أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى اسماعيل - اذا كانت أمريكا عدوّة الله فمن هو صديق الله ؟ ..














المزيد.....

اذا كانت أمريكا عدوّة الله فمن هو صديق الله ؟ ..


مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)


الحوار المتمدن-العدد: 1165 - 2005 / 4 / 12 - 08:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


البحث عن صديقٍ لـ الله هو ما تمليه علينا الهتافات المتصاعدة في بلاد المسلمين والعرب ليلَ نهار القائلة : لا اله إلا الله وأمريكا عدو الله . أنا معهم في أنّ أمريكا لم تبقِ على صديق . على خلفية سياسة حشر الأنف في مفاصل الكرة الأرضية من جمهوريات الموز , مروراً بجمهوريات الإيدز , وممالك النفط , وإمارات الملح , وانتهاءً بدويلات اللبن والتمر في آسيا الوسطى , صارت أمريكا عدوّة الماركسية على خلفية سياسات الرسملة والعولمة الاقتصادية , وصارت عدوّة للمثقفين الغيورين على ثقافاتهم الوطنية على خلفية سياسات الغزو الثقافي والغربنة ومشاريع مركزية الغرب الأمريكي , وصارت عدوّة للمثقفين والسينمائيين الأوروبيين على خلفية غزو الكاوبوي وسينما الويسترن لصالات عرضهم , ولكن هل يعادي الله أمريكا . ألا يخاف من صواريخ أمريكا وأساطيلها الموزعة بالقسطاس على أهم النقاط في الجغرافية السياسية العالمية .
ثم ما هو معسكر الله , ليصادق دولاً ويعادي أخرى . وهل نحن مخولون بخلق أعداء له أو أصدقاء . هل يوافقنا الذي في الأعالي على مشاريعنا التسيسية لكل شيْ .
صيحات لا اله إلا الله وأمريكا عدو الله التي تتعالى في العراق تذكرنا بمحنة العقل العراقي وكل الشعوب الأخرى . مرةً وحيدةً لم يصرخ هؤلاء ضد نظام صدام : لا اله إلا الله وصدام عدو الله , لا بل أنّ حيلة صدام في غرس عبارة : الله أكبر في العلم العراقي انطلت عليهم . وصار هذا العلم الذي تم تحت ظله عدد لا يحصى من المجازر والحروب والتصفيات مقدساً رمزياً لهذا الشعب البسيط والمسكين .
مرةً وحيدةً لم يتنبه أولئك البسطاء الى أنّ هذا النسق من الأنظمة هو الأكثر عداءً لكل شيْ ( في الداخل والخارج ) . إذ يفرغ الشعب من الإحساس بالمواطنة , ويفرغ الأقليات من الإحساس بالانتماء الى الدولة , ويفرغ الجيش من الإحساس بأهمية أسوار الدولة , ويفرغ الفقهاء والمفتين ورجال الدين الآخرين من الإحساس بالله إذ التماهي بين الفقيه والسياسي الطاغية في هكذا أنظمة يكون أشدّ تطابقاً من أية حالة أخرى .
عبارة " الموت لـ .... " متبادلة بين جميع الشعوب وأنصار الديانات والمذاهب . فالمسلمون يرفعون شعار " الموت لأمريكا .. الموت لليهود .. الموت لإسرائيل ". في المقابل يرفع بعض اليهود شعار " الموت للعرب " , ويرفع بعض العرب شعار " الموت لإيران " بينما أمريكا تميت الجميع ابتداء من الهنود الحمر وانتهاء بالعرب والمسلمين وعبر أكثر من 130 تدخلاً عسكرياً بعيداً عن سطوة وتهريجية الشعارات وهكذا دواليك , وكأنّ هذه الشعوب والأمم لا يمكنها العيش خارج فكرة الموت للآخر .
أمريكا تحظى بأكبر نسبة من كيل الموت لها ويعود ذلك الى سياستها التوسعية , الابتلاعية , وتدخلاتها التي بلا حدود في كلّ مكانٍ من العالم ويعبّر عنها السناتور الأمريكي / هارت بنتون / عام 1846م كالتالي : " إنّ قدر أمريكا الأبدي هو الغزو والتوسع , وأنّها مثل عصا موسى , التي صارت أفعى , ثم ابتلعت كل الحبال ,فهكذا تغزو أمريكا الأراضي , وتضمها إليها , أرضاً بعد أرض , ذلك هو قدرها المتجلي , أعطها الوقت وستجدها تبتلع كل بضع سنوات , مفازاتٍ بوسع معظم ممالك أوروبا , ذلك هو مدى توسعها . " .
في أحد المواقع الإسلامية الالكترونية يسأل مسلم المفتيّ الالكتروني : " هل يجوز إدراج التكبير والشعارات الثورية ( الموت لأمريكا – الموت لإسرائيل .. الخ ) في المناسبات الدينية كمواكب العزاء وعقب صلوات الجمعة والجماعة , وذلك لربط الجماهير بالقضايا المصيرية كقضية فلسطين من ناحية زرع الحماس في نفوسها وتعويد الصغار عليها ؟ ." .
فيكون جواب الشيخ الالكتروني : " يجوز في نفسه ولكن يفترض المحافظة على مضامين تلك الطقوس والمواكب بحيث لا تذوب في هذه الأحداث , لأنها توجب إقحام أمور أخرى على الأمد الطويل بحيث تفقد تأثيرها في نفوس المؤمنين " .
الشاهد أعلاه يشكل دلالةً على مدى عمق الأزمة . وحيرة الجماهير المسلمة حيال الشعارات الثورية والسياسية التي تتناهش المناسبات الدينية . والشيخ المفتيّ في المسألةِ يبدو أكثر خوفاً من السائل على تحريف الطقوس ويبدو جلياً أته لاينتمي الى تيار الإسلام السياسي والا كان سيفتي بالشعارات وان على حساب الديانة الإسلامية نفسها .
شعارات طلب الموت للآخر التي تتصاعد بين جنبات العوالم العربية والإسلامية لهي دلالة عميقة على مدى تغلغل العنف في خطابات هذه الشعوب , وبالتالي انحسار مفاهيم قبول خطاب الآخر المختلف , وهي من زاوية نظرٍ أخرى تبيّن فداحة التأخر الحضاري والثقافي الذي يجعلهم يلجأون بشكلٍ أوتوماتيكي الى شعارات القتل واستهداف الآخر .
فحين تخلو أيّة ثقافةٍ من حوافز النهوض ودوافع التقدم , وتتشرنق هذه الثقافة على اِرثها الماضي فقط , والذي لا يكفي , فأنّ هذه الثقافات تلجأ إلى نوعٍ من المعادل الموضوعي , وهو هنا نوع من قوننة وشرعنة التحايل على النكوصية والارتكاس . لأجلِ خلقِ آفاقٍ أخرى لأزماتها والاختلالات البنيوية التي تدب في عمق هذه الثقافة .
إن حالة المدِّ التي تشهدها العقلية العنفية والنبرة الحماسية في المنطقة مردّه إلى غياب المثقف النقدي مما وسّع في المجال للادلوجات الاجتثاثية بتعابيرها المهلكة , والتي هندست لمجتمعٍ شمولي , كلّوي , تطميسي . حيث التباري يكون على من يقتل أولاً .



