أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ابراهيم تيروز - أين يجد كل إنسان خير وصادق نفسه في العلاقة بدولة سوريا اليوم؟؟؟















المزيد.....



أين يجد كل إنسان خير وصادق نفسه في العلاقة بدولة سوريا اليوم؟؟؟


ابراهيم تيروز

الحوار المتمدن-العدد: 4067 - 2013 / 4 / 19 - 02:30
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


المسار الاجمالي لصورة المشهد السوري:
لم تظهر مسألة خلافية في العالم العربي و الإسلامي، بل وفي العالم أجمع، بالقدر الذي ظهرت به الأزمة السورية. و على الأغلب كانت بدايات هذه الأزمة ليست كما آلت اليه الامور بعد ذلك. فربما كان التعاطف مع الشرائح الشعبية السورية التي خرجت في البداية احتجاجا على النظام القائم ومطالبة بتغييره تغييرا عميقا هو الأرجح والأكثر اجتذابا لعموم المتتبعين. غير أن تقدم الأحداث أخذ شيئا فشيئا يكشف عن جوانب أخرى للصورة هناك ولما حولها، جعل مجموع المتعاطفين يتناقص تدريجيا في اتجاه الكفة الأخرى، إلى أن غدت هذه القضية على الأقل قضية خلافية بامتياز، بل يصح القول أنها صارت فتنة من شأنها إفتان العالم الإسلامي والعربي بل العالم برمته.

ما الذي ينبغي ان ينشده كل انسان انسان قبل أن يتعاطى مع قضية كهذه؟؟؟
ما هو الاغتسال الروحي الواجب ازء هكذا قضية؟؟؟
ما من إنسان إنسان إلا ويتوجب دائما وفي كل لحظة وحين أن يسخر كافة جهوده خدمة لما نسميه بالصالح العام، أو بمصلحة الأمة، أو لخير الإنسانية، أو لأجل الخير الأقصى و الأسمى مثلما شاء الفلاسفة تسميته، وما هو أكيد أيضا و في ذات السياق أن الأديان السماوية بالأساس إنما سعت الى ربط هذا الخير الذي هو أكبر وأقصى و أسمى ما يمكن بالذات الإلهية. و إذا وهو سخر هذه الجهود لأجل ذلك فلأجل نفسه أولا و أخيرا، أي أننا لا نقصد أقصى الخيرات أو الخير الأسمى سوى لنضمن أقصى ما يمكن بلوغه من خير للنفس و بهذا الشكل ينكشف الأساس الأناني الفطري للأخلاق و للدين و للاجتماع الإنساني.
ذلك أننا إنما نقصد إلى خير الجماعة لأن ذلك من شأنه إذا كان مسعىً للجميع أن يكون خيرا و "أخير" من أن يسعى كل واحد منفردا إلى خيره الشخصي فقط، و بدون مراعاة لما هو خير لغيره، فحينها ستتعارض المقاصد لا محالة وسيفضي ذلك دون شك إلى الصراع و الاقتتال بطريقة يصبح معها الخير بمعناه الإنساني الضيق مستعصيا. لهذا سعت الإنسانية على الدوام إلى كشف ملامح ما يمكن اعتباره الخير الكلي الأشمل والأكبر و الأقصى و الأسمى، لأن من شأن هذا أن يوحد الجهود ويضمن توافقها وتكاملها وانسجامها، وسيحد من النزوع إلى الشر و الرذيلة، وهما ما اعتبره على نحو ما فلاسفة اليونان مجرد جهل بما هو خير وفضيلة.
وربما ما أوردناه أعلاه هو ما من شأنه أن يجعل الفلاسفة و رجال الدين و المدافعين عن القيم الأخلاقية والانسانية و بجميع توجهاتهم ومذاهبهم يجدون أرضا مشتركة للوفاق و العناق، فحتى الملاحدة إنما ألحدوا لأنهم رأوا في بعض صور التدين وتعيناته انحرافا عن المقصد الأول الأسمى و الصادق. ذلك أن هؤلاء إنما يرفضون أن يتحول الدين إلى شكل من أشكال استلاب الانسان وتكريس معاناته و استعباده من قوى بشرية في الغالب قبل أن تكون ما فوق طبيعية في حين إنما كان ويكون و سيبقى التدين سبيلا إلى الخير الإنساني الأسمى. المنطلق إذن واحد و المنتهى أيضا واحد ومشترك بين الجميع. منطلقنا جميعا هو الأنا و الأنانية ومنتهانا إلى الخير الأسمى. إذ بدون إيمان ذاتي واقتناع للأنا قد لا يكون التدين سوى شكل من أشكال النفاق ولهذا صح القول بأن معنى "لا إكراه في الدين" إنما معناه نفي أن يكون التدين بالاكراه ممكنا في الأصل وليس معناه النهي عن ذلك فقط وقصرا.
أما بشأن الفلسفات الجذرية التي طال تشكيكها كل شيء بما في ذلك الأنا والأنانية نفسها فلا محالة يجوز القول أن ذلك إنما أريد منه في الأصل النقد البناء عن طريق تعميق التساؤل إلى أقصى حدوده لينكشف في نهاية المطاف ارتباط العديد من الثوابت بإرادة الانسان ونوازعه ( مثلما فعل نيتشه مع الحقيقة و الشفقة وغيرهما...) وهو ما من شأنه أن يدفعه أكثر الى ترشيد تلك الإرادة وتنوير طريقها على نحو أفضل. و إذا كان كل ذلك يحد من مساحة المعرفة فإنه في المقابل يوسع من هامش إدراكنا لمقدار جهلنا، و يدعونا أكثر إلى الاتفاق على ما هو أقرب إلى تحقيق وتحفيز الاتفاق، ويدعونا أيضا إلى السعي بجد أصدق نحو الخير الكلي و الأسمى.
نحن إذن كائنات إنسانية تريد لنفسها الخير، وتريد الأفضل و الأحسن، و لهذا تحتم عليها أن تسعى إلى خير الجميع و بالضبط إلى أقصى خير ممكن بحيث يتطابق مع خير الإنسانية جمعاء بل ومع خير العالم أجمع.

