أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميلة ناقوري - بيوغرافيا روح.














المزيد.....

بيوغرافيا روح.


جميلة ناقوري

الحوار المتمدن-العدد: 4065 - 2013 / 4 / 17 - 12:08
المحور: الادب والفن
    


كتبها : جميلة ناقوري / فلسطين.©

بيوغرافيا روح.

صوتٌ للمطرِ في الخارج، وصوتُ هواجسي في داخلي، إذ أحاولُ رتقَ "الميتافيزيقيا" الكامنة وراء مِزاجيتي، وتلك الواقفة وراءَتمردي، أشاهدُ العالمَ بعينِ ِالرفضِ، وأحياناً كثيرةً بعينِ الغضب، أرفضُ تهميشَ المرأة،أحقدُ على سارقي الطفولةِ، وأشعرُ بالاشمئزاز من المتلصصين الفضوليين .!

أحاولُ أن أعتزلَ الكتابة، أحاولُ الهربَ والتنحي عن الكون، أتلمسُ كتبي، وأسبي حروفها حرفاً حرفاً، أعيشُ في تفاصيلها، أقومُ بدورِالبطولةِ، وحين أنتهي من قراءةِ رواية، أشعرُبذاكَ الشعور الذي يشبهُ آخرَ يومَ وداعِ كانَ في عمري، أغضبُ، أثورُ، أَجرحُ و أُجرَح،أرتمي في داخلي، أحقدُ على حروفي، فتحقدُ هي عليَ أقررُ هجرها، تتشبثُ بي، تصفعني فأحضنها،ترميني فأجذبها، وكأنها لعنة ُ القراءةِ هي من تُسكرني وتجعلني أترنحُ حتى أصابُ بنشوةِ الحرفِ، فلا أجدني إلا وقد حملتُ حاسوبيَ النّقال وبدأتُ بالكتابة . !

لاأدري حينَ خلقني الله، وجعلني أتخلقُ جنيناً ضعيفاً لا حول له ولا قوةٍ في رحم أمي،كيف كانَ المستقبلُ يعدُ العدة لي؟ وكيفَ مرَ شريطُ حياتي أمام َ عينيَ جنيناً هناكَ دون أن أكتبَ كل تفاصيلهِ على ظهرِ قلبي، وكيفَ كانت أبجدياتُ روحي المتمردةِ تتشكلُ في جسدٍ نحيلٍ خُلقَ من نطفةٍ أن تؤرقني !

للروحِ المتمردةِ شقان:

الأولُ : يقتلكَ حتى تشعرَ بكل ِ هذا الكونِ الفسيحِ حولكَ كثقبٍ أسود صغير ارتمى في دربِ التبانةِ، لا يستطيع حتى منظار" هوبل – عين الكون" ملاحظته، وكأنَ الكون تكالبَ عليكَ حتى يخنقكَ، فتغدو حائراً تنظرُ في الأفق، تبحثُ عن إجاباتَ لكلِ خبايا الروح، هذهِ الروح الغير عادية، التي تستفزُ دواخلكَ وتجعلُ الأسئلةَ تطرقُ صدغكَ حتى الوجع، هي ذاتها الروح التي تجبركَ على التأملِ بصمت، فتراتٍ طوالَ، وتهمسً لنفسكَ معاتباً ومتمنياً بأنكَ لو كنتَ إنساناًعادياً، يعيش ويمضي في حياتهِ ببساطةٍ، دون اكتراثِ بالغيبياتِ، ودونَ انبهارٍ بالحيثياتِ، ودونَ الشعورِ بالخيبةِ ممن حولك. لو كنتَ عادياً فتتقبلَ الأمورَ كأي إنسانٍ يعيشُ على هذهِ المستديرة،لا يحلل ولا يقلبُ الأفكارَ يومياً ويصدعُ بها لبه، يستيقظ صباحاً بهدوء، وقد ركدت أفكار اليوم السابقِ ِ في قعرِ العمر، ليعفيَ نفسهُ من التفكيرِ بأمنياتِ الغد، لكنتُ بلا شكٍ بحالٍ أفضل .!

الشق الثاني : يجعلكَ تتجرد من كونكَ بشراً عادياً، فتنتشي بإحساسك المتفردِ، ونظرتك المتأصلةِ،فلا تنجذبُ إلا لصفوةِ البشرِ، ولا تناقشُ إلا أهم المواضيعِ، وتشعرُ بتفردكَ وقدرتكَ على السفرِ عبرَ الزمنِ وأنتَ جالسٌ في مكانكَ .

حياتنا ليست هي التي تخذلنا، يخذلنا من حولنا، تخذلنا إمكانياتنا، تخذلنا ظروفنا، ويخذلنا الوقت، وتكسرنا التقاليد، شخصياً ما تمنيتُ يوماً أن أدرس اللغةَ الإنجليزيةَ التي أحبها وأتقنها ببراعة ولكن لتمنيتُ أن أدرسها كلغةٍ معرفيةٍ لا كتخصص أسرفتُ من عمري أربعَ سنينَ ونيف في الخوضِ في تفاصيلها، و أيضاً ما كنت تمنيتُ أن أعملَ" محاسبةً" كما أنا الآن أعبثُ في عالمِ الأرقامِ وأضيعُ في لغةٍ ثانيةٍ لم أتوقع يوماً أن أطرق بابها ؛ إلا لإيماني بضرورةِ العملِ لأنَ " العملَ حياة" ، ما تمنيتُ إلا أن أكونَ كاتبةً، أو صحافيةً تهتمُ بالمواضيع الوثائقيةِ،والبحث عن الحقيقيةِ، أن أناصرَ المرأةَ َ وأرفعَ الظلمَ الواقعِ عليها، أن أمسحَ دمعة طفلٍ طحنتهُ الحرب وضيعته المصالح، أن أتسلحَ بالقلمِ لا بالآلةِ الحاسبةِ، أن أنجح ضعف نجاحيَ الحالي، هي الحرب من خذلتني وخذلت غيري الكثير، طرقٌ مغلقةٌ وصعوباتٌ في الوصولِ للجامعةِ التي تخرجُ الكتاب والكاتباتِ الصحفيين والصحفياتِ آنذاك؛جعلتني الآن معلمةٌ مع وقفِ التنفيذ . أنا لا أشتكي الحالَ، بل أضعني إكليلاً على جبهةِ الزمنِ و أرقصُ بسخريةٍ على عثرةِ القدر.

تجاوزتُ نتصف الليلِ الآن ...
يستمرُ المطر بالهطولُِ بعد صيفٍ قصيرِ الأمد،وشتاءٍ "رجعي" . جاءَ يغسل غبارَ القلوبِ قبل غبار الوطن، وكأني توقفتُ عن الكتابةِ معَ آخرِ قطرةٍ مطريةٍ فأنظرُ على الكونِ من على كوكبِ الزهرةِ " فأناأنثى" مجازاً جئتُ من هناك، لأتغاضى عن " المريخ" ، وأدققَ عن كثبٍ في "الأرض" فأجد نصفها الأول مدمراً ونصفها الآخر على وشكِ الخراب .!

حروبٌ، حروب .. في كلِ مكان ! وكأننانحاول لعبَ لعبةِ " السودوكو" ، حريصين على عدم تكرارِ الرقم الواحد أفقياً كان أو عمودياً، فتنتشرُ الحروب تماماً كما الأرقام هناك، بالتساوي على كلِ بلدانِ العالم، لتموتَ روحٌ بل أرواح، وتتمرد أخرى، وينبضَ قلبُ جنينٍ جديد مع كلِطلقة . !

أيها المحارب .. مرحباً بك أنت الآن في الأرض، فلاتوقع اللوم على تلكَ " التفاحة" ولا تلم " حواء" لأنها ستوقعُ اللومَ عليك تباعاً، وأنت بالتالي ستوقع اللوم على " الشيطان" .!

والمحصلة بأن يضحك هو عليكما سويا ً .

انتهت

17-4-2013

Jamila Naqouri- Palestine



#جميلة_ناقوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوضى !
- خليط
- رسائلَ نصِّيةٌ !
- اختناق ل عناق .
- انتهت الحَكايا !
- ميثولوجيا !
- رسالة من عالمِ كاذب
- زئبقيات !!
- سِرُ الصبرِ *
- ازدواجية البيلسان !!
- صُداعٌ / سَهَرٌ .!!
- غَجَريةٌ
- إدمان !!
- نُوّارِيَّاتُ
- جَدَتِي ْ
- لن تَفْهَمني مازلتُ حياً !!
- جَدَل .. !
- آهِ يا طهرَ الوطن
- بداية منسيَّة ..!!
- المرأة ليست ضلعاً أعوج !


المزيد.....




- حي باب سريجة الدمشقي.. مصابيح الذاكرة وسروج الجراح المفتوحة ...
- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى
- “رابط رسمي” نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات برقم الجلوس ...
- الكشف رسميًا عن سبب وفاة الممثل جوليان مكماهون
- أفريقيا تُعزّز حضورها في قائمة التراث العالمي بموقعين جديدين ...
- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...
- قوى الرعب لجوليا كريستيفا.. الأدب السردي على أريكة التحليل ا ...
- نتنياهو يتوقع صفقة قريبة لوقف الحرب في غزة وسط ضغوط في الائت ...
- بعد زلة لسانه حول اللغة الرسمية.. ليبيريا ترد على ترامب: ما ...
- الروائية السودانية ليلى أبو العلا تفوز بجائزة -بن بينتر- الب ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميلة ناقوري - بيوغرافيا روح.