أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجدة تامر - - الادارة الامريكية الجديدة و- تأليه القوة















المزيد.....

- الادارة الامريكية الجديدة و- تأليه القوة


ماجدة تامر

الحوار المتمدن-العدد: 1160 - 2005 / 4 / 7 - 11:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ نحو أربعة أعوام تقريبا ، شهدت الولايات المتحدة الأمريكية تحولا واضحا في سياساتها الخارجية ، ليس بسبب تسلم الجمهوريين للسلطة فحسب ، بل نتيجة لهيمنة المحافظين الجدد ، وتصاعد نفوذهم في صنع سياسات الإدارة الجمهورية الجديدة •

وقد استحدث المحافظون الجدد شيئا جديدا في نظام الحكم الأمريكي • فهم يشتركون جميعا في ما أسماه الخبير السياسي " ستانلي هوفمان " من جامعة "هارفارد " بـتأليه القوة التي تعيد إلى الأذهان أصداء الفاشية الإيطالية • إضافة إلى رؤيتهم الانتقائية و التحريفية المشتركة حول الكيفية التي يجب بها استخدام القوة مهما كلف الثمن وعلى النحو الأمثل •

وليس لدى هؤلاء أدنى ميل للإقناع والحوار أو الدبلوماسية • فمبدؤهم الفلسفي الذي يستندون إليه هو الإيمان المطلق بفكرة وهي : " إما أن يكون العالم معنا أو ضدنا " • وهو المبدأ الذي عبر عنه الرئيس الحالي بوش على نحو فاضح وشبه متطرف عقب هجمات الحادي عشر من أيلول عام 2001 .

كانت أول خطوة خطاها الرئيس بوش عقب تسلمه مقاليد الحكم في البيت الأبيض، هي عزل الولايات المتحدة الأميركية عن سابق قصد وتدبير عن الإجماع الدولي بكافة أنظمته الراهنة • وسارعت الإدارة الجديدة إلى شجب كافة المعاهدات والاتفاقيات الدولية الاقتصادية والسياسية والبيئية التي تحد من حرية الولايات المتحدة وتوسعها ، وسعت إلى ثني السياسات التي تقف عقبة أمام ما تريد اتباعه من أعمال فردية و أحادية الجانب •

إلى ذلك فقد ضاقت واشنطن ذرعا من حدود وصلاحيات الاتفاقيات والمعاهدات الخاصة بالسيطرة على الأسلحة ، بينما وصفت الأمم المتحدة بأنها لم تعد تنتمي إلى هذا العصر • نتيجة لكل ذلك ، فقد قللت الإدارة الأمريكية الجديدة من المكانة الدولية التي كانت تحظى بها الولايات المتحدة سابقا باعتبارها قائدة الديمقراطيات العالمية باتفاق وإجماع العالم •

وبتأثير نفوذ المحافظين الجدد ، استجابت الولايات المتحدة الأمريكية بالرد عسكريا على هجمات الحادي عشر من أيلول ، فانفصلت واشنطن عن بقية حليفاتها ، بعزلها واستبعادها لهم وأقدمت على إعلان الحرب على الإرهاب منفردة ورفضت بالمقابل أي تدخل دولي •

لقد تمكنت - وحسب رأي معظم المحللين في إدارة بوش - من تحقيق نصر مؤزر في أفغانستان ، إلا أن الولايات المتحدة انحرفت بعد أفغانستان عن المسار الذي رسمته للحرب • ففي العراق مثلا لم يعد أحد يشك في أن الحرب التي شنتها واشنطن على الإرهاب ، قد قللت من وزن وصورة الولايات المتحدة الأميركية دوليا •

فمع أن القوات الأمريكية قد رابطت مكانها في العراق بعد الحرب ، باعتبارها قوة لإعادة البناء ، إلا أن الوقائع اليوم قد أثبتت غياب النوايا الحسنة فيما يتعلق بالإنجازات التي من المفترض تحقيقها بأسرع وقت ممكن ، وتتالت الأسئلة اللامتناهية حول مخاطر ومأزق البقاء العسكري طويل الأمد ، وأين وصل المشروع المستقبلي حول سيادة العراق ، حيث ما يزال العراقيون يرزحون تحت وطأة الاحتلال العسكري المجهول الأمد.

وكان طبيعيا أن يثير العجز الأمريكي الواضح في فرض الأمن والنظام على العراق تساؤلات المراقبين الدوليين حول حقيقة القوة الأمريكية ، سيما إن كان عجز هذه القوة قد افتضح في بلد دخل إليه جنودها بوصفهم حملة لواء الحرية والديمقراطية .

