افتراءات كيمياوية للتدخل في سوريا

نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 4067 - 2013 / 4 / 19 - 09:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

تناقلت وكالات الانباء في الايام الاخيرة ...التهويل االاسرائيلي والامريكي من السلاح الكيمياوي السوري والخوف من وقوعه بايدي عناصر معارضة او ارهابية ..
من المؤكد ان الضجة الاخيرة مفتعلة من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا ومن يسمون انفسهم اصدقاء سوريا وهي لزيادة الضغط على النظام والشعب السوري لتركيعه ...ولاسيما بعد ان اصدر مجلس الامن قرار بالتحقيق في حادثة استخدام المعارضة السورية لصاروخ كيمياوي ...وبناء على طلب مقدم من الحكومة السورية ..ولكن الولايات المتحدة وبريطانيا وكالعادة ارادوا تسخير القرار لصالحهم بدلا من كشف الحقيقة والواقع وانصاف المظلوم ...
بحيث نص القرار على شمول تفتيش كل القطر السوري وليس الحادثة موضوع الطلب السوري..وهذا يعني السماح لفرق التحقيق الدولية الدخول الى كل مرفق عسكري ومدني سوري ...وهذا ما انتبهت له الحكومة السورية ورفضت تنفيذ القرار ...وطالبت بحصر التحقيق في موضوع الصاروخ ...لانه لو سمحت للجان التحقيق بحرية العمل في كل القطر السوري لوقعوا بنفس الورطة التي تورط بها العراق عندما سمح للجان التفتيش بحرية التفتيش التي استغلوها اسوأ استغلال ..ويقال وكما شاع بين العراقيين في حينها ...حتى القصور الرئاسية وغرف معيشة صدام حسين نفسه فتشت دون ان تستطيع الحكومة العراقية على الاعتراض ..
وكلنا نتذكر وكما اعلن واعترف احد المفتشين الامريكان ان كل المعلومات وبالتفاصيل عن المواقع والاسلحة واالمنشئات العسكرية العراقية قد نقلت اولا باول الى اسرائيل وهي دولة في حرب وعدوة للعراق ..ومن ثم استخدمت هذه المعلومات لتثبيت اولويات الاهداف لقصفها فيما بعد عندما حان موعد تنفيذ الهجوم الشامل عام 2003..كما يعلم المختصين العسكرين ....
في الاونة الاخيرة وبعد زيارة جون كيري المفاجئة والغامضة للمنطقة والاعلان عن نية الولايات المتحدة أرسال 200 جندي أمريكي بحجة تدريب الجيش الاردني ..( وهذه حجة وذريعة مكشوفة ومفضوحة على الاقل في نظري شخصيا ) للتدخل الامريكي في الحرب على سوريا بعد ان عجزت عن اسقاط النظام الدستوري السوري المسنود روسيا ...
ما لفت نظري مع اذاعة الخبر ...ان هؤلاء الجنود الامريكان المرسلون الى الاردن جهزوا باقنعة وقاية كيمياوية ...وبنفس الوقت نشروا خبر ...ان الجيش السوري قد وزع الاقنعة على الفرقتين الثالثة والرابعة ...مما يوحي للسامع او القاريء المدني وليس العسكري ..ان السلاح الكيمياوي قد حان موعد استخدامه في الصراع الجاري ..وهذه فرية وكذبة دعائية مفضوحة لتبرير التدخل العسكري الامريكي في الصراع ..
ولعلم من لايعلم ...ان اقنعة الوقاية هي من تجهيزات الجندي الاساسية في الحروب الحديثة مثل البندقية او الخوذة الفولاذية ( اي ان كل جندي يجب ان يحمل معه قناع وقاية ) وهذا ماكان معمول به في الجيش العراقي قبل الاحتلال ...حيث كان الجيش العراقي يمتلك اقنعة لكل منتسب ضابط او جندي ولا ادري أين حل الدهر بها بعد السقوط ؟؟؟...اما في روسيا وكما درسنا ..فحتى الحيوانات لها اقنعة وقاية خاصة بها ..
ان السلاح الكيمياوي يستخدم حصرا ضد مقرات القيادة والمواقع المحصنة .. وربما ضد التجمعات البشرية المحصورة ااو المتكدسة في مناطق ضيقة .. ويستحيل استخدامه ضد قطعات منتشرة في الميدان ..
لقد استخدمت الولايات المتحدة السلاح الكيمياوي وبشكل واسع ضد الفيتناميين وبكثافة عالية في الحرب الفيتنامية ...ومع هذا خسرت الحرب وفرت مذعورة منها ..كما فشلت في استخدامه في افغانستان في الهجوم على بن لادن عندما كان محصنا في جبال تورابوراا ..
انني اعتقد ان هذه التسريبات الاعلامية والتهويل بالسلاح الكيمياوي يؤشر كمقدمة الى تبرير التدخل الامريكي المباشر والعلني في الصراع بعد ان عجزت المعارضة عن اسقاط النظام ولاسيما وهي بهذا التدخل ستمنع اسرائيل من التدخل المباشر في الصراع الجاري ولاسيما وان نتنياهو يتمنى وبشوق التدخل العسكري وتصفية الحساب مع السوريين واللبنانين ..وهذا ليس غريبا منه فقد اعلن ان الجيش الاسرائيلي اصبح اقوى جيش في المنطقة .. بعد اخراج الجيش العراقي وانهاك الجيش السوري والهاء الجيش المصري ..وكلها تصب للقضاء على دول محور الشر التي اعلنها بوش الشرير ..
هذه وجهة نظر شخصية مبنية على قناعة ذاتية وليست على معلومات فنية احصائية عسكرية دقيقة ...ولكني بنفس الوقت متاكد ان المستقبل يخفي مزيدا من المحاولات الخفية لتغيير خارطة المنطقة ..وانني أتوقع وللاسف ان حكومة الاردن ستورط الشعب الاردني بمعركة لاناقة ولا جمل لهم بها كما فعلوا عند احتلال العراق قبل عشر سنوات ...حيث صار ممرا لقوات العدوان بعد ان رفض الشعب التركي السماح لهم بالمرور من اراضيه ..وهذا الموقف يحفظه العراقيون للشعب التركي ..
والله اعلم بالغيب وبما هم يخططون ؟؟؟..
اللهم احفظ العراق واهله ..اينما حلو او ارتحلوا ..

#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات