أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد محمد صالح - انفجار الأزهر وحالة العنف فى مصر















المزيد.....

انفجار الأزهر وحالة العنف فى مصر


أحمد محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1162 - 2005 / 4 / 9 - 12:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


فى مسرحية "حياة جاليليو" لبرنجت يقول اندريا لجاليليو: أنها دولة بائسة تلك التى تكون بدون أبطال ويرد علية جاليليو : كلا ، أنها دولة بائسة تلك التى تكون بحاجة إلى أبطال .ويعقب الفيلسوف جوليجا على تلك المحاورة قائلا أن الإنسان مضطر إلى أن يكون على خلق فى سلوكه ،ولكنها شقية تلك الدولة التى يتطلب السلوك الأخلاقى فيها بطولة .
لقد تذكرت تلك المقولة المشهورة ، وأنا أعيش تداعيات الانفجار الارهابى الذى حدث فى خان الخليلى بالقاهرة يوم الخميس ( 7 أبريل 2005 ) . والمعطيات التى يفرزها هذا الحادث عديدة ومتشائمة ، لأنه كارثة للأداء الحكومى كله فى مواجهة الإرهاب والأزمات ، وهو يرجع بمصر إلى مناخ عام 93 مرة أخرى حيث العنف وضرب السياحة وارزاق الناس ، فهو حادث غير مسبوق فى السياحة ، وهو يضرب مصالح الدولة ويظهرها كدولة عاجزة عن توفير الحماية للأجانب ، ويضرب السياحة والاستثمار فى مقتل ، ويفضح الاستقرار الكاذب ، وهو أيضا كارثة فى الأداء الإعلامى ،الذى تعامل معه على انه حادث عادى فنسمع وزير السياحة وهو يتلعثم فى إجاباته حول الحادث لفضائية الحرة ، أن هذا الحادث هو انعكاس وترجمة لطريقة حياتنا كلها من تسيب وتراخى فى الأداء ، ورغم الأخطار المحيطة بنا بالداخل والخارج وهى واضحة وضوح الشمس ، ألا أننا نعيش بطريقة الاطمئنان الكاذب مثل النعامة التى تضع رأسها فى الرمال ، ولا نأخذ بالأسباب التى تحقق الأمان الفعلى لحياتنا ، يجب أن نعترف أن الإرهاب موجود وأسبابه أصبحت متوطنة فى ارض الوطن ، ويجب أن نعترف أن المواجهة الأمنية غير كافية وحدها ،فرغم الضربات الأمنية المتتابعة لجماعات الإرهاب بأنواعها يبرز هذا الحادث ، لأن الخطاب الدينى الداعى والمغذى والمستثمر لمدخلات الإرهاب والفتنه هو المسيطر فى أجهزة الإعلام والثقافة والتعليم والدعوة ، لأسباب أهمها أن الدولة نغض الطرف وتسكت عنه وعن الدعم الخارجى من دول مجاورة يعرفها المصريين جيدا .
وسوف تظهر كالعادة أبواق الكتاب حلفاء السلطة فى الصحف وأجهزة الاعلام وتقدم التحليلات التى تحاول أن تبرر العنف الارهابى بأنه غريب عن مصر ودخيل على سلوكيات المصريين ، وهو نتيجة حوادث فردية واستغلال لظروف البطالة والأزمة الاقتصادية ، أو هو من أعمال البلطجة ، أو انعكاس لقيم الفردية والقبلية والتعصب ، والغلو فى الدين .
ونسينا جميعا أن العنف فى مصر منتشر فى كل مكان ، فى الشوارع والمدارس بل اصبح سلوك اسرى . والعنف تاريخيا ظاهرة بشرية وهو الاستخدام غير المشروع أو غير القانونى للقوة ، وهو عدوان على ملكية وحرية الآخرين ويهدف إلى الاستيلاء على السلطة واستغلالها فى تحقيق أهداف غير مشروعة ، والعنف بشع ومع ذلك فهو يستهوى الكثيرين لأنه يمكن القوى من إقامة علاقات نافعة مع الأضعف بدون تكلفة أو جهد ، ونفهم من الفلاسفة هيجل ونيتشة وسارتر أن العنف لا يقتصر على ممتلكات الشخص أو على أمنه الجسدى وإنما يمتد إلى كيانه ووجدانه ووجوده نفسه ، لذلك تعتبر جريمة القتل ليست هى اعلى درجات العنف لأنه تم فيها استئصال الهدف نفسه ، فالعنف له درجات أشنع من القتل منها الخوف والقهر حتى نصل إلى اعلى درجات العنف وهو التعذيب ، وهو ما عرضة بول سارتر عرضا ممتازا على المسرح .
لذلك من السهولة والسطحية أن ندين العنف الإرهابى كأنما هو ظاهرة دخيلة على المصرى ، فى حين هو فى الواقع دائما مصاحب له فى حياته اليومية منذ آلاف السنين ، حيث سادت الإجراءات الفوقية على آلية العملية السياسية والاجتماعية طوال تاريخ مصر ، بل اصبح العنف الآن ملازم للمصرى فى حياته اليومية وفى كل موقع ،خاصة بعد أن تخلت الدولة عن معظم أدوارها، وزاد التنافس والصراع على لقمة العيش فى مجتمع الزحمة والفقر والعشوائيات والفساد ِ، ولعلنا نلاحظ بين كل فترة وأخرى ما تكشف عنه قوات الأمن عن ترسانات من الأسلحة أخرها ما حدث فى النخيله بصعيد مصر و التى عرضها التليفزيون ، فهى حرب على المجتمع ، ويزيد على ذلك كميات الأسلحة اليدوية المتنوعة التى يحملها البلطجية والغوغاء فى الشوارع ، لدرجة أن مظاهر التسليح منتشرة الآن فى ملابس الرجال الذين تقابلهم بين الحين والحين ،ومنتشرة فى الشارع المصرى ، حتى بين تلاميذ المدارس . و الأمن منتشر حول المؤسسات المختلفة ، وأنت داخل وخارج منها يستوقفك ،وإذا صادفك أتوبيس سياح تجد خلفه وأمامه أمن مركزى ، وفى شوارع المدن الملتهبة كأسيوط والمنيا تجد الأمن فى كل ناصية حتى فى القطار و على محطاته ، وتجد عربات الأمن المركزى حول الجامعات ، ومن يرفع عليك السلاح ، فالشوارع الآن مليئة بالمظاهر المسلحة ، والعنف وصل إلى اللافتات فى الشوراع والملصقات على الحوائط ، فهذة لافته تقول الإسلام يزيح الغمة فاختار الإسلام ، كأننا نحن كفرة ويعرضون علينا الإسلام لأول مرة ، وأخر مازال يضحك على الغافلين ويقول الإسلام هو الحل ، و من يصر على صورته وهو ملتحى ويدعو للعلاج بالقرآن ، وتحمل وسائل المواصلات شعارات الوطنى التى تبشر بالاستقرار والرخاء ، وتنظر إلى الأتوبيس وهو يكاد ينفجر بأجساد البشر، وتتساءل كيف يكون الاستقرار والرخاء ؟ والناس فى وادى آخر فى همهم اليومى لسد حاجاتهم المعيشية ، ولا يشعرون بحالة مصر المضطربة ، وهم فى توهان يومى وغسيل أعلامى .
والمصريون الآن يلعبون بالسلاح ، وكل واحد بسلاحه المختلف يهدد الآخر ، فمنا من يلعب بسلاح الدين ، ومنا من يلعب فى السوق ، وأخر فى الأعلام ، وآخرون فى الفكر والفن ، كلنا نشهر السلاح فى وجه الوطن ، وكلنا ضحايا ومجرمين ، وكم نحتاج جميعا إلى وضع السلاح جانبا ونبدأ عقد اجتماعى جديد ، ونواجه قائمة مشاكلنا الطويلة من إسكان وبطالة وتعليم وإنتاج واستثمار و انفجار سكانى و تلوث وعشوائيات وفساد .....الخ ، فليتقدم العلمانى ، والإسلامى، والتنويرى ، والإظلامى ، والمقفول ، والمفتوح ، والالتحاقى ، والاستغلالى ، والاستقلالى ، واليسارى ، واليمينى ، والوسطى ، والوطنى ، والأنعتاقى والمسعود ، والمتفرنج ، والمتأسلم ، والشيوعى ، والرأسمالى ، والمصرى ، المخلص، فليتقدم الجميع ليسوا شاهرين السلاح ، بل موظفين أفكارهم لخدمة وحل مشاكل مصر ، وسوف تقبل الأغلبية الصامتة الحلول المناسبة حتى إذا جاءت من الظلامى والاستغلالى ، ولكن على الجميع أن يخلصوا نية العمل ولا يهدروا الوقت والجهد والمال فى معارك ليس لها مردود ، أو فى الأغانى بحب وهمى لمصر، ويجب ألا يعتقد كل فريق انه يملك الحقيقة المطلقة ، المهم توظيف أفكارنا المتفرقة فى خدمة مشاكل وقضايا الوطن.



#أحمد_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تجلب الإنترنت الحرّية؟
- الرأسمالية وأعظم حماقة تكنولوجية فى التاريخ
- الليبراليون الجدد والإنترنت
- الشيوخ والإنترنت والمرأة
- احتلال العقول
- إرادة الرفض عند المصريين
- على هامش انفجارات طابا : شماعة المؤامرة
- التخلف دائما فى العقول
- الإنترنت والإستبداد
- موتوا
- التحرش الدينى
- المثقفون وتحديات عصر المعلومات
- ثقافة الدوجما
- انتصار الفقر
- التدين على الإنترنت
- ختان العقول
- الأديان والعقائد حول العالم
- حقوق المعلومات فى عالم غير متساوى
- الشيخة نادية والدكتور زويل
- المثقفون والعمدة


المزيد.....




- انجرفت وغرق ركابها أمام الناس.. فيديو مرعب يظهر ما حدث لشاحن ...
- رئيس الوزراء المصري يطلق تحذيرات بشأن الوضع في رفح.. ويدين - ...
- مسؤولون يرسمون المستقبل.. كيف ستبدو غزة بعد الحرب؟
- كائن فضائي أم ماذا.. جسم غامض يظهر في سماء 3 محافظات تركية و ...
- هكذا خدعوهنّ.. إجبار نساء أجنبيات على ممارسة الدعارة في إسطن ...
- رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز يقرر البقاء في منصبه
- هجوم إسرائيلي على مصر بعد فيديو طريقة تدمير دبابة -ميركافا- ...
- -حتى إشعار آخر-.. بوركينا فاسو تعلق عمل وسائل إعلام أجنبية
- أبراج غزة.. دمار يتعمده الجيش الإسرائيلي
- مصر.. تحركات بعد الاستيلاء على أموال وزير كويتي سابق


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد محمد صالح - انفجار الأزهر وحالة العنف فى مصر