نضال عبارة
الحوار المتمدن-العدد: 3964 - 2013 / 1 / 6 - 18:11
المحور:
الادب والفن
بمدينة حمص ، حي الخالدية في ليلةٍ شتوية باردة من هذه السنة ، بقبوٍ صغير لا يصلح للحياة و لا لأن يكون قبراً
كانت و ابنها الذي لا يتجاوز عشرة أعوام تفترشُ حصيرةً و تلتحفُ و إياه كل ما يصلح ليقيهما برودة الليل الحقيرة "كسجادة الصلاة و بعض الملابس و مناشف الاستحمام " ،
سألت ابنها و هي تغمرهُ بشدة و تشبكُ قدميها بقدميه و تلعبُ بشعره الخشن تارةٍ و تدغدغه تارةٍ أخرى ، دون أن تفكر بسبب السؤال لكنه خطرَ هكذا فجأةً بذهنها في زحمة
الموت : هل ستحزن لو متُّ يا صغيري ..و ما عساك ستفعل حينها ؟
فانتفضَ مذعوراً من هولِ السؤال و عيناه تغرغران بالدمع صارخاً فيها "ما الذي دعاكِ لمثلِ هذا السؤال السخيف " و راحَ ينهالُ عليها بالقبل في كل مكان من
وجهها ، و قبلَ أن تسمع الاجابة كانت طيارةٌ للجيش السوري الباسل الممانع تُغيرُ على الحيّ حاملةً القذيفةَ و الاجابة ،،
و ماتا معاً .. ماتا معاً ...
#نضال_عبارة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