أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى اسماعيل - الساسة والعسكر مجدداً














المزيد.....

الساسة والعسكر مجدداً


مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)


الحوار المتمدن-العدد: 4077 - 2013 / 4 / 29 - 16:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المراقبُ للوضعْ السوري الراهن على صعيد المعارضة في وجهتيها السياسية والعسكرية المُناهضة للنظام الحاكم ثورةً, يُدركُ وبلا تمعنٍ مُجهدٍ أنَّ المشهدَ الراهنَ لا يشذُّ كثيراً عن المشهد السوري في خمسينيات وستينيات القرن العشرين, لجهةِ تكالب السياسيين ( المُعارضين ) والعسكر ( الضباط المنشقين ) على ممارسة النفوذ على الثورة, ومحاولةِ كلِّ فريقٍ مُصادرتها لصالحه, وهو أمرٌ متوقعٌ له أن يمتدَّ إلى سوريا الغد بعد إسقاط النظام, ليتحول من الجذر الحالي إلى سياقٍ آخرَ هو : الصراعُ على السلطة.

الساسةُ السوريون اليومَ مُوزَّعونَ على أطرٍ ومنابرَ وتياراتٍ مُعارضةٍ عدة, معَ اختلافٍ في البرامج السياسية فيما بينهم, وفي الرؤية من الثورةِ وآلياتها ومآلاتها, لكنهمْ مُتشابهونَ في ذلكم اللهاث المحمومِ وراءَ مناصبَ حالية في المعارضةِ أو الحكومةِ المؤقتة, وتصدُّرِ المشهدِ المُعارضِ, وكأنَّ الشخوصَ أهمُّ من الثورةِ وتضحياتِ السوريين الهائلة خلال أكثر من سنتين, وقد شهدنا خلالَ زمنِ ثورة الكرامة السورية ولعدّةِ مراتٍ انسحاباتٍ فرديةٍ أو بالجملةِ من هذا الإطار المُعارضِ أو ذاك بحججٍ واهيةٍ, وكانَ آخرها لدى انتخاب السيد غسان هيتو رئيساً للحكومة السورية المعارضة المؤقتة, سُرعانَ ما أشيعَ أنَّ بعض المُنسحبينَ عادوا عن انسحابهم لمجرد تلقيهم وعوداً بالتوزير في الحكومة المؤقتة, إلى جانب ذلك فإن الصراعَ على النفوذِ والمناصبِ والمواقعِ بداخل كلِّ إطارٍ أسهمَ بينَ الفينةِ والأخرى في تشكيلِ تكتلاتٍ داخلَ تلكم الأطر ( المجلس الوطني السوري مثالاً ), وهذا من شأنهِ إحداثُ انكفاءٍ وارتكاسيةٍ وإعاقةٍ في عملِ كلِّ إطارٍ يشهدُ حالاتَ التكتلِ الداخليةِ تلكْ.

لا يشذُّ العسكرُ عن الساسةِ في التكالبِ على تمثيل الثورة والتطلع من خلالها إلى حجزِ مواقعَ مهمة للغاية في الغد السوري, وكأنَّ الدوافعَ الكامنة وراءَ انشقاقهم عن المؤسسة العسكرية للنظام ليست القناعةُ بانحراف تلكم المؤسسة عن أهدافها في حماية أمن وحدود الوطن, بلْ مُحاولةِ نيلِ مكتسباتٍ وامتيازاتٍ وترقية رتبهم وأدوارهم في سوريا الغد, فغالبية ساحقة من الضباط المنشقين هم من الفئة المغمورةِ عسكرياً, ولم تكن في موقع القرار المؤثر عسكرياً, وهذا الموقعُ يبدو من خلال دراسة تاريخ الجيش السوري أنه محجوزٌ كليّة من قبل طائفة بعينها, وبداخل تلك الطائفة يتم الاعتماد المطلق على العشيرة والعائلة, إلى درجة أن الاعتمادَ على ضباط من خارج الطائفة المختزلة إلى عشيرة وعائلة كان شكلياً, وكان الضباط من مكونات أخرى أشبه بالإكسسوارات لتزيين المؤسسة العسكرية, وهذا تقليدٌ برزَ على يد اللجنة العسكرية لحزب البعث والتي أسسها ( صلاح جديد ومحمد عمران وحافظ الأسد ) في 1959 وتعمقت مفاعيلها السلبية أكثر مع انقلاب البعث في 8 مارس / آذار 1963 واشتدت وطأة مع انقلاب فبراير شباط 1966 وتفاقمتْ أكثر بعد انقلاب الأسد الأب في 1970.

