أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمود جابر - الفاطميون... ودورهم فى جهاد البيزنطيين والصلييبين ( الجزء الثانى )















المزيد.....



الفاطميون... ودورهم فى جهاد البيزنطيين والصلييبين ( الجزء الثانى )


محمود جابر

الحوار المتمدن-العدد: 4036 - 2013 / 3 / 19 - 19:47
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


هل الفاطميون كانوا يضطهدون أهل السنة ولا يولونهم المناصب ونصبو الأقباط المسحيين على حساب أهل السنة المصريين ؟

لابد أن نقرر انه على الرغم من الحماس للدعوة في عهد الفاطميين فان الدولة لم تجبر احد على التحول من المذهب السني إلى المذهب الشيعي، أو أنها تعصبت ضد المذاهب الأخرى، وثبت من الدراسات التاريخية وكتب المؤرخين أن كثيرا من القضاة ورجال الدولة كانوا على المذهب السني وخاصة المالكي والشافعي، وقد لاحظ القلقشندى ذلك: إن مذهبي المالكية والشافعية، كانا ظاهرا الشعار في زمن الفاطميين، بحيث أصبح وجود المذهبين الكبيرين معا في ارض مصر تجربة رائدة ".
وثمة أيضا ما يجب أن نذكره هو انه ليس لدينا نصوص صريحة تؤيد أن السب كان فاشيا في عهد الفاطميين، وذلك على عكس ما كان من قبل في عهد العباسيين والأمويين، الذين كانوا يلعنون عليا (سلام الله عليه) من فوق منابرهم. فحينما جاء المعز مصر، لم يلعن لاعنيه، إنما كتب على سائر ألاماكن بمدينة مصر:" خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أمير المؤمنين على بن أبى طالب عليه السلام".
وفى زمن الحاكم حين اقبل الناس على التشيع، وتركوا المذهب السني اخذ بعضهم من أنفسهم يسب الصحابة ومن تقدم على أمير المؤمنين على بن أبى طالب ومن خالفه وحاربه وباينه، فجهروا بلعنهم على المنابر، وكتبوا على الحوائط وسموهم بأسمائهم، وهم عائشة، وأبو بكر وعمر وعثمان، وطلحة والزبير، ومعاوية وعمرو بن العاص، وغيرهم من العباسيين. ويؤيد المقريزى ذلك بقوله: إن هذا اللعن كان من رأى جماعة من المصريين، الذين كتبوا بالاضباغ في سائر المواضع على أبواب الحوانيت والبيوت وسائر المساجد، وعلى المقابر أو حتى في الصحراء مبالغة. والواقع أن الحاكم لم يكن مسئولا عن لعن السلف وسبهم في عهده، وعلى النقيض كان يأمر بمحوه ، ويؤدب بالعقاب من يسبهم إلى حد قتله . وينقل عن الحاكم قوله: لا يسب السلف لقول بعض آبائه الأئمة، ولا تكونوا سبابين ولا عيابين ". وقد اثبت التاريخ والمؤرخون سجلا أصدره الحاكم، ليقرا في كل مكان على جميع الناس في رمضان 398هـ، يظهر فيه منع سب الصحابة.
* طريق الجهاد الفاطمي بداية من مصر
