أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد محمد صالح - متى تسقط بقية التماثيل؟!















المزيد.....

متى تسقط بقية التماثيل؟!


أحمد محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1163 - 2005 / 4 / 10 - 12:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


فى الذكرى الثانية لتحرير بغداد من الطغيان ، حاولت ان اقدم جديد ، ان اقول كلاما جديدا ، فشلت تماما ، كل وسائل الاعلام تقول وتكتب نفس الكلام ، أمريكا كذا.... وكذا.. ، والعرب كيت .. وكيت... ، وإسرائيل تنتظر قطف الثمار ، حاولت اكتب لتحفيز الوطن ، لكن كيف نحفز وطنا مغيبا ، حاولت دراسة وتحليل اراء الناس ، قالوا نفس الكلام ، نفس الاراء التى يقولها الشارع منذ 100 سنة ، الحكام هم السبب ، وينسى الناس انهم أهم سبب ، كنت راهنت نفسى على الشارع العربى ، وخسرت الرهان ! لغياب الفكر الذى يسند حركة الشارع ! لذلك قررت عدم الكتابة ، لأن الكتابة ليس لها معنى الآن ، فهى نوعا شديدا من الترف ، كل واحد يكتب ، وكل المجلات والصحف تنشر وتحلل ، وكلها تصب فى معنى واحد كيف مات ويموت وسيموت العرب ؟ حتى الكتابة فى اى موضوع آخر فعل فاقد المعنى ، نكتب عن ماذا ؟ ولمن نكتب ؟ لوطن بلا مستقبل ؟ اننا نكتب ، لنشهد التاريخ ! تاريخ من ؟ تاريخنا يدور فى نفس الساقية التى يجرها ثور أعمى ! ويعيد نفسه فى كل دورة ! نفس الهزائم ، نفس التزوير للتاريخ ، نفس الاستكانة ، نفس القهر ، نفس القمع ! نفس القضايا ! نفس الدعاء إلى الله من مئات السنين ! وفى كل مره نطالب الله ان يحارب بالنيابة عنا ويخسف أعدائنا ! وفي كل مره نطالب الله ان يزرع ويصنع لنا التقدم ! لمن نكتب ؟ ولماذا ؟ لماذا يملك الآخرون أسباب القوة؟! ونحن قابعون فى استكانة ندعو الله بتقطيعهم تقطيعا ؟! لماذا فى كل أزمة تتكرر من مئات السنين ، بنفس السيناريو ننادى بالجهاد ونرفع المصاحف على السبوف ونقول الجهاد ، الجهاد ، ولا نعمل ، ولا نزرع ، ولا نصنع ، ولا نبدع ، ولا نصنع حضارة ولا نبدع تقدم ! ونقول الجهاد ، الجهاد ، الجهاد بماذا ؟! الجهاد بالدم ! وماذا بعد الدم ، إذا كنا لا نزرع ، ولا نصنع ، ولا نعمل ، ولا نبدع ! نكتب ماذا ؟ ولمن نكتب ؟
كل هذة الاسئلة اعتبرتها أزمة على المستوى الشخصى نتيحة المعاناة التى اشعر بها تجاه ما يحدث فى الوطن ! حتى حررت بغداد من طغيان صدام وتزاحمت فى عقلى الأسئلة التى لابد ان أكتبها حتى لا أنفجر كمدا وحسرة ، هل ما حدث فى بغداد سقوط على يد الغزاة ، أم تحرير ؟! لماذا شعرت بنفس المشاعر التى شعرت بها عام هزيمة 1967 ، وأتذكرها جيدا فهى خليط من الانكسار والهزيمة والصدمة والذهول ، بعد ان كانت إذاعة صوت العرب وقتها تهلل وتبشر بالنصر ، وسحق الأعداء ، وان جيشنا اقوى جيش تماما كما هلل الصحاف وزير الإعلام العراقى ، بأننا سنذبح هؤلاء العلوج ، ولكنى لم افكر كعادة العرب ، وصدقت الصحاف ، كما صدقت أحمد سعيد مذيع صوت العرب عام 1967 وهو يحصى الطائرات التى سقطت للعدو ، والحقيقة طائراتنا هى التى ضربت وهى واقفة فى المطارات الحربية ، فنحن العرب نحب ان نخدع أنفسنا عن الحقيقة ! حتى تمثال صدام حسين فى ميدان الفردوس وسط مدينة بغداد ، لم يستطيع العراقيون وحدهم إسقاطه من على قاعدته بالحبال ، وساعدتهم رافعة دبابة أمريكية على تحطيمه ! حتى بعد ان تحطم ، ترك على قاعدته وتدان من الحديد ! تاركا ورائه معانى عميقة ! ماذا لو ظهر صدام فجأة أمام الناس وهم يحطمون تمثاله ؟! سوف يجرون نحوه يقبلون يده ! ويدعون أمامه انهم يمنعون الدبابة الأمريكية من تحطيم التمثال ! لماذا أصاب الذهول الشارع العربي وأنا منهم ، من تمثيلية تحطيم التمثال ! لماذا أصيبت بالصدمة ، وعدم التصديق لسقوط بغداد عاصمة الرشيد ، وعاصمة الخلافة الإسلامية في أيدي الغزاة الصليبيين الجدد كما يقولون بدون طلقة واحدة؟ لكن السؤال مرة ثانية هل سقطت بغداد أم حررت ؟! هل سقطت بغداد وسقطت معها كرامة العرب على كافة مستوياتهم ؟ هل العراق خذلنا كرمز للتحدي العربي للهيمنة الأمريكية ! هل صدمت لعدم عدم دفاع العراقيين عن صدام أو حزنهم على سقوطه، هل نعتبر هذا تحذيرا لجميع الحكام العرب غير المنتخبين ، او المنتخبين بالطريقة إياها ! لماذا سقطت قوات صدام بهذه الصورة أمام القوات الأمريكية؟ هل هو نتيجة منطقية، لتأييدهم المزيف لصدام نتيجة القهر والنفاق وليس الاقتناع ؟ أين اختفى كل العاملين فى مؤسسات العراق الجيش والشرطة والحرس الجمهورى ، وفدائى صدام ، أين اختفى العاملين فى الكهرباء والمياه ، انهم مئات الألوف ، أين اختفوا ؟ ولماذا ؟ هل ما حدث في بغداد يجب أن ينظر له القادة العرب بعين الاعتبار، لأن الشعب هو من يدافع عن الدولة، وعندما يعذب الشعب وتهان كرامته فسيكون أول من يتخلى عنها ؟ هل هؤلاء الذين هتفوا وصفقوا عند سقوط تمثال صدام ، هم نفسهم الذين هتفوا وصفقوا عند سقوط تمثال لينين من أجل بعض البيبسي كولا أو الهامبرجر ، ثم شعروا بالجوع لاحقا وندموا على ما فعلوه ؟! هل ما حدث من أعمال سلب ونهب وفوضى وإرهاب وقتل فى مدن العراق هى إنتقام من النظام الدكتاتورى أم بتشجيع من قوات الاحتلال لتكتمل صورة همجية وتخلف العرب ؟ هل الولايات المتحدة ستجلب للعراقيين حياة أفضل؟ أم ان الأمريكيين سينهبون نفطهم ويسيطرون على مواردهم ولن يتركوا لهم شيئا ! لماذا أشعر بالمرارة من الضعف العربى الذى زاد عمقا وأتساعا ؟! هل سقوط بغداد او تحريرها ومحاكمة أو موت صدام سيكون له نفس التداعيات لسقوط برلين وانتحار هتلر ؟ هل يعتبر التاسع من أبريل عام 203 يوماً مشهوداً ، في حياة الشعب العراقي بل وحياة كل الشعوب العربية ، وإن سقوط او تحرير بغداد يمثل سقوط آخر ورقة توت كانت تغطي العرب! ؟ هل سقوط او تحرير بغداد بهذه البساطة يمثل انتهاء مرحلة في عهد الأمة العربية والشرق الأوسط كله وبداية مرحلة جديدة ؟! و إذا كان أخر غزو غربى لعاصمة عربية كان عام 1918 وتكرر الآن عام 2003 ، فمن هى العاصمة العربية القادمة التى سوف يحررها الغرب ؟! هل نحن نعبش الآن أصعب و أقسي أيام في تاريخ العرب؟ هل كشفت هذه الحرب الكثير من عورات العرب ،أولها الضعف والخنوع والعجز؟ من يصدق أن بعض الدول العربية تعيش في جزر منعزلة يخرج منها وينطلق من أراضيها الإرهابيين المتأسلمين لسحق وإبادة وقتل العراقيين تحت مزاعم المقاومة ؟!
هل لابد للأنظمة العربية أن تستوعب الدرس جيداً وان تعلي قيمة الديمقراطية ، وأن تنهي عهد الكبت وقمع الحريات وتزوير الانتخابات وإعطاء الديمقراطية قطرة قطرة بحجة أن الديمقراطية الكاملة قد تؤدي إلي انفلات الشعوب ! هل يمكن نهتف الآن بالروح ، بالدم نفديك يا فلان ؟! هذا الفلان فى كل الدول العربية هو اول من سيتخلى عنها بمن فيها وما فيها، ليسلم بجلده!
كل هذة الاسئلة وغيرها سيطرت على ذهنى منذ سنتين وأنا اشاهد على شاشات التليفزيون تمثال صدام ، وهو ينحنى ، وينحنى حتى لامست جبهته الأرض ؟ وقتها شعرت ان ضغطى سينفجر ! من المهانة والإذلال ! نعم انا ضد دكتاتورية وجبروت صدام ! ولكن أيضا ضد ان تأتى قوات أجنبية بحجة التحرير ونشر الديمقراطية بالقوة بين شعوب مقهورة تدعى أنها أحسن أمة أخرجت للناس ! هذا ضد المنطق وضد التاريخ . وإذا كان علم الاجتماع اثبت فى بعض دراساته العلمية أن ممارسة السلطة لها تأثيراتها السيكولوجية على شخصية الديكتاتور خاصة إذا تم الاحتفاظ بكرسي السلطة لمدة طويلة ، حيث تتغير سلوكياته وتجعله غير قادر على رؤية وسماع الآخرين ، فأن الشعب أيضا الذى تعرض لطغيان عصور طويلة وتكور وتقوقع على نفسه آلاف السنين وأنسحب من الحياة السياسية ، يؤثر ذلك على شخصيته ويضعف عنده إرادة الرفض ، لدرجة فقد القدرة على تمييز الطغيان ، فهل فقد الشعب العربى القدرة على التمييز بين طغيان حكامه ، وطغيان الغزاة او محرريه ! والسؤال الكبير الآن هل تستطيع الشعوب العربية ان تسقط بنفسها تماثيل القهر والذل والخوف ، والطاغوت والقمع والجبروت والطغيان فى ميادين العواصم العربية ؟ أم تنتظر أمريكا تفعل لها ذلك !



