أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيري حمدان - المعذرة أنا متورّط














المزيد.....

المعذرة أنا متورّط


خيري حمدان

الحوار المتمدن-العدد: 4051 - 2013 / 4 / 3 - 01:04
المحور: الادب والفن
    


طلبت منّي التحكيم في قصّة حبّك يا سيدي، جلست في مكتبك الرفيع وبدأت تقصّ عليّ كيف وقعت في غرامها، والتزمتُ أنا الصمت قبالتك، وكنت حضرتك تعتقدني أستمع إليك متلّهفًا لمعرفة ما آلت إليه أحوالك، بعد أن قابلتها وأطلقت اللعينة سهام عينيها نحوك ثمّ أتبعت ذلك ضحكة جلجلت كيانك. لم تبعد ناظريها عنك لبعض الوقت ((أعرف هذا جيدًا)) ثمّ وقفت وانطلقت مغادرة يومك يا مسكين. هذا ما حدث معك قبل يومين والآن تطلب منّي المساعدة للتغلّب على ضعفك يا سيّدي، كيف يكون ذلك؟ ألا تعلم بأنّني متورّط مثلك وقبلك وبعدك ومن حولك يا صاحبي، ما زلت أحاول الهرب من لحظة اللقاء أو الوداع – لا أدري، ما زالت عيناها تلاحقني في ترحالي وتجوالي. المعذرة، لا يمكنني تقديم المساعدة لحضرتك فأنا متورّط حتى النخاع يا رجل! تعلّقت يا سيّدي بأطراف جدائلها، وهي اللعينة الصغيرة لم تتوقّف عن الابتسام، عيناها تضحك ومن خلفها مضيت كالمسحور، أنا متورّط.

ماذا تريد يا صاحبي، كتف تبكي عليها لبعض الوقت؟ لك ذلك وأنا بدوري سألقي سرًا بكتفي على حائط، لن أخبر أحدًا بحكايتي فأنا وحقّك متورّط في قصّتك، متورّط في حكاية نائبك أيضًا ذاك الذي يرأس المكتب في الطابق السفلي. يا لنا من سذّج، نبدو كفتيان مراهقين وقد تجاوزنا العقد الخامس من العمر يا صاحبي، كلّنا متورطون في حالة العشق. أخبرني بالله عليك إذا تمكّنت يومًا من نسيان أو تناسي عينيها، أخبرني كيف حصلت على الوصفة. فأنا أؤكّد لك مسكونٌ بها، طيفها يلاحقني أينما حللت، أنا متورط. تعال، إبكِ بعض الوقت على كتفي، سأتيح لك المجال لتضيف بعض حزنك وقهرك لثروتي من الأسى، فقلبي بات معصومًا عن الانفجار والتوقّف وإعلان العصيان المدنيّ، يا لنا من سذّج، نحن الرجال الذين تجاوزنا العقد الخامس، وسمحنا لها بأن تأسرنا بابتسامة عابرة وضحكة رنّانة، معتقدين بأنّ الرجال قد انقضوا ولا يوجد سوانا في الأنحاء، كلّنا يا صاحبي – كلّنا متورطون في حالة العشق العصيّة على النسيان، كلّنا متورطون.

ودخلت المقهى، شاهدته جالسًا ينفخ دخان سيجارته. لا، ليس أنت يا سيدي، بل أخيك أو إبن عمّك، وربّما صديقك في المبنى الآخر. يجلس وكان على وشك أن يشعل سيجارة أخرى بيده اليمنى، وهي الصغيرة العابثة ما ترال تبعثر ابتسماتها في الأنحاء، كلّنا متورّطون، سنحمل ابتسامتها في جيناتنا، لن نشكو عبء العشق، سنتحمّل حضورها وغيابها ورجع صوتها، سنبحث عن مزيد من الألم كلّما بانت صاحبتنا في المكتب والمقهى، في آخر الشارع وتحت عمود الإنارة وعلى الرصيف حيث افترشت الليل والسماء بانتظار أخر المتورطين.



#خيري_حمدان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يحدث أحيانًا يا صديقي
- الحبّ بالتقسيط
- الدعاءُ الأخير
- التحرش بالمرأة بمثابة اغتصاب فكري
- المرأة - عبق الورد وشوكه
- الجنوبيون
- الطريق إلى دينيتاس
- الجدران الوهمية
- برتقال أبو صرّة
- أحمقٌ يقود قطيعًا
- أعطني عامًا من عمرك
- المعذرة – رفعت الجلسة
- عِشْقٌ وانْتِظار
- تمرّد الكمانُ فغنّى القلبُ ثملا
- سَبَقَ لي يا وَقْتُ
- رحيل القصيدة
- الطبقة العاملة والإنتاج
- العلمانية هي أقصر الطرق إلى أنسنة المجتمع
- واقع المرأة ما بعد الربيع العربي
- المجتمعات العربية ومعضلة البحث عن هوية


المزيد.....




- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيري حمدان - المعذرة أنا متورّط