كيف نصوب عقلنا ونصلب إرادتنا و نوسع عاطفتنا؟؟؟
ومن هذا المنطلق تنبثق مسؤوليتنا الإنسانية إزاء ما يحدث في سوريا، و لا شك أن وسائلنا لتحمل هذه المسؤولية هي القلب و القول والفعل و هي ما نستند فيه على ما فينا من عقل و إرادة و تعاطف. فكل فعل سواء كان باطنيا(الادراك والعاطفة) أو رمزيا خارجيا (القول) أو ماديا (الفعل الملموس) إنما نستند فيه لهؤلاء الثلاثة ونحتكم إليهم فيه. و لهذا كان لزاما علينا قبل أن نباشر الفعل أن نراجع الفاعل وأن نسائله ذلك أن الفعل يكون خيّرا أكثر إذا كان الفاعل أكثر خيرية و لا ينبع الخير من غير الخيرين إلا بالخطأ أو ينبع منهم لأجل شر أفظع.
وهنا تتضح ضرورة التأكيد على وجوب أن يبدل كل شخص جهودا مضاعفة ضمن كفة الفاعل أكثر مما هو عليه الحال في كفة الفعل. يتوجب مثلا على المقدم على الاستشهاد أو بذل المال في سبيل هذه القضية سواء انتمى إلى هذا الطرف أو ذاك أن يبذل مجهودا أكبر من ذلك في اتجاه مراجعة عقله وقلبه وإرادته. فالذي قرر أن يهب روحه لأجل موقفه فعليه أن يهبها بصورة أقوى و أصدق في سبيل التحقق مما وهبها لأجله. فإذا كنت مستعدا أن أموت مرة واحدة لأجل هذه القضية و في هذا الخندق إلى جانب طرف ما. فعلي أن أكون مستعدا لماهو أكثر من الموت في سبيل معرفة ما إذا كان الخندق الذي سأموت في سبيله هو الخندق الذي أٍيد وأحب حقيقة: أي أنه هو خندق الدفاع عن الحق الأعمق والأشمل والأكبر وليس هو خندق الباطل أو خندق حق يراد به باطل أكبر و أشنع. ودعونا هنا نتساءل بصدد أولئك الذين هبوا من هنا و هناك لنصرة أحد طرفي الصراع إما بالمال وإما بالسلاح و إما بالروح أو الجسد فهل كان هؤلاء قبل ذلك أكثر استعدادا لأن يهبوا على الأقل ما وهبوه هنا في سبيل التحقق من صواب الجهة التي وقع عليها اختيارهم. كثيرون ربما يتوقفون عند الطابق الأول من مبنى أو بناية ما نصطلح عليه ب"النية" ويكتفون في هذا بظاهر هذا القول: " إنما الأعمال بالنيات" ولعلهم على أقل تقدير يتفقون على أن النيات المقصودة هي النيات الحسنة والصادقة غير أنهم يتناسون أن النية العمياء غير حسنة و أن النية لا تكون صادقة إلا إذا انعكست على نفسها وذاتها. بمعنى أنني إذا كنت أنوي صدقا الخير فسأنوي بصدق و بالتزام أكبر التحقق من خيرية ما نويته و ليس الاكتفاء بظواهر الأمور وبما يدغدغ منها عواطفنا أكثر.
هناك إذن كطابق أول نية "الخير" على مستوى العقل و على مستوى العاطفة وعلى مستوى الإرادة. فبالعقل تستنير الذات في اتجاه إبصار ما هو خير حقا وما هو غير ذلك وبالإرادة تصدق في الالتزام بما رأته بصيرة العقل خيرا وبالعاطفة تغادر الذات ذاتيتها لتتقمص ذاتية الآخر أيا كان لتقيم بعمق و بصدق في منظوره الخاص واختياره و سريرته حتى يكون الحكم عليه أكثر عدالة...
لهذا كان لزاما على كل متدخل من قريب أو من بعيد لا أن يصْدُق فقط فيما يفعل بل أن يصدق أيضا في ذاته كفاعل عاقل و مريد ومتعاطف وهو ما يتحقق بأن يوظف عقله في سبيل تنوير عقله أكثر مما يوظف عقله في خدمة الطرف الذي يناصره وأن يوظف إرادته في جعل إرادته أصدق أكثر مما يوظفها و يسخرها لأجل الطرف الذي يناصره وبالمثل عليه أيضا أن يوظف عاطفته لجعل تعاطفه أصدق أكثر مما يسخره لأجل التجييش في سبيل من يناصر. بل الأرجح و الأصح أن يوظف هؤلاء الثلاثة المتمثلين في العقل والعاطفة و الإرادة في سبيل إمكانات أفضل لهم جميعا أكثر مما يوظفهم في سبيل نصرة الطرف الذي مال إليه . و قد نكون في هذا غير بعيدين عن التأسي بفيلسوف النقد إيمانويل كانط الذي دعا إلى نقد العقل قبل توظيفه أي أنه دعا إلى عقل العقل قبل توظيفه في عقل الموضوعات التي من شأنه أن يتناولها.

أين نحن اليوم؟؟؟
إننا اليوم في عصر سماه البعض عصر الصورة و عصر الإعلام و أنا أرى فيه الحقيقة و دون أن أصل بذلك إلى حد الاستسلام للعدمية: عصر عودة الأسطورة و انتعاش السفسطة من جديد ذلك أن تفوق الصورة التي يقدمها الإعلام على الواقع نفسه وعلى العقل الذي يحتكم إليه، يجعلنا نؤكد على أن الأساطير التي سيطرت على ذهنية الإنسان وتمكن من التخلص منها عن طريق تطوير آليات العقل عادت من جديد بعد أن تسلحت بتقنيات أكثر قدرة على التلاعب بالحواس وبالمشاعر وبالعقل وآلياته المنهجية بل تمكنت من تخدير الإرادة واستلاب العاطفة و تضليل العقل و تجنيد اللاشعور.
و حيث أن الواقع صار كذلك فكل ملاحظ لكفتي الصراع بشأن القضية السورية سيكون لا محالة مدعوا أكثر إلى اتخاذ حيطة أكبر وحذر أجدر إزاء الطرف المتفوق في توظيف هذه الآلية الإعلامية الجهنمية. وواضح من جهة أخرى أن الطرف المناصر لطرح المعارضة المسلحة هو الأكثر استخداما للإعلام كما وكيفا. ذلك أننا إذا ما نحن أحصينا -وقد لا نكون دقيقين كفاية- تعداد القنوات المناصرة لهذا الطرف سنجدها أكثر بكثير من خصومها، ناهيك عن الحجب الذي تعرضت له القنوات السورية الرسمية المدافعة عن طرح الدولة السورية، و ناهيك عن حجم وعن قوة القنوات التي اصطفت في الخندق المعادي لهذه الأخيرة فراغب صادق في جعل نيته صادقة وفي جعل عقله وإرادته وعاطفته أكثر خيرية ومن ثمة جعل أفعاله خيرية بحق كذلك، لابد إذن أن يفعل كما يفعل القاضي عندما يوقن من أن أحد الطرفين سواء الدفاع أو الإدعاء -وبالأخص الأول منهما- ليس في المستوى المطلوب، و كان يتعذر استبداله، فلا شك سيحاول أن لا يأخذ بالواقع القائم لجهة الطرف الناقص وإنما بالواقع الممكن أي بأن يأخذ باليقيني مما يزيد من ترجيح كفته و دون مساس تعسفي برجحان الكفة الأخرى.

المشهد الإعلامي:
ولعل المتأمل في المشهد الإعلامي بما هو ساحة الصراع الدعائي لكلا الطرفين سيوقن من اصطفاف قنوات عديدة وراء الدفاع عن طرح خصوم الدولة السورية المسلحين وعلى رأسهم سيجد قناة الجزيرة التي استطاعت منذ زمن غير قصير اكتساح الجمهور العربي اكتساحا لم يسبق له نظير حتى غدت القناة التي توضع في الغالب في قمة لوائح الاختيار بين القنوات كما أنها استطاعت أيضا أن تكون القناة الإخبارية الأكثر متابعة في المقاهي .
لقد استثمرت هذه القناة في هذا الملف كل ما راكمته من شعبية بشكل كانت معالم الانحياز فيه واضحة كل الوضوح، و لا أدل على ذلك مما تقدمه هذه القناة من برامج حوارية يقف المذيع فيها إلى جانب طرف أو طرفين و أحيانا 3 أطراف ضد الطرف المدافع عن طرح الدولة السورية: فإما أننا أمام 2 لواحد أو 3 لواحد أو أربعة ضد واحد... وليست هذه القناة الكاسحة وحدها في الصف بل إلى جانبها قناة إخبارية احترافية أخرى هي على الأغلب رقم إثنان في العالم العربي ألا وهي قناة العربية وإلى جانبهم انخرطت قنوات فضائية عديدة منها القديم ومنها الجديد: كالحوار والصفا و orient وشامنا... ناهيك عن القنوات الأجنبية المعربة مثل فرنس 24 و ب.ب.س و سكاي نيوز ومختلف القنوات الرسمية العربية التي انضمت الى معسكر ما سمي بأصدقاء سوريا.

حرب إعلامية:
كل هذا الحشد الإعلامي انخرط في حرب إعلامية سافرة وتستحق أن توصف بالإباحية الإعلامية لأنها أباحت استخدام أي شيء يدين الدولة السورية ويضعف موقفها ويؤلب عليها شعبها ويحتم عليها الهزيمة الافتراضية. وفي هذا الإطاراعتمد على كل ما هب ودب من فيديوهات توفرت أو وفرت بإيعاز من هذه القنوات ونسبت إلى أشخاص مجهولين وليس إلى صحفيين مسؤولين كما اعتمد بشكل مكثف على شهادات ما يسمى بشهود العيان وليس على تغطيات صحفية محترفة ومسؤولة نظرا لما يتيحه ذلك من هامش واسع للتجييش الغرائزي ولتمرير الأكاذيب وتلفيف الأخبار. إنها حرب إعلامية مفتوحة يوظف فيها كل ما يسمح بتحقيق الهدف سواء كان مشروعا أم غير مشروع بما في ذلك اللغط والسباب والشتائم والنواح والخطاب الانفعالي بل إن قنوات معينة جعلت بعض المحترفين في الشتم والتجييش يتربعون على عرش برامجها بحيث يكاد حضورهم أن يكون شبه دائم وربما لهذا لا يتورعون أحيانا كثيرة عن خلط التعليق على الأحداث بقضاء ما في أبدانهم من حاجات …
وفي المقابل نجد الإعلام المصطف للدفاع عن طرح الدولة السورية أقل بكثير كما وكيفا بل إن خطابه ليس خطابا حرا كما هي الحال عند خصومه بل هو خطاب أقل تجاوزا لأدبيات وأخلاقيات العمل الإعلامي والصحفي .
ولعل هذه المفارقة غير المتوقعة حيث انخرطت جوقة إعلامية حاشدة للدفاع المستميت والمستمر و دون توقف وبهذه الإباحية الاعلامية السافرة إلى جانب ما يسمى بالثورة السورية في مقابل الإعلام السوري الرسمي وإعلام اصدقائه، لَتثير اكثر من تساؤل:
فلماذا سخر كل هذا الرأسمال الإعلامي لدعم هذه الثورة في حين أنه لم يسخر مثلا في دعم الثورة والمقاومة الفلسطينية وبهذا الزخم وبهذه الحدة. فحتى الصوت الإسرائيلي كان يسمح له بالحضور في تغطية الأحداث بفلسطين وكان يسمح له بالتعبير بأريحية في حين أن فيصل القاسم يتناوب مع أحد
ضيفيه في نسف ومقاطعة وتصفية آراء المدافع عن موقف الدولة السورية؟
لو أن الصورة معكوسة لكانت طبيعية، فدولة كالدولة السورية يمكنها أن تسخر إعلامها والإعلام الحر خارجها وإعلام أصدقائها للدفاع عن موقفها في حين أن الثوار لن يتعدى حضورهم الإعلامي قناة متعاطفة أو معادية للدولة السورية أو قناتين... وعلى أقصى تقدير ستكون للثورة قناة خاصة بها .
غير أننا هنا نجد أن قنوات عالمية أصبحت قنوات للثورة السورية في حين لم تصبح يوما كذلك مثلا إزاء القضية الفلسطينية أو إزاء المجاعة الإثيوبية أو الصومالية ؟ فمن أين كل هذه النزعة الإنسانية ؟
لم ينخرط الإعلام السوري وإعلام قناة الميادين والمنار والعالم في هذا النزوع الإباحي الذي انخرط فيه الإعلام الخصم. لأن أولئك الذين حضروا في هذه القنوات للدفاع عن موقف الدولة السورية إنما كانوا من عيار المحللين الإستراتيجيين ورجال الدين المتنورين في حين أن خصومهم حشدوا الحابل والنابل: كل من يتقن تجييش المشاعر بالشتم وبالخطاب الانفعالي والطائفي فهو مدعو للتعبير على شاشة هذه القنوات. فهل تجوز المقارنة بين المفتي حسون والعرعور؟ وهل تجوز المقارنة بين أسامة الدليل أو رفيق نصر الله وغسان ابراهيم؟ وهل تجوز المقارنة بين حسن نصر الله أو البوطي رحمه الله والقرضاوي؟
لاتجوز المقارنة لأن الطرف الثاني اعتبر كل الوسائل مباحة واستخدم كال الأدوات لتحقيق النصر الافتراضي وعلى رأس ما استخدم لأجل هذا الغرض حجب القنوات السورية كمصادرة إستئصالية للرأي الآخر.

