أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد عطشان هاشم - كيف يمكن انشاء قطيع من القطط؟















المزيد.....

كيف يمكن انشاء قطيع من القطط؟


عبد عطشان هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 4054 - 2013 / 4 / 6 - 23:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قد يكون هذا العنوان صادما للبعض من اصدقائي العلمانيين ، ولكنني استعرته في الحقيقة من المفكر البريطاني المعروف ريتشارد دوكنز في كتابه الشهير( وهم الاله ) عندما شبه محاولة تجميع او لم شمل العلمانيين في تنظيم واحد مؤثر كتجميع قطط في قطيع واحد ، مهمة صعبة الى حدما ، لان العلمانيين يمتازون بالتفكير الحر المستقل وعدم الانصياع للسلطة الفكرية ، عكس نظرائهم الاصوليين الذين يسهل اقتيادهم بفتوى او شعائر دينية حماسية.
ليس سرا القول ان الواقع الحالي يشهد تشرذما واضحا وعميقا في بنية الحركات العلمانية الليبرالية العربية وعدم قدرتها على الانخراط في تنظيمات كبيرة تعكس حجمها الحقيقي وقدرتها على التأثير في مجريات الحدث، و تسود بين الشباب والشرائح المثقفة حالة من الاحباط واللامبالاة واليأس من امكانية التغيير وتتحول تدريجيا الى فقدان تام للثقة بالنفس وبالمستقبل ، وابرز الامثلة الواقعية هي مصر وتونس والعراق ، رغم حدوث حالات تضامن جماهيري ضخمة ومنظمة كما في تشييع جنازة شكري بلعيد الذي سارت عشرات الالوف في جنازته ولا نتوقع ان يكونوا اصوليين ومظاهرات القوى المدنية الاحتجاجية في مصر، وكذلك حملة التضامن والتظاهر مع المفكر العراقي احمد القبانجي الذي اعتقلته السلطات الايرانية واطلقت سراحه بعدئذ.
لاازعم في هذا الايجاز اني سأقف تماما على كافة الاسباب التي تحول دون انشاء تنظيمات علمانية قوية ومؤثرة كنظيرتها الاسلامية. ولكني سالقي الضوء على ابرزها من وجهة نظري :
• حداثة التنظيمات العلمانية وفقدانها للتمويل ، فهي في معظمها كانت ردود فعل جماعية لاستيلاء الحركات الاسلامية على السلطة بينما تمتلك الحركات الاصولية تنظيما دقيقا متماسك ومؤسسات اقتصادية ضخمة (كما في مصر) تمتد جذورها الى عهد السادات .
• اقتصار الحركات الجماهيرية المنظمة على ردود الفعل على الحدث او التحرك الذي تقوم به الحركات الاسلامية ، فهي حركات جماهيرية تقوم بما يمكن تسميته ( الخطوة الثانية) ، لان الخطوة الاولى تتم من قبل الحركات الاصولية.
• الخوف من العنف والاعتداء الذي تمارسه الحركات الاسلامية ( محاصرة المدينة الاعلامية في مصر) فالعنف ضد الاخر متأصل في المعتقدات الفقهية للحركات الاسلامية الاصولية ، ويمارس بصورة جماعية ضد الفرقاء.
• الدور السياسي للمسجد والمنبر في تعضيد الحركات الاسلامية في جميع الدول العربية ، فالحركات الاسلامية تستغل المناسبات الدينية كالصلاة مثلا لتعزيزخطابها السياسي والدعوة لتنظيماتها كحامي للدين والشريعة ، والكثير من المناسبات الدينية تتحول الى اجتماعات ولقاءات تنظيمية لتلك الاحزاب. ولذلك على الحركات العلمانية ان تخلق منابرها الخاصة كالشارع ، الوسط الجامعي ،المصانع ، النقابات ،اوساط الشباب وغيرها من التجمعات الجماهيرية.
• النخبوية والانانية الشخصية لبعض قادة هذه الحركات و عدم نضج العقل السياسي والافتقار لروح العمل المؤسسي لديهم وهذه المشكلة تنسحب على معظم التيارات غير الاسلامية كالتيارات اليسارية والقومية وماشابهها وعدم وجود اليات واضحة لمعالجة الاختلافات وامتصاصها.
• كما اشرت سابقا ، فأن مسألة الولاء والطاعة للقيادة الدينية ( المرشد ، الامام ، امير الجماعة..) للتنظيم او الجماعة ، تضفي على التنظيم الاصولي سمة التماسك والنمطية رغم انه ولاء عاطفي يصل حد التقديس .وهذا الامر يجب اجتنابه تماما في الحركات العلمانية لانها تقوم على الولاء الواعي المدرك لرسالة التنظيم واهدافه السياسية دون الولاء الفردي لاشخاص بعينهم.
• التباين في الرؤى التحليلية للواقع الراهن وسبل التعاطي مع التحديات القائمة بين اطياف العلمانيين المختلفة يقود الى الانشقاق حيث يتم تغليب التناقضات الثانوية على التناقض الرئيسي وهو الصراع مع الفكر الاصولي .
و لكي تكتمل الصورة فسأستعين بوجهة نظر اخرى وهي دراسة لمارينا اوتاوي من معهد كارنيجي للسلام حول وضع التنظيمات العلمانية في مصر كنموذج ، تقول مارينا بأن العلمانيين في مصر(يجدون صعوبة في تطوير رسالة تتسّم بالجاذبية الواسعة وفي تنظيمهم أنفسهم، وجمع مختلف أطياف المعارضة العلمانية التي يبدو أنها تتألف إلى حدّ كبير من القادة من دون وجود هيكل يدعمهم). وتعزو ذلك (إلى سببين رئيسَين: الظروف الهيكلية، حيث تسيطر على الأحزاب العلمانية نخبة ذات علاقات ضعيفة مع عامة الناس؛ والخيارات السياسية، حيث لم تبذل هذه الأحزاب جهوداً كبيرة منذ سقوط مبارك لتأسيس تنظيمات سياسية تحتاجها كي تنافس في الانتخابات). نعم هذا معلم رئيسي من معالم حالة الضعف القيادي في التنظيمات العلمانية ، وهو وجود قيادات نخبوية معزولة نسبيا عن الشرائح صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير ، حيث تؤكد الباحثة بأنه (في الوقت الحاضر فشلت الأحزاب العلمانية في تطوير لغة جديدة للتواصل مع جمهور واسع من الأنصار. فضلاً عن ذلك، يتجاهل بعض القادة العلمانيين، لسبب غير مفهوم، علناً المصريين من أبناء الطبقة الدنيا بوصفهم جهلة على نحو ميؤوس منه، وهو مايعدّ تكتيكاً ضعيفاً بالنسبة إلى أحزاب تحتاج إلى كسب الأصوات.)
وتمضي الباحثة المذكورة قدما حينما تشير.. (وتدرك التنظيمات العلمانية من الناحية النظرية بأن عليها أن تتوحّد وتنظّم صفوفها إذا ما أرادت منافسة الإسلاميين، ولكنها لاتقوم بأي من ذلك حتى الآن. لن يذعن القادة العلمانيون إلى بعضهم بعضاً ولايجلب أي منهم تنظيماً حقيقياً إلى طاولة المفاوضات. في الواقع، قد يتجاهل العديد منهم أهمية التنظيم بعد أن حصلوا على ملايين الأصوات في الانتخابات الرئاسية على أساس أسمائهم وحدها.) مما يلاحظ ان الباحثة تميل بقوة الى تحميل قادة العلمانيين اسباب تعثر وتشظي التنظيمات العلمانية وهذا صحيح الى حدما ، فاغلب قادة التنظيمات العلمانية الليبرالية المصرية مثلا هم قادة نخبيون لم يولدوا من رحم ثورة 25 يناير بل كانوا يحتلون مناصب رسمية رفيعة في الدولة او المنظمات الدولية وحدوث الثورة او عدمه ماكان يغير شيئا من وضعهم الرسمي او الاجتماعي .
ويبقى السؤال الاول الذي طرحناه قائما ، هل يمكن اقناع القطط بجدوى الانخراط في قطيع واحد؟
تجيب اوتاوي على ذلك ، بانه لتحقيق ذلك يجب (أن تجتاز الأحزاب العلمانية ثلاث خطوات كي تصبح فعّالة: الاتفاق على برنامج ورسالة مشتركة، وتشكيل تحالف انتخابي، وأخيراً الاندماج في حزب واحد. غير أن تلك الأحزاب بدأت بالكاد تتعاطى مع الخطوة الأولى. وبدلاً من ذلك، هي لاتزال تمارس لعبة الجميع ضد الجميع في لعبة التحالفات ).



#عبد_عطشان_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كهنة الفتاوى الجدد
- الاسلام واصول الحكم بعد 88 عاما على صدوره
- تساؤلات حول مستقبل العلمانية في المنطقة العربية
- الديمقراطية عندما ترتدي الجلباب
- خرافة التسامح الديني


المزيد.....




- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد عطشان هاشم - كيف يمكن انشاء قطيع من القطط؟