أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نوري جاسم المياحي - الى متى يبقى الفقير هو من يدفع الثمن بحياته؟؟














المزيد.....

الى متى يبقى الفقير هو من يدفع الثمن بحياته؟؟


نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 4049 - 2013 / 4 / 1 - 10:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الكثير من الناس يدافعون عن الغزو الامريكي للعراق بحجة انه انقذهم من صدام حسين ...وقد تكون هذه النتيجة للغزو كحقيقة ظاهرة للعيان ...ولكن الكثير من المأسي تحملها شعبنا ولايزال يدفعها العراقيون بحياتهم ودماءهم واعصابهم وراحة بالهم ولاسيما الفقراء منهم ويوميا طيلة 22 سنة ..
فخطة ( الصدمة والرعب ) التي طبقتها القوات الامريكية ضد العراقيين بضربهم بالاف الاطنان من الصواريخ والقنابل التي دمرت كل شيء سقطت عليه وتركت وراءها اليورانيوم المنضب الذي يستمر بقتل العراقيين عن طريق اصابتهم بمرض السرطان القاتل .. والذي سيبقى فعالا لمئات السنين وهو يقتل بالعراقيين ..وبالرغم من ذلك لاتعترف ولا تعتذر الادارة الامريكية لجريمتها هذه ...
ويوميا تتناقل وكالات الانباء أخبار أعداد القتلى والجرحى بسبب التفخيخات والانتحارييين الذين يقتلون ويجرحون بالمئات يوميا ...ولو اردنا معرفة وتحديد من كان السبب وراء كل هؤلاء القتلة والمجرمين لوجدنا انهم الامريكان وفي مقدمتهم بوش وبلير االبريطاني ونكروبونتي وبريمر وبقية المجرمين الذين لايعدون ولا يحصون..
ثقوا بالله كل شيء سيء نعانيه اليوم نحن العراقيين او اخوتنا العرب السوريين وسوريا الحبيبة سببه المباشر او الغير مباشر نجد سببه ووراءه امريكا وبريطانيا وأسرائيل والسلف الطالح...
واقصد هنا ليس فقط القتل والتخريب والتشريد ما سببوه لنا ...وانما الجهل والجوع والمرض ..وافسدت اخلاق شعبنا وانستنا قيمنا وحتى عروبتنا وحسنا الوطني ...
والكثير من الناس وفي خضم الفوضى الخلاقة الامريكية ...لم ينتبهوا الى كم كبير من الضحايا ...دفعوا حياتهم بسبب غير مباشر كالصعق االكهربائي مثلا..وليس خافيا على احد ...ان اول ما دمرته امريكا في عدونها المتكرر هو قطاع الكهرباء ...والذي عجزت الحكومات الفاشلة عن معالجتها واعادتها الى سابق عهدها ...مما دفع المواطنين الى الاستعانة بالمولدات الاهلية ...عن طريق سحب الكهرباء من هذه المولدات ولمسافات بعيدة قد تتجاوز عدة مئات من الامتار بواسطة اسلاك رفيعة وضعيفة وغير محمية وليست مخصصة اصلا لهذا الغرض (ولكن ماحيلة المضطر والمحتاج الا ركوبها ) ..وبمرور الزمن قد تنقطع هذه الاسلاك وقد تنسلخ ...فتصبح قاتلة حتما ..واي مشاهد لمناظر الاحياء العراقية عندما تعرض في افلام التفجيرات اليومية وغيرها سيلاحظ مئات الاسلاك ممدودة ومعلقة على اعمدة الكهرباء بشكل عشوائي وقبيح المنظر ...
واليكم القصص التالية لضحايا الكهرباء ولاناس انا اعرفهم شخصيا ...دفعوا حياتهم ثمنا لمشكلة الكهرباء واخرها مصيبة اليوم ...
اولا – قبل حوالي 6 سنوات صحا سمير من النوم (20 سنة )عطشانا ...وبما ان الظلام منتشر ...وهو يسير متحسسا بيديه طريقة في الظلمة ...اذ عثر بعمود حديدي سقط على سلك كهرباء الشارع ..فصعق فورا ...وفارق الحياة ..
ثانيا -- قبل حوالي ثلاث سنوات تخرج قريب لي من كلية الطب طبيبا وكان فرحا هو وعائلته بهذا الانجاز العظيم الذي حققه ..وفي احد الايام انقطع كهرباء السحب ...فخرج للشارع وصعد على العمود لفحص الخلل ..واذا به يصعق كهربائيا ...مما اسقطه من فوق الدرج الى الارض فسقط على رأسه الذي انكسر ..وفارق الحياة فورا ..وقبل ان يستلم راتب واحد ..
ثالثا -- الطفل محمد البالغ من العمر حوالي عشرة سنوات ..كان يلعب او مار وبالصدفة امسك عمود الكهرباء في الشارع وفي يوم ماطر ..فصعق وفارق الحياة فورا ...
رابعا –واخرها وقع اليوم ايضا حادث مأساوي نكب عائلة جاري ...فقدت ابنها عباس اسماعيل ...شاب بعمر الزهور ...يبلغ من العمر حوالي 17 سنة .. وهو من عائلة فلاحية كادحة .. كان أبيه يشتغل صاعود نخل ... وقبل سنة من الان وبسبب الارهاق وحلول الاجل ...سقط من النخلة وفارق الحياة ..مما دفع بعباس ابنه ان يترك المدرسة ليعيل امه ...وليعمل صاعود نخل كوالده لانها المهنة الوحيدة التي تعلمها على يدي ابيه ...
هذه الايام هي موسم تلقيح النخيل في العراق ...وهي فرصة سنوية يستفيد منها صواعيد النخل لجمع بعض المال ..ومنهم المرحوم الشاب عباس ...الذي كان مؤدبا رقيقا حسن الخلق والخلق ..مريحا للنفس ..خفيف الظل ..عصاميا مجدا ..الى درجة يمكن اعتباره نموذج جيد ونادر هذه الايام بين شباب العراق والذي للاسف هو ضائع ومائع وفاشل ومتمرد وغاضب على نفسه وعلى عائلته وعلى مجتمعه ..والمصيبة لايعرف سبب غضبه ..
وااليوم وكالعادة وحسبما سمعت القصة ...خرج عباس وصعد احدى النخلات وكان معلقا عليها سلك كهربائي مسلوخ العازل ...فصعق وفارق الحياة فورا...تاركا كل من يعرفه يبكيه حسرة على شبابه وحسن اخلاقه ..تغمده الله برحمته الواسعة والهم والدته المسكينة الصبر والسلوان ...
بوقفة تأمل حزينة ..قد يقول البعض من انصار واصدقاء امريكا ..وفاة عباس أجل مقدر ومكتوب قد حل وحان ..فما علاقة امريكا بموته ؟؟؟..انا شخصيا اختلف مع من يقول هذا القول ...واصر على ان امريكا وراء كل المصائب التي تحل بالعراقيين ...ان لم تكن بفعل مباشر منها فبفعل من اذنابها واتباعها الذين سلمتهم رقابنا ومكنتهم من التلاعب بمصيرنا ...والا هل يعقل ؟؟؟..عشرة سنوات من الحكم ..وصرف عشرات مليارات الدولارات ...ولازال االكهرباء بائسا ويقتل الفقراء والمساكين ؟؟؟..اضفة لليورانيوم ..والتفخيخات ..وكواتم الصوت ..والبيئة الملوثة ..والاغذية الفاسدة ..والماء الاسن والعفن ...
من كان السبب بربكم ؟؟؟ اليس امريكا وادراتهم الملعونة ؟؟؟ اترك الحكم والقرار ..لكل عائلة عراقية نكبت او فقدت عزيز او اكثر .. سواء بسبب مباشر غير مباشر للاحتلال الامريكي ..
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا



#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سفرة أبتلاء لمدينة كربلاء
- ابويه مايكدر بس على أمي
- ماذا يريد منا مخططوا تفجيرات الامس الدامي؟؟
- غياب الحس الوطني يضيع الوطن
- جواب لسؤال ...ما الحل ؟؟
- الطائفية سلاح دمار شامل فحاربوه
- عناوين طنانه ..والمواطنين حيرانة
- الطائفية الملعونة في خدمة السياسة
- لاتلوموني ان تظاهرت و اعتصمت و حتى ان بكيت ..
- من سيربح معركة الجمعة القادمة ؟؟
- من لايمتلك سكن لايمتلك وطن
- القزم يرقص بطرا على صدر العملاق
- انت الخصم وانت الحكم .وهذا ما نرفضه وندينه
- ما سبب النأي بالنفس عن قيادة انتفاضة الانبار ؟؟؟
- قبل اليد التي لا تستطيع قطعها
- ما حدث بالفلوجة هو البداية ..فاين ستكون النهاية ؟؟؟
- أيقظة ضمير ؟؟ ام تكتيك انتخابي ؟؟؟
- اللهم لاتحير عبادك العراقيين
- الطائفيون خسروا معركة فكيف سينهون الحرب ؟؟
- الطيبة والاصالة العراقية


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نوري جاسم المياحي - الى متى يبقى الفقير هو من يدفع الثمن بحياته؟؟