#أحمد_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انفجار الأزهر وحالة العنف فى مصر
- هل تجلب الإنترنت الحرّية؟
- الرأسمالية وأعظم حماقة تكنولوجية فى التاريخ
- الليبراليون الجدد والإنترنت
- الشيوخ والإنترنت والمرأة
- احتلال العقول
- إرادة الرفض عند المصريين
- على هامش انفجارات طابا : شماعة المؤامرة
- التخلف دائما فى العقول
- الإنترنت والإستبداد
- موتوا
- التحرش الدينى
- المثقفون وتحديات عصر المعلومات
- ثقافة الدوجما
- انتصار الفقر
- التدين على الإنترنت
- ختان العقول
- الأديان والعقائد حول العالم
- حقوق المعلومات فى عالم غير متساوى
- الشيخة نادية والدكتور زويل


المزيد.....




- اكتشاف ثعبان ضخم من عصور ما قبل التاريخ في الهند
- رجل يواجه بجسده سرب نحل شرس في الشارع لحماية طفلته.. شاهد ما ...
- بلينكن يصل إلى السعودية في سابع جولة شرق أوسطية منذ بدء الحر ...
- تحذير عاجل من الأرصاد السعودية بخصوص طقس اليوم
- ساويرس يتبع ماسك في التعليق على فيديو وزير خارجية الإمارات ح ...
- القوات الروسية تجلي أول دبابة -أبرامز- اغتنمتها في دونيتسك ( ...
- ترامب وديسانتيس يعقدان لقاء وديا في فلوريدا
- زفاف أسطوري.. ملياردير هندي يتزوج عارضة أزياء شهيرة في أحضا ...
- سيجورنيه: تقدم في المحادثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- تواصل الحركة الاحتجاجية بالجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد محمد صالح - متى تسقط بقية التماثيل؟!