لا يُتوقعُ عودةُ العسكرِ إلى ثُكناتِ سوريا الغد بعد سقوط النظام, فالتضحياتُ التي قدَّمها الشقُّ العسكري من المعارضة السورية ضد النظام وهم الذين انخرطوا في مواجهات مع جيش النظام في العديد من مناطق البلاد سيجعل من الصعوبة بمكان العودة إلى المعسكرات والثكنات لاحقاً, بل سيجعلهم ذلك مُصرين على اقتسامِ كعكة السلطة لاحقاً, ولا يتوقع منهم الاكتفاء بذلك فقط, بل المرجح هو جنوحهم إلى ممارسة نفوذ وصائي على المؤسسات المدنية المنتخبة, إذ أن عقوداً من التاريخ السوري الحديث تشيرُ إلى ذهنيةِ الاستئثار وعدم القبول بعمليات قص المخالب والترويض لدى العسكر, أيضاً فإن تاريخ غالبية المؤسسات العسكرية في الشرق الأوسط لا يقدم أمثلة أفضل يمكنٌ التعويل عليها, ظل انعدام التقاليد الديمقراطية, وظلّ هشاشة تكوينات المجتمع المدني إن لم نقل انعدامها أيضاً, فعدم وجود بنيات سياسية وثقافية ومجتمعية مدنية مؤسسة للفضاء الديمقراطي في غالبية بلدان المنطقة يقدِّم البلادَ على طبقٍ من ذهب للعسكر الذين يبدونَ أكثرَ وأقوى تنظيماً ويمتلكون عوامل القوة والتأثير, وهم يشكلون في المحصلة ضمانات مثلى لبعض مراكز القرار العالمي في الحفاظ على مصالحهم الاستراتيجية.




#مصطفى_اسماعيل (هاشتاغ)       Mustafa_Ismail#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المهرجون
- عن مواقف الحكومة العراقية المعادية لسوريا
- شعبٌ أخير
- عملية تبوّل
- قصائد
- يعلمني الماء
- بشار وفقاعة صابون أخرى
- من مسلسل كوردي طويل : الاتحاد السياسي
- مقترح من أجل اليونيسكو
- منجزات بشار
- أمنه سوره كه وأقبية المخابرات السورية
- القضية الكردية في سوريا : من مشكلة إلى جزئية
- وعاد الوفد بخفي هولير
- تركيا والنزوح السوري
- شعب دائري بإمتياز
- مبعوث دولي من أجل حل ذهبي
- الموقف الأمريكي من كورد سوريا
- كورد سوريا والقلق من الغد
- العين التركية الحمراء
- قضاء نظام الأسد


المزيد.....




- بسبب -كثرة المصافحات-.. البيت الأبيض يكشف سبب ظهور كدمات على ...
- للمرة الأولى في الإتحاد الأوروبي.. سلوفينيا تمنع وزيرين إسرا ...
- مراسلون بلا حدود: ترامب يستلهم أساليب الأنظمة الاستبدادية
- حرب غزة تسبب مشاكل عقلية لآلاف الجنود الإسرائيليين
- مسؤول سوري: القصف الإسرائيلي يعرقل البحث عن الأسلحة الكيميائ ...
- -عدالة مُضللة-.. كيف دمرت خوارزميات البريد البريطاني حياة ال ...
- بيت ديفيدسون ينتظر مولوده الأول من شريكته إلسي هيويت
- راجت إحدى أغانيها على تيك توك مؤخرا.. وفاة كوني فرانسيس عن ع ...
- أردوغان: الهجمات الإسرائيلية على سوريا تُهدد المنطقة بأكملها ...
- محلل درزي سوري لـCNN: إسرائيل لا تحمي الدروز.. وتستخدم السوي ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى اسماعيل - الساسة والعسكر مجدداً