مغالطة سوفسطائية اغتالت العقل السياسي:
إن أكبر مغالطة كرست على نحو مباشر وغير مباشر بشأن الأزمة السورية وربما قبلها الأزمة الليبية، هو تمرير القول بجواز التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لدولة ما. فحتى إن أجاز مجلس الأمن الدولي التدخل في شؤون داخلية لدولة ما بذريعة داخلية صرفة كما حدث مع ليبيا و تعذر حدوثه بشأن سوريا فإن المبادئ التي تتأسس عليها العلاقات الدولية تحرم التدخل بدون سبب يمس الأمن الدولي مباشرة وعلى نحو أكيد وليس كما لفق بشأن ليبيا و العراق. لأن الشؤون الداخلية لدولة ما يجب دائما الاحتكام فيها للداخل، ومن أوضح التعليلات التي يمكن أن نسوقها في هذا السبيل أن الدولة يمكنها أن ترتئي انتهاج خطوات رجعية في لحظة ما لأجل خطوات تقدمية أكبر مستقبلا، وكما يتعامل مريض السرطان مع العضو الموبوء يمكن للدولة حفاظا على سيادتها واستقلالها وتماسكها ومناعتها ودينامية تقدمها أن تلجأ إلى إجراءات إستئصالية داخلية. ولا يحق لأي دولة خارجية بأي ذريعة كانت التدخل في شؤون أمعائها الداخلية، وإلا جاز على سبيل المجاز أخي القارئ أن يستوقفك أي كان في الطريق وأن يحاكمك على اهتمامك أو عدم اهتمامك بجزئية ما تخص جسدك أو لباسك... كأن يُقيم أحدهم الحجر الصحي عليك بدعوى أنك هضمت حقوق ركبتيك و أطرافك السفلى بهذا الوزن الزائد الذي تتمتع به. ونفس الشيء يقال عن الدولة فهي في أبسط تعريفاتها تتمتع بشخصية معنوية لا يجوز لأي كان التدخل في اختياراتها الذاتية أو شؤونها الداخلية. فحتى عندما سمح مجلس الأمن بالتدخل في ليبيا فقد كان ذلك التدخل تدخلا جائرا حسب روح المقاصد والمبادئ التي تقوم عليها العلاقات الدولية و خاصة بعد أن اتضح العدد المهول من الضحايا الذي خلفه قصف النيتو الغاشم وبعد أن اتضحت الغايات التي كانت في نفس يعقوب من وراء التدخل وصارت في النهاية دار لقمان أسوأ مما كانت عليه. و اضافة لذلك لأن الدولة مثلما ينبغي أن لا نتجاهل أبدا إنما تقوم على أساس تسيُد لوفيتان/تنين يحتكر معظم القوة بما يسمح له فرض السلم واحتكار العنف و القضاء بالتالي على حرب الكل ضد الكل...

غاية غايات الغرب:
إنما كانت غاية الغرب ولاتزال امتصاص طاقة الوضع التي كانت مدخرة في البناء المؤسسي لأجهزة الدولة القطرية إذ عندما تتفكك الدولة وتصبح بمثابة كارتيلات دائمة التناحر تصبح الثروات بشكل حتمي قربانا جاهزا للتقديم على نحو مستمر لمن يزود هذه الأخيرة بالسلاح ولمن يعطيها غطاء الشرعية .
ولعل هذا النهم الغربي بالسيطرة على الثروات كان واضحا انطلاقا مما وقع في العراق والسودان ومالي ناهيك عن ليبيا. ولهذا السبب يعتبر الاستبداد في العالم العربي إنما وجها آخر للاستبداد الإمبريالي الغربي، كما أن الثورات التي لا تضع في رأس قائمة مشاريعها واختياراتها القضاء على التبعية للإمبريالية الغربية إنما هي حركات رجعية تضحي بالأفضل ضمن الوضع القائم لتدوم بعده الفوضى إلى وقت يصبح معه الحنين إلى هذا الوضع أقوى من أي رغبة في التغيير وذلك على أقصى تقدير .

الثورة الحقيقية:
إنما يحتاجه العالم العربي أكثر هو بالضبط ثورة مؤسسية هادئة على مستويين:
مستوى دولي يضمن عدالة الحضور والتمثيل على الساحة الدولية وينهي حالة الاستعباد للأقطاب المستبدة برياح السياسة الدولية. ومستوى وطني يتاح من خلاله للدولة ضمان دينامية ليبرالية وتعددية وديمقراطية داخلية محاطة بتحصينات اشتراكية وسيادية على المستوى الوطني العام. وبمعنى آخر يتطلب الوضع الراهن أن تُطور الدولة العربية أدوات لعبتها السياسة الداخلية بحيث تسمح بأفق أوسع من الحرية والتنافسية والديمقراطية داخليا و أن يصبح اللوفيتان الذي يسند قوامها مؤسسيا لاشخصانيا و عليها بالآن نفسه أن تحيط كل ذلك بسياسة خارجية وإجمالية وطنية سيادية واشتراكية. ولعل ما حدث في تونس ومصر يبرهن بالملموس أن ما حدث ليس إلا تفريجا سياسيا داخليا من شأنه أن يطيل عمر النظام وطبيعته الحقيقية بعد أن تخلص لا من رأسه كما يزعم وكما يتوهم لأن رأسه هو التبعية للغرب واستخباراته وأجهزته القذرة وإنما أطيح وتم التخلص من ذيله (أذيال التبعية للغرب)كما تفعل السحلية لتنجو من خطر أعدائها الألذاء. وبالفعل ففي مصر وتونس إنما تخلصت سحلية التبعية من ذيلها ليتوهم عدوها الشعبي والسيادي اللذوذ أنه قضى على شأفة تجبرها، وهكذا سيلعب الإخوان (إخوان النظام السابق ) نفس الدور ما دام أنهم تحالفوا للوصول الآمن إلى السلطة مع نفس الجهات التي كان يخدمها النظام السابق.

الفعل الرجعي و الفعل التقدمي:
إن ركيزة أخرى من ركائز تبصير النفس والذات والعقل بحقيقة ما يجري تتمثل أساسا في التمييز بين الفعل الرجعي ونقيضه التقدمي، ومما يجعل هذه الركيزة النظرية هشة الحضور داخل الذهنية العربية هو ميلها الحدي إلى رؤية الأشياء بلون واحد أو بلونين و لا حالة وسطى بينهما. فإما هو الشيء أبيض وإما هو حتما أسود ولا حالة ثالثة غير ذلك، وهذا هو ما يجوز أن نسميه دلتونية العقل العربي. الذي لا يستطيع أن يرى التقدمي ضمن الرجعي أوالرجعي ضمن التقدمي. فبعض الحركات التي لا تملك سوى الشعارات والنوايا توهمت اليوم أنها قادرة على الوصول إلى السلطة وتغيير البوصلة في حين أن من سهلوا لها التحرك وغذوها بالطاقة الضرورية له، هم أنفسهم المستفيدون من وجهة البوصلة السابقة تلك التي جاؤوا لتغييرها. وهكذا انحسر بصر هذه الحشود معتقدة أنها ذاهبة في حركة تقدمية نحو التغيير في حين أن دعمها إعلاميا وأن من باركها دوليا وأن من مولها وجهزها سريا هي نفس الجهات المستفيدة من النظام السابق وإلا فكيف سنوصف كل هذا الدور القطري، وقطر ليست إلا قاعدة عسكرية وإعلامية ومالية تابعة للولايات المتحدة الأمريكية، فهي قاعدة عسكرية أمريكية على نحو علني وصريح وهي قاعدة أمريكية لأنها حصان طروادة الذي دخلت من خلاله الإمبريالية الأمريكية إلى كل بيت وإلى كل عقل عربي. وهي قاعدة مالية لأن رساميلها التي بغير حساب تشغل لإغراء الدول العربية للوقوع أكثر في شراك التبعية أو للاستيلاء على الثروات الوطنية والقطاعات العمومية بمبرر الاستثمار.
متى كانت أنظمة الخليج الملكية التبعية نصيرا لإقامة الديمقراطية وتحقيق سيادة الشعب؟؟؟؟ و هو ذا الاختبار الفلسطيني المتواصل شاهد على زيف كل افتراء في هذا الاتجاه.

