أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق السويراوي - الدم العراقي : بين أجهزة كشف المتفجرات وكشف كرات الغولف














المزيد.....

الدم العراقي : بين أجهزة كشف المتفجرات وكشف كرات الغولف


عبد الرزاق السويراوي

الحوار المتمدن-العدد: 4073 - 2013 / 4 / 25 - 17:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو أنّ إصرار بعض المسؤولين من الساسة وغيرهم , أصبح ملحّاً ويقترب من الضرورات بالنسبة لهم ,على ذبح العراقيين , بسيف الفساد المالي والإداري , الذي باتتْ ملفّاته تطفو على سطح سفينة السرّاق وبشكل يومي تقريباً . ولعلّ قضية أجهزة كشف المتفجّرات الفاشلة , ليستْ آخرها , فهي رغم تناول الصحافة المطرد لها وبإستمرار ورغم الإنتقادات الشعبية اللاّذعة التي ترد في أحاديث الناس اليومية, لم ْ يُتّخذُ أيّ إجراء يتناسب مع أهمّيتها رغم كونها لصيقة , بأمن وحياة شعب بأكمله , هو الشعب العراقي . جيم ماكورميك , تاجر بريطاني أدانته مؤخراً , هيئة المحلّفين البريطانيين , وأعتبرتْه محتالاً ومزوّراً !!!, لبيعه أجهزةً لكشف المتفجّرات المزيّفة للعراق وبكلفة تجاوزتْ 91 مليون دولار , في حين لا يتجاوز سعرها الحقيقي 137 ألف دولار . صحيفة الغارديان كشفتْ عن أنّ سعر الجهاز الواحد من هذه الأجهزة , لا يتجاوز 23 دولار فقط !! وقد بلغ المُباع منها من قبل هذا المجرم ماكورميك للعراق , 6 آلاف قطعة بحسب ما أوردت صحيفة الغارديان . المفارقة الكبرى والمؤلمة في هذه الصفقة / الجريمة , أنّ هذه الأجهزة , مُصمّمة أساساً , للعثور على " كرات الغولف " وليس لكشف المتفجّرات , لكن مرضى النفوس من بعض المسؤولين العراقيين الذين ماتتْ ضمائرهم , تواطؤوا مع المجرم ماكورميك , عن طريق دفع الرشاوى لهم , ليمرّروا هذه الصفقة , وليدفع ثمنها العراقيون دون سواهم . في الواقع , أنّ أوجه الضرر في هذه الصفقة / الجريمة , متعددة , فهي بالإضافة الى كلفتها الباهضة والتي سلبتْ من العراقيين مالاً بات في رصيد حساب القتلة وجيوبهم , فإنّها , وهو الأهم على الإطلاق , ما أنفكّتْ ويلاتها وآثارها المدمّرة , تفتك بالعراقيين يومياً تقريباً. والمفارقة الكبرى والمؤلمة , أنّ هيئة المحلّفين البريطانيين تسارع بتوجيه تهمة التزوير والإحتيال لهذا المجرم المدعو ماكورميك وتمهّد لمحاكمته وسجنه , في حين أنّ هذه القضية رغم ما أثارته من إحتجاجات وإتهامات لم ينبرِ لها أيُّ مسؤول عراقي أو جهة مختصة بغية ملاحقة المسؤولين عنها ومحاكمتهم للثأر من دماء اللآلاف من العراقيين الذين راحوا ضحية هذه الأجهزة المزيّفة , فالجميع يلوذ بالصمت بينما الإنفجارات لم تلذْ بالصمت وإنّما تتراقص أشباحها على جثامين العراقيين وفي شوارعهم وأسواقهم ومدارسهم وبيوتهم وفي كل مكان تطاله طالما أنّ بعض أجهزة ( كشف )المتفجّرات عندنا هي لكشف كرات الغولف ,هذه الكرات التي ليست لها شعبية في الوسط العراقي مثلما هي عليه ( شعبيةُ ) صناعةِ المتفجرات .



#عبد_الرزاق_السويراوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاث قصص قصيرة جدا
- قصّتان قصيرتان جدا
- تراتيل / 2
- عُذراً أيّها السياسة !!!
- دمعةُ حِبْر
- حزّورات أمْ مفارقات ؟؟؟
- العراق وحرب الملفّات السرية
- شرور
- رجاء
- صَقرُ إفليّحْ
- إزدواجية المعايير في الرواتب التقاعدية
- أنا والليل
- هموم عراقية 2
- رأي
- شمََْسٌ لم تُولَدْ بعد
- قصة قصيرة جدا : سرُّ الصحراء
- خَلَجات
- ما الذي يسْتبْطنهُ : الصراع على الوزارات الأمنية ؟؟
- أيها الساسة : ماذا بعد كلّ هذا الفساد ؟؟
- قصة قصيرة : تَشْيِيْع


المزيد.....




- قمة ترامب - شكلا ومضمونا، كل شيء مقابل لاشيء
- سوريا: فيديو متداول لـ-انشقاق قوات من قسد وانضمامها إلى العش ...
- -لا يمكن رشوة بوتين لإنهاء الحرب-- مقال رأي في التلغراف
- جدل متصاعد حول التمييز.. دعوات في فرنسا لمقاطعة المنتجعات ال ...
- رجال الإطفاء يصارعون النيران للسيطرة على حرائق الغابات المست ...
- مسؤولان سابقان في إدارة بايدن: الجيش الإسرائيلي لم يقدّم أدل ...
- جعجع يؤكد دعم المؤسسات ويعتبر تصريحات قاسم تهديدا للبنان
- الليثيوم.. المعدن الحيوي يشعل سباقا عالميا في عصر الطاقة الم ...
- صحف عالمية: الطفولة تختفي بغزة وأطفالها يخضعون لجراحات دون ت ...
- “نظرتُ خلفي ولم أرَ أحدًا”.. ناج من فيضان مفاجئ يصف مصرع حوا ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق السويراوي - الدم العراقي : بين أجهزة كشف المتفجرات وكشف كرات الغولف