مصر الفاطمية. لما كانت مصر مفتاح الطريق إلى الحجاز والحرمين الشريفين، فقد ظلت حلمًا يراود الفاطميين بعد أن أقاموا دولة في تونس عام 297هـ، 909م وقضوا على أسرة الأغالبة التي حكمت المغرب الإسلامي نيابة عن العباسيين. وما أن استقر جوهر الصقلي في مصر حتى شرع في بناء القاهرة لتصبح حاضرة للدولة بدلاً من المهدية (المنصورية) القريبة من القيروان. انتقل المعز إلى القاهرة ليؤمن حكم مصر ويكون قريبًا من الحجاز وليوقف تقدم القرامطة الذين وصلوا وقتها إلى حدود مصر الشرقية. إلا أن المعز لم ينعم بعاصمته الجديدة طويلاً إذ توفي بها بعد ثلاث سنوات ليخلفه ابنه العزيز.
توفي العزيز في الشام سنة 386هـ وهو يحارب البيزنطيين، فخلفه ابنه الحاكم بأمر الله الذي ساد الأمن في أيامه، إلا أنه عرف بأنه كان حاكمًا متزمتًا ورجلاً قوى الشخصية. وهو صاحب القصة التي تقول إنه خرج ذات ليلة من قصره ولم يعد بعد ولم يعثر له على أثر. جاء بعده ابنه الظاهر الذي تولت عمته ست الملك الولاية لبعض الوقت وصية عليه. وقد أظهرا مقدرة في إدارة الدولة وتطويرها ورخائها. إلا أن عهد المستنصر من بعدهما ـ الذي دامت ولايته ستين عامًا ـ كان فترة تدهور اقتصادي هائل سادت فيه المجاعات والخوف والنهب والأمراض. ثم ما لبث الجند أن قفزوا إلى السلطة وتنازعوا فيما بينهم حيث ساندت طائفة منهم بعض أبناء الخلفاء دون آخرين، وبذلك دخلت البلاد في ما يشبه الحرب الأهلية.
في هذه الأثناء ظهر الصليبيون على حدود الشام واحتلوا القدس والتقوا بالجيش الفاطمي في عسقلان. وكان طبيعيًا والدولة الفاطمية يمزقها الخلاف والتناحر أن ينهزم جيشه وتسقط الشام بكاملها. في ذات الوقت كان السلاجقة لا يزالون يتربصون بها. واستغل ولاة شمالي إفريقيا ما صارت إليه حال الدولة فاستقلوا بولاياتهم. إزاء ذلك اهتزت سلطة المركز وتناحر أبناء الخلفاء كلٌ يطلب دعم قوة أجنبية.
شهدت البلاد في العصر الفاطمي نهضة حضارية عمت مختلف جوانب الحياة. فقد تمَّ بناء الكثير من القصور لتكون مقرًا للخلافة والخلفاء كالقصر الغربي والشرقي وقصر اللؤلؤة في القاهرة. وشيد عدد من الجوامع كان الأزهر الذي افتتح فيها 361هـ، 971م هو أهمها. وفي فترات الازدهار الفاطمي طُوِّرت أساليب الزراعة فزادت الرقعة المزروعة وشقت الترع. كذلك شهدت البلاد نهضة صناعية شملت صناعة النسيج والمعادن. وازدهرت التجارة مع الحجاز
عبر البحر الأحمر حيث أصبح ميناء عيذاب مركزًا تجاريًا مهمًا ونقطة اتصال بين تجارة مصر وتجارة الشرق. أما في مجال الإدارة فقد عرف هيكل الدولة عدة دواوين (وزارات) تتولى كل منها إدارة جانب معين: الجيش، الشرطة، بيت المال، القضاء. كذلك بنى الفاطميون جيشًا قويًا وأسطولاً بحريًا ضاربًا إلى جانب أسطولهم التجاري الذي وصل إلى عدن على البحر الأحمر وصقلية في البحر الأبيض المتوسط. ثم أقاموا الحدائق العامة ورصفوا الشوارع ونظموا الاحتفالات والمهرجانات في المناسبات الدينية. وشهد عهدهم نهضة علمية كبيرة فسرعان ما حولوا الجامع الأزهر الذي انشأ وه لنشر تعاليم المذهب الشيعي، إلى جامعة وزودوه بمكتبة هائلة.
* الفاطميون وعقيدتهم في الجهاد:

ينطلق الفاطميون من مسلمة عقائدية، هي أن الله قد اختارهم ليحكموا الأرض كلها، أو على الأقل أن يكون لهم السيطرة على الاراضى الإسلامية.
والجهاد عنصرا من عناصر السياسة الفاطمية الحربية وهو بطبيعة الحال يكون ضد الدول غير المسلمة. فهذا المبدأ الذي أعتبره السنة ضرورة، فإن الشيعة اعتبرته من دعائم الإسلام وذروة سنامه.
أن الذي دفع الفاطميين إن يتمسكوا بالجهاد هو أن خلفاء المشرق كانوا قد أهملوا، فكان الخلفاء العباسيون يلجأ ون إلى الهدنة مع أعداء الإسلام، يتقربون منهم، ولاسيما مع البيزنطيين أو الروم، عدوة الإسلام الأولى في ذلك الحين، حيث عرف ملكهم طاغية الروم. بل إن ضعف العباسيين، جعل هؤلاء يقيمون بينهم وبين هؤلاء دولة حاجزة، تقوم بالجهاد لحسابهم، وهى الدولة الحمدانية، التي قامت في منطقة الثغور الشامية، وهى الأسرة التي تولت أمرة الأمراء في بغداد. وقد استفاد الروم من ضعف العباسيين، وعملوا على استعادة أملاكهم القديمة، التي كانت في الشرق قبل الفتوحات الإسلامية، فقد كانوا يعتبرون أنفسهم حراس المسيحية في الشرق، بل إن هذه الدولة منذ نشأتها، كانت تعتبر إمبراطورها هو البابا. وخصوصا إن الروم قد سوا مشاكلهم مع جيرانهم من الروس والبلغار، بحيث أن غارات الروم في بلاد الإسلام وقت ظهور الدولة الفاطمية، أصبحت تمثل خطرا شديدا على بلاد الإسلام، واتخذت مظهر نزاع ديني بين المسيحية والإسلام، وهو الذي تطور إلى ما عرف بالحروب الصليبية. معنى هذا أن الثغور الإسلامية، لم يعد فيها عاصم من هجمات الروم غير الدولة الحمدانية، وهذه كانت وسائلها محدودة في المقاومة. لذلك كان من أسباب مجيء الفاطميين إلى مصر، هو جعلها قاعدة عسكرية لصد هجمات الروم ضد بلاد الإسلام في الشرق، على حسب قول المؤرخ ابن تغرى بردى، هو استيلاء الروم على الشام، وكان المعز نفسه لما جاء إلى الإسكندرية، يلمح بالكلام عن حرب مقدسة ن مع جماعة من الفسطاط أتت لاستقباله، فقال: إنه لم يسر لا زياد في ملك ولا رجال، ولكن للجهاد، ويقصد الجهاد ضد الروم. وحينما كان المعز في المغرب، قبل أن يأتي إلى مصر، حث الإخشيد على الجهاد ضد الروم، الذين استولوا على إقريطش – كريت – وحولوها من مسلمة إلى مسيحية، من يومئذ إلى الآن. ولدينا وثيقة بالعربية، تبين تبادل المراسلات بين ملك الروم رومانيوس والإخشيد، بقصد تصريف التجارة، وحتى قبل الإخشيد كان ملوك الروم يراسلون خمارويه. فضلا عن أن الفاطميين قاموا بالجهاد ضد الروم وهم في المغرب، بما كانوا يرسلون من أساطيلهم في البحر الأبيض.
وكان عصب الجهاد عند الفاطميين، مثلما كان عند غيرهم من حكام مصر المستقلة، هو جعل قاعدتها مصر والشام ( الإقليم الشمالي والإقليم الجنوبي ). ويعتبر الفاطميون أول من عمل على الوحدة بين الإقليمين في التاريخ الإسلامي، وذلك على الرغم من الدسائس التي كان يقوم بها أعداء هذه الوحدة من العباسيين في بغداد، أو من عرب الشام أنفسهم، أو حتى من عرب الحجاز، بحيث إن جميع خلفاء الفاطميين قاتلوا من اجل الإبقاء على وحدة مصر والشام. والدليل على تمسك الفاطميين بوحدة الإقليمين، توحيد العملة، وجعل ميزانيتهما واحدة، وتوحيد نظام القضاء وغيره من نظم الدولة.و أكثر من ذلك، نشر دعوتهم في الشام على نطاق واسع، وهى الدعوة التي لا تزال باقية حتى الآن، على الرغم من زوالها نهائيا من مصر. فقد كانت وحدة مصر والشام ن هي الأساس لما يجب أن يكون عليه الحال، كما دق ناقوس الخطر، من قبل أعداء الإسلام.
كما لأننا يمكن أن نقول أيضاً، إن موقع مصر الجغرافي كان يتدخل بالضرورة لرسم سياسة الفاطميين الحربية والدفاعية.حقا إن العالم الذي يحيط بمصر قد تغيير، فهو لم يعد عالما بابليا أو أشوريا أو مسيحيا، وإنما هو عالم إسلامي يرتبط بعضه ببعض بدين واحد ولغة واحدة، ومع ذلك، فأن موقع مصر المحوري كان يتدخل دائما في السياسة الحربية والدفاعية لحكام مصر، بصرف النظر عن التغيير الذي يحيط بمصر. فهو يجعلهم يتجهون دائما إلر الشرق ن أكثر من الغرب، وذلك لوجود عوائق طبيعية في الغرب غير موجودة في الشرق. ونلمس هذا الاتجاه في سياسة حكام مصر المسلمين، أنصاف المستقلين، من الطولونيين والإخشيديين، وذلك قبل مجيء الفاطميين من المغرب، وعلى العكس فان حكام مصر الإسلامية لم يهتموا اهتماما كبيرا بجنوب مصر في السودان، مع انه كان الشغل الشاغل لحكام مصر القدامى ن وذلك لان السودان بقى مسيحيا في العصور الوسطى، ولم يشارك المنطقة في أسلامها واستعرابها.
ونستطيع إن نلمس القوة في تحقيق أهداف السياسة الحربية الفاطمية غلى النصف الأول من حكم الفاطميين في مصر، وبالتحديد ألي ولاية الإمام المستنصر بالله، وهو الخامس من الأئمة الفاطميين.
* صقلية والجهاد في جنوب أوروبا

إذا تكلمنا عن جهاد الفاطميين لابد أن نذكر صقلية، وصقلية جزيرة مثلثة الشكل، مقابل الساحل المغربي، وقد سعى المسلمون إلى السيطرة عليها منذ أن فتحوا المغرب، وقدروا أهميتها الجغرافية، ولاسيما أن الروم كانوا قد انسحبوا إليها بجيوشهم من المغرب، واتخذوا من موانيها قواعد للقرصنة، وانشأوا فيها مخابئ لمراكبهم، ولكن لم يتيسر فتحها، إلا في عهد الاغالبة، وهى التي استقلت بافريقية ( تونس )، قبل مجيء الفاطميين.
حين أسس الفاطميون دولتهم في المغرب بعد القضاء على الاغالبة، استولوا على صقلية ومالطة وقلورية، عن طريق مؤيديهم من البربر، كإرث عن دولة الاغالبة، وأدرك الفاطميون أهمية هذه الجزيرة في الجهاد، الذي وجدوا انه دعامة من دعائم الإسلام والعقيدة عند الشيعة.
وقد ترددت أحاديث نبوية، نقلب عن الأئمة الفاطميين أنفسهم عن أخذ رومية، وهى غير الأحاديث النبوية التي ترددت عن أخذ القسطنطينية، وأن أخذ رومية يكون على يد المهدي الفاطمي المنتظر، ولا ريب فقد احتلت رومية مركزا مهما في أوروبا، بسبب اعتمادها في نفوذها على الفرنجة، الذين أصبحوا منافسين أقوياء للروم، في ميدان الزعامة على المسيحية.
وفى الواقع أن الفاطميين، استطاعوا أن يجاهدوا جهادا عظيما من خلال صقلية، فقد كانوا يغزون مدنا رومية في صقلية، كما أرسلوا حملة بقيادة سالم بن راشد ثبتت سيادتهم في قلورية. كذلك استطاعوا غزو السواحل الإيطالية، ففتحوا جنوا في 333هـ / 945م، وكذلك قورسقة وسردانية ن كما وصلوا ساحل الريفييرا، وهو الذي عرفه العرب باسم: البر الكبير من العدوة الشمالية، والعدوة هو المكان المتباعد. ويصف لنا ابن هانئ الشاعر الأسطول الفاطمي في عهد المعز بقوله:
عليها غمام، مكفهر صبيره ** له بأرقات جمة ورعود
إذا زفرت غيظا ترامت بمارج ** كما شب من نار الجحيم وقود
فأفواههن الحاميات صواعق ** وأنفاسهن الزافرات حديد
وحافظ الفاطميين على صقلية أيما محافظة، وذلك لاستمرار الجهاد، والذي جعل أمور الجهاد تسير بنشاط، هو وجود دور صناعات السفن في مصر، حيث أن نواة الأسطول الفاطمي الكبير نشأت في مصر على يد صناعها المصريين، والمعز نفسه أنشأ دار صناعة في مكان على النيل اسمه، المقس، كان من اكبر دور الصناعات البحرية، إذ كان يتسع لستمائة سفينة، ولم ترى مصر مثل هذا العدد من السفن من قبل. وكان لهذا الأسطول ديوان يسمى: " ديوان الجهاد " ، ورجاله يسمون المجاهدون في سبيل الله "ن وكان الخليفة / الإمام يقوم بوداعهم بنفسه ويوزع الخلع والألقاب في حفل وداع مهيب ، وكان
هذا الأسطول الفاطمي في مصر هو الحارس لصقلية الإسلامية العربية الفاطمية .
ولقد بقيت صقلية قاعدة للجهاد في أوروبا حتى بعد العزيز وإثناء حكم الحاكم، بفضل أسلوبه الرائع والماهر في إدارة شؤون الإمامة.
لكن سرعان ما تبدلت الأحوال بسبب التآمر من جانب الانفصاليين المغاربة والبربر، الذين استغلوا الأزمات التي تمر بها الدولة الأم في مصر فراح احدهما يعلن الاستقلال والأخر يتحالف مع الفرنجة والنورمان إلى أن ضاعة صقلية من أيد المسلمين .

* جهاد الفاطميون في الشام ضد الروم والفرنجة:

كان الشام أو سوريا ( الإقليم الشمالي) أهم منطقة ظهرت فيها سياسات الفاطميين، إذ أنه بالنسبة لحكام مصر المسلمين، منطقة أمان لملاصقتها أرض مصر، وميدان للجهاد ضد أعداء الإسلام، لوجود الثغور الإسلامية على حدودها الشمالية، التي تلامس أرض الروم أو البيزنطيين، عدوة الإسلام الأولى وقتئذ، ثم لأهمية الساحل الشامي في أي سيطرة بحرية.
وقد واجه الفاطميون كثيرا من الصعاب في الشام، أتت أغلبها من قبل أهل الشام أنفسهم، وهم من سلالة عربية في أغلبها، تتوزعهم قبائل كثيرة، سكنت الشام قبل الفتح العربي الأول، وإن تغيرت وضعيته هذه القبائل قبل الفاطميين، مثل الطائيين الذين جاءوا إلى الشام قبيل مجيء الفاطميين بقليل وسكنوا بين معان وعقبة، وحلوا محل لخم وجذام، وكانت الرملة مركزا لآل الجراح الذين دمروا في فلسطين حتى هاجر منها بنو عقيل إلى بلاد الحجاز والجزيرة.
ومن المعلوم أن عرب الشام كانوا لا يرحبون بالفاطميين، بسبب أن معظمهم كانوا على المذهب السني المعادى للمذهب الفاطمي، ولأنهم كانوا من قبل سند الخلافة الأموية، عدوة بني هاشم، الذين ينتسب الفاطميون إليهم. وفوق ذلك، فإن الفاطميين في أيامهم الأولى، اعتمدوا في فتحهم للشام على عسكر من المغاربة، الذين اعتبروا أعداء تقليديين لعرب الشام وقت الفتوحات الأموية، حيث أرسل الأمويون نحو المغرب جيوشا عربية كبيرة مدة أربعين سنة أو أكثر إلى أن تم لهم فتح المغرب والسيطرة عليه. لذلك وجدنا قبائل الشام تتحالف مع القرامطة، لما غروا الشام في سنة 359هـ/ 970م، بل ساعدوهم في غزو مصر أيضا.
ثم أن هناك بقية من الحمدانيين. في شمال الشام وبلاد الجزيرة المجاورة، وهم أسرة ارستقراطية من قبيلة تغلب – أعظم قبائل ربيعة – ولم يكن معروفة أيام الأمويين، ولكن ظهرت أطماعهم بضعف العباسيين، فسعوا إلى الحصول على إمرة الأمراء – وهو الحكم المطلق في بغداد، ثم أقطعتهم الخلافة العباسية نواحي حلب في شمال الشام وبعض بلاد الجزيرة، للتخلص منهم، على أن يحموا ثغور المسلمين فيها، وسعى الحمدانيون إلى الاستيلاء على دمشق أيضا، وإن فضل أهل دمشق بقاءهم مع حكام مصر.
وفى وقت ظهور الفاطميين، كان الحمدانيون في حالة سيئة، فلم يستطيعوا أن يدافعوا عن ثغور الإسلام كما يجب، بسبب التنازع فيما بينهم وانغماسهم في حياة الطرف واللهو، ولذلك وجدنا المعز الفاطمي حينما سير جوهرا لفتح مصر والشام، حذره من بني حمدان، وألا يتحالف معهم أو يرسلهم، ففي رأيه: يتظاهرون بثلاثة أشياء. وليس لهم فيهم نصيب، يتظاهرون بالدين وليس لهم فيه نصيب، ويتظاهرون بالكرم وليس لواحد منهم كرم في الله، ويتظاهرون بالشجاعة وشجاعتهم للدنيا لا للآخرة.
هذه هي حال الشام حينما جاء المعز الفاطمي مصر، وصد القرامطة، فقد كان أهل الشام في عداء مع الفاطميين، وكانت دويلة الحمدانيين عاجزة عن الدفاع عن ثغور المسلمين، بحيث إن الروم صالوا وجالوا في الشام. ومع أن الفاطميين وجههوا جيوشهم بعد طرد القرامطة من مصر نحو فلسطين واستولوا عليها، ودخلوا دمشق في 363هـ / 973م، بل ذهبوا لحصار إنطاكية للقيام بالجهاد فهزمهم قائد البيزنطيين نيوكولاس، إلا أنهم مالبثوا أن ارتدوا إلى فلسطين، بعد أن ثارت عليهم العناصر السنية من عرب دمشق، وأخرجوهم منها. وقد انتهز رجل تركي مغامر ن اسمه: أفكتين أو ألبتكين أو هفتكين ، الذي كان ينازع سادته البوهيين في بغداد ، إذ كان الخليفة العباسي يستعين به ضدهم ، وكاد يحصل السيادة في بغداد دون البويهيين ، فعرض عليه الخليفة العباسي الطائع لقب إمرة الأمراء ، إلا أن أفتكين فضل أن يخرج بفرقة من الجيش التركي ، ويمم شطر دمشق ، حيث أدخله أهلها المدينة ، لمنع الفاطميين من العودة إليها . وقد تمكن أفتكين من أن يحتفظ بمركزه في دمشق، بأن تعصب لأهل السنة، وفى الوقت ذاته كاتب المعز بأنه في طاعته.
وذاد الأمور تعقيدا في الشام أن تزيمسكس، خلف نقفور، وكان مثل سلفه، تحركه الأطماع في حرب المسلمين. ولكي ينفذ خططه قبل ما رفضه نقفور مع منافسه في السيطرة على المسيحيين، أوتوا الثاني، إمبراطور الغرب المسيحي، حتى يتفرغ فيكيل الضربات للمسلمين، كذلك عمل على التحالف مع الأرمن، ولاسيما أنه كان من أصل أرمني، وهم الذين خضعوا للأمويين ثم العباسيين، فلما ضعف هؤلاء عاد الأرمن إلى الاستقلال، في مناطق جبال أغوار تمتد في آسيا الصغرى من جهة ساحل البحر الأبيض إلى الفرات. فاجتمع لهم ملوكهم، وخصوصا أقواهم الملك أشد ( أشوط) الذي تلقب بملك الملوك ( شاهنشاه) حيث إن هذا اللقب منحه إياه الخليفة العباسي !!.