الاعلام الفضائي و قانون الغاب:
دعونا نقف أكثر عند فضاء الإعلام الراهن ونتأمل في خارطته ألا يمكن القول أننا نعيش في عصر طغيان الإعلام؟ ألم تعد للشركات الإعلامية وللقنوات الفضائية سلطة تتجاوز وتخترق سلطة الدولة المستقلة؟ لماذا شُرعت السماء لهذه القنوات الفضائية لتغزو كيفما أرادت وشاءت فضاء دول ذات سيادة واستقلال؟ ألا تتعارض الحرية الاستباحية بدون حدود للإعلام التلفزيوني والمعلوماتي مع سيادة الدولة وحصانة المجتمع ومناعة الشعب؟ أليس الإعلام وسيلة من وسائل الحرب النفسية وقصف العقول لكي لا يخضع لسلطة الدولة؟ هل يكفي التعويل بهذا الشأن على قرارات المنتظم الدولي الذي يجمع القاصي و الداني على لا ديموقراطيته وعلى احتكامه الأوحد لمنطق القوة؟ أليس إذن هذا الإعلام ورقة قوة وتأثير وفعل في يد الأقوياء لأجل استعباد الضعفاء؟؟؟ ألم تتحول مثلا قناة العربية إلى منصة حربية للقصف الرمزي صوب تماسك الشعب والدولة الإيرانيين إبان التظاهرات المطالبة بالإصلاح؟؟؟... أليس بالمثل حجب القنوات السورية في مقابل تجنيد حشد من القنوات الفضائية لإمطار السماء العربية بالقصف الرمزي المشيطن للدولة السورية والذي يضفي في الآن نفسه طابعا ملائكيا على كل من حمل السلاح في وجهها صورة واضحة للغطرسة والطغيان الإعلامي الدولي لتلك الدول والجهات التي يخدم مصالحها.
ودعونا نصوغ الأمر في شكل مفارقة ألا تستند هذه الحرية الإعلامية الاستباحية لحدود الدول إلى التذرع بترك حرية الاختيار للأفراد والمواطنين؟ فلماذا إذا وفي المقابل تحجب القنوات المتكلمة بلسان دول مستقلة كما حدث مع ليبيا ويحدث اليوم مع سوريا؟
ليس المواطن الفرد إذن هو الفيصل في هذا النزاع ولا يمكن أن يكون كذلك أصلا، وهذا ما يجب التأكيد عليه لان أدوات وتقنيات القنوات الإعلامية اليوم غدت وأصبحت قادرة على اختراق العقل وتخدير الإرادة وتبليد العواطف وتأليب وتأجيج والغرائز واللاشعور. لقد صارت بالفعل هذه القنوات أجهزة تحكم عن بعد في الجمهور في الوقت الذي يعتقد انه من يختار ما يشاهد بواسطة جهاز التحكم الذي يحمله بين يديه وهو ليس إلا جهاز لتيسير وتقريب تحكم القنوات الإعلامية فيه، بالشكل وبالجرعات التي تتناسب وطبيعة شخصيته الخاصة... فان أراد أن تكون الكوميديا مدخلا إلى إستلابه وغزوه فله الاختيار وان أراد مدخلا آخر كالدراما أو الأخبار أو الحوارات السوفسطائية فله أيضا الاختيار بين صور الحتمية والاستلاب تلك التي يفضل... فما دام أن هذه القنوات تمول بالأموال الطائلة المنهوبة أصلا من الأوطان المستهدفة فهي لاشك تمول للتغطية على هذا النهب ولأجل ضمان استمراريته وبحجم أكبر.

حتى صار المشاهد العربي إنسانا فصاميا:
ولهذا السبب بتنا نلاحظ أن هذا الإعلام أو بالضبط أن هذه الجهات، هي التي تمول في نفس الوقت إعلاما دينيا متشددا وإعلاما تجاريا اباحيا بدرجة ما حتى صار المشاهد العربي إنسانا فصاميا بامتياز تمزقه النزوعات الغرائزية والمتناقضة: فمن جهة تدغدغ المغنية الرشيقة شبه العارية ما فيه من طاقة للحياة لتجره نحو متاهات الاستهلاك المهلكة، ومن جهة أخرى يصرخ في وجهه الشيخ الملتحي ليجره إلى التجند السلفي الغابر في الزمن بما يجعله يقبل بشظف العيش ويجعله على استعداد للموت في سبيل ما يزينه له شيوخ الفتنة وأمراء وتجار الحروب والعنف المسلح وبهذا تنتزع من الإنسان إنسانيته ويعود إلى الحيوانية الأولى حيث تحركه غريزتان بشكل أعمى ألا وهما غريزة الحياة والموت.
وفي ضوء هذا السياق يمكن أن نفهم لماذا جندت كل الوسائل المتاحة لإسقاط الدولة السورية حيث دخل على الخط جهاد النكاح وبمعنى اصح الدعارة الحربية والفياغرا والحبوب المهلوسة وجُند الانتحاريون المصابون بالايدز والتجار الناشطون في التهريب وأصحاب السوابق والسجناء المتشددون دينيا وكل ما يمكن ان يخد م نفس الهدف من شتى أصقاع العالم وجند أيضا كل ذي لسان سيلط وحاقد لا لشيء سوى لتفكيك الدولة السورية وترويع المواطنين وتهجيرهم ليستتب الأمر في نهاية الأمر لأعداء الدولة السورية وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية وذيلها الصهيوني إسرائيل.

الفتاوى العابرة للحدود أو فتاوى "الطوريرو":
ولعل أكثر وأنجع ما وظف في هذه الحرب الشعواء على الدولة السورية الصامدة هو الخطاب الديني الفتنوي وخطاب التجييش المذهبي ولهذا الغرض خرج المشايخ يفتون بفتاوى عابرة للحدود ولا تقيم للدول ذات السيادة شأنا أو اعتبارا وهو ما يجعل من هؤلاء المشايخ مجرمي حرب بمعنى الكلمة. لأنهم وظفوا الخطاب الديني لضرب سيادة دولة ذات شرعية وممثلة في الأمم المتحدة وساهموا إلى جانب الإعلام المنحاز لأعداء سوريا في الدفع بالانتحاريين والمسلحين المرتزقة إلى أرض سوريا لترويع أهلها وقتل جيشها وتدمير عمرانها.
فمن أفتى لهذا المفتي بجواز فتواه لما يتجاوز حدود البلد الذي يقيم فيه؟ أليست هذه الفتوى تعبيرا صريحا عن إعلان للحرب من الدول التي تسمح بها على الدولة السورية؟ وهل القرضاوي أدرى من مجلس الأمن بما يحدث في سوريا وبما يريده الشعب السوري؟ أليست فتاويه تهديدا للسلم العالمي ومجازفة به؟ ولماذا يجازف القرضاوي بالسلام داخل رقعة الشرق الأوسط ككل لأجل جلب الديموقراطية المزعومة إلى سوريا؟ أليس دفع المفسدة الكبرى أولى من جلب المصلحة الأصغر منه؟( المفسدة الكبرى هي الحرب التي تتهدد الشرق الأوسط ككل : السعودية وقطر وتركيا وإسرائيل في مواجهة إيران وسوريا وحزب الله. أما المصلحة الصغرى فهي إحلال الديموقراطية في دولة واحدة هي سوريا.....)
إن ما يجوز الحكم به على هذه القنوات الإعلامية التي استباحت سيادة الدول يجوز أيضا الحكم به على هؤلاء المشايخ الذين باتوا متنصلين من أية ضوابط أو قوانيين دولية؟ خاصة وأن ما يفتون به ليس بالوضوح الذي يزعمون.
ودليل ذلك هو الطرح القائل بان ما يحدث في سوريا إنما هو حق يراد به باطل. أي أنها مطالب داخلية لدمقرطة الحياة السياسية استثمرت من طرف دول خارجية لإركاع وإخضاع الدولة السورية المتشبثة باختياراتها الوطنية والسيادية فنفخ في الاحتجاجات وعمل بمكر ودهاء على عسكرتها تدريجيا بتجنيد الإعلام الرجعي والامبريالي وبتحريك جميع الأدوات المتاحة على الأرض.
ألا يقوم السلم العالمي كما هو دائما على توازن القوى المتمثلة في الدول/اللوفيتانات وتحالفاتها؟وبذلك تصبح أية محاولة لزعزعة استقرار دولة/ لوفيتان مستقلة من طرف جهات خارجية تحت أي مبرر أي كان تهديدا للسلم العالمي وجلبا لمفسدة كبرى بدل دفع مفسدة اصغر بكثير منها؟
إن الفتاوى التي يطلقها مشايخ النيتو هؤلاء إنما هي فتوى يجوز تسميتها بفتاوى "الطوريرو" أو فتاوى الثور الاسباني. فهذا الثور الذي يحبس في الظلام الدامس للجماعات السرية ما أن يخرج إلى ساحة الصراع فانه لا يستطيع أن يرى سوى ما تصوره له هذه الفتاوي على انه الوشاح الأحمر، إنها فتاوى تحل الدين الإسلامي الحنيف من نسقيته ومن روحه الجامعة وتحوله إلى ركام من النصوص والأحكام المنفصلة والجاهزة للاستخدام في سياقات مختلفة ومهما كانت متناقضة.
بل هذا هو إسلامهم المزيف الذي ارتكنت إليه هذه الجماعات العسكرية النائمة والتي لا تستفيق إلا عندما يراد لها ذلك. وهو ما صور لهم على انه الإسلام الأصيل بينما هو مجرد ركام من النصوص والأحكام المتفرقة جمعت ضمن مصفوفة للتحكم في الأميين من الناس وفي الغوغاء التي لا تستطيع التمييز بين الغث والسمين. والتي تفتقد إلى التفكير العقلاني العلمي والنفسي المتفتح فيتم تحجير عقول هؤلاء بهذه الأحكام والنصوص وتحويلهم الى "ربوتات" عسكرية يكفي التذكير بالحكم وبالنص لتحريكها نحو الهدف في حين أن وراء هذا النص سياقا وحكمة ومغزى ومقصدا أو مصلحة مما يعطيه معناه الاتم وصورته الأكمل.

"السلفية":
إن ما يسمى ب"السلفية" إن هو إلا توجه أراد أن يغري محدودي التفكير من الناس بأصالة ظاهرية بخصوص الدين الإسلامي تحنط صورته فيما كان عيه السلف الصالح سطحيا وخارجيا وتبعدهم بالتالي عن الأصالة الداخلية والحقيقية للدين كما أضمرها وجسدها خارجيا هذا السلف الصالح. وعندما تثبت صورة الدين في الأحكام والنصوص والنوازل دون أن يجمع ذلك في إطار نظري موحد لها يعطيها الصورة النسقية ويفتحها في الآن نفسه على اكتمال التعين التاريخي لان الدين اكتمل في مبادئه العميقة والعليا في حين ان النوازل والسياقات مفتوحة دائما على التجدد و الإمكان وهكذا لا تكون النصوص والأحكام الموروثة سوى حامل لتلك المبادئ وتلك المقاصد وليست تعينا نهائيا لها. وإلا لما تجرأ السلف الصالح نفسه ممثلا في عمر بن الخطاب رضي الله بأن يعمل على إيقاف حد السرقة عندما اشتد جوع الناس.
إنني اعتقد أن الفتوى الوحيدة التي يجوز إطلاقها بشكل عابر لسيادة الدول هي فتوى وجوب إسكات أي فم يجيز لنفسه إطلاق العنان لفتاويه فيما يتجاوز الدولة التي يقيم بها فمثل هذه الأفواه إنما تعتدي على السلم العالمي بدون وجه حق ما دام أن الدولة التي يقيم بها لم تعلن الحرب على الدولة الأخرى.

في الوصل بين من حملوا السلاح ضد الدولة السورية و خدمة الرجعية والامبريالية(1):
لننظر الآن في إمكانية –ان لم نقل حتمية- الوصل بين الذين حملوا السلاح ضد الدولة السورية و خدمة الرجعية والامبريالية. و هؤلاء تحدث الكثيرون باسمهم: من ساسة وقنوات إعلامية معتبرين إياهم ثوار سوريا الأحرار الذين انتفضوا ضد الجبروت والطغيان، ولعل صوت هؤلاء أو هاته الجهات قد ملأ الدنيا صراخا وصياحا إلى حد أن المرء أصبح مرغما على الاعتقاد إذا هو فكر في التشكيك في روايتهم ومنظورهم فلا شك سيكون واحدا ووحيدا أمام العالم. وإذا نحن استحضرنا ما وقف عليه الفيلسوف الألماني مارتن هايدغر من ميل جارف لغالبية الناس إلى الظهور بمظهر يتفق مع يظنون أنه النموذج السائد والغالب هربا من سؤال الوجود و المصير... فلا شك أمام ما ذكرناه أعلاه ستصبح بوصلة المواطن (الخاضع لهذا الحشد الهائل من الدعاية السياسية المؤدى عنها والهادفة بذلك إلى خدمة مصالح جهات معينة) متجهة نحو الميل أو بالضبط نحو التخندق في الصف الذي اعتبره هذا الاجماع القسري هو الصف السليم والصحيح.
إن ميل عامة الناس إلى الذوبان في النموذج الذي يعتقدون أنه هو بالضبط ما ارتضته الغالبية العظمى من الناس، هو بالفعل ما يحاول هذا الحشد الهائل من قنوات الإعلام والإخبار استغلاله للتحكم في الرأي والميل العام.
فالذي استسلم فكريا وإراديا أمام اصطفاف هذا الزخم المهول من وسائل الإعلام في نفس الخندق الدعائي سيجد نفسه محاصرا بالاعتقاد بأن الناس قاطبة باتت مجمعة على ذلك، وهذا حتى لا يتهم بالنشاز وبغرائبية الأطوار أو بالسذاجة القريبة من الحمق... هذا هو السبب الذي يجعل وسائل الإعلام تتخذ مبدءا لها مبدإ اكذب اكذب، ودلِّس وزيف واصطنع…. وكل تلك المرادفات، و هو السبب في أن قناتين بالخصوص و هما الجزيرة والعربية، ما عملتا مطلقا وطيلة الأزمة السورية على التزام موقف الحياد، بل كانتا دائما تعتبران أن أي حياد يمكنه أن يفضي ولو بقدر طفيف إلى التشكيك في رواية الثوار سيكون حتما نصرة للحق على الباطل وتخليا عن المستضعف لأجل المتجبر. لقد آثرتا التخلي عن الحياد قصد نصرة مطلقة للقضية اللتين اعتبرتاها حقا. لكن هل من حقهما مصادرة حق المتلقي والمشاهد الذي يجمعه بهما ميثاق شرف غليظ؟ أليست هذه الحرب حربا على العقول " لا على الأجساد" و اكراها مقيتا لعموم المشاهدين، على ديانة خاصة دانت بها هاتين القناتين؟
اعلام هاتين القناتين وغيرهما كثير انتقل من مستوى الإحاطة بحقيقة الواقع الى مستوى الإسهام في تغييره أوصناعة واقع ما منشود عن طريق التغطية على الواقع الحقيقي في صورته الكلية وليس تغطيته، وذلك بوقائع منها الزائف ومنها المختلق ومنها الناقص والجزئي ومنها المنزوع من سياقه وغاياته...

لنقف عند شاهد العيان:
وقبل الوقوف مباشرة على المسلح لنقف عند شاهد العيان وعند المراسل، ولنشر بداية إلى العدد المثير للكفاءات التي انسحبت من قناة الجزيرة. ولننظر إلى كيف ستكون صورة شاهد العيان هذا إلى جانب مؤسسة ضخمة كالجزيرة أو العربية، فعندما نستحضر القوى المالية والبشرية والعلمية والتقنية والسياسية لقناة كالجزيرة أو العربية وننظر إلى شاهد العيان هذا سنجده لا يعدو أن يكون مجرد أداة أوشيء حتى في يد هذه المؤسسات التي بإمكانها دائما خدمة لأهدافها الخاصة (ماليا وسياسيا) أن تخلق شهود العيان و أن تنتقي أنسبهم وأكثرهم نجاعة للتأثير في المشاهد، بل إلى جانب شاهد العيان ضع صورة كل أولئك الذين اعتبروا أنفسهم معارضين وثوارا يتحدثون نيابة عن المسلحين على الأرض وكلنا يعلم من أين تنطلق دينامية اجتذابهم وتجميعهم وإلى أين توجههم تلك الدينامية، فالمال والوعود والأطماع ونزوات الفنادق الفخمة وإغراءات المناصب وإغواءات الميكروفونات والظهور على الشاشات كل ذلك لن تغفل عن توظيفه مؤسسات كبرى (وكبرى برساميلها وأطرها وتقنياتها ونفوذها وقدراتها...) في سبيل خدمة مصالحها الأنانية وهي التي لطالما كان آخر ما تفكر فيه مصالح الشعوب المستضعفة والمستغلة. فمتى كانت الشركات الإعلامية العظمى أو الأجهزة الاستخباراتية السرية حريصة على حقوق الإنسان ومدافعة عنها؟

لنلتفت الآن إلى هذا المسلح:
فلنلتفت الآن إلى هذا المسلح الذي حمل السلاح في سوريا ضد الدولة القائمة على الأرض ولنتساءل:
- من أين يأتيه السلاح والعتاد؟
- من يموله ومن يضمن له إمدادات الغذاء والدواء؟
- من يسخر له الإعلام وينفق عليه الأموال الطائلة بها ليسمع صوته الى الناس بل ليصم بصوته آذان العالم؟
- وهل يصل بالفعل صوته هو؟ أم أن هناك وكلاء ومفوهون بارعون يجنبونه عناء الصياح واللعن والتباكي وكل ما هو ذو تأثير فاعل في المتلقي؟
- ومن أين تأتيه الخطط والمعلومات الموجهة له في حربه؟
- ومن يعمل على تدريبه في الداخل وفي الخارج؟
- ومن هذا الذي يقول أنه جاء إلى نصرته؟
- وفي أي مصنع بشري أو غير بشري صنع هذا النصير؟
- كيف سيبدو هذا المسلح إذا نحن أوقفناه إلى جانب فضائيات عالمية واستثمارات دولية وأقمار صناعية وجماعات عابرة للحدود "جهادية" أو "إرهابية"؟
- هل يستطيع ان يبقى إلى جانب كل هؤلاء قابلا للظهور وقادرا على أن يجعل كل ما يحدث على الأرض حاملا لتوقيعه الشخصي؟ ألن يكون هذا المسلح وبالأخص السوري مجرد فزاعة لعصافير الشك والسؤال؟
لننس فرنسا وبريطانيا وأمريكا وإسرائيل وكل تلك القوى العظمى التي صارت فجأة وصية على الشعب السوري تتحدث باسمه وتنوب عنه في مؤتمرات واجتماعات دولية وأممية نازعة الشرعية عن الدولة السورية القائمة على الأرض ولا تريد في المقابل أن يسائلها هي نفسها أحد عن هاته الشرعية التي سطت عليها لتتحدث باسم الشعب السوري ولتتدخل فعليا في شؤونه الداخلية. لننس كل هؤلاء ولنركز انتباهنا فقط على قطر.
أليست هذه الدولة الغنية التي وضعت لاقدامها موطئا في جميع دول العالم قادرة على جعل هذا المسلح يبدو كلاشيء إلى جانبها؟ إن لم نقل على الأقل أنها قادرة على جعله يصبح مجرد بيدق يخدم أهواءها؟
وإذا كانت قطر نفسها إذا ما قورنت بالولايات المتحدة الأمريكية يمكن القول بأنها لا وجود لها على خريطة العالم فما بالك بهذا المسلح؟

