أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مصطفى اسماعيل - عن الأفق الديمقراطي














المزيد.....

عن الأفق الديمقراطي


مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)


الحوار المتمدن-العدد: 1149 - 2005 / 3 / 27 - 13:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يعلن المفكر الفرنسي كوندورسيه (1743-1794 ) في كتابه ( معالم صورة تاريخية لمظاهر التقدم في الفكر البشري ) :" سيأتي زمن لن تشرق فيه الشمس إلا على الأمم الحرة وحدها –إذ لن يكون هناك غيرها – الأمم التي لا تعترف بسيد غير عقلها ,ولا يجد الطغاة ولا العبيد ولا الكهنة وأتباعهم الأغبياء المنافقون أي مكان لهم ، اللهم إلا على صفحات التاريخ وخشبة المسرح".
يجرنا هذا التصدير بمعنى ما إلى طرح أزمة الديمقراطية في العالم الثالث عامة وفي شرق المتوسط بخاصة . فمما لاشك فيه أن هذه الدول خرجت إلى التاريخ من رحم الاستعمار مع منتصف القرن العشرين لهي بحاجة ماسة إلى مشروع متكامل لإدارة الداخل بمؤسساته وتلاوينه وفسيفسائه ولن يتم ذلك إلا عبر اعتماد آليات الديمقراطية كمفهوم ليبالي راق ومتمدن ومن حيث انه يمثل خلاصة الجهد البشري في فهم الآخر سواء الداخلي ام الخارجي .
يهمنا هنا الآخر الداخلي . فمن المشاكل المقلقة لنا كلنا حملات الاعتقال هذه ، المتواصلة والتي لا تتوقف . فكلما قلنا أن المناخات تعتدل في البلاد نفيق على فاجعة خطيرة وتعد سافر على أبسط مقومات الإنسانية من حيث أنها الوعاء الأسمى لاستيعابنا جميعا .
إن مصادرة الأنفاس والحريات يضعنا دائما أمام قصورنا وفواتنا الحضاري الذي تكثر محاولات ترميمه دون جدوى . إن العالم العربي لن يتعرف إلى الديمقراطية كشرعة حقوق أساسية ز ولن يحاول أن يلتقيها في مقهى ما . لأنه بكل بساطة ووضوح يعتبر أنه يعيش حالة ما من الديمقراطية وأموره على ما يرام ناسيا أو متناسيا أنه يعيشها وعلى صعيد الحلم فقط . إن الأنظمة العربية عموما تعيش الديمقراطية كممكن ذهني فقط لا غير .
الأنظمة العربية ومن خلفها أجهزتها النهازة للحريات و الأفكار الجميلة تقفز عن عمد فوق واقعها لتعيش في / الميتا واقع / وتحاول مرارا إن تخدرنا بوجبات من مثل : الديمقراطية الشعبية والديمقراطية الجماهيرية والديمقراطية السياسية والديمقراطية الاجتماعية وعصر الجماهير . والجماهير لن تحدها إلا في غرفة الغاز أو في معتقلات مدفونة تحت الأرض .
فأية جماهير وأي حريات وأي ضحك على الذقون .
دونما ديمقراطية وأدواتها وآلياتها من صحافة مفتوحة على الآخر المختلف وأحزاب يمكنها أن تجأر بصوتها الحر ولا تدور في فلك الحزب الأوحد . دونما مؤسسات دستورية وجمعيات للمجتمع المدني لا يمكن احتواء المشاكل الطائفية ولا مشاكل الأقليات لأن المشاكل ستتفاقم في غياب ذلك . فكل دولة غير ديمقراطية تتضمن مشاكل لا حصر لها وتعيش أوضاعا دقيقة جدا . يرى المفكر المغربي / د. محمد عابد الجابري / أن من القضايا التي تتجسم فيها "قضايا الحاضر وتحديات المستقبل العربي " مشاكل بنيوية فكرية واجتماعية ويطح أمثلة منها :
مشكلة الأقليات في البلدان العربية والتي لا يمكن إيجاد السبل الكفيلة بحلها دونما مقاربتها ديمقراطيا وواقعيا وليس ذهنيا .يجب على الحكومات و الأنظمة العربية أن تعترف بأن التعددية الثقافية هي واقعة أساسية لا يجوز القفز عليها . بل لا بد من استثمارها وتوظيفها بأسلوبية وحرفية واعية لتسهم في اغناء وإخصاب الثقافة الكلية وإعطائها أبعادا ومجالات حيوية . انه مرض تاريخي مزمن ومثبط للوعي ولا تريد السلطات العربية البرء منه.
إنها بالنتيجة مهزلة كبرى لأنه إذا كان بامكان الحكومات اليوم في العالم الثالث مراقبة النتاجات والإصدارات والنشرات وملاحقة الكتاب والمثقفين والمعارضين والديمقراطيين السلميين ومصادرة النشرات مع صاحبها , فإنها عاجزة كل العجز عن مصادرة الأقمار الاصطناعية والبث التلفزي الفضائي . لا تستطيع الحكومات في العالم الثالث أن تعلن حربا أمنية على الحضارة ونتاجها الحي مرورا ب /ول ديورانت / . ربما تطرح مصطلحات مثل الغزو الثقافي ولكن خنادقها النفسية لن تفيدها قطعا .
نحن العنصر الديمقراطي الوحيد في هذا الشرق المريض وعلى السلطات التي يهمها المر أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار لأننا نسهم بخلق التقليد النهضوي الذي لطالما لهث المفكرون النهضويون والقوميون العرب وراءه , التقليد الديمقراطي كأس نهضوي إلى جانب العلمانية والتحديث .
إن المخيال الاجتماعي الكردي يختلف عن المخيال الاجتماعي العربي ويجب أيضا على السلطات أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار .. لنا بطولاتنا الخاصة ومآثرنا الخاصة ورموزنا الخاصة . إن لا شعورنا مختلف كل الاختلاف عن اللاشعور العربي ويجب احترام ذلك لكي نستطيع الالتقاء كأخوة تحت سماء واحدة وعلى أرض واحدة .



#مصطفى_اسماعيل (هاشتاغ)       Mustafa_Ismail#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( العقل الدونكيشوتي والعقل الالكتروني (تحية الى موقع سيدا ال ...
- حلبجة.. أوشفيتز..والعرب


المزيد.....




- حزب أردوغان يرد على وصف رئيس بلدية إسطنبول -حماس- بـ-الجماعة ...
- مظاهرة حاشدة في هامبورغ لوقف موجة الكراهية ضد المسلمين والسل ...
- قبيل توجهه لإسرائيل.. بلينكن يحض حماس على قبول مقترح الهدنة ...
- جورجيا.. القوات الخاصة تستخدم الرصاص المطاطي لتفريق احتجاجات ...
- -هذا لاقانوني ولاأخلاقي ومثير للاشمئزاز-.. محتجة مؤيدة لفلسط ...
- الجيش المالي يعلن قتل قيادي في تنظيم -داعش- هاجم القوات الأم ...
- جامعة السوربون تحاصر طلابا مؤيدين لفلسطين
- -انطلقت ووصلت إلى هدفها-..الحوثيون يعرضون مشاهد من استهداف س ...
- الولايات المتحدة تواصل تشييد رصيف بحري عائم على شاطئ غزة
- الخارجية الأمريكية تصدر بيانا بشأن مباحثات الأمير محمد بن سل ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مصطفى اسماعيل - عن الأفق الديمقراطي