أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبد عطشان هاشم - من الدولة الفاشلة الى المجتمع الفاشل !














المزيد.....

من الدولة الفاشلة الى المجتمع الفاشل !


عبد عطشان هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 4065 - 2013 / 4 / 17 - 20:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ماهي الدولة الفاشلة ؟
في المصطلح العام (تصبح الدولة فاشلة Failed state إذا ظهر عليها عددٌ من الأعراض أولها أن تفقد السلطة القائمة قدرتها على السيطرة الفعلية على أراضيها أو أن تفقد إحتكارها لحق استخدام العنف المشروع في الأراضي التي تحكمها. وثانيها هو فقدانها لشرعية اتخاذ القرارات العامة وتنفيذها. وثالثها عجزها عن توفير الحد المعقول من الخدمات العامة. ورابعها عجزها عن التفاعل مع الدول الأخرى كعضو فاعل في الأسرة الدولية.
تندرج الخدمات البلدية والصحية والتعليمية ضمن قائمة الخدمات الأساسية والتوزيعية. كما تندرج مستلزمات إقامة وإدامة أسس التوافق على شرعية الدولة كراعية لمصالح جميع سكان البلاد وليس مصالح فئة أو فئات معدودة منهم. وبالمقابل لم تعد مسؤولية الدولة ولا شرعيتها محصورة خارجياً في الحصول على اعتراف الأسرة الدولية الشكلي بها. تتزايد مستلزمات ذلك الاعتراف الدولي كما تتزايد الالتزامات التي يتطلبها استمرار ذلك الاعتراف في العقديْن الماضييْن.)
هذه هي الملامح الكلاسيكية لكل دولة فاشلة في العصر الراهن ، ولكن اي مراقب محايد وموضوعي سيكتشف اننا في الدول العربية والاسلامية (المحكومة من قبل احزاب اسلامية) قد بدأنا نتجاوز بفخر النموذج المعروف للدولة الفاشلة و نتجه حثيثا نحو صناعة مجتمعات فاشلة تؤبد واقع الدولة الفاشلة وتمنحه المشروعية والديمومة المطلوبة فالمجتمع الفاشل لن يستطيع ان ينتج نموذجا ناجحا لدولة قابلة للحياة بل و يتيح للحاكم ان يلقي باللائمة على عاتق المجتمع المحكوم لتبرير فشل ادارته .
ماهو المجتمع الفاشل؟
المجتمع الفاشل هو مجتمع شبه امي غير منتج يعيش في سراديب واقبية الماضي المظلمة يقدس الحاكم بامره ويعتبره قدرا الهيا ، مجتمع متقاطع الولاءات بين الطائفة والحزب والقبيلة والجماعة الدينية، يفكر ضمن قوالب ذهنية جاهزة لايجرأ على الخروج منها او حتى انتقادها ويتكل على الدولة الريعية لتوفر له فرصة عمل ولايضيف شيئا لنفسه ولا لغيره من المجتمعات بل يغدو حملا ثقيلا عليها فيصدر لها اللاجئين والارهابيين او على اقل تقدير افواجا من العمالة الرخيصة.
ولكن ماهي الية صناعة المجتمع الفاشل التي تتقنها الحاكمية العربية بتميز واضح تحسد عليه منذ تبوء الاحزاب الاسلامية لسدة الحكم؟ لايستطيع احد ان يحصر تلك الاليات لوفرتها وتنوعها فالشيطان يكمن في التفاصيل كما يقال ، ولكنني قد استطيع ان اسرد لكم المؤشرات الحيوية التي تظهر وتتسارع عندما يصعد المجتمع نحو هاوية الفشل :
• عندما تكون الحكومة بلا رؤية استراتيجية للحاضر والمستقبل ولاتملك اجندة عمل واضحة لحل المشاكل صغيرها وكبيرها وتستعين بحلول تكتيكية وتوفيقية لاخفاء المشكلة وليس لاستأصالها.
• عندما يتم اسناد مسؤوليات الادارة الحكومية على اساس الولاء الحزبي – الطائفي - الاثني ولايعين الانسان المناسب في المكان المناسب ، بل تتخم دوائر الحكومة باكثر من طاقتها بالموظفين المتبطلين لتعمل باقل من كفائتها ويتم التعيين وفق معايير الولاء كما اسلفت وليس معايير الكفاءة والتخصص والحاجة.
• عندما تفشل التنمية وتغدو حبرا على الورق وتقتات الدولة بصورة اساسية على مورد ريعي او تعتمد على المساعدات الخارجية من دول مانحة ويتحدث قادة الدولة عن انجازات وهمية ويعظمون الانجازات العادية الصغيرة ويجعلون منها مشاريع استراتيجية وهي نسخ رديئة مقلدة لمشاريع حقيقية في دول ناجحة ويصبح الفقر وغياب الخدمات الاساسية في المجتمع العلامة التجارية المميزة لتلك المجتمعات .
• عندما يتم تكميم الصحافة والاعلام والتنكيل بالكلمة الحرة ويتم اعتقال وتعذيب واغتيال رجالات الاعلام والفكر اوتحويلهم تدريجيا عبر الة الاغراءات الى جوق منشد بحب رموز السلطة (القائد والرئيس والمرشد والشيخ والامام و الفقيه).
• عندما يتم تحويل القضاء الى اداة لرسم الاقدار وتصفية الخصوم وليس تحقيق العدالة ويلجأ الانسان المظلوم الى هيئات بديلة لاسترداد حقه كالعشيرة ، العائلة ، الطائفة او الجماعة .
• عندما يكون الجهاز الامني منصرفا لحماية المسؤول وعاجزا (او مترفعا ) عن حماية المواطن كلية ويتم تحويله الى جهاز فاشل من الناحية التقنية والتنظيمية تتنازعه الولاءات الحزبية والقبلية والطائفية والاثنية.
• عندما يصبح الفساد جزءا متعضيا من كيان الدولة ولاسبيل لاستئصاله عبر اليات الشفافية والنزاهة والقضاء و يغطي الحاكم على جبل الفساد ويقلل من شأنه اويعتبره امرا مسلما به هذا اذا لم يكن جزءا اساسيا فيه.
• عندما يفشل التعليم في تخريج الكفاءات المطلوبة ، ويخرج انصاف اميين لايستطيعون احداث اي تغيير ملموس في الواقع المتردي لينضمو الى جيوش العاطلين ، وتضرب الامية اطنابها في قطاعات الشباب والنساء وتتمكن منهم .
• عندما تكون الاليات الديمقراطية ومنها الانتخابات جزءا من الية تكريس وادامة الواقع القائم وليس لتغييره .
• عندما تتحول الدولة الى اقطاعيات متصالبة كجدول الكلمات المتقاطعة حيث يرسم الدين والطائفة او الاثنيات العرقية الصفوف الافقية اما العمودية منها فترسمها مصالح الاحزاب والجماعات المتنفذة ومراكز القوة التي تنشأ من الصراع على النفوذ داخل (الطائفة - الحزب- الجماعة العرقية او الدينية والقبيلة) ويجب تطابق العمودين معا كما يحدث في الكلمات المتقاطعة للفوز بأي مغنم (المناصب ، الوظائف ،المقاولات الخ ) وعبر ذلك يتفت الولاء العام للوطن ليتحول الى ولاء مقطع الاوصال مجير للجماعة والحزب والطائفة او العشيرة ولاعزاء للوطن!
هذا هو سيناريو صناعة المجتمعات الفاشلة والذي نرى ملامحه بجلاء في الدول العربية التي تهيمن عليها بشكل او اخر الجماعات الدينية والاحزاب الاسلامية بمختلف نسخها على قمة السلطة ، وهو اسوء بكثير من صناعة دولة فاشلة لان انكسار الانسان واحباطه ووضعه في قفص الحرام والحلال وتغييب عقله لايمكن اصلاحه بين ليلة وضحاها.
-----------------------
الاقتباس بين هلالين مأخوذ من موسوعة الويكيبيديا .



#عبد_عطشان_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يمكن انشاء قطيع من القطط؟
- كهنة الفتاوى الجدد
- الاسلام واصول الحكم بعد 88 عاما على صدوره
- تساؤلات حول مستقبل العلمانية في المنطقة العربية
- الديمقراطية عندما ترتدي الجلباب
- خرافة التسامح الديني


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبد عطشان هاشم - من الدولة الفاشلة الى المجتمع الفاشل !