الخلط السوفسطائي الغريب والحرب على صعيد المفهوم:
إن خلطا سوفسطائيا غريبا تفشى هذه الأيام، بل قل إننا عدنا إلى عالم الأساطير العجائبي حيث أصبح اشخاص لم يتعلموا حمل البندقية سوى من زمن قريب لهم صوت يقارع أصوات الدول والمؤسسات الدولية، وكأننا أمام شخصنة للمسرح الدولي.
اننا هنا في الحقيقة أمام حرب على صعيد توظيف المفهوم السياسي بالخصوص، ذلك أن طرفا معينا اكتسح فضاء المفاهيم واحتكر لنفسه كل ما يعود عليه بالتبجيل والاحترام، وعمل في الآن نفسه على توجيه بوصلة المفاهيم ذات الحمولة السلبية نحو الالتصاق بخصومه. وفي هذا الاتجاه وظفت آلية التضخيم التكراري الخالق للاعتقاد بإجماعية الاعتقاد.
فمفاهيم من قبيل الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ألصقت بهذه الحشود وتلك الأصوات والأبواق الموكول لها التعبير نيابة عنها في حين وصف الصوت الذي يمثل الدولة/المؤسسة بأوصاف من قبيل: البلطجة والتشبيح والاستبداد والطغيان والمذابح والمجازر والاجرام...
ولعل المتأمل لا يسعه إلى أن يسجل أن الدولة السورية وترسانتها الإعلامية والدعائية بقيت بالأساس في مستوى الصد والدفاع ولم تحاول بعمق قلب هذه المفاهيم بشكل وبدرجة يستطيعان اقناع الجمهور. وفي هذا الاتجاه ربما كان بالامكان القول بأن حريات المواطنين تسبقها حريات الدول، فبدون دولة ذات قرار وسيادة حرين لا معنى لحريات الأفراد ذلك أن فأرا وضع داخل متاهة مغلقة هو الأخر حر بمعنى ما لكنها حرية غير حقيقية. وبالمثل الديمقراطية الداخلية غير ممكنة في ظل مجتمع دولي غير ديموقراطي يستعمل أحيانا كثيرة لتكريس الاستعباد الدولي والتبعية ذرائع حقوق الانسان نفسها لضرب المشاريع الوطنية الاستراتيجية.
أما إذا نحن انتقلنا إلى مفاهيم من قبيل الشبيحة والبلطجة والإجرام والمذابح... فماذا عسانا نقول في حق دول لا تملك مطلقا مشروعية التدخل في شؤون غيرها ومع ذلك تصر على التدخل. أليس دور كل من تركيا وقطر والسعودية هو مجرد بلطجة وتشبيح دولي سلكته الولايات المتحدة و معها الغرب لتأديب سوريا الدولة التي أبت الانبطاح واختارت المقاومة. ألن يكون حينها دور القاعدة والحشد الحر مجرد بلطجة وتشبيح من الدرجة الثانية، أي أن هؤلاء مجرد شبيحة وبلطجية عند شبيحة وبلطجية أكبر، هما تركيا وقطر والسعودية والشبيح والبلطجي الدولي الأكبر إسرائيل.

المسؤول الحقيقي:
إنما الأمور بسياقها الكامل، فعندما تحاط صورة ما أو ظاهرة ما بالاختزال والتجزيء والفصل عن الصورة الأكبر، فستقع حينها مغالطات تكون أحيانا كثيرة مقصودة. والأوضاع في العالم ككل ليست بالمثالية والعبرة بالنتائج. لم تكن في سوريا دور صفيح وليست لسوريا شهرة في عالم تفشي المخدرات والفقر والإجرام بل لطالما كانت سوريا ملتصقة بصورة عربية رائعة مفعمة بالعطاء والابداع والحضارة والبعث القومي والثقافي...
و لعل ما آلت إليه الأمور ليفضح من هو المسؤول والمجرم الذي تسبب في كل ذلك، انها الولايات المتحدة الأمريكية، تلك التي نبهت ونبه الكثيرون لنواياها الخبيثة منذ حربها على العراق واتضح أنها ستعيت تفكيكا وتخريبا في خارطة العالم العربي لا لشيء سوى لأنها تريد أن تمتص كل شيء بما في ذلك ما يسميه الفيزيائيون طاقة الوضع. فكما أن الذرة عند تنفجر بقذفها ببروتون تحرر طاقة هائلة، كذلك الدولة ما أن تفجر تحرر طاقة مادية ورمزية هائلة يمكن للغرب الجشع أن يدفئ بها عالمه العجوز و البارد.

ذ. ابراهيم تيروز باحث مهتم بالشأن السوري من المغرب

(1) ابتداءا من هذا السطر دمجت مقالا سابقا لي بعنوان: " في الوصل كإمكانية بين خدمة الرجعية و الامبريالية و حمل السلاح ضد الدولة السورية"



#ابراهيم_تيروز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة أولية في الورقة التأطيرية لتنمية الجنوب
- في الوصل كإمكانية بين حملة السلاح ضد الدولة السورية و خدمة ا ...
- و عادت القنوات السورية الى سماء البث
- قناة دوزيم و دورها في صناعة الانفصال، محاكمة اكديم ازيك و من ...
- لأجل ضمان تعليم مغربي وطني حقيقي
- مفهوم -الحق- في فلسفة حنا أرندت السياسية
- في البحث عن فلسفة لمركز الجنوب للدراسات الاستراتيجية
- محاور استراتيجية للتدخل قصد اصلاح التعليم بالمغرب
- سجال فكري على هامش الازمة السورية بمنتدى مكتبة الاسكندرية
- بنكيران : راسب في امتحان الباكالوريا...؟
- كيف انقطعت عن تدخين لفافة -الماهية سابقة على الوجود- ؟؟
- نحو ثورة كوبرنيكية في تدريس الفلسفة
- نحو هندسة ديالكتية لبناء فلسفة حقيقية للمؤسسات المدنية.
- مالمواطنة؟
- سجالات على هامش اعتصام اساتذة الصحراء خريجي المدارس العليا، ...
- رسالة مستعجلة الى المخطط الاستعجالي لإصلاح التعليم بالمغرب
- نحو هندسة ديالكتية لدرس الفلسفة
- فلسطين/ دارفور/ الصحراء...تعددت الجراح والشريان العربي واحد. ...
- أين يلتقيان: هيفاء وهبي و عمرو خالد .(1)
- صورة الثقافة الحسانية بين الخطابين الاعلاميين: المخزني و الا ...


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ابراهيم تيروز - أين يجد كل إنسان خير وصادق نفسه في العلاقة بدولة سوريا اليوم؟؟؟