أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مستخدم العقل - فريضة الجهاد هي جريمة في حق الإنسانية















المزيد.....

فريضة الجهاد هي جريمة في حق الإنسانية


مستخدم العقل

الحوار المتمدن-العدد: 4033 - 2013 / 3 / 16 - 09:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اتفق معظم علماء المسلمين على أن الجهاد هو فريضة بحيث رأى بعضهم أنه فرض عين (يجب على كل مسلم القيام به) بينما ذهب البعض الآخر الى كونه فرض كفاية بحيث إذا قامت به طائفة كافية سقط فرضه عن غيرها ، وإن لم تقم به طائفة قياماً كافياً يصبح حينئذٍ فرضاً على جميع المسلمين يأثمون كلهم بتركه. والأدلة بوجوب الجهاد في الإسلام كثيرة منها الآية 266 من سورة البقرة التي تقول ((كتب عليكم القتال وهو كره لكم)) وكذلك الآية 41 من سورة التوبة التي تقول ((انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم)) وكذلك الحديث الشهير الوارد بصحيح مسلم والذي يقول ((مَن مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو ماتت على شعبة من نفاق)).

وهنا يبرز سؤال غاية في الأهمية عن تعريف الجهاد ، فهل الجهاد هو دفاع المسلمين عن أنفسهم ضد الاعتداء عليهم أم أن الجهاد هو بذل كل السبل (بما فيها القوة العسكرية) لنشر دين الإسلام ؟

باديء ذي بدء فإنه تجدر الإشارة الى أنه إذا كان الجهاد هو فقط للدفاع عن النفس ماكنا نرى كل تلك الأدلة التي تحث عليه سواء من القرآن أو السنّة النبوية ، فالذي يريد الدفاع عن نفسه يفعل ذلك مِن تلقاء نفسه (بغض النظر عن عقيدته) ولاينتظر مَن يطلب منه ذلك (بل ومّن يهدده إذا لم يفعل ذلك). للتأكيد على هذا المفهوم فإن تعريف الجهاد في المعجم الوسيط (تحت باب جهد) هو ((الجِهَاد شرعاً: قتالُ من ليس له ذمّة: من الكفّار)) ، كذلك نجد الآية 73 من سورة التوبة التي تقول ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ)) والتي جاء في تفسيرها (طبقاً لتفسير ابن كثير) مايلي ((أَمَرَ تَعَالَى رَسُوله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجِهَادِ الْكُفَّار وَالْمُنَافِقِينَ وَالْغِلْظَة عَلَيْهِمْ كَمَا أَمَرَهُ بِأَنْ يُخْفِض جَنَاحه لِمَنْ اِتَّبَعَهُ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَأَخْبَرَهُ أَنَّ مَصِير الْكُفَّار وَالْمُنَافِقِينَ إِلَى النَّار فِي الدَّار الْآخِرَة وَقَدْ تَقَدَّمَ عَنْ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب أَنَّهُ قَالَ : بُعِثَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَرْبَعَةِ أَسْيَاف : سَيْف لِلْمُشْرِكِينَ " فَإِذَا اِنْسَلَخَ الْأَشْهُر الْحُرُم فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ " وَسَيْف لِكُفَّارِ أَهْل الْكِتَاب " قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِر وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّه وَرَسُوله وَلَا يَدِينُونَ دِين الْحَقّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَاب حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَة عَنْ يَد وَهُمْ صَاغِرُونَ " وَسَيْف لِلْمُنَافِقِينَ " جَاهِدْ الْكُفَّار وَالْمُنَافِقِينَ " وَسَيْف لِلْبُغَاةِ " فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيء إِلَى أَمْر اللَّه " وَهَذَا يَقْتَضِي أَنَّهُمْ يُجَاهَدُونَ بِالسُّيُوفِ إِذَا أَظْهَرُوا النِّفَاق وَهُوَ اِخْتِيَار اِبْن جَرِير وَقَالَ اِبْن مَسْعُود فِي قَوْله " جَاهِدْ الْكُفَّار وَالْمُنَافِقِينَ " قَالَ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَلْيَكْفَهِرّ فِي وَجْهه . وَقَالَ اِبْن عَبَّاس أَمَرَهُ اللَّه تَعَالَى بِجِهَادِ الْكُفَّار بِالسَّيْفِ وَالْمُنَافِقِينَ بِاللِّسَانِ وَأَذْهَبَ الرِّفْق عَنْهُمْ , وَقَالَ الضَّحَّاك جَاهِدْ الْكُفَّار بِالسَّيْفِ وَاغْلُظْ عَلَى الْمُنَافِقِينَ بِالْكَلَامِ وَهُوَ مُجَاهَدَتهمْ , وَعَنْ مُقَاتِل وَالرَّبِيع مِثْله : وَقَالَ الْحَسَن وَقَتَادَة وَمُجَاهِد : مُجَاهَدَتهمْ إِقَامَة الْحُدُود عَلَيْهِمْ وَقَدْ يُقَال إِنَّهُ لَا مُنَافَاة بَيْن هَذِهِ الْأَقْوَال لِأَنَّهُ تَارَة يُؤَاخِذهُمْ بِهَذَا وَتَارَة بِهَذَا بِحَسَبِ الْأَحْوَال وَاَللَّه أَعْلَم)). وبالطبع فلعلنا نلاحظ أن التفسير لم يشترط أن يكون الجهاد (القتال) للدفاع فقط، بل على النقيض فنحن نلاحظ أن الأحكام الواردة عاليه هي أحكــام عــامــة لقتال الكفار وأهل الكتاب (غير الذميين) والمنافقين (أي المعارضين لسياسة الرسول) والبغاة من المسلمين. لعلك أيضا تلاحظ جملة (حسب الأحوال) والتي تتفق مع مبدأ شيخ الإسلام ابن تيمية الذي يقول ((فمَن كان من المؤمنين بأرضٍ هو فيها مستضعف ، أو في وقتٍ هو فيه مستضعف ، فليعمل بآية الصبر والصفح عمّن يؤذي الله ورسوله من الذين أوتوا الكتاب والمشركين ، وأما أهل القوة فإنما يعملون بآية قتال أئمة الكفر الذين يطعنون في الدين , وبآية قتال الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون)).

كذلك نجد آية السيف الشهيرة وهي الآية 5 من سورة التوبة التي تنص على ((فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)) وقد ورد في تفسير بن كثير للآية مايلي: ((فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ " أَيْ مِنْ الْأَرْض وَهَذَا عَامّ وَالْمَشْهُور تَخْصِيصه بِتَحْرِيمِ الْقِتَال فِي الْحَرَم بِقَوْلِهِ " وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْد الْمَسْجِد الْحَرَام حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ " وَقَوْله " وَخُذُوهُمْ " أَيْ وَأْسِرُوهُمْ إِنْ شِئْتُمْ قَتْلًا وَإِنْ شِئْتُمْ أَسْرًا وَقَوْله " وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلّ مَرْصَد " أَيْ لَا تَكْتَفُوا بِمُجَرَّدِ وِجْدَانكُمْ لَهُمْ بَلْ اِقْصِدُوهُمْ بِالْحِصَارِ فِي مَعَاقِلهمْ وَحُصُونهمْ وَالرَّصْد فِي طُرُقهمْ وَمَسَالِكهمْ حَتَّى تُضَيِّقُوا عَلَيْهِمْ الْوَاسِع وَتَضْطَرُّوهُمْ إِلَى الْقَتْل أَوْ الْإِسْلَام )). وأعتقد أن التفسير يقول بوضوحٍ لايقبل الخطأ إنه على المسلمين أن يقاتلوا الكفّار عامة بل وعليهم أن يقصدوا ليحاصروهم في معاقلهم وطرقاتهم حتى يضطروهم إلى القتل أو الإسلام ، وممّا يؤكد هذا التفسير الحديث النبوي الذي جاء في الصحيحين الذي ينص على ((عَنْ اِبْن عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ " أُمِرْت أَنْ أُقَاتِل النَّاس حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُول اللَّه وَيُقِيمُوا الصَّلَاة وَيُؤْتُوا الزَّكَاة")) ، وبالطبع فمعنى الحديث واضح لايحتاج لتفسير.

