اجيال بدون جدات

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4081 - 2013 / 5 / 3 - 23:55
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

اجيال بدون جدات
قصة الجدة و قملة الورق او اسباب انقطاع الطمث عند المرأة:
طبعا لست هنا بصدد مقارنة الجدة العزيزة بمنة / يرقانة او حشرة آكلة الورق التي تسمى بالانجليزية aphid و تسميها الالمانية قملة الورق Blattlaus و رغم اني لم انعم برعاية جدة حنونة الا لفترة قصيرة في حياتي و لكني لا اتذكر الا حبها الملائكي و افهم اهميتها القصوى للاحفاد.

تبين لنا مجلة Economist الانجليزية الاسبوعية في عددها الصادر في 15 تموز 2010 كيف ساعدت الحشرة المذكورة على فهم تطور دور الجدة الحنونة. وفق قوانين تطور النمو في الطبيعة ان الانجاب قياس النجاح لكي شيء لذلك تضعنا مسألة سن اليأس عند المرأة امام لغز و حيرة كبيرة عند انواع معينة من الحيتان و الانسان.

تتوقف المرأة عن الانجاب قبل موتها بعقود و تضيف المجلة ان هذا التوقف هو مدرسة اعدادية المرأة لدورها في المسقبل كجدة لان حياة الانسان لاتبدأ فقط بالميلاد بل تعتمد ايضا على الحاجة الى مساعدته على البقاء على الحياة اي ان فترة سن اليأس عند المرأة توفرلها الوقت الكافي للتفرغ للاهتمام بالاحفاد و هذا هو سبب توقفها عن الانجاب بفترة طويلة قبل موتها.

يترك الذكر في كثير من الحيونات العائلة بينما تبقى الانثى و هذا يعني بان الذكر يقوم بتأسيس عوائل جديدة لاجيال و تنخفض بذلك نزعته بالاهتمام بالاطفال و الاحفاد بينما تبقى الانثى بدون عمل و تتحول الى عاطلة اي تزداد نسبة البطالة عند المرأة لذا ترتفع نزعتها للاهتمام بالاحفاد و هذا هو سبب انتقال المرأة و الحوت الى سن اليأس و انقطاع الطمث.

تتحول الجدة ايضا الى مقاتلة عند قملة الورق (في دراسة يابانية) تساعد مستعمرتها على البقاء على الحياة و تضمن للاحفاد حياة طويلة و تبرهن بانها ليست عاطلة عن العمل. لقد تخلت الجدة الالمانية و تخلى الجد الالماني عن الدخول في المدرسة الاعدادية بسبب تفضيل الراحة و الاستجمام و العطلة على الاهتمام بالاحفاد. لم تعد الجدة اليوم كما كانت سابقا في كثير من الثقافات لانها انحرفت عن دورها الطبيعي منذ فترة. تحولنا اليوم الى اجيال بدون جدات.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل