القزم يرقص بطرا على صدر العملاق

نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 4000 - 2013 / 2 / 11 - 15:28
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

يعتبر عقل المرأ اما نعمة أو نقمة عليه ...وفي حالتي انا وكوني مواطن عراقي مهموم مهضوم الحقوق فعقلي يرهقني ويعذبني من كثرة التفكير ...وبلا جدوى أو فائدة ؟؟
فانا دائما اتساءل مع نفسي ؟؟ لماذا كتب على العراقيين هذا الكم الهائل من الذل والاستهانة والاستغلال والظلم ومن كل خلق الله وعباده سواء من الاهل والاقربين او من قبل الغرباء والابعدين ؟؟؟ علما والعراق واهله يمتلكون كل عناصر القوة والمنعة والعظمة والازدهار ؟؟؟
وهكذا أبقى أتساءل واتساءل ولحد كتابة هذه الكلمات ؟؟؟ ولم اتوصل الى اجابة مقنعة ... تشفي غليلي او تبرد فؤادي او تخفف من غضبي كما يقول العراقيين ..
ومن هذه الاسئلة ..لنأخذ مثلا دويلة قطر ولنترك بقية الامارات الخليجية ..هذه الدويلة ( القزم )التي لايتجاوز عدد سكانها الاصليين نصف مليون نسمة ومساحتها 11000 كم مربع ...ونقارنها بالعملاق العراقي الذي تبلغ مساحته 45 مرة بقدر مساحة قطر وعدد سكانه الاصليين 60 مرة بقدر سكان قطر الاصليين ...والعلم عند الله بما يمتلكه العراق من ثروات طبيعية وتاريخية وتراثية وحضارية وفي كل شيء تفوق مئات المرات مما تمتلكه دويلة قطر ؟؟؟
نجد دور دويلة قطر الاقليمي والدولي الشرير و الذي اصبح معروف في تدمير شعب ليبيا ودولتها ..ومعروف دور المليارات القطرية التي منحت للاخوان المصريين والتي قلبت حالهم من سيء في زمن حسني مبارك الى فوضى واسوأ والعن في زمن المرشد ...
وكلنا اليوم نعلم ونسمع ونرى ما يعانيه أهلنا وشعبنا في سوريا .. تخريب دولة ...وتمزيق وطن ..وقتل شعب ...كلها بفلوس قطرية ...وكما يشاع بلغت 16 مليار دفعتها قطر للمعا رضة المسلحة السورية ..ونشاهد اثارها ونتائجها على شاشات الفضائيات كل ساعة وكل يوم ..خراب وتهديم بيوت وتشريد عوائل وأطفال
وما مأساة شعبنا في العراق وأحتمال تقسيمه ...أو اشعال الحرب الاهلية والفتنة الطائفية وكل المشاكل الاخرى تحدث بفعل فلوس قطرية وغير قطرية كالتركية والايرانية والخليجية الاخرى...؟؟؟ ولكن كلها تهدف الى تدمير العراق وشعبه ..
خبران قرأتهمأ ..اثارت وتثير الحزن والمرارة والحسرة في قلب كل مواطن محب للعراق ...
اولهما ..خبر يفيد ان أحتياطي العراق من الذهب أنخفض بمقدار الثلث خلال شهر واحد ...ليصبح 29 طن ...وأنا لست خبير اقتصادي ...ولكن هذا يعتبر مؤشر ودليل على حقارة ولصوصية وفساد النظام الحاكم في العراق ..ميزانيته 130 مليار دولار ..وكل شيء فيه مفقود ومتخلف ؟؟ فلا أمن ..ولا خدمات .. ولا عدالة ...ولا مساواة ..وتجد فيه اغنياء متخمين ..وفقراء معدمين ..وللكرامة محتاجين ..
الخبر الثاني ..ما نشر عن فائض الاحتياط من النقد الاجنبي ل(القزم ) دويلة قطر ...فكما اعلن خلال 3 أشهر فقط ...27 مليار دولار...فهل يتقبله العقل السليم ذلك التفاوت والمقارنة بين ما يحدث بين القزم القطري والعملاق العراقي الفاشل ؟؟ القزم يتمتع بالسعادة والرفاهية الاقتصادية والامن والاستقرار .. والعملاق يئن ويتألم من الاملاق ؟؟؟
ولكن للاسف هذه الاموال الفائضة عندالقزم ولكونه قزم وبايدي شريرة...تسخر لاعمال الشر واشعال الحروب والدمار للعروبة والاسلام ...
انا لن الوم القزم القطري لثروته فالاموال لشعبه لو احسن استعمالها لاعمال الخير..ولكن الوم العملاق العراقي لسكوته عن قياداته التي تهدر وتنهب أمواله وقوت شعبه ولقمة عيش الفقراء والمساكين ..بلا وازع من ضمير لتهرب للخارج ..
انني الوم تركيز طلبات المحتجين والمتظاهرين وفي كافة انحاء العراق على مطالب غير جوهرية مثل قانون العفو العام الذي يشمل القاتل والمزور والحرامي والفاسد كما يشمل البريء او يطالبون بالغاء قانون اجتثات البعث والذي افرغ من مضمونه اصلا .. والذي أفسد للحق والعدل والانصاف كل قضية ..فمن سينصف الضحايا الابرياء ؟؟؟
علينا أن نطالب باصلاح النظام الحالي جملة وتفصيلا ...
علينا ن نعلن الحرب على كل مناحي الفساد المالي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والاخلاقي ..
لآ ان نترك الحمار ونمسك بالبرذعة كما يقول المثل ..
البعض يطالب بالغاء الفقرة 4 ارهاب ..والارهاب لازاال يبقى وينتشر ..
كلنا نعلم ان الخلل ليس في الفقرة ذاتها وانما الخلل فيمن ينفذها ويطبقها ..فعلينا ان نفهم مانريد ...وليس الركض وراء مايريد الساسة والفاسدون ..
لماذا لانطالب بمحاسبة العملاء والحرامية ودعاة الفتنة الطائفية والحرب الاهلية وتقسيم العراق ؟؟؟ ومن يقتل الابرياء من الفقراء بالمفخخات والعمليات الانتحارية ؟؟؟
لماذا لا نلاحق كل من جعل القزم القطري وبقية الاقزام ترقص على صدر العملاق العرقي ؟؟؟
اللهم احفظ االعراق وهله اينما حلوا او رتحلوا ...

#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل