كهنة الفتاوى الجدد

عبد عطشان هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 4049 - 2013 / 4 / 1 - 12:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

نتيجة الوفرة الهائلة لوسائل الاتصال الجماعي كالقنوات الفضائية والانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي المختلفة وصعود الاسلاميين الى السلطة ، يصعد الى سطح الشهرة كل يوم نجوم جدد من الدعاة وشيوخ الفتاوى والمتفيقهين حيث تراهم في شبكات التواصل الاجتماعي واليوتيوب والقنوات الفضائية يطلقون الفتاوى على انواعها ، وبمختلف النكهات ،التي تمتاز بالطرافة احيانا او السذاجة الى ( الفتاوى السوداء ) التي تدعو بشكل صريح او مبطن لتكفير المعارضين على اختلاف اطيافهم والتنكيل بهم حد الاستباحة و القتل ، ورغم تنوع تلك الفتاوي فثمة خيوط مشتركة تجمع هذا الكم الهائل من الفتاوي يمكن ايجازها على هذا النحو :
1. الهوس الجنسي : يشكل هوس الجنس المحور الرئيسي لمعظم الفتاوى ، وهذا وحده يحتاج لتحليل نفسي واجتماعي للعقد النفسية المركبة لشخصيات اولئك المشايخ المهووسين بالجنس والتي تعامل الرجل والمرأة كحيوان جنسي لايحتاج الا للخلوة كي يطلق العنان لغرائزه مهما كان الذي يشاركه الخلوة المحرمة تلك سواء ابنته او اخته اوزميله او زميلته في العمل ، على سبيل المثال لا الحصر نورد عينات من هذه الفتاوي:
• فتوى تحريم اختلاء البنت بابيها ( الشيخ محمد العريفي)
• فتوى ارضاع الكبير! (الشيخ عبدالمحسن العبيكان )
• خلوة الرجل بالطفل والمراهق والشاب الوسيم محرمة لانه قد يشتهي ممارسة الجنس معه! ( الشيخ عبدالله داؤود)
• تحجيب البنت الصغيرة المشتهاة واجبٌ. حتى لا تثير شهوة محارمها من الرّجال كالأب و الأخ...! (الشّيخ عبد الله داؤود)
• تزويج الطفلة دون سن البلوغ واجب شرعي ( ياسر برهامي)
• فتوى تحريم اختلاء المرأة بالقرد او اي حيوان اخر قد تشتهيه! ( عبد الرحمن بن صالح السديس)
• لايجوز للمرأة قراءة سورة يوسف حتى لاتصاب بالغواية كامرأة العزيز ( الشيخ رشيد الحسيني)
2. امتهان المرأة والتقليل من شأنها: كالدعوة الى تجهيلها والزامها البيت وينظر جميع الشيوخ الى المرأة نظرة دونية لا تعدو عن كونها عورة ، نقتبس هنا بعض الامثلة التي تجمع بين الفتاوي والكتب والدراسات ذات الصلة :
• سبي النساء في سوريا وجعهلن ملك اليمين كالجواري ( الشيخ السلفي الاردني ياسر العجلوني )
• كتاب ترويض الزوجات على طريقة انبياء الله ورسله ( الداعية فوزي شعبان)
• المرأة تحبّ أن تكون تحت سلطة الرّجل و إستعباد الرّجل للمرأة أكذوبة ( الداعية رضوى أم معاذ)
• تحريم جلوس المرأة على الكرسي لان الجن قد ينكحها والجلوس على الكرسي رذيلة وزنا لا شبهة فيه ( الداعية ام انس )
• تحريم قيادة المرأة للسيارة في السعودية (الشيخ عبد العزيز بن باز و الشيخ محمد بن صالح العثيمين والشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر)
• عمل المرأة "كاشيرة" يعد من الاتجار بالبشر، لما فيه من الاختلاط وتعرض المرأة للفتنة، و أن درء المفاسد أولى من جلب المصالح. دراسة فقهية لمحمد البقمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في السعودية.
3. ادعاء المعرفة العلمية المطلقة :هذه احد الجوانب المثيرة للجدل في شخصية الداعية او الشيخ المفتي وهي الاعتقاد بانه يفهم في سائر العلوم كالبايولوجي والفلك والطب والذرة وبقية العلوم الاخرى ، بل ويتفوق على العلماء المختصين جميعا ويبتكر النظريات العلمية التي تسند رؤيته وفتواه بكل سهولة. من الامثلة على ذلك :
• الارض ليست كروية ولاتدورحول الشمس او حول نفسها ( الشيخ عبد العزيز بن باز)
• من ولدت بعد 4 سنوات من فراق زوجها ليست زانية ( الشيخ علي جمعة)
• الابل خلقت من الشياطين ( الشيخ محمد الزغبي)
4. تكفير المخالفين والدعوة لقتلهم واستباحة اموالهم :
• اجازة قتل العلمانيين وسلب ممتلكاتهم، وانتهاك أعراضهم ( الداعية سليمان بن صالح الخراشي )
• الدعوة الى قتل اعضاء جبهة الانقاذ (الدكتور محمود شعبان )
• الدعوة الى شنق الشيعة في مصر ( الشيخ محمد الزغبي )
واذا نظرنا لتلك الفتاوي من وجهة نظر دينية فنرى انها تقوم على نقل نصوص مجتزأة من سياقها الموضوعي والحدث الذي استوجب صدورها لمعالجته سواء على مستوى القران والسنة وتعميمها ضمن فضاء مطلق عائم غير محدد بزمان اومكان حتى انني ازعم بأن شيوخ الماضي كانوا اكثر جراءة وموضوعية من هولاء المحدثين في التعامل مع النص المنقول والواقع . اما التقييم الموضوعي لتلك الفتاوي والصيحات الفقهية فهي ليست الا عودة الى النموذج الفكري المنغلق المتخلف في التحليل والرؤية الذي اعتدناه من هؤلاء الاشخاص والذين يصرون على اننا لانزال نعيش في القرن الاول الهجري رغم مرور 14 قرنا على ذلك العصر.

#عبد_عطشان_هاشم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل