أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاخر السلطان - أن تكوني إمرأة














المزيد.....

أن تكوني إمرأة


فاخر السلطان

الحوار المتمدن-العدد: 4081 - 2013 / 5 / 3 - 18:48
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لوسي إيريغاري، الفيلسوفة، والمنظّرة في شأن المرأة والمدافعة عن حقوقها، المولودة في بلجيكا عام 1932، التقتها استاذة الفلسفة في جامعة ليفربول والباحثة في الشأن النسوي غيليان هووي (رحلت عن الحياة في مارس الماضي)، وبحثَتْ معها في مفهوم "النسوية"، ولماذا لا تحبّذ أن تستخدم هذه المفردة، وكيف تشدد على "الثنائية"، وأنه لابد للحياة أن تدار من قبل فاعلَين اثنين شريطة التخلي عن فكرة الفاعل الواحد.
إذا كانت مراحل تطور الحركة النسوية، كما تقول إيريغاري، تتشابه مع حركة الأمواج، يمكننا القول بأن الأسس التي انبنت عليها تلك الحركة غير قابلة للتغيير. غير أن الحركة قامت على أسس لا تنتمي إليها، أسس خارجية في ظل احترامها لذاتها. أي أن الأمر متعلق بحركة مستمرة لكن من دون أسس واضحة، ما ينفي تبلورها في إطار ثابت ومعنى واضح.
تنفي إيريغاري عن نفسها صفة "النسوية"، وتؤكد اعتراضها على كل من ينعتها بـذلك أو بأي نعت آخر، كـ"مابعد النسوية" أو "مابعد الحداثية". لماذا؟ لأنها تتجاوز في فكرها ما أسمته بـ"الأطر المعلبة"، ولأنها تسعى في مجال أوسع يتعلق بحقوق الإنسان وحقوق المرأة، ما يستلزم الدفاع عن ذاتها بموازاة احترام مختلف صور الجهد الجماعي.
تعتقد بأهمية إيجاد ثقافة واحدة لفاعلَين اثنين، في حين التفاوت بينهما، بين الاثنين، الذكر والأنثى، هو فقط في الجنس. فحينما تمرّ إيريغاري بالتحليل صوب عملية النقد، تعتقد بأنه قائم على الواحدية، أو على إبراز دور فرد واحد من الاثنين، والذي عادة ما يدّعي بأنه غير منحاز في رؤاه الناقدة، أي الذكر. بينما هي تريد أن يكون النقد لهما وليس له فقط. هي تسعى للقول بأن الاثنين لا يمكن أن يقللا من شأنيهما، ولا يمكن لأحدهما أن يأخذ مكان الآخر، لا بسبب ان أحدهما أفضل من الآخر (العامل الكمّي)، بل بسبب التفاوت الوجودي، أي التفاوت في وجود كل طرف (العامل الكيفي). فهما اثنان فاعلان. لذلك، تتحدث إيريغاري عن "أجنسة" التفاوت لا عن التفاوت الجنسي، فترفض أن تكون المرأة هي الجنس الثاني.
فالمرأة لا تنظر إلى علاقاتها مع نفسها ومع الآخرين ومع العالم مثل ما يريد الرجل لتلك العلاقة أن تكون. فتلك العلاقة، مثلما يرى أغلب الناس، لا تتعلق فقط بشكل الجسم وبإمكانياته العضلية أو بالظروف الاجتماعية، إنما تسير في إطار الهوية الكامنة خلف علاقة الجسم بالثقافة. من هذا المنطلق فإن البعض، خاصة من يدّعي بأنه مادي، لا يوافق على مساهمة الدور الجنسي لجسم الإنسان في بناء الثقافة العالمية. لذلك، من الأفضل للمرأة أن تنمّي نفسها في ظل الأساليب النسوية وفي إطار القيم النسوية. وهذا يتطلب إزاحة الثقافة الماضوية القائمة على الواحدية الذكورية، والدخول في ثقافة مغايرة مبنية على الثنائية، فلا يظلم فيها طرف الآخر، ولا يكون هناك حاجز بين المرأة وبين هويتها الأنثوية.
ان هوية المرأة تتشكل منذ بدء ولادتها. وبعبارة أخرى: خلال سعي المرأة أن تكون إمرأة، فإن ذلك يرتبط بالهوية، فيما الهوية تتشكل منذ الولادة.
إيريغاري تعارض مسعى البعض لرفض الربط بين المرأة وبين استخدامها الحيواني، وأن الهدف من هذا الرفض هو محاربة الهوية الذكورية التقليدية. بل تؤكد ان هذا المسعى جرى في فترة زمنية معينة قد انتهت، هي فترة الدفاع عن حرية المرأة. لماذا تعارض ذلك؟ لأنه لا ينتهي إلى جعل المرأة إمرأة، بل إلى جعلها عضوا في النادي الذكوري الحديث. هي تريد للآخر أن يفهم التفاوت من أجل الوصول إلى مرحلة جديدة من الإنسانية، لأن الإنسانية الراهنة، رغم التطورات المهمة في قضايا حقوق الإنسان وحقوق المرأة، لا تزال تحت عهدة الرجل، الحديث. بينما هي تريد أن يكون العالم تحت عهدة الاثنين، الرجل والمرأة، الحديثين.
أعي جيدا بأن ما تقوله إيريغاري، يتعلق بوضع المرأة في المجتمع الحداثي الغربي في سعيها أن تكون "إمرأة" لا مجرد إنسانة حداثية تعيش تحت إمرة الرجل الحداثي. فما بال، إذاً، المرأة في مجتمعاتنا العربية والمسلمة في صلتها بالحرية والأنسنة والحداثة؟ فهي، عربيا وإسلاميا، ليست تحت إمرة الرجل، بل.. "ملك" للرجل. لذا، تبدو تساؤلات طرحتها جميلة بن حبيب، الكاتبة والصحفيّة والناشطة الحقوقيّة الجزائرية الأصل التي تعيش في الكبك منذ 1997، في مقال لها بموقع "الأوان" في صلب أزمة المرأة العربية والمسلمة راهنا: "هل يأتي ذلك اليوم الذي لا يصبح فيه الأخوة جلاّدين لأخواتهم، والرّجال معنّفين لزوجاتهم من أجل إبراز فحولتهم؟ ومتى لا تصبح المرأة محتاجة لوليّ أمر لتتزوّج؟ وهل سيسمح للمرأة بالزّواج من غير مسلم يوما؟".

كاتب كويتي



#فاخر_السلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجميد القانون؟
- الحرية المريضة
- نقد المادة التي تحبس الناقد
- القرآن بوصفه خطابا (2-2)
- القرآن بوصفه خطابا (1-2)
- الحجاب مجددا..
- لابد من سقف جديد
- كرامة وطن...*
- النظرة الشمولية
- -كونا-... أولا
- نقد الحراك.. والإسلام -المعتدل-
- التيار الوصولي
- الحراك.. ووقوده
- دور مبهم
- هل مقاطعة الانتخابات في صالح الديمقراطية؟
- العلمانية الإقصائية
- رداً على عبداللطيف الدعيج: من يختطف من؟
- حراك التغيير في الكويت.. فرصة تاريخية
- السقف العالي للإصلاح.. في الكويت
- -الرقيب- السياسي والديني.. في الكويت


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاخر السلطان - أن تكوني إمرأة