#مصطفى_اسماعيل (هاشتاغ)       Mustafa_Ismail#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة الفكر المحروق
- راعي خراف الرب وفقهاء الظلام
- الكورد أمة .. من ما قبل جنكيزخان الى ما بعد سقوط صدام
- الأكراد والعقول العنكبوتية المقلوبة - من يسقط في برميل النفط ...
- الأكراد والعقول العنكبوتية المقلوبة - من يسقط في برميل النفط ...
- الذهنية الاقصائية - الأقليات والجاليات وتعالي الأنا العربية
- الذهنية الاقصائية - خرافة الايديولوجيا القومية الحديثة -ياسي ...
- الذهنية الاقصائية - ياسين الحافظ ومسألة الأقليات
- الذهنية الاقصائية في الخطاب الثقافي العربي-مسألة الأقليات
- الذهنية الاقصائية في الخطاب الثقافي العربي - مركزية العرب وه ...
- مدخل الىالذهنية الاقصائية في الخطاب الثقافي العربي
- عن الأفق الديمقراطي
- ( العقل الدونكيشوتي والعقل الالكتروني (تحية الى موقع سيدا ال ...
- حلبجة.. أوشفيتز..والعرب


المزيد.....




- مفتي الأردن: الفتوى تتغير بتغيُّر الأشخاص والظروف ولا يمكن ل ...
- -لم يعد هناك وقت- - مادونا تحث بابا الفاتيكان على زيارة غزة ...
- حكومة إسبانيا تلغي حظر خوميا للاحتفالات الإسلامية في الأماكن ...
- وزير الشؤون الدينية بالجزائر: دمج الذكاء الاصطناعي في الفتوى ...
- -لا يمكن منعك-.. مادونا تناشد بابا الفاتيكان زيارة غزة ووقف ...
- مادونا تدعو بابا الفاتيكان لزيارة غزة -قبل فوات الأوان-
- حرس الثورة الاسلامية يدين استهداف الصحفيين في غزة
- الاحتلال يعتقل شابًا من ذوي الاحتياجات الخاصة وشقيقين في كفر ...
- يهود في مواجهة الصهيونية
- مادونا تدعو بابا الفاتيكان لزيارة غزة -قبل فوات الأوان-


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى اسماعيل - اذا كانت أمريكا عدوّة الله فمن هو صديق الله ؟ ..