أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماجد الشمري - رامبو المنفصم!/من متاريس الكومون الى حضن التجارة المصون!!!(3)














المزيد.....

رامبو المنفصم!/من متاريس الكومون الى حضن التجارة المصون!!!(3)


ماجد الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 4051 - 2013 / 4 / 3 - 12:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


"لاكلمات بعد الان...لم اعد قادرا على الكلام.."...رامبو
لقد اثر رامبو بكل التيارات والموجات واتجاهات الحداثة من ادب وفن وغيرها.ولكن شعره كان عصيا على التصنيف والقولبة والضم تحت جناح او راية او مدرسة او تيار او خانه،ومع ذلك فقد ادعى الكل انتسابه اليهم:المارقون والهامشيون(رائدهم)،والسورياليون(نبيهم)،والمسيحيون(قديسهم المهتدي)،والشيوعيون(بطلا)من ابطال الكومون،والفاشيون الطليان طوبوه(ايقونة)ل(مستقبليتهم)،والالمان (المانيا)ولد خطأفي فرنسا،واقاموا تمثالا لمواطنهم الالماني!،والوجوديون(نموذجهم) النقي،والفوضويون والنهلستيون عدوه منهم،والشعراء الحداثيون(زعيمهم)،حتى المسلمون ادعوا وصلا برامبو!فمفتي المسلمين في باريس زعم ان رامبو اعتنق الاسلام في الصومال!..في(فصل في الجحيم)ودع رامبو الشعر"ابحث عن الحقيقة ولم اجد غير السراب وقطرات من الماء المالح"وهاهو قد تحول الى سراب اسطوري وحفنة من الرماد المر..ادمن(الرائي)الهروب من المنزل اولا،ومن الشعر ثانيا،واخيرا من الوطن!.هل كانهروبه تكفيرا عن اثم وذنب السنوات الخمس الملعونة؟!يقول فرويد في كتابه(الطوطم والتابو):"ان الرغبة بتجاوز المحظور تتبعها مظاهر من الندم وجهود من التكفير".هل تنكر(الرجيم)للماضي وحاول البدء من جديد؟!هل هو رفض لحياة ممسوسة بوهيمية،وادانه لها،وتوبة وعودة للحياة التقليدية وما هو مألوف وسائدفي مستنقع البرجوازية العفن؟!.هل هو تدمير للذاكرة المشوشة وبلبلة الحواس،ونحر الاحاسيس المستنفرة والمتوترة،وفتح صفحة جديدة بيضاء ملساء من الهجران والنسيان؟!هل كان(المتمرد)شخصا عاديا وابنا بارا لقيم وعادات المجتمع البرجوازي،وزمن التمرد والشعر والابلسة،هو مجرد فورة مراهقة مكبوتة واضطراب وصخب وعناد تلك المرحلة الانتقالية من عمر الفتوة،فترة غليان الجسد والروح،والظروف الاستثنائية التي صاحبت نشأته ومراهقته،وبعد اضمحلال حيوية الثورة وقلقها تبخر كل شيء وخمد البركان في العشرين،وانتظم في سياقه الطبيعي بين الجموع،واستكان لنصابه الناضج والمنضبط؟؟!!هل كان (الاشراقي)فلتة وعبقرية لم تدرك ذاتها،ومن العسير استمرارها او تكرارها؟!.يبدو ان السؤال الكلاسيكي قد تضخم وتناسل وتفرع الى حزمة من اسئلة:فلسفية وسايكولوجية واجتماعية،وكلها بلا اجابة!لقد تحول (رامبو)الواقع والتاريخ الى(رامبوات)متعدد ومتغاير في اذهان وتصورات من كتب سيرته،وتأثر به ودرس شعره وحياته!فلكل منا (رامبواه)!.اما رامبو الحقيقي،اللحم والدم ،فلم يعد له وجود،بل لم يكن له وجود!.بات اسطورة،ولم يعد شخصا عاش في زمن ومكان ما!والسؤال الملح لم يثمر جوابا،بل امتد وتفرع شجرة من اسئلة منشطرة،ويبقى رامبو المنفصم وسؤاله المتشظي!ولكن هناك علامات لازالت تؤشر لتقاطعات ومسالك الدروب وتحولاتها وتحويلاتها،والتي قطعها(الهائم)في حياته،وهو ينوءبعبء ثقيل على كاهله،والذي وجه عقله وضميره،او ربما ضللاه نحو مصيره التراجيدي!اول تلك الاشارات بدأت في المنزل الذي عاش فيه،في علاقته الحادة والملتبسة والمشحونة بأمه!صراع الروح الحية ضد صخرة مكبلة،وارادة استحواذية ومستبدة،وتزمت مختل،ونزعة امتلاك مرضي للابناء،وتربية متشددة ،وعسف التدين ذو الخط القويم والمرائي لبرجوازية الارياف الخانقة.فكان الفرار الاول!شهد مذبحة واندحار الكومونة الباسلة،وغرق باريس بدماء شهداء الكومون المهزوم.عامل مثبط هز وجدانه،فانهارت قيم وقناعات كانت عزيزة لديه،فتشظت ذاته وانفصمت،وضاعف الخطب تعرضه للاغتصاب من قبل حفنة من جنود الامبراطورية الثانية الاوغاد!والتي اضافت مزيدا من الخراب الروحي والتلف والانحطاط النفسي ،والغوص بوحل التسفل وامتهان الذات،وتوجت عناصر الانحلال والتفكك والتفتت بعلاقته المثلية،والتي ربطنه بفيرلين لسنوات،ليبلغ حضيض الممارسات الشاذة،-والمحرمة اجتماعيا واخلاقيا،ناهيك عن التحريم الديني(الكاثوليكي)الاكثر تشددا-،والتلوث الجسدي والسايكولجي المدى الاقصى!كان يبحث عن الغياب الابوي من خلال معلمه ايزامبارد وفيرلين،والذي شكل توقا لاشعوريا،لملء الفراغ الشاسع في مشاعر اليتم،والجائع لحنان الاب المتخلي عنه والذي كان رمزا للحنان والحماية والامان1هذه الاشارات:ام قلقة برمة،ملاحقات الشرطة وانذاراتها،مباذل المراهقة المعذبة والتخبطة،في الحانات ومخادع الرجال،كل ذلك وغيره الكثير ،قد ينير جزءا من الزوايا المظلمة من سيرة حياة رامبو الغامضة والمعتمة والكريهة والمرفوضة لديه!فكان الهروب الكبير الطويل،محاولة للتخلص من شخص بغيض :رامبو الشاعر المراهق الملعون وقتله الى الابد،لينبثق رامبو اخر:رامبو ما بعد العشرين،المغامر المتسكع المشاء المهرب التاجر البرجوازي والذي بدلا من الشعر يكتب الارباح والديون وجدوى الصفقات!!في مدينة بلا ماء،مدينة ترابية،وبلا ذاكرة،مدينة السكون والنسيان،وكما ارادها!..هرب من سخف وتفاهة العالم البرجوازي المتعفن والاسن،الى بلادة وتخلف وموات عالم الصحراء المحرقة كجحيمه!!..حاول الن بورير ان يؤرخ وهو ينتج فلما عن رامبو في فترته الحبشية،فبذل جهودا لزيارة البيوت التي سكنها رامبو والطرق التي سلكها والمن التي مر بها وعاش ،ولكن لم يحصل من عصارته الجغرافية غير نتف مشكوك بصحتها من من عرفوا رامبو او ادعوا معرفته وعايشوه في هرر وغيرها....لقد حاول(الرائي المجنح) ان يجعل من الواقع شعريا ولكنه فشل فالكلمات لاتغير العالم..كان رامبو فريدا في شعره وفريدا في صمته.سيرته عبارة عن اوديسة نادرة،ولكن ليس بأتجاه العودة لاحضان(بينلوبي)الدافئة بعد اهوال وعجائب وخطوب ومعاناة،بل رحلة بلا عودة الا كجثة مبتورة الساق،مشيعا من قبل امه واخته فقط ليدفن بقبر بارد بأحضان موتى شارلفيل!!!!...........................
......................................................................................
وعلى الاخاء نلتقي...