هناك كذلك الآية 35 مِن سورة المائدة التي تنص على ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ)) ، وقد ورد في تفسير بن كثير للآية مايلي ((لَمَّا أَمَرَهُمْ بِتَرْكِ الْمَحَارِم وَفِعْل الطَّاعَات أَمَرَهُمْ بِقِتَالِ الْأَعْدَاء مِنْ الْكُفَّار وَالْمُشْرِكِينَ الْخَارِجِينَ عَنْ الطَّرِيق الْمُسْتَقِيم وَالتَّارِكِينَ لِلدِّينِ الْقَوِيم وَرَغَّبَهُمْ فِي ذَلِكَ بِاَلَّذِي أَعَدَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيله يَوْم الْقِيَامَة : مِنْ الْفَلَاح وَالسَّعَادَة الْعَظِيمَة الْخَالِدَة الْمُسْتَمِرَّة الَّتِي لَا تَبِيد وَلَا تُحَوَّل وَلَا تَزُول فِي الْغُرَف الْعَالِيَة الرَّفِيعَة الْآمِنَة الْحَسَنَة مَنَاظِرُهَا الطَّيِّبَة مَسَاكِنهَا الَّتِي مَنْ سَكَنَهَا يُنَعَّم لَا يَيْأَس وَيَحْيَا لَا يَمُوت لَا تَبْلَى ثِيَابُهُ وَلَا يَفْنَى شَبَابُه)) وبالطبع فعل القاريء الكريم يلاحظ معي أنه لم يوجد أي تخصيص في الجهاد بجعله دفاعيا. وفي الحقيقة فإنه مِن خلال بحثي السريع وجدت أن القرآن الكريم يحتوي على حوالي 36 آية تحض وتأمر بالجهاد ولم أجد في مَتن أو تفسير أي منها مايدل على أن الجهاد يكون فقط للدفاع عن الدين بل وجدت أنه محاربة غير المسلمين بشكل عام ، وأعتقد أن ذلك المفهوم يخالف تماماً المفهوم السائد بأن الدين يجب أن يكون داعياً للسلام والمحبة بين البشر.



#مستخدم_العقل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضوء أسود في ظلام قاعات المحاكم المصرية
- أسئلة بسيطة للمطالبين بتطبيق الشريعة الإسلامية (7)
- أسئلة بسيطة للمطالبين بتطبيق الشريعة الإسلامية (6)
- أسئلة بسيطة للمطالبين بتطبيق الشريعة الإسلامية (5)
- أسئلة بسيطة للمطالبين بتطبيق الشريعة الإسلامية (4)
- أسئلة بسيطة للمطالبين بتطبيق الشريعة الإسلامية (3)
- أسئلة بسيطة للمطالبين بتطبيق الشريعة الإسلامية (2)
- أسئلة بسيطة للمطالبين بتطبيق الشريعة الإسلامية (1)
- العلاقة المريبة بين الرسول وجبريل
- حقوق الطفلة كما يطالب بها دعاة تطبيق الشريعة الإسلامية
- مزيد من التساؤلات حول عدالة الإسلام
- التعصّب الديني هو خيانة للوطن
- الحجر الأسود والتفسير الغيبي للظواهر الطبيعية
- الضعف المطلق لله في أعين المسلمين
- زغلول النجار وقناع العلم المزيف
- تضحية الرسول بالأخلاق مقابل تحقيق أحلامه السياسية
- تسرّب الأخطاء العلمية في الطب اليوناني القديم الى النصوص الق ...
- لا أرى الفيل الذي في الحجرة: حالة الإنكار لدى المدافعين عن ا ...
- جريمة العقاب الجماعي وجذورها في الفكر الإسلامي
- هل يجب أن أعبد كوكو واوا؟


المزيد.....




- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مستخدم العقل - فريضة الجهاد هي جريمة في حق الإنسانية