أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - * أماكنُ للتخفِّي * شعر / مؤمن سمير














المزيد.....

* أماكنُ للتخفِّي * شعر / مؤمن سمير


مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري

(Moemen Samir)


الحوار المتمدن-العدد: 4037 - 2013 / 3 / 20 - 20:11
المحور: الادب والفن
    


* أماكنُ للتخفِّي * شعر / مؤمن سمير

(1)
جفوني تدلت وأصبحت قبيحاً يوم غابَ صاحبي الشرير. صدرُهُ كان يبرقُ فينفتحَ بابُ المسراتِ وإن أشارَ بإصبعهِ تحجِلُ الذكرى وأنا ورائها نحو النور. حتى لو كان هو السارق ، الذي ربط في ذيلهِ عشرة أعوام مني وهو يهرب ، فأنا أصفح .. صاحبي العجوز الماكر ، الأطيب قليلاً من ركلةٍ مفاجئة ، سَابَ عندي ظله الحكيم وخنق الذئب الذي سَدَّ عليَّ الحلمَ وناوشَ العساكر لأعتادهم قبل القتل ....... يُطلق ذراعي على أفكارِ البناتِ ويقول انسها وسأحفظها ، حتى طارت قربَ حِجرهِ وباعها المجرم واعتذر في الصباح محدقاً بقوة حتى طأطأتُ رأسي ..
هو الذي حَصَّنَنِي ضد الحَيَّاتِ والجرذانِ ، كان يأكلهم بنظرةٍ واحدةٍ ويُخرج ناراً من عظمِهِ وأمطاراً من ثقبٍ في كفهِ ، كنتُ أخافُ لكنَّ قلبي يقولُ المتعةُ اقتربت والخمر يتعتق في صندوق السفينة .. قلتُ ماتَ ، سخروا مني ، قلتُ الخيول قبضت عليه بعد أن حبسها في الصور ، قلت الشجرةُ ركضت وقَبَّلَت ظِلَّهُ بعد اللُّهاثِ الأخير ..

قلتُ قلتُ سخروا مني ...

صاحبي هجرني ، وأنا لا أملكُ إلا جفوناً تتهدلُ فيرفعها بضحكةٍ وبَصَّاتُها تهتزُ ، فيرِّبتَ عليها ...
برصَاصة .....

(2)
ينسونني ويموتون .. رغم أنني مَن كنتُ أحدثهم صباحَ مساءَ عن الشَبَح .
يبدو أنهم أحبوها حقاً يومها لَمَّا صمتوا فجأةً ، وحنقوا على الموتِ لأنه تَعَرَّى لهم في غرفِهِم ، لهذا عادَ وأمسكهم من ياقاتِهِم وغاب .. وأنا الذي قلتُ للبنتِ إنني ارتعشتُ بالأمسِ ، فاختارتني الدنيا وضحِكَ الموتُ من وراءِ الجبلِ وبعثَ الأمطارَ تُلاحِقُ ظِلِّي لأعدو أنا تحتَ الغطاء .......

يتركني أصدقائي وأنساهم في المرآة ِ،
ويذكروني هم في هَناءهم البعيدْ .....

يقولون كنا نعرفه لكنهُ ضحِكَ علينا وتَخَفَّى وراء اللافتاتِ وساب ظله يقطعُ الطريق على الفارين ، والذين سقطوا نائمينَ على ذراع المحبة ..
أنا الذي يُشبِهُ أصدقائه كل شهقةٍ ، لكنهم لا يشبهونني ..
حتى النافذة الأبعد من عَظْمي ، ما عادت تُرتِّبُ الأصواتِ ،
ولا تُرَنِّمُ ..،
في زحامِكِ
البليغ .....
...........

(3)
كنتُ في كلمةِ البكورِ، في بلدتهِ الواطئةِ .. أرتعدُ من إِبَرِ النورِ وأَبتسمُ لِمَا يقع مني : القبلات الزاهدة التي غافلت مساءين واستقرت أعلى الكتف .. والقبلات التي كلما تَهِلُ تهربُ الأسماكُ من رهافةِ رعبها وصدقِهِ لحدِ التخمةِ ..... قُبْلَةٌ لا تجوسُ إلا في عَمَاء العَظْم - لأنها خَوَّافةٌ من عِندِ المنشأْ - واعتادت أن تُخَبِّي المطرَ في الجيوبِ ........ وأخرى كافرة ..
قبلاتٌ درامية فعلاً ،
تصحو على الورقِ وتختفي عند ثنيِ الرقبةِ بإزاءِ الرقصِ ، وعندما شِلْتُ سُلَّمَ الضحكِ الوحشيِ لطقسِ التطهرِ ، أرسَلَت الصقورُ جدرانها لتقتصَّ قربَ القبوِ ، وتشنقُ القُبلةَ القديمةَ .. التي نسيتُها فانتصَبَت ..

لأبعدَ من مَساءيْنِ ،

ورحمة .....



#مؤمن_سمير (هاشتاغ)       Moemen_Samir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- * بجوار الملاحات * شعر/ مؤمن سمير
- * إذن ، هي أحاديثُ بَيتِنا الذي تحتَ الشجرةِ * شعر / مؤمن سم ...
- * بُحَيْرَةٌ أخرى في سماءِكَ *
- قصيدة النثر : عن جحيمي في البَرّية بقلم : مؤمن سمير
- * مديحُ الضآلةِ * شعر / مؤمن سمير
- - عن حَواف الحكايات ..عن رائحتها الضالة - كتابة .. بقلم / مؤ ...
- - كاريزما الألم - كتابة.. بقلم/ مؤمن سمير
- * نَفْرُكُ العِظامَ ، ونَلُمُّ الأحاسيسَ الهَشَّةَ * شعر
- - القاسي - شعر: خالد محمد الصاوي ( إلى مؤمن سمير )
- * توابيت تبص على الزلزال * شعر / مؤمن سمير
- - على هامش نهر الحكيم - ( إلى مؤمن سمير ) شعر: د. وحيد لطفي
- * نفسُ المدينةِ *
- - صائد الفراشات - ( إلى مؤمن سمير ) شعر: أحمد هيكل آدم
- * هالةُ رأسها من أصولِ المسألة * شعر / مؤمن سمير
- * نورٌ ضيق * شعر / مؤمن سمير
- * رعشة الحنين * شعر/ مؤمن سمير
- قصيدتان من ديوان - بورتريه أخير ، لكونشرتو العتمة - 1998 ، ش ...
- - حَيِّزٌ للإثمْ - شعر: مؤمن سمير
- والدا - خوان مياس - اللذان في العلبة .. كتابة بقلم / مؤمن سم ...
- - عن حشرة ( كافكا ) ومرايا الظل - .. كتابة .. بقلم : مؤمن سم ...


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - * أماكنُ للتخفِّي * شعر / مؤمن سمير