أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - الصحافة الالكترونية ودورها ,الحوار المتمدن نموذجا - أحمد محمد صالح - الليبراليون الجدد والإنترنت















المزيد.....

الليبراليون الجدد والإنترنت


أحمد محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1042 - 2004 / 12 / 9 - 05:23
المحور: ملف - الصحافة الالكترونية ودورها ,الحوار المتمدن نموذجا
    


ويبدو وكأن التحول الذي ستسببه الإنترنت على المجتمع العالمى ، سيكون له تأثير أكبر من أخر مرة ، دمج ونمى فيها الفكر الإنساني ! قبل خمسمائة عام ، عندما تعلم العالم الغربي القراءة . حيث انبثق مجتمع المثقفين في أوروبا ، ونمى من أقلية متميّزة بالمقارنة ببقية السكان . وتغيّرت حياة الناس بشكل جذري وبسرعة، ليس بسبب اختراع مكائن الطباعة ، لكن بسبب ان ذلك الاختراع وفر المعرفة للناس. فالكتب كانت مجرد العربات التي حملت الأفكار وهربت بها من المكتبات الخاصّة للنخبة المثقفة ووزّعتها بين بقية السكان. وهذا يحدث الآن فى المنطقة العربية ، وأن كان بطيئا ، لكنه يحدث ، حيث تنتشر أفكار الليبراليين الجدد ، عبر مواقع الإنترنت مثل الحوار المتمدن ، وشفاف الشرق الأوسط ، وإيلاف ، وهى تنقد لأول مرة وبصوت عالى الموروث الثقافى الدينى ، والأوضاع السياسية والاجتماعية والفكرية فى المنطقة العربية ، فالإنترنت هى العربة التى تحمل افكار الليبراليين الجدد حول الحرية على كافة المستويات وتوزعها بين بقية العرب ، والقيمة الحقيقية لأفكارهم ترجع إلى المجتمع الذى صنعها ! مجتمع المثقفون العرب الذى ، مازال موجودا وحيا وان كان سيطر علية حورايين السلطة ، ومشجعى الإرهاب واصحاب نظرية المؤامرة على الإسلام . وإذا كانت الصفحة المطبوعة كانت وسيطا لتوليد أفكار الكيمياء والشعر ، وأفكار النشوء والتطور والثورة ، وأفكار الديمقراطية وعلم نفس والتكنولوجيا والصناعة، والعديد من الأفكار الأخرى التى تجاوزت بكثير رؤية مخترعي الآلة المتحركة ورؤية كتب الدين ، فالإنترنت هى وسيط القرن الحادى والعشرين لتوليد أفكار الحرية .
إن الكلمة قوة ، يدركها الطغاة أكثر من المستضعفين ، لذلك وعلى مر التاريخ كانت عمليات حرق الكتب ، وحظر أفكار الحرية والرقابة عليها ، وكانت الرقابة على الكتب وما زالت تابعا للحكم. وفي القرن الخامس قبل الميلاد ، أحرقت كتب بروتاغودراس في أثينا، وفي القرن الثالث قبل الميلاد ، أمر الإمبراطور الصيني شيهوانغ تي بإحراق جميع الكتب في البلاد ، وكان يشرف على عمليات الإعدام هذه ، ويتابعها بنفسه، وفي منتصف القرن التاسع عشر ، أسس كومستوك جمعية لملاحقة الكتب وناشريها التي تشجع على الرذيلة بمقياسه ومفهومه ، وقد نجح في دفع الحكومة إلى اعتقال العشرات من المؤلفين والمثقفين ، وقد انتحر 15 منهم على الأقل في السجون ، وأتلفت مئات الأطنان من الكتب، وكان من أقوال كومستوك إن العالم سيكون أفضل لو لم تكن ثمة كتب وقراءة. ونذكر بحرق مكتبة الإسكندرية على يد عمرو بن العاص ، وقتل الحلاج وحرق كتبه ، ومؤلفات ابن رشد التى أحرقت ، وإحراق أبي حيان التوحيدي لكتبه. هذا غير مئات الآلاف من الكتب التي أحرقها المغول ، أو ألقوها في نهر دجلة عندما احتلوا بغداد ، وتنوعت أساليب التخلص من الكتب فى التراث العربى فمنها: الحرق، الدفن، الغسل بالماء والإغراق، التقطيع والتخريق! لكن السؤال ماذا عن الكتب والوثائق والمقالات الرقمية مثل التى تنشر فى مواقع الحوار المتمدن وشفاف الشرق الأوسط وإيلاف ؟ هل يستطيع الطغاة الآن ان يحرقوا تلك الكتب والمقالات الرقمية على الإنترنت ! ؟ هل يستطيعون فرض الرقابة عليها ، وحظر نشرها !؟ أزعم ان الإجابة بالنفى !
إنّ التقارب الذى أحدثته الإنترنت بين الإرسال الآني ، وإسترجاع النصّ الرقمي يعتبر حدث وتحول تأريخي، مقارنة بتأثير قابليه الحضارة الاوربية للتحرّك والأنتشار، على مستوى العالم فى منتصف القرن العشرين. وفي المستقبل سوف نجد مجموعات الكتّاب، والمحرّرين، والمروّجين والناشرين ، ومدراء مواقع الويب في أي مكان في العالم سيندمجون لتشكيل شركات خاصة للنشر على الإنترنت ، ويبيعون مطبوعاتهم مباشرة إلى القرّاء. والبعض قد يتعاقد مع الشركات المتخصصة لصناعة وتوزيع الكتب الطبيعية إلى الباعة التقليديين ، وسوف تتعايش المطبوعات الرقمية ، مع المطبوعات الورقية المعتادة ، مثلما تتعايش اليوم المكتبات الطبيعية ، فى منافسة مع المكتبات العلى الخط فى الإنترنت .
والمستقبل الرقمى للأفكار ، قد يبدوا تهديدا للقراء المتعودين على سوق فكرى منظم ، وقد يبدو تهديدا للثقافة عامة مثل كهنة القرن الخامس عشر ! لكن القدرة الإنسانية للتمييز بين الأفكار المقروءة ، والغير المقروءة ، ستكون اهم عامل محدد فى المستقبل الرقمى للنصوص ، وبمرور الوقت سوف يستطيع القراء التمييز بسهولة بين الأفكار الثمينة حقا ، من تلك المقروءة فقط ، وعلى الأرجح وقتها ، لا يستطيع احدا المغامرة ويدعى انه كاتب ! ويغمر السوق الرقمى بافكاره الرخيصة . والمطبوعات الرقميّة لن تحتلّ أي فضاء لرفوف الكتب ، او تشغل مساحة ، بل هى دائما جاهزة للطبع فى اى وقت ، طالما هى فى مخازنها الرقمية ، التى يمكن ان تبقى فيها لمدد طويلةّ وعلى استعداد أن ترسل مباشرة إلى القراء فى اى وقت. وليس هناك ساحر يمكن بإشارة من يده ، ان يخلق تلك الموجة الجديدة من المستقبل الرقمي للنصوص ، البشر هم الوحيدون الذين يجدون طريقهم، بالوسائل المجهولة والغير مباشرة والبطيئة ، والتي يوظفون فيها النماذج السابقة التى أنجزت ، مع عدم تجاهل المساعى والمحاولات الإنسانيه السابقة، وتعقيدات المستقبل الرقمي الصاعد، والقدرة على فهمه وإدراكه ، مع الإصرار والإبداع . وهذا لا يعنى ان كل تقنية جديدة وقوية تصبح من الضرورة عمل ناجح . وقد لا تتغلب اى تقنية متقدمة على المنافسة من الإختيارات السهلة والأرخص ، فالسكك الحديدية فائقة السرعة فى الولايات المتحدة الأمريكية لم تتغلب على منافستها الأرخص ، وكذلك الغذاء المعدل وراثيا ، يتجنبه الكثير من المستهلكين ! وهذة العقبات لن تواجه عملية إرسال الملفات والنصوص الرقمية لنشرها عبر مواقع الويب ، فتكلفة الوحدة فى تلك العملية اقل بالمقارنة مع تكلفة التوزيع الطبيعى لتلك النصوص ، مادام هناك سهولة فى عملية إرسال الكلمات إليكترونيا ، إلى اى واحد يمكنه إنزال نصوص الويب و ملحقات البريد الإلكتروني ، أو تسلم الفاكسات أو شراء كتاب رقمي . والقارىء الذى ملك تجربة إنزال نص رقمى ، واختار عنوانه من فهرس على الشاشة ، وطبعة فى اقرب ماكينة طباعة ، سوف تختلف وجهة نظره ، عن وجهة نظر الذى يشترى نسخة طبيعية من نفس المقال فى صحيفة او كتاب ، ويأتى الاختلاف فى الفورية او الانيه التى يحصل بها القارىء على المقال او النص ، والنتيجة المحتملة محبطة للنصوص الطبيعية . وأخيرا نزعم ان العقبات التى تواجه مستقبل النصوص الرقمية ، ليست تكنولوجية ، بل هى مؤسساتيه وعاطفية ، وعلى ذلك تحتم الوظيفة الثورية للإنترنت كوسيط اتصال على الليبراليين الجدد ان يكون لهم موقع على الإنترنت خاص بهم بعنوان "الليبراليين الجدد " ينقل افكار التنوير والحرية للمنطقة العربية .