أرسل الأرمن عشرة آلاف مقاتل بأسلحتهم غير الاذواد. ولكن السريان وهم من سكان بلاد الجزيرة، وكانوا على مذهب مخالف لبيزنطة، غير متحمسين للقتال مع الروم الذين سعوا إلى استمالتهم، وكان نقفور حاربهم من قبل.
فبدأ تزيمسكس تحركه في بلاد الجزيرة في عام 363هـ/ 972م، فسار فيها في كل اتجاه، واستباح وقتل وخرب، بحيث هرب معظم أهل الجزيرة إلى العراق، وكان سيفه يقتلع المسلمين مثل اقتلاع الحشائش، ودمركنائس السريان وأديرتهم. وقد بلغ ما هدمه فيها أكثر من ثلاثمائة قلعة أو مدينة، ووصل إلى نصيبين، قرب بغداد. لكن الخلافة العباسية لم تفعل شيئا، لانشغالها مع البويهيين في نزاع شديد، بحيث عزل البويهيون المطيع وولوا الطائع، كما أن الحمدانيين كانوا في نزاع مع بعضهم البعض، وكان بينهم وبين الروم معاهدة وهدنة، ولقد نعى مسلمو الجزيرة على الخليفة العباسي تخاذله، ورموه بالعجز، ولدينا خطب ابن نباته، الملتهبة التي تدعوا مسلمي العراق إلى الجهاد، والدفاع عن ديار المسلمين.
ثم أن تزيمسكس أغر على الشام في عام 263هـ/ 973م، منتهزا اضطراب أحوال البلاد، وكان هدفه ليس فقط الإغارة ولكن الوصول إلى بيت المقدس الذي يمثل مزار النصارى المعظم، وهناك واجهه الجيش الفاطمي الذي تحصن بأسوار القدس ودافع عنها، ثم ما لبس أن عاد تزيمسكس إلى القسطنطينية، لأسباب متعددة.
* الفاطميون يوحدون الشام لمواجهة الروم
هذه الغزوة البيزنطية المفاجئة أفهمت العزيز الذي تولى بعد المعز بضرورة القضاء على العناصر المقاومة للفاطميين بالشام، حتى يمنع عدو الإسلام من العودة إليه، بالاستفادة من انقسام أهله. فأرسل إلى أفتكين يطلب منه الدخول في طاعته، ولكن أفتكين رد على العزيز قائلا: إنه أخذ دمشق بحد السيف " وما أدين فيه لأحد بطاعة، ولا أقبل منه أمرا ". فأرسل العزيز جوهرا ضد أفتكين، الذي استدعى الحسن الأعصم زعيم القرامطة ن وهزما جوهرا في 364هـ/ 974م، الذي بقى في فلسطين، وعقد صلحا مع أفتكين، بقصد كسب الوقت حتى تأتيه الإمدادات، وإن أفتكين لم يقبل مصالحة جوهر، إلا بعد أن علق سيفه ورمحه الحسن الأعصم، على باب عسقلان، ويخرج جوهرا وجنده من تحتهما ن ولكن بعد موت الحسن الأعصم ذهب العزيز بنفسه لقتال أفتكين في 368هـ/ 979م، وبذلك استطاع العزيز امتلاك وتوحيد الشام.
ولم يبقى إلا الحمدانيين، الذين قبلوا حماية بيزنطة وان يكونوا مأجورين لهم، فوجه العزيز همه إلى القضاء عليهم، لذلك قرر العزيز أن يرسل جيشه إليهم في 382هـ/ 993م، ومن ثم حاصرهم وشدد عليهم، عندئذ استنجد الحمدانيين بالروم وتوسلوا إليهم بالمعاهدة التي بينهم، وكتب إلى ملكهم يقول: " متى سقطت حلب أخذت أنطاكية، ومتى أخذت إنطاكية، أخذت قسطنطينية ".
أخافت هذه الأحوال الروم، فقام حاكم إنطاكية الرومي المسمى البرجى، بمساندة الحمدانيين في حلب إلا انه هزم واجبر على الفرار، واستمر حصار حلب إلى أن قام عظيم الروم الذي تولى بعد تزيمسكس بقيادة حملة بنفسه من مائة ألف مقاتل، يساعده فيها أسطول كبير من الشلنديات، وهى مراكب حربية كبيرة، ولما سمع العزيز جهز أسطولا كبيرا في ميناء القاهرة المسمى " المقس"، وهو الأسطول الذي بناه المعز من ستمائة مركب. ولكن في ظروف غامضة احترقت بعض مراكبه ومعها عدة الأسطول وسلاحه، فاستعجل العزيز بناء أسطول غيره، كذلك نادي العزيز بالنفير العام في المصريين " الناس "، وجمع منهم أعدادا هائلة، كما كتب إلى أهل الشام بالسير نحو ملك الروم، حتى اجتمع بدمشق من العساكر مالم يجتمع من قبل. ولكن العزيز الذي ذهب على رأس عسكر المصريين إلى بلبيس، شرقي الدلتا في طريق الشام، وكأنه فرعون مصر، توفى فجأة قبل تحرك العساكر في 386هـ/ 996م، ولكن ملك الروم كان أيضا قد ترك الشام لأسباب مختلفة ن ربما أسباب داخلية واضطرابات.
وفى أول عهد الحاكم، الذي تولى بعد العزيز استغل هذا الاستعداد الضخم للجيش والأسطول الفاطمي في محاربة الروم ن بحيث أحرز انتصارات هائلة عليهم، مما لم يقع مثله من قبل منذ مجيء الفاطميين في الشرق، ففي عام 388هـ/ 998م، وكذلك قام برجوان أسطولا وجيشا حاصر صور التي كان بها رجل مغامر تحالف مع الروم فهزمه وتوغل الجيش الفاطمي في بلاد الروم والبيزنطيين وغزا ثغورها وقتل الدوق دامينانوس وأبناؤه.

* الدولة الفاطمية الدفاع عن السيادة والحرب مع الروم البيزنطيين

اتجهت سياسة الفاطميين بعد أن امتد نفوذهم إلى مصر في عهد المعز لدين الله الفاطمي سنة 358 هـ / 969م إلى استعادة المدن التي استولى عليها البيزنطيون في شمال الشام، و لقد كان الفاطميون بعيدي النظر حين أدركوا أن الجيوش البرية وحدها لا تكفي لحماية العالم الإسلامي و إنقاذ الوطن العربي، فأنشأوا أسطولا ضخما حمى البلاد من الهجمات البيزنطية ثم دافع عنها بعد ذلك في الحروب الصليبية.
و إلى جانب ذلك فإن الفاطميين وضعوا منذ الساعة الأولى لحكمهم خطة هي أن يقوم هذا الحكم على قواعد ثابتة من العلم و المعرفة، و خططوا كما يقال اليوم لسياسة تعليمية شاملة ترتكز على إنشاء جامعة كبرى، ثم على تفريغ العلماء للعلم، ثم أرسلوا يستدعون العلمــاء من الخارج و قد اشتــد هذا المــنهج و اتسع و قوي بعد إقامة الوحدة بضم البلاد الأخرى إلى مصر، و إنشاء القاهرة و إقامة الأزهر.
و قام بتنفيذ هذه السياسة القائد الفاطمي جعفر بن فلاح الذي جهز جيشا كبيرا لاسترداد أنطاكية من الروم، و لكن الحملات الفاطمية التي أرسلت لإجلائهم عنها، فشلت في تحقيق هذه السياسة. وظلت النزاعات والغارات العسكرية المتبادلة قائمة بين الدولة الفاطمية والدولة البيزنطية حتى عام 377هـ / 987م حيث قدمت إلى مصر رسل الإمبراطور بار سيل الثاني، تحمل الهدايا للخليفة الفاطمي العزيز، و تطلب عقد الصلح بين الدولتين، و أبرمت اتفاقية للهدنة بينهما إلا إنها سرعان ما انهارت بعد فترة لم تدم طويلا، و ظل الروم البيزنطيون ينتهزون الفرص للنيل من الفاطميين، و تكررت المواجهات المسلحة بين الطرفين، و على الرغم من تتابع انتصارات الفاطميين على البيزنطيين في شمال الشام، فإن القائد الفاطمي برجوان عول على مهادنتهم ليتسنى له التفرغ للقضاء على الفتن الداخلية في مصر، و بعد مراسلات سلمية بين قادة الدولتين استؤنفت المفاوضات و لما تم الاتفاق على شروط الصلح، انتدب برجوان ارسطيس بطريرك بيت المقدس لمصاحبة السفير البيزنطي لدى مصر في سفره إلى القسطنطينية لعرض هذه الشروط على الإمبراطور الرومي و إقرارها منه، فقام ارسطيس بهذه المهمة، و تم بذلك إبرام معاهدة صداقة بين مصر و الدولة البيزنطية تقرر فيها ما يأتي:
- تظل الهدنة قائمة بين مصر و الدولة البيزنطية مدة عشر سنوات.
- يتمتع المسيحيون الذين يقيمون في أنحاء الدولة الفاطمية بالحرية الدينية، و يسمح لهم بتجديد كنائسهم و بناءه.
- يتعهد إمبراطور الروم بأسيل الثاني بإمداد مصر بما تحتاج إليه من الحبوب.
و رغم معاهدة الصلح هذه ظلت الأجواء المتوترة تحكم العلاقات ما بين الفاطميين و البيزنطيين إلى أن توفي الخليفة الفاطمي العزيز سنة 411 هـ / 1020م و خلفه ابنه الظاهر، الذي تم في عهده إبرام معاهدة صلح جديدة تضمنت الشروط التالية:

- أن يسمح للإمبراطور البيزنطي بإعادة بناء كنيسة القيامة ببيت المقدس.
- أن يسمح لكافة المسيحيون بإعادة بناء الكنائس التي هدمها الحاكم عدا التي حولت إلى جوامع.
- أن يعين الإمبراطور البيزنطي بطريكا في بيت المقدس.
- أن لا يقوم الفاطميون بــأي عمل عدائــي نحو حـــلب، حتى تقـــوم بســـداد الجزية السنوية التي كانت تدفعها للدولة البيزنطية منذ عام 970م.
- ألا تمد الدولة الفاطمية يد المساعدة لأي عدو من أعداء الدولة البيزنطية و خاصة أهل صقلية الذين هددوا هذه الدولة و عاثوا في جزر بحر الأرخبيل.
- و في مقابل هذه الشروط، يتعهد الإمبراطور بما يأتي:
- أن يعمل على ذكر اسم الخليفة الفاطمي في الخطبة في جامع القسطنطينية و المساجد الواقعة داخل حدود الدولة البيزنطية.
- أن يعيد بناء جامع القسطنطينية، و كان قد هدم ردا على هدم كنيسة القيامة في عهد الحاكم بأمر الله.
- أن يطلق سراح الأسرى المسلمين الذين في قبضة الروم.
- أن لا يقدم الإمبراطور أية مساعدة لحسان بن مخرج بن الجراح الطائي صاحب الرملة الذي خرج على الخليفة الظاهر الفاطمي.
و في سنة 429هـ / 1027م تجدد إبرام اتفاق صلح جديد بين الخليفة الفاطمي المستنصر بالله و الإمبراطور ميخائيل الرابع، بعد تعرض الاتفاق السابق لخر وقات كانت سببا في تعكير جو العلاقات بين الدولتين.
الخاتمة:
الدولة الفاطمية كغيرها من الدول التي قامت على إبعاد اعتقاديه إسلامية وجاءت مكملة لدورة حيوية إسلامية في القرون الوسطي، حتى تحمى ثغور المسلمين من غزوات الروم والبيزنطيين والنورمان (الفرنجة)، واستطاعت أن تقوم بهذا الواجب على أحسن وجه وحققت من الانتصارات مالا يتحقق من قبل، غير أن الدول مثل الأفراد يصيبها ما يصيبه، فضعفت وانهارت وتحكم فيها الموالى حتى انهارت.
رابط الجزء الأول :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=350360



#محمود_جابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفاطميون... ودورهم فى جهاد البيزنطيين والصلييبين ( الجزء ال ...
- الوهابية فى مصر من محمد على إلى مبارك....... الجزء الثامن
- إلى شيخ الأزهر الشريف وآخرين .... - اللى خدته القرعة تخده أم ...
- المقاومة والمقاومين ... والخطأ الاستراتيجى الايرانى
- الوهابية فى مصر من محمد على إلى مبارك....... الجزء السابع
- الطرف الثالث الشيعى .....
- الوهابية فى مصر من محمد على إلى مبارك ..... الجزء السادس
- الوهابية فى مصر من محمد على إلى مبارك ...... الجزء الخامس
- الوهابية فى مصر من محمد على إلى مبارك 4/4
- الجهود السلفية الاخوانية فى افساد العلاقات العربية العربية ( ...
- الوهابية فى مصر من محمد على إلى مبارك 3/3
- الشيخ -تونى- والشيعة عبر القاهرة للإيجار
- الوهابية فى مصر من محمد على إلى مبارك 2/2
- الوهابية فى مصر من محمد على إلى مبارك 1/1
- من الصحافة المصرية إلى وكالات الانباء الاسلامية... أين البحر ...
- حواث التاريخ تكتب نهاية عبقرية المكان
- الاختراق الصهيونى للوهابية
- لا استثنى منكم أحدا
- الخيار الوحيد
- سوق المتعة


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمود جابر - الفاطميون... ودورهم فى جهاد البيزنطيين والصلييبين ( الجزء الثانى )