اشـجار مورقة ..ورائحة قداح قـديم

فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 1171 - 2005 / 4 / 18 - 10:52
المحور: الادب والفن
    

صباح متشرد يأخذني الى المكتبة كل نهار
..وخطى تكتب اسماء الطرقات ..
أرصفة سـاكنة..وبقايا لـكلام
اسيجة تروي سهرة ليل بغدادي
وروائح قداح قدسي في جيب المرأة
وهي تكرر موعدنا في مقهى الحمـراء
نهبط في عشرة روحينا..وكأنّا نبكي من وله..
حين نغني..وكأنّا نرسم صورة خلوتنا
نرسم عرق النار ظهيرة صيف محمــوم
تخطر في واجهة المقهى اشكال يقلقها الوقت
و تعبر نافذة المقهى..دون كلام
نشرب قهوتنا ..
ونعود نكرر قلبينا في دورة حـب
نكسر جرس الأخبار ..
نكسـر واجهة جريدتنا في هذا الصبح البرّي
نكسر قافية المقهى الطبقية في عزلتها
ونـعدد اسماءا وليال .. ومواويل..
نعبر صفنـتنا..
هذا وقت الطلع ..وتحكي من بيت الجيران
نخلتهم قصص البرحي المأمول
وملقحها..من اهل الديوانية
يأتي في الموسم يرمقنا كل صباح
)ويلـوّح حين يمر بعود الطلع..(سلامن ..
هل تذكر روح النخل طفولتنا في المشخاب
وايام الشلب ورائحة الطير
تذكر ( زهمول ) التمر..وخبزة صبح مرسوم
دعنا نشرب قهوتنا ونسير
نعدد اشجارا واقفة ..وظلالا
لوعود قادمة ونهار يأتي ..
يأخذنا الصبح المتشرد فيه الى موعدنا
في المقهى الحمراء نكرر اسماءا
ونعيد غناءا
ننحت زاوية الخلوة كل ظهيرة
..زاوية الكينونة والشعر
وزاوية الملح على زهرة لذتنا
..تمتمة غامضة لضفاف سرير الهجرات
قيثارة قمر الوقت لبستان السنوات
هذي ارض النوح تقيم صلاة العشاق
ولنا كل صباح ياسمين الأسيجة الكسلى
ولنا قهوة موعدنا المجنون
نحلم فيه ونبتكر الأسماء
لغلال
وزهور
ووجوه
..وخبايا وطن ونسـاء
ــــــــــــــــ بغداد

#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل