أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس الجمعة - الثورات العربية وغياب عوامل الاستنهاض الثوري















المزيد.....

الثورات العربية وغياب عوامل الاستنهاض الثوري


عباس الجمعة

الحوار المتمدن-العدد: 4034 - 2013 / 3 / 17 - 11:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



امام الواقع المأساوي الذي تعيشه المنطقة في ظل ما يسمى ثورات الربيع العربي التي رفعت شعارات الحرية والديمقراطية والتغيير الشامل، نرى المخاطر التي تتمثل في إعادة تشكيل كيانات الشرق الأوسط الجديد وأنظمته وفق المخطط الصهيوأميركي الذي يؤدي إلى المحافظة على وجود وأمن الكيان الصهيوني ، واليوم يكبر السؤال الذي يتردد على كل الألسنة، كيف يبدو مشهد ما سمي الربيع العربي بعد أن انقلبت شعارات ثوراته جميعها إلى مضاداتها نتيجة سيطرة الإخوان المسلمين وما فرخته من أحزاب وتنظيمات بأسماء وعناوين في الأغلب ليست إسلامية للتمويه على دورها ومخططاتها التي تنفذها بدعم استعماري لنهج التطرف التكفيري .
ومن هنا يبدو غياب عوامل الاستنهاض الثوري الذاتي، وخاصة دور الاحزاب التقدمية والقومية العربية، نتيجة حالة الترهل والضعف ، وهي غير مؤهلة حتى اللحظة لأخذ زمام المبادرة .
إن النمو المضطرد لما يعرف بـ"الإسلام السياسي"، فقد أصبح جزءاً من الحياة السياسية العلنية في العديد من البلدان العربية، حيث تم الاقرار بمشروعية جماعة الإخوان المسلمين وحركة النهضة والحركات والأحزاب السلفية لأول مرة منذ أكثر من خمسين عاماً ، وبالتالي ، فإننا لا نستطيع الحديث عن رؤية برنامجية للمرحلة الجديدة، إذ أنني اعتقد أن المشهد السياسي العربي الراهن اعطى فرصة ذهبية لعبور الإسلام السياسي ، حيث نجحت القوى الدينية في التفاعل والانتشار في المنطقة في ظل غياب تأثير الأحزاب العربية، وبدعم مباشر وغير مباشر من الولايات المتحدة والقوى الاستعمارية وبعض الأنظمة العربية، حيث يتم استخدام الدين السياسي ، كأداة مصالحة مع الواقع المرير وأدواته الطبقية ، الرأسمالية، الداخلية والخارجية ، خاصة وأن هذه الحركات لا تتناقض أبداً مع النظام الرأسمالي بل تعتبر نفسها جزء لا يتجزأ منه ، ولكن بمنطلقات إسلامية عبر ما يسمى بـ"دولة الخلافة" أو الأمة الإسلامية.
وامام هذا الواقع الخطير نرى اهمية استنهاض طاقات الاحزاب العربية التي يجب ان تنتصر للمبادئ والأهداف التي رفعتها وتتصدى لقوى الثورة المضادة التي حولت ربيعها العربي الى دم عربي ، حيث ان المعركة لا تقل شراسة وعدوانية عن النظم الشمولية وأجهزتها القمعية ، وهذا يتطلب من الاحزاب التقدمية والقومية وجماهيرها ان تتسلح بإرادة قوية وفكر ناضج للمواجهة والتعامل مع هذه القوى التي تحاول سرقة مكتسبات الثورات وتسخيرها لمصالحها وأسيادها ، بهدف حرفها عن أهدافها التي نهضت لأجلها ، كما تم ابعادها عن القضية المركزية الام قضية فلسطين .
ان تعدد قوى الثورة المضادة شكلا ومضمونا وممارسة ، يستدعي من القوى العربية الحية أن تمتلك أدوات ومستلزمات التصدي لها ، وتشخيصها وإمتداداتها وسبل تحركاتها ، وأن يأتي في أولويات مهامها توافر ما يستلزم لمواجهة قوى الثورة المضادة وتخريب مخططاتها وإفشال وإجهاض تآمرها على ما رفعته الجماهير العربية ووضع الحقائق أمام الشعب ومساعدته على تلمس خياراته الصحيحة وتعرية القوى والأحزاب المتسترة وراء مسميات براقة لخداع الناس وتزييف وعيهم والتلاعب بمشاعرهم .
ان ما يرسم للمنطقة من مخطط استعماري، اصبح واضح والهدف منه مواجهة الروسي الناهض الذي يشكل مركز استقطاب عالمي ويعلن نهاية القطب الوحيد في السياسة الدولية ويريد تطبيق القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة بوحدة معايير وحسن تفسير وتدبير، لذلك نرى أن هذه الثورات والحركات لا تملك جوابا شافيا عن قضية فلسطين في ظل ميزان القوى وطبيعة العلاقات الاقليمية والدولية ومراجعة وسائل النضال وأساليبه وايجاد سياقات جديدة لمعالجة القضيّة الفلسطينية.
هذا التغيير الكبير ربما يحمل اتجاهات عدة وربما هذا هو الاختلاف في تحديد الرؤية تجاه تحليل الظاهرة وفهمها ومعرفة الاتجاهات، وخاصة أن هناك سيناريوهات محتملة بشكل أو بآخر، ابرزها حالة الاهتزاز والحالة الانتقالية في العالم العربي ومرحلة ضعف الوضع المركزي في هذه الدول لينشئ حالة جديدة مبنية على اعادة تفتيت المنطقة على أسس طائفية ومذهبية وأسس عرقية، وبالتالي تحدث حالة تراجع في المشروع تؤدي الى تقسيم المقسم واعطاء هويات عرقية ومذهبية وطائفية للمنطقة، وهذا أيضا سيناريو خطير كتب عنه وذكر قبل سنوات وخاصة بعد احتلال العراق وانتصارات المقاومة في لبنان وفلسطين، لذلك فنحن أمام صراع ارادات وهناك اتجاهات كثيرة ودخول أميركي صهيوني على المشروع لمحاولة حرفه وسرقته واعادة توجيهه بما يخدم مصالح أخرى وهناك محاولة جماهيرية مخلصة للتغيير باتجاه الاصلاح والتنمية وباتجاه أيضاً مشاريع تعبر عن ارادتها وعزتها وكرامتها، لذلك فإنه بقدر ما تلتصق حركات التغيير وقياداتها، بالأخص القوة التقدمية والقومية العربية بجماهيرها، وبقدر ما تعبر عن ارادة الشعوب وتستجيب لطموحات الناس، بقدر ما يتوافر لها فرص نجاح، لذلك يجب أن تنشغل هذه الاحزاب بجماهيرها وشعبها وتقدم برامج حقيقية.
وها هم الاسرى الابطال في سجون الاحتلال الصهيوني يرسمون ربيعا من خلال الحب والوطن ، يرسمون الأمل والمستقبل ، يرسمون القمر والشمس ، يرسمون ألوان العلم الفلسطيني مع اشراقة كل صباح بالتضحية والفداء بالبطولة والوفاء التي تنتصر على قمع الجلاد.
من صمود وعتمة الزنزانة أراد الأسرى في سجون الاحتلال استمرار حالة الصمود والإرادة والتصدي للعنجهية الإسرائيلية ، وأراد الإنسان الفلسطيني أن يستمر في نضاله فمن مرحلة النضال الأصغر ينتقل الأسير إلى مرحلة النضال الأكبر ويستمر في الجهاد والانتصار على السجان الإسرائيلي بصموده ووعيه وإيمانه بثورته يتسلح الأسير الفلسطيني بسلاح الوعي ويحدد منهجية وإرادة لصناعة الثورة والتغيير في سجون الاحتلال .
ختاما: نقول لاصحاب ما يسمى الربيع العربي، إن أسرى الحرية يصنعون بصمودهم وإرادتهم الملحمة الحقيقية لشعبنا وان الاستجابة لصرخات الأسرى المدوية والمنبعثة من خلف قضبان سجون الاحتلال والتضامن مع الحركة الأسيرة والأسرى المعزولين، وخاصة الأسرى القدامى وذوي الأحكام العالية والمرضى،هو واجب كل فلسطيني وعربي وما يتطلبه من عمل وطني وقومي فاعل وهام لفضح جرائم الاحتلال وكشفها والتصدي لها بشكل يومي فالمعركة هي معركة الأسرى ومعركة فلسطين ،فالقضية الفلسطينية يجب ان تبقى حية في ضمير كل من هو عربي .
كاتب سياسي



#عباس_الجمعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارادة الشعب الفلسطيني واسراه هي الاقوى
- الواقع الراهن الى اين
- اسرى الحرية وحالة الصمت وارادة شعب لا يلين
- فلسطين البوصلة
- في كل يوم لنا حكاية مع شعب مصمم على مواصلة المسيرة
- في كل يوم لنا حكاية مع شعب مصمم على مواصة المسيرة
- وضوح الرؤية هي الاساس في مواجهة المخاطر التي تتعرض لها القضي ...
- القضية الفلسطينية ومنظمة التحرير يجب ان تبقى محور اهتمام الج ...
- اين المصلحة العليا للشعب الفلسطيني
- اجتماع لجنة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية بانتظار النتائج
- اين قرارات المجتمع الدولي من الاستيطان
- الثورات العربية بعد عامان اسبابها ونتائجها وتداعياتها على فل ...
- سلاماً لجورج إبراهيم عبد الله
- المرحلة تتطلب استنهاض كافة القوى في وجه سياسة الغطرسة والعدو ...
- فلسطين تحاصر محاصريها
- مواجهة سياسة الاستيطان يتطلب مقاومة شعبية بكافة الاشكال
- عام مضى تأججت فيه تناقضات وأطلقت تحديات وارتسمت وعود والثورة ...
- فلسطين تستهدف والعرب لا يكترثون
- المرحلة تتطلب وحدة الموقف
- الشعب الفلسطيني مرارة النكبة واللجوء ومخيم اليرموك الشاهد


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس الجمعة - الثورات العربية وغياب عوامل الاستنهاض الثوري