#ماجد_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رامبو المنفصم!/من متاريس الكومون الى حضن التجارة المصون!!!(2 ...
- رامبو المنفصم!/من متاريس الكومون الى حضن التجارة المصون!!!(1 ...
- القيامة المعطلة!!!
- يانساء الشرق...انهضن..(البيان النسوي)الثاني
- يانساء الشرق..انهضن..(البيان النسوي)_الاول
- من انا؟!..من انتم؟!..ديالوج زرادشتي!!
- وداعا كانتونات(طسم وجديس)!زوال قريب!!
- مقطع من سفر التعذيب/انقلاب شباط الاسود
- بغي شباط...عروس الزناة!!!
- الشلة والشلل والشللية واشياء اخرى!!!
- فلسفة الانتحار/النهلستية السافرة(3-3)
- فلسفة الانتحار/النهلستية السافرة(2-3)
- فلسفة الانتحار/النهلستية السافرة(1-3)
- انتباه!/نبي اللومانتيه ومتراسه الاخير!!!
- الوجود المدقع
- مصائر الافكار بين الصعود والسقوط!/سارتر...جارودي3-3
- مصائر الافكار بين الصعود والسقوط!/سارتر...جارودي2-3
- مصائر الافكار بين الصعود والسقوط!/سارتر...جارودي
- رد على الاستاذ سنان احمد حقي/عودة الى الشيوعية والاديان!!!
- (شتان مابين الشيوعية والاديان)!!!(5-الاخير)


المزيد.....




- أفوا هيرش لـCNN: -مستاءة- مما قاله نتنياهو عن احتجاجات الجام ...
- بوريل: أوكرانيا ستهزم دون دعمنا
- رمز التنوع - صادق خان رئيسا لبلدية لندن للمرة الثالثة!
- على دراجة هوائية.. الرحالة المغربي إدريس يصل المنيا المصرية ...
- ما مدى قدرة إسرائيل على خوض حرب شاملة مع حزب الله؟
- القوات الروسية تقترب من السيطرة على مدينة جديدة في دونيتسك ( ...
- هزيمة المحافظين تتعمق بفوز صادق خان برئاسة بلدية لندن
- -كارثة تنهي الحرب دون نصر-.. سموتريتش يحذر نتنياهو من إبرام ...
- وزير الأمن القومي الإسرائيلي يهدد نتنياهو بدفع -الثمن- إذا أ ...
- بعد وصوله مصر.. أول تعليق من -زلزال الصعيد- صاحب واقعة -فيدي ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماجد الشمري - رامبو المنفصم!/من متاريس الكومون الى حضن التجارة المصون!!!(3)