#أحمد_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوخ والإنترنت والمرأة
- احتلال العقول
- إرادة الرفض عند المصريين
- على هامش انفجارات طابا : شماعة المؤامرة
- التخلف دائما فى العقول
- الإنترنت والإستبداد
- موتوا
- التحرش الدينى
- المثقفون وتحديات عصر المعلومات
- ثقافة الدوجما
- انتصار الفقر
- التدين على الإنترنت
- ختان العقول
- الأديان والعقائد حول العالم
- حقوق المعلومات فى عالم غير متساوى
- الشيخة نادية والدكتور زويل
- المثقفون والعمدة
- الحرية الأكاديمية وأسلمه المعرفة
- الإرهاب و وسائل الإعلام
- فى بلاد الكفيل


المزيد.....




- أمطار غزيرة وعواصف تجتاح مدينة أمريكية.. ومدير الطوارئ: -لم ...
- إعصار يودي بحياة 5 أشخاص ويخلف أضرارا جسيمة في قوانغتشو بجن ...
- يديعوت أحرونوت: نتنياهو وحكومته كالسحرة الذين باعوا للإسرائي ...
- غزة تلقي بظلالها على خطاب العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض ...
- ماسك يصل إلى الصين
- الجزيرة ترصد انتشال جثامين الشهداء من تحت ركام المنازل بمخيم ...
- آبل تجدد محادثاتها مع -أوبن إيه آي- لتوفير ميزات الذكاء الاص ...
- اجتماع الرياض يطالب بفرض عقوبات فاعلة على إسرائيل ووقف تصدير ...
- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف - الصحافة الالكترونية ودورها ,الحوار المتمدن نموذجا - أحمد محمد صالح - الليبراليون الجدد والإنترنت