبا وفنادق الخمس نجوم يأكلون لحوم عمالهم ويشربون دمائهم أنخابا وتسلخ جلودهم وتسحق عظامهم .
تحية إجلال لعمال الوطن ممن تفتحت جراحاتهم ونزفت دمائهم ، تحية لكل المقهورين والمحرومين والمعذبين في أرض الوطن ، لمن تسحق كرامتهم وتنتهك إنسانيتهم على أعتاب ارباب عملهم ،
عاش ( الغلابى ) في نهارهم الشاق وليلهم الطويل عاشت سواعد لم تعد قادرة ولكنها ما زالت صامدة .
أردد ما قاله شاعر الشعب المصري أحمد فؤاد نجم (( يا غلبان بلدنا ،يا فلاح يا صانع ، يا شحم السواقي ، يا فحم المصانع ، يا منتج ، يا مبهج ، يا آخر حلاوة ، ..... ورزقك ورزقي ورزق الكلاب ، دا موضوع مؤجل ليوم الحساب ... ))
عمر قاسم اسعد
#عمر_قاسم_أسعد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