ثم إن لكل هذه التداعيات أثرها الكبير على الجنود الأمريكيين أنفسهم • فقد انخفضت معنوياتهم بسبب غياب السبب المنطقي لتواجدهم وبسبب ماتكبدوه من خسائر فادحة من الناحيتين المادية والمعنوية • ومما لا شك فيه أن هذه التداعيات ستترك تأثيراتها الواضحة على تجنيد الجنود الاحتياطيين بل وربما على القوات النظامية نفسها •

يذكر أن الحكمة التقليدية قد ذهبت عقب انهيار الاتحاد السوفييتي إلى القول بأن أمام دول العالم أن تختار بين أمرين: إما أن تقبل بسيادة وتفوق الولايات المتحدة الأمريكية عليها ، ضمن تحالف دولي جديد يرمي إلى إعادة تشكيل العالم وفق الاعتراف بسيادة القطب الواحد، أو أنه يحق للدول أن تسعى إلى تأسيس تحالفات جديدة ولكنها موازية للقوة الأمريكية •

الخيار الأخير هذا، هو الجرم الذي تتهم به فرنسا الآن بارتكابه، وإلى جانبها في قائمة الاتهام أيضا، كل من الصين وروسيا إلى حد ما •

غير أن الواقع السياسي نفسه، ربما برهن على أية حال ، عجز القوة الأمريكية وحدها عن بلوغ القدرة التي تمكنها من الاستجابة للمستجدات والتحديات المطروحة دوليا ، أو حتى للاستجابة للتحديات التي تفرضها أمريكا على نفسها •

فبموجب الطريقة التي تمارس بها الإدارة الأمريكية الحالية قوتها تلك ، تكون الولايات المتحدة قد أضعفت من مكانتها الدولية ، وكشفت للعالم ضعفا أمريكيا لم يكن منظورا ذات يوم •

وفي ظل وضع كهذا، ستتمهد الظروف الدولية لعودة ثنائية القوى مجددا إلى المسرح العالمي نتيجة لهذا العجز الواضح • وهذه هي الخطوة التي ستحظى بترحيب الرئيس الروسي " فلاديمير بوتين " على نحو خاص •

ففي الوقت الذي انصرفت فيه أنظار الولايات المتحدة واهتمامها في الحرب على الإرهاب ، والحروب الوقائية والدفاع عن الأمن القومي وما شابه ، تعاظمت في القارة الآسيوية بسرعة ، قوة الصين ونفوذها • يضاف إلى ذلك ما تعوله واشنطن على كل من الصين واليابان وغيرهما من الدول الآسيوية من أجل تمويل العجز الذي لا تستطيع بمفردها السيطرة عليه في الميزان التجاري الأمريكي ، وهذه نقطة ضعف أخرى بإمكانها تعطي انطباعا دوليا عن الولايات المتحدة الأمريكية ، بأنها الطرف الأضعف في شبكة هذه العلاقات الأميركية- الآسيوية •

أما على صعيد العلاقات الأوروبية – الأمريكية ، فإن التوترات السياسية التجارية بين الجانبين ، تعطي انطباعا هي الأخرى ، بأن واشنطن لا ترغب في فهم الواقع السياسي وحقائقه الجديدة ، وأن الحرب المعلنة على الإرهاب قد أصبحت هوسا لا علاقة له بتقاليد وتاريخ العلاقات الأطلسية التي تربط ما بين الجانبين ، بل ولا علاقة له بالتحليل السياسي العقلاني بشكل عام •

غني عن القول إن تطورات كهذه في الرأي العام العالمي ، ليست كفيلة لوحدها بتغيير موازين القوى الدولية، إلا أنها لاشك ، تؤدي إلى إضعاف الموقف الأمريكي دوليا •

وبذلك يمكننا أن نكتشف بأن الولايات المتحدة الأمريكية ليست بمستوى تلك القوة العظمى المفترضة و الوحيدة في هذا العالم كما يبدو للوهلة الأولى • ومثل هذا الشعور لا يثير الرغبة في الشماتة ولا الحزن خارج الولايات المتحدة أودا خلها ، إنما من شأنه أن يحفز الاهتمام الدولي بفهم ماهية القوة الأمريكية تلك على حقيقتها وإظهار بواطن ضعفها وإمكانية الاستعداد لمواجهة عجزها حيال بناء عالم من المفترض أن تنتشر فيه قيم العدالة والمساواة والديموقراطية و يسود فيه الأمان والاستقرار من قبل دولة عظمى أخذت على عاتقها قيادة العالم .

وما تم اكتشافه حتى الآن ليس سوى دعوة لأولئك العقلانيين إلى النظر حول المخاطر التي ينطوي عليها نظام دولي جديد مزعزع ، تقوده دولة عظمى مخيبة للآمال و ذو نظرة أحادية حيال تحديات عاتية تعصف بعالمنا اليوم من كل جانب .



#ماجدة_تامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحديات الجديدة للأوروبيين
- آراء حول تعريف الامبراطورية الجديدة
- أزمة المجتمعات الحديثة
- تحديات المنتدى الاجتماعي العالمي
- نحو عالم آخر ممكن
- إشكاليات المجتمع المدني


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجدة تامر - - الادارة الامريكية الجديدة و- تأليه القوة