أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الشمخي - دكتاتورية التمثال !!














المزيد.....

دكتاتورية التمثال !!


حمزة الشمخي

الحوار المتمدن-العدد: 1170 - 2005 / 4 / 17 - 14:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل التاسع من نيسان عام 2003 ، ما كان أحد منا يربط العلاقة ما بين إستمرار النظام الدموي في بغداد، وتمثال صدام المنتصب في ساحة الفردوس في العاصمة العراقية بغداد ، والذي شكل بتحطمه من قبل الجماهير ، اللحظة العظيمة، للإعلان عن البيان الأول للشعب العراقي بسقوط الدكتاتورية، وهروب أزلامها وفي مقدمتهم الجلاد صدام .
أن هذا النظام الذي إحتمى طيلة سنوات حكمه الأسود بجيوشه المختلفة، وأجهزته الأمنية الخاصة وصواريخه ومخبريه من الأنذال المنتشرين في كل أنحاء العراق ، والذي يبدو للعالم بأنه أقوى نظام في المنطقة، من حيث القوة العسكرية والإمكانيات الإقتصادية ، إضافة الى التأييد الشعبي المصطنع .
هذا النظام الذي تهاوى بسرعة كبيرة نتيجة العزلة الداخلية، والعداء المتصاعد له من قبل الأغلبية الساحقة من أبناء الشعب العراقي ، إضافة الى المقاطعة الدولية المتنامية نتيجة أعماله العدوانية المجرمة , حيث ترك وحده لمواجهة مصيره المحتوم والمتوقع دائما .
أن هذا النظام الذي حكم العراق بالنار والحديد، وإستمد قوته الشكلية والظاهرية، من خلال تماثيله وصوره المنتشرة في كل مكان من العراق ، والتي كانت تفرض على الجميع دون إستثناء، حتى في بيوت المواطنين ، هذه الصور والتماثيل التي مزقت وإحرقت وحطمت في الساعات الأولى لإنهيار دكتاتورية التمثال في التاسع من نيسان عام 2003 ، ولم يبق منها شئ يذكر سوى العار والخزي لصاحبها .
أن الأنظمة الدكتاتورية في كل العالم، ومنها نظام صدام ، تعتمد عادة على التطبيل الإعلامي والأناشيد المزيفة ودمى التماثيل ومهازل الصور والخطابات الفارغة، والتي تعتبرها مصدرا لقوتها، بدلا من شعوبها التي ترتعب منها دائما، لأنها تنشد الحرية والحياة الكريمة والمستقبل الأفضل لها ولأجيالها، وأن هذه الأنظمة لا تريد أن ترى أحدا غير تماثيلها وصورها الكريهة ، والتي فاق عددها في العراق أكثر من نفوس العراق نفسه .
أن دكتاتورية التمثال التي حكمت العراق، وإشترت المرتزقة في كل مكان من العالم، والذي كان دعمهم وتأييدهم لصدام أكثر بكثير من الأصوات المؤيدة له في داخل الوطن ، لأن العراقيين أدرى بوضعهم الصعب، من هؤلاء المرتزقة والذي كان صدام يسمعهم بكل إهتمام لأنهم صوت التمثال في الخارج .
أراد صدام وتمنى أن يكون شعب العراق من تماثيل وصور، لكي يتحكم بهم مثلما يريد ، وإلا ما معنى أن يفتتح صدام بنفسه، معرضا لصوره الخاصة وبأوضاع مختلفة ، مصحوبا بالأغاني والأهازيج والتصفيق ، حيث ظهر على وجه الدكتاتور كل الإرتياح والسرور وهو ينتقل من صورة الى إخرى .
أن هذا التمثال وعصابته من التماثيل الصغيرة، قتلوا الناس ودمروا البلد وشنوا الحروب، ولا تزال تركتهم الإجرامية ثقيلة جدا ، ولا يمكن إزالت آثارها بسهولة .
أن تجربة حكم التماثيل في العراق ، أصبحت درسا مفيدا للعراقيين جميعا، ولبعض شعوب المنطقة ، التي لاتزال تتحكم بهم أنظمة التماثيل الإستبدادية ، والتي سوف تتهاوى وتتحطم بسرعة مثلما تحطمت دكتاتورية التمثال في العراق .



#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من خولكم أن تعفوا عن القتلة ؟؟
- تعيش أمريكا ... تسقط أمريكا !!
- ما نريده عراقيا .. ليس شيعيا أو كرديا أو سنيا !!
- عفوا .. يبدو أن أصواتنا الإنتخابية لا قيمة لها
- القذافي يعين نفسه عميدا للقادة العرب !!
- الى بعض حكام أنظمة منطقتنا !!
- تحية للطلبة المنتفضين في البصرة
- صور الزرقاوي وإحتمال إعتقاله !!
- ما بين كركوك ورئاسة الوزراء !!
- تبرعوا لعائلة طارق عزيز !!
- المرأة العراقية بين ظلم الماضي وتحديات الحاضر
- الحوار المتمدن يرعب أنظمة الإستبداد !!
- كفر العراقيون بالديمقراطية !!
- التنسيق بين ديمقراطيي ويساريي وعلمانيي العراق حاجة وضرورة
- الى دعاة المصالحة بين الضحية والجلاد
- لا حرية للرجل من دون حرية المرأة
- العراقيون بحاجة الى تشكيل حزبا للكهرباء !!
- الملايين العراقية .. أسكتت الأبواق النشاز !!
- لا شرعية في العراق إلا لصدام وعصابات الاجرام !!
- الفائز الأول في الإنتخابات العراقية


المزيد.....




- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...
- خبير عسكري يكشف مصير طائرات F-16 بعد وصولها إلى أوكرانيا
- الاتحاد الأوروبي يخصص 68 مليون يورو كمساعدات إنسانية للفلسطي ...
- شاهد: قدامى المحاربين البريطانيين يجتمعون في لندن لإحياء الذ ...
- وابل من الانتقادات بعد تبني قانون الترحيل إلى رواندا
- سوريا.. أمر إداري بإنهاء استدعاء الضباط الاحتياطيين والاحتفا ...
- طبيب: الشخير يمكن أن يسبب مشكلات جنسية للذكور
- مصر تنفذ مشروعا ضخما بدولة إفريقية لإنقاذ حياة عدد كبير من ا ...
- خبير أمني مصري يكشف عن خطة إسرائيلية لكسب تعاطف العالم


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الشمخي - دكتاتورية التمثال !!