جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4082 - 2013 / 5 / 4 - 13:40
المحور:
الادارة و الاقتصاد
كلما اصبح المجتمع رأسمالية اكثر كلما ارتفعت نسبة العلاقات العاطفية و الرومانسية و الزواج عن الحب الصادق فيه و اذا كنت لا تصدق ما اقوله عليك الاستمرار بالقراءة:
اولا قبل الرأسمالية
كانت هناك قبل الرأسمالية فقط امكانيتين للصعود اجتماعيا و رفع مستوى المعيشة: اما عن طريق الميراث او الزواج بذكاء من غنية او غني لاجل الوصول الى الجاه و السمعة و المال اضافة الى ان الاقطاعية كانت ظاهرة اجتماعية متفشية قبل الراسمالية.
بعد الرأسمالية
عندما جلبت الرأسمالية الرفاه لنا فتحت في قلوبنا مكانا للحب و العاطفة و لكن ليس بدون احتلال نفس المكان في القلب ايضا على الاقل بعد تداول النقود اي منذ ولادة الفكرة الرأسمالية. هذا ما تقوله البروفسورة الاسرائيلية Eva Illouz من جامعة قدس اليهودية الاسرائيلية (مواليد المغرب).
لا تتعجب اذا سمعت من شابات و شباب توجد على قمصانها صور جيفارا بان الرأسمالية تحولك الى انسان آلي - الى روبوت و لكن الحقيقة هي العكس. عندما استطاعت القوى العاملة زيادة ثروتها الخاصة بدون الارتباط بالاقطاعي لم يعد رفع مستوى المعيشة يعتمد على الارث و الزواج و فتح الباب للجميع للوصول الى الثروة اي كلما اصبح المجتمع رأسمالية اكثر كلما ارتفعت نسبة الزواج عن الحب الصادق و العلاقات الرومانسية فيه رغم هذا التناقض الظاهري.
بدأت العلاقات الرومانسية و الحب مع الرأسمالية لان الاقتصاد الحر حرر العواطف من القيود السابقة واصبحت للعائلة بعد الثورة الصناعية معنى جديد تحولت من مكان لممارسة المهن و انتاج البضائع بغية استبدالها باخرى الى وحدة عاطفية و مكان مريح للسلوى و الحب اي تحولت من وحدة اقتصادية الى وحدة عاطفية و قضت على العلاقات المبنية على الحسابات الاقتصادية اي بدأت الرأسمالية تقضي على نفسها بنفسها. لاحظ ايضا ان الزواج في المجتمعات الشرقية لا يزال يخضع للحسابات المالية و السمعة اكثر من الدول الرأسمالية اي ان الطبيبة الشرقية لا تتزوج من شخص دون مستواها المالي والثقافي.
دخلت الناس بذلك في حلقة مشؤومة لا نهاية لها تشتري البضائع لارضاء الحبيبة او الحبيب و تشتري و تستهلك اكثر و اكثر لاجل الوصول الى السمعة و الشهرة و الجاه او بعبارة اخرى تحول الرأسمالية المال الى الحب و تحول الحب الى المال في نفس الوقت.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