كل البلادِ الغريبة مَهَانة

نضال عبارة

الحوار المتمدن-العدد: 4075 - 2013 / 4 / 27 - 01:36
المحور: الادب والفن
    

للذي تعب من النفاق و المنافقين
للذي يتوضأ من ماء قلبه
و يسافر مع الحنين و يختبئ بقرح طفل
للذي يهرب من كل الوجوه و يحتمي بدمعة مكلوم
للذي كره كل الملامح و الرقاب المنتفخة و الكروش الممتلئة شحما و طين و تغني للجوعى و المشردين
للذي يشمئز مثلي من الذين يشترون وطنية و يبيعونا كلاما عن معنى الوجع
للمتوجعين و كل الذين يبحثون عن قطرة ماء بين جفاف الادمغة المتصحرة
للذي ضاق ذرعا بتهمة العروبة و عار العروبة و قذارة العباءة و الكوفية و هراء الشرف و المروءة و النخوة
للذي كره صفة الغريب و النازح و اللاجئ
للذي قرف الطرقات و الأبواب و الزوايا و الإحتماء بوجوه عربية تقلب الامعاء
للذي انقهر بما يكفي من نظرات تتملقه من قدميه لجبينه و من همسات تذمرهم و استياءهم من وجوده بينهم
و كأنه عبء
للذي كره كل شيء و ملَّ أي شيء
و انهار بما يكفي
و انكسر بما يكفي
و انهان بما يكفي من كل الألسنة و الأنوف
للذي فهم حقدي و ادرك ما خلف حرفي
لا أرض لا سماء لا ماء
لا وطن
و لا وجع أرقى
و لا رجولة و لا كرامة أنقى من بندقية
و أشهى من كأس شاي على الفحم في خيمةٍ
أو خرابة في حضن ارضنا المطعونة بكل الخناجر ..
تعالوا يا أحبائي نعود
تعالو نهرب من أحضان البلاد الغريبة التي تُرضعنا مذلة
تعالو نستعيدُ حقنا بمكاننا و نستردُ جباهنا
فالأرضُ التي ننساها تنسانا
و الأرض التي نبيعها تلفظنا من جوفها
و النخلة التي نبخلُ عليها بدمانا
لا حق لنا ببلحها ...
عابروا سبيل في بلادِ ليست لنا
و أرضنا لنا عز و مكانة
و ارضنا صونٌ لشرف نسائنا اللاتي صرن معرض للغرباء
و لقمة سائغة بأيدي الحقراء
أرضنا عنفوان
و كلّ البلادِ الغريبة مَهَانة ..

#نضال_